سيناريوهات

بعد ضجة نهائي كأس أوروبا.. كيف يمكن محاربة أزمة العنصرية في بريطانيا؟

أفاضت مباراة نهائي كأس أوروبا لكرة القدم -التي جرت هذا الشهر- “كأس العنصرية” ببريطانيا؛ فقد انهالت الإساءات العرقية بحق لاعبين من منتخب إنجلترا، على خلفية إضاعتهم ركلات ترجيحية في النهائي الذي خسرته.

وتساءلت حلقة (2021/7/22) من برنامج "سيناريوهات" عن أسباب العنصرية في بريطانيا؟ وهل هي مجرد تصرفات فردية أم أنها بنيوية متجذرة في عمق المؤسسات الرسمية؟ وما الذي يجب القيام به لإيقاف مثل هذه الإساءات العنصرية في المستقبل؟

ولم تكن قضية اللاعبين من أصول أفريقية إلا الشجرة التي تخفي وراءها غابة من الجدل بشأن مشكلة العنصرية في بلد طالما اعتقد كثيرون أنه تجاوز حالة التفرقة بمراحل، وأنه يعيش حالة وئام مجتمعي بين مختلف أعراقه ودياناته.

وقال المحاضر في الجوانب الاجتماعية والثقافية للرياضة في جامعة "نيومان" ستيفان لورانس إنه يجب مطالبة الحكومة البريطانية بالقيام بخطوات عملية لمواجهة العنصرية، وذلك بدعم من الصفوة السياسية التي من شأنها تحسين عمل المؤسسات البريطانية، حتى يكون الإصلاح من قمة السلم المؤسساتي.

وأضاف أنه حري بالمؤسسات الإعلامية الكبيرة أن تقوم بمحاربة العنصرية في كرة القدم، وضخ موارد مالية من قبل الدولة لمواجهة الظاهرة سياسيا وإعلاميا، وكذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بتقنين منصاتها لمحاربة العنصرية.

تكاتف الجهود

من جهته، قال أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأميركية في بيروت ساري حنفي إن محاربة العنصرية تحتاج إلى تكاتف الجهود الدولية لتمكين الدول والمجتمع المدني والمؤسسات التعليمية، والأمم المتحدة، التي بإمكانها تكثيف الجهود الدولية لمساعدة الدول التي تعاني من العنصرية بشكل كبير.

وأشار إلى أن المجتمع المدني يشمل أيضا النقابات التي تملك كمّا هائلا من التعبئة، والتي من شأنها توجيه رسائل تسامحية لمجموعة كبيرة من الناس، فضلا عن الدور الرئيسي للمؤسسات الدينية التي يمكنها رفع مستوى الوعي لدى المجتمع.

كما قالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة "هاورد" نيامبي كارتر إنه في أميركا والمملكة المتحدة لا يقتصر التمييز العنصري على الأفراد، بل يتواجد أيضا في المؤسسات، وذلك يتجلى في ممارسات من شأنها تهميش بعض المجموعات التي يعتبرها البعض أقلية.

يذكر أن استطلاعا للرأي أُجري في مارس/آذار الماضي، ومولته صحيفة إندبندنت، كشف عن أن شريحة كبيرة من البريطانيين تعتقد بضرورة أن تبدأ المملكة المتحدة التصدي لمشكلة العنصرية. ووفق الدراسة، فإن نسبة الذين يرون أن المؤسسات البريطانية عنصرية تزيد بشكل لافت في أوساط البريطانيين من أصول أفريقية والآسيويين والأقليات العرقية.

وأظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "بي إم جي" (BMG) أن 31% من السود والآسيويين والأقليات الإثنية يرون حزب المحافظين حزبا عنصريا.

في المقابل، يتبنى 20% من عموم البريطانيين من مختلف الأعراق الرأي نفسه، ويرى 33% من البريطانيين أن قوى الشرطة عنصرية، في حين ترتفع نسبة أصحاب هذا الرأي إلى 42% بين المستطلعين المنحدرين من أقليات إثنية.