سيناريوهات

تجرى أم تؤجل؟.. هل اتضحت ملامح الانتخابات الرئاسية في ليبيا أم ما زالت غامضة؟

استبعد المحلل السياسي أشرف الشح أن تجرى الانتخابات الرئاسية الليبية في موعدها، خاصة في الوضع الحالي، معتبرا أن ذلك يعود لعدم وجود دستور يحدد الصلاحيات والمسؤوليات بين المؤسسات.

وأوضح -في حديثه لبرنامج "سيناريوهات" (2021/12/9)- أن الإصرار على إجرائها في هذه الظروف سيقود البلاد إلى عدم الاستقرار، مشيرا إلى أن المجتمعين الدولي والليبي يدركان أن إجراء هذا الانتخابات يهدد استقرار البلاد، وأنه يمكن أن تنفجر الأوضاع في حال الإصرار على إجرائها، واصفا أن العملية الانتخابية في حالة "موت سريري" ولا يمكن إجبار الليبيين على القيام بها.

بدوره، قال كبير الباحثين في معهد السياسات الخارجية في جامعة جونز هوبكنز، حافظ الغويل إن المجتمع الدولي حدد تاريخ الانتخابات دون تقييم المخاطر التي أصبحت جلية، في ظل غياب الإطار الدستوري والضمانات الأمنية وكذا المتطلبات التقنية واللوجستية لإجرائها، متسائلا عن إمكانية إقامة مراكز الاقتراع في ظل هذه الظروف.

وذهب إلى أن تأجيل الانتخابات أمر أساسي يحدده الليبيون ليقرروا من سيحكمهم، ولكن المخاطر الحالية مرتبطة بالأساس بغياب حوار عريض وتمديد العملية الانتخابية في حد ذاتها.

شروط معقدة

من جهته، رأى الدبلوماسي البريطاني وسفير بريطانيا السابق لدى ليبيا بيتر ميليت أن المنظومة التي اعتمدت لإجراء الانتخابات كانت غير واقعية، وزاد من تعقيدها أن كل الشروط التي وضعت خلال الاتفاق السياسي في جنيف لتنظيم الانتخابات في هذا الموعد لم يتم احترامها.

وأشار إلى أنه يجب التفكير بشكل منطقي إذا كان إجراء الانتخابات في حد ذاتها هو الهدف، معتبرا أن هذا ما فعله المجتمع الدولي بتركيزه غير العقلاني من دون نظرة واقعية للأحداث على الأرض، أم أن الاستقرار وبناء دولة هو ما تهدف إليه الانتخابات؟ وهنا سيتم اللجوء إلى قرار تأجيلها.

يذكر أن هذا الجدل يأتي وسط تفاقم الخلافات حول موعد إجراء أول انتخابات رئاسية في ليبيا. فبينما يضغط المجتمع الدولي باتجاه إجرائها في موعدها المقرر، تريد أطراف ليبية تأجيلها إلى حين إصلاح القوانين المنظمة لها.

في حين يحذر آخرون من أن عدم إجراء الانتخابات في موعدها قد يؤدي إلى مزيد من الانقسام والصراع وربما انزلاقِ الأوضاع إلى مواجهة مسلحة.