سيناريوهات

في ظل تصاعد الاحتجاجات وبيانات الجيش.. إلى أين تتجه الجزائر؟

ناقشت الحلقة المشهد الجزائري في ضوء استمرار الاحتجاجات المطالبة بسحب ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، وتوالي بيانات التحذير من المؤسسة العسكرية؛ وبحثت في السيناريوهات المحتملة لتطورات الأحداث بالبلاد.

استبعد مدير مركز دراسات العالم العربي والمتوسط الدكتور حسني عبيدي تأجيل الانتخابات الرئاسية في الجزائر، وأرجع ذلك لعدة أسباب أولها القانون الجزائري الذي لا يسمح بتأجيل الانتخابات دون إجراء تعديلات عليه تسمح بذلك، ومن ثم فإن قدسية إجراء الانتخابات في موعدها عند الجزائريين -وهو عرف مستمر منذ 30 عاما- أهم من عدم وجود بدائل لدى النظام أو المعارضة.

وأضاف -في تصريحات لبرنامج "سيناريوهات" بتاريخ (2019/3/7)- أنه كان من المفترض الإعلان عن عجز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لأسباب صحية، لكن النظام السياسي في البلاد لا يريد ذلك.

أما الباحث في علم الاجتماع السياسي ناصر جابي فلا يرى في تأجيل الانتخابات أي صعوبة خصوصا في ظل الوضع الصحي للرئيس الذي تقول التسريبات الصحفية إنه "حرج للغاية"، وعجز الرئيس التام في السنوات السابقة عن ممارسة مهامه الرئاسية دليل على ذلك، وبإمكان أي دكتور يطلع على حالته أن يثبت عجزه.

ويرى أستاذ العلوم السياسية قادر عبد الرحيم أنه من البديهي تأجيل الانتخابات لأن حالة الرئيس لا تساعده على خوضها، إضافة إلى غياب المنافس أو المرشح البديل. وأضاف أنه يجب على حلفاء الرئيس وأسرته إيجاد شخصية بديلة من داخل النظام، واشترط أن تكون شخصية متزنة وقادرة على جلب الجميع إلى طاولة الحوار، ليدير مرحلة انتقالية لا تتجاوز عامين.

إجراء الانتخابات
ولم يستبعد عبيدي مقاطعة الانتخابات في حال تم تجاهل مطالب المحتجين والمضي قُدما في ترشيح بوتفليقة، ومشيرا إلى تخوف النظام الحاكم من القطيعة المفاجئة مع السلطة. ويرى أنه من الأفضل الاتجاه إلى تأجيل الانتخابات والدخول في مرحلة انتقالية، وتهيئة الظروف لشخصية جديدة تستطيع الإمساك بزمام السلطة.

ويعتقد جابي أن التغير في رأي السلطة بشأن الاحتجاجات جيد، وأشار إلى وجود انطباع عند الجزائريين بأن هناك حوارا يدور خلف الكواليس للخروج بصيغة من أجل تأجيل الانتخابات، وإذا استمرت الاحتجاجات فسيكون من الصعب إجراء أي مهرجان انتخابي.

ويرى عبد الرحيم أنه من المستحيل إجراء الانتخابات لأن الطرف الرئيسي في هذا السباق –وهو الرئيس بوتفليقة- يرقد داخل المستشفى في وضع صحي حرج، لافتا إلى أن الوضع في الجزائر تغير بحيث بات أغلب من في السلطة يعي أن الاحتجاجات غيرت الوعي عند الشارع الجزائري، وبالتالي يجب أخذها بعين الاعتبار.

انزلاق نحو المجهول
ويرى عبيدي أنه من غير الصحيح تخويف المحتجين من أن الوضع في الجزائر سيتحول إلى صورة مماثلة للوضع السوري، واصفا هذا السلوك بأنه "أسلوب لا يفيد مع الشعب الجزائري".

وأوضح جابي أن النظام الحاكم في الجزائر يرى أن الرئيس هو صاحب الحق المطلق ولا يستطيع أن يراه خارج السلطة. وأكد أنه لا حل إلا عبر الخضوع لمطالب الشعب الجزائري، مشددا على أن الشعب سينتصر وسيفرض سحب ترشيح بوتفليقة وإجراء إصلاحات حقيقية.

ويستبعد عبد الرحيم أن يقدم أي طرف على تفجير الموقف ضد المحتجين لجرهم إلى العنف، إلا إذا شعر بعض المسؤولين الحاليين بفقد مصالحه في السلطة فإنه قد لا يتوانى في استخدام العنف ضد المحتجين.