سيناريوهات

بعد خاشقجي.. المال أم المبادئ ستحدد علاقة الغرب بالسعودية؟

جمال خاشقجي، رمز الكلمة الحرة والشخصية المستقلة الذي أيقظ سؤال مستقبل العلاقة بين السعودية والغرب، في ظل صورة إصلاحية روّجتها الرياض وباتت مهددة بالانهيار، فما أفق هذه العلاقة؟

تحوّل الصحفي السعودي جمال خاشقي بعد اختفائه المريب داخل قنصلية بلاده بإسطنبول قبل تسعة أيام إلى رمز للكلمة الحرة والشخصية المستقلة، ووضع باختفائه علاقة بلاده بحلفائها الغربيين الأقوياء على المحك، وأمام سيناريوهات قد تهدم كل جهود السعودية لتحسين صورتها أمام العالم.

حلقة (2018/10/11) من برنامج "سيناريوهات" بحثت في السيناريوهات المتوقعة للعلاقة بين السعودية والغرب -وتحديدا الولايات المتحدة- فيما لو صحت الاتهامات بتورطها بإخفاء الصحفي خاشقجي وربما قتله.

إلى أي مدى يمكن أن تشكل قضية خاشقجي نقطة تحول في علاقات الغرب مع السعودية؟ هل ستنتصر قيم الغرب المضمنة في دساتيره على منطق مصالحه، ويذهب إلى حد محاسبة السعودية؟ أم أن الأمر سيقتصر على تسجيل مواقف لن تكون مكلفة للرياض ولن يكون لها أي أثر على العلاقات القائمة بينهما؟

أجمع المحللون السياسيون الذين استضافهم البرنامج، على أن الغرب في شقه الأميركي لن تقوده قضية جمال خاشقجي إلى قطع العلاقة، فبلغة السياسة والمصالح لا شيء يجبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب على محاسبة شريكه السعودي الثري على أي تورط له بقضية خاشقجي.

في هذا السياق، قالت الدكتورة مضاوي الرشيد أستاذة علم الاجتماع السياسي الزائرة بكلية لندن للعلوم الاقتصادية والسياسية، إن ترامب يستغل عمليا موضوع خاشقجي لغايات انتخابية، وإنه سيراهن على الوقت وسيبقي على علاقة بلاده بالرياض.

وأشارت إلى أن علاقة واشنطن بالرياض لم تتأثر رغم تدميرالأخيرة لبلد مثل اليمن،" فكيف تتأثر بقضية صحفي؟"، واستشهدت بما جاء على لسان دبلوماسي أميركي سابق قال لـ"بي بي سي" إن هناك أسبابا تمنع قطع العلاقة بين السعودية وأميركا، فـ"العلاقة السعودية الإسرائيلية تعيش أفضل فتراتها، كما أن السعودية عنصر مهم في تحريك الاقتصاد وشراء السلاح من الولايات المتحدة".

الدفع مقابل الحماية
بدوره، رأى لوسيانو زكارا الباحث في مركز دراسات الخليج التابع لجامعة قطر، أن الطلب المتكرر للدفع مقابل الحماية الأميركية يجعل الأمر يحمل تبعات اقتصادية، وأضاف "كما يقول المثل الإنجليزي: الأعمال تبقى أعمالا"، والولايات المتحدة بحاجة إلى الأموال التي تدفعها المملكة السعودية.

وأشار إلى أن تصريحات ترامب الأخيرة كانت قوية بفعل الضغوط، لكن قراراته وإجراءاته ستكون موافقة للمصالح الداخلية، كما أنه سيحاول التوصل إلى تسوية مع السعودية لإنقاذ ماء الوجه من دون الإضرار بالعلاقة التي تجمع البلدين.