للقصة بقية 

بمقابلات حصرية للقصة بقية.. هكذا يهاجم العنصريون الهندوس المسلمين في الهند

تتبعت حلقة (2022/10/3) من برنامج “للقصة بقية” سياسات التضييق والتهميش التي يتعرض لها مسلمو الهند، وما أسفرت عنه من انتهاكات واعتداءات بحقهم.

ويوثق البرنامج -في فيلم تسجيلي بالأرقام- حوادث الاعتداء التي تعرض لها المسلمون في الهند، مقسمة على حقب زمنية، وصولا إلى ما بعد تولي حزب "بهاراتيا جاناتا" الحكم عام 2014. وقد واجه البرنامج أعضاء من الحزب بالاتهامات الموجهة إلى مسؤولين فيه بتأجيج المشاعر المعادية للمسلمين.

كما عايش "للقصة بقية" قصصا لعدد من مسلمي الهند، تعرضوا لاعتداءات جسيمة وممارسات تمييزية ضدهم، جراء تحريض القوميين الهندوس.

حيث تعرضت الهندية المسلمة بلقيس بانو للاغتصاب، وقتل 14 فردا من عائلتها من قبل 11 شخص تم إطلاق سراحهم في أغسطس/آب الماضي، وهو ما فجر غضب المسلمين.

وترى الصحفية المستقلة نيتا كولاتكار أن الإفراج عن المدانين الـ11 يرسل رسالة سلبية مفادها أن الدولة الهندية لا تقدر حياة ضحايا الاغتصاب، متهمة الاستعمار البريطاني بوضع بذور العنف حين قسم البلاد على أسس طائفية وجعل الحكم على أساس ديني، واستهداف الأقليات.

وقد شهد شهر يونيو/حزيران الماضي احتجاجات في كل الأراضي الهندية، بعد أن أطلقت مسؤولة في الحزب الحاكم تصريحات مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كما امتدت الاحتجاجات إلى دول إسلامية أخرى، وطالبت دول عدة الحكومة الهندية بوقف المسؤولين عن التصريحات المسيئة ومحاسبتهم.

ويرى أستاذ العلاقات الدولية عمير أنيس أن الحزب الحاكم بقيادة ناريندرا مودي عمل على رفع مستوى التعاون مع الدول العربية والإسلامية، لكن التصريحات المسيئة للرسول وضعت الحزب ورئيسه في حرج كبير مع هذه الدول، مما دفعه إلى سرعة إقالة المسؤولين المتسببين بهذه المشكلة.

فيما قلل سوديش فيرما المتحدث الرسمي باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند من أن تؤثر هذه الأفعال -التي وصفها بالفردية- على العمالة الهندية في الدول العربية والإسلامية، مؤكدا أن الحكومة الهندية أوضحت الموقف للدول الصديقة التي تفهمت الوضع، وانتهت المشكلة في حينها، بحسب قوله.

ويمثل المسلمون نحو 15% من سكان الهند، بواقع 209 ملايين نسمة بحسب تعدد عام 2021، وقد تقلدوا العديد من المناصب في البلاد حتى وصلوا إلى منصب رئيس الجمهورية، ولهم إسهامات في العديد من المجالات داخل البلاد، كما أنهم يمثلون ثالث أكبر مجتمع إسلامي في العالم بعد إندونيسيا وباكستان.

بدوره روى محمد نصير -الذي يسكن في منزل ملاصق لمعبد هندوسي- قصته مع الاعتداءات التي تعرض لها من قبل المتطرفين الهندوس وأدت إلى فقده عينه، معتبرا أن ثقته بجيرانه من الهندوس كانت أمرا خاطئا، لأن الضرر الذي لحق به أثر على حياة أسرته كاملة لا حياته فقط.

في المقابل، ترى الناطقة الرسمية باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم شازيا علمي أن الدولة لا تميز بين مواطنيها من مختلف الأديان، وتعامل الجميع على أساس القانون، داعية لعدم زج اسم رئيس الوزراء ناريندرا مودي في كل جرائم الكراهية ضد المسلمين، لأنها ادعاءات سخيفة بحسب زعمها.

وأضافت أنه لا بد من سن قوانين لضبط النشر على منصات التواصل الاجتماعي، من أجل وقف نشر الكراهية ضد المسلمين والهندوس، ليتحقق العيش بسلام دون أي كراهية.

فيما اتهم مظفر حسين العضو السابق في المجلس التشريعي لولاية ماهاراشترا، الاحتلال البريطاني للهند بخلق بؤر الصراع بين المسلمين والهندوس منذ وقت مبكر، حين قسموها على أسس دينية وطائفية، كما اتهم الحزب الحاكم بعدم تقبل التعدد الديني في البلاد، كاشفا عن سعيهم لتغيير قوانين البلاد لتكون ضد المسلمين.

بيع المسلمات

واستمرارا لمسلسل الكراهية ضد المسلمات، ظهرت مواقع على الإنترنت في الهند لبيع النساء المسلمات في المزادات. ويعمل الموقع على جمع معلومات المسلمات الناشطات على منصات التواصل الاجتماعي، ووضعها ضمن قائمة من الأسماء للعرض بغرض البيع، مع وضع روابط حساباتهن الشخصية على هذه القوائم.

وتروي تازين جنيد -وهي إحدى ضحايا مواقع بيع المسلمات في الهند- كيف صدمت عندما رأت صورتها التي سرقت من أحد حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي تظهر في الموقع المخصص لبيع النساء، مؤكدة أن الأمر مثل صدمة كبيرة لها، لكنه في ذات الوقت لم يوقفها عن نشاطها على المنصات.