للقصة بقية 

هذه أكبر الكوارث التي تتوقعها منظمات الإغاثة بسبب كورونا

ناقشت حلقة (2020/5/4) من برنامج “للقصة بقية” التحديات التي تواجه الإغاثة الإنسانية، وكيف يؤثر تفشي وباء كورونا على هذه المساعدات في ظل التضييق المستمر على المنظمات العاملة في المجال؟

قال تقرير لمنظمة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 132 مليون شخص في 42 دولة حول العالم أصبحوا بحاجة إلى مساعدات عاجلة وحماية، وإن 40% منهم موجودون في المنطقة العربية، وإن كلفة تغطية احتياجاتهم تبلغ 25 مليار دولار، وتوقع التقرير وصول المحتاجين في كل دول العالم إلى نحو 168 مليونا.

حلقة (2020/5/4) من برنامج "للقصة بقية" سلطت الضوء على تحديات الإغاثة الإنسانية في العالم، خصوصا مع تفاقمها بسبب تفشي وباء كورونا، وناقشت الصعوبات التي تواجه وصول الإغاثة الإنسانية لمستحقيها حول العالم.

فالعديد من المؤسسات وجمعيات العمل الخيري تنشط في المنطقة، لكن المنظمات تعاني من العنف الذي يترصّد فرقها العاملة في مناطق النزاع، ويتنوع العنف بين الخطف وإطلاق النار والاعتداء بالضرب والاعتداء الجنسي، وقد بلغت الاعتداءات بين العامين 2009 و2018 حوالي 3241 اعتداء حول العالم.

وترى مديرة الأبحاث في مؤسسة "أل أي سي يو" زين الملاذي أن العمل الإنساني يختلف باختلاف المنطقة، كون المناطق التي تشهد حروبا تكون الأولوية فيها هي توفير الحماية للمدنيين وإنقاذهم من الموت، بعكس المناطق المستقرة حيث يكون على المؤسسات العمل على رفع مستوى المعيشة للمحتاجين.

أما مديرة الإعلام الإقليمي بمنظمة اليونيسيف جولييت توما فقالت إن المنظمة تعمل منذ 70 عاما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإن تركيزهم ينصب خلال هذه الفترة على المساعدات المنقذة للحياة والاستجابة لحالات الطوارئ والأوبئة، ففي سوريا تعمل المنظمة على تعليم الأطفال الذين اضطروا لترك مقاعد الدراسة.

وأضافت أن المنظمة عملت في اليمن على مكافحة وباء الكوليرا الذي فتك بآلاف الأشخاص هناك، كما تحدثت عن القيود التي تعترض عمل المنظمة وفي مقدمتها الحروب، بالإضافة إلى القيود التي تفرضها أطراف النزاع على التنقلات، ونقص الدعم والموارد المالية.

وللمساهمة في تأمين الاحتياجات المتزايدة، تنشط منظمات محلية ودولية إلى جانب منظمات الأمم المتحدة، وتعد شريكا مهما وأساسيا في دعم العمل الإنساني وتنفيذ المشاريع في الواقع المحلي، ومن هذه المنظمات مؤسسة قطر الخيرية التي تعمل بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة والعديد من المنظمات العالمية.

ويقول مدير العمليات الخارجية بمؤسسة قطر الخيرية فيصل الفهيدة إن المؤسسة تعمل منذ 30 عاما في مجال العمل الإنساني والتنموي في أكثر من 50 دولة حول العالم، ويتوزع عمل المؤسسة على العديد من القطاعات مثل التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية والمياه والأمن الغذائي والإغاثة العاجلة، ووصل الحجم الإجمالي للإغاثة خلال العام 2018 إلى 400 مليون دولار.

بدوره أوضح رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية بولنت يلدريم أن المؤسسة تنشط بشكل عالمي، وأن أكثر المستفيدين من أعمالها هم السوريون بسبب الحرب في بلدهم، بالإضافة إلى سكان أركان في ميانمار الذين تعرضوا للمذابح، وهو الأمر الذي رفع عدد الفارين منها إلى مخيمات في بنغلاديش.

ويقول يعقوب ألاجا من المكتب الإعلامي لمنظمة الإغاثة التركية إن المساعدات قبل حصار قطر كانت تغطي في مدينة كلس التركية حوالي 65 ألف شخص عبر مطبخ يجهز الطعام للاجئين بشكل يومي، ولكن بعد الحصار توقف المطبخ لأنه كان يعمل بالشراكة مع مؤسسة قطر الخيرية.

وقد تغير الوضع بعد قيام السعودية والإمارات ومصر والبحرين بحصار قطر عام 2017، وقيام هذه الدول بتصنيف العديد من المؤسسات والشخصيات في قوائم "إرهاب" خاصة بها، وهو الأمر الذي ساهم في التضييق على تحركاتها ونشاطاتها الإنسانية، كما تصاعد التضييق على الأعمال الإنسانية وفقما أشار تقرير لمنظمة هيومين رايتس وواتش صدر عام 2019.

وذكر التقرير أن النظام السوري تعمّد منع وصول المساعدات لبعض المناطق من أجل السيطرة عليها، وفي اليمن يعيق التحالف السعودي الإماراتي وصول المساعدات، كما تقوم جماعة الحوثي بسرقة المساعدات في مناطق سيطرتها، وفي الصومال تواجه المنظمات تحديات خطيرة بسبب انعدام الأمن، وفي جنوب السودان تتعرض القوافل للهجوم من كل الأطراف.

وأوضح التقرير أنه مع تفشي وباء كورونا حول العالم، برزت العديد من الصعوبات أمام المنظمات العاملة في المنطقة، خصوصا مع التخوف من تفشيه في مخيمات اللاجئين والمناطق الفقيرة والنائية، وأن يتحول تأمين الناس إلى أولوية الأهم من توفير الاحتياجات الأساسية لهم.