الشريعة والحياة - صورة عامة
الشريعة والحياة

فقه الدعاء

قال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي) فما مقاصد الدعاء؟ ومتى تتحقق الاستجابة؟ وهل يعتبر الدعاء على غير المسلمين من باب الاعتداء في الدعاء؟

– وظيفة الدعاء وأنواعه وشروطه
– أشكال الاستجابة للدعاء والاعتداء في الدعاء

– الدعاء لولي الأمر والمفضلات من الأماكن والأوقات

عثمان عثمان
عثمان عثمان
يوسف القرضاوي
يوسف القرضاوي

عثمان عثمان: السلام عليكم مشاهدينا الكرام وأهلا ومرحبا بكم على الهواء مباشرة في حلقة جديدة من برنامج الشريعة والحياة. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[البقرة:186] فما مقاصد الدعاء ومتى تتحقق الاستجابة؟ وما مشروعية الدعاء لأولياء الأمور بأسمائهم على المنابر؟ وهل يعتبر الدعاء على غير المسلمين من باب الاعتداء في الدعاء؟ فقه الدعاء موضوع حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة شيخنا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، مرحبا بكم سيدي.


يوسف القرضاوي: مرحبا بك يا أخ عثمان.


عثمان عثمان: بداية دكتور لماذا ندعو؟ يعني هل وظيفة الدعاء تعبدية محضة أم أن له منافع عملية؟


يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد. فقبل أن أجيب عن هذا السؤال لا بد لي من كلمة جريا على سنتنا في هذا البرنامج أن نتحدث عمن فقدهم المسلمون من علماء ودعاة ومفكرين وكتاب، وبالأمس فقدت مصر وفقد العالم العربي والإسلامي رجلا من رجالات العلم والإيمان، الدكتور مصطفى محمود الطبيب والأديب والكاتب والناقد والباحث الذي كان في فترة من الفترات قد أدركه الإلحاد أو أدركه الشك الموضة التي كانت سائدة في عالمنا العربي موضة، موضة هذا الوقت ولكن الله سبحانه وتعالى يعني أنقذه بعد هذا الشك وكتب في هذا "رحلتي من الشك إلى الإيمان"، في فترة من الفترات كانت كتبه تصادر لما فيها من مضادة لرياح الإيمان واليقين مثل كتابه "الله والإنسان" ولكنه بعد ذلك أصبح من أكبر الدعاة إلى الإيمان ولا شك أن العالم العربي كله يعرف برنامجه الذي استمر سنين طويلة وقدم فيه حوالي أربعمائة حلقة من حلقات برنامج "العلم والإيمان" يعني وامتاز طبعا مصطفى محمود رحمه الله بأسلوبه الشيق والجذاب والذي يميل دائما إلى التبسيط وإلى الإمتاع أيضا بقلمه الرشيق وأسلوبه الأنيق ولفتاته العميقة فظل يعرض "العلم والإيمان" سنين طويلة وكتب عدة كتب بعضها يعني حدث عليها بعض الاعتراضات مثل كتابه عن "القرآن محاولة لفهم جديد" واعترضت عليه بنت الشاطئ وبعض.. ولكن يعني أنا أقول مثل هذه الكتب لا يجب أو لا يجوز أن تؤخذ على أنها تفسير رسمي، لا، هي يعني عبارة عن تأملات، تأملات كاتب باحث ناقد يعني فيعني يؤخذ منها ويترك ولم يجر فيها أو لم يمل كل الميل كما بعضهم مثل من يسمى شحرور ونصر أبو زيد وهؤلاء الناس الذين شطحوا شطحات بعيدة، هو لم يصل إلى هذه الدرجة. أيضا في المدة الأخيرة تحدث عن الشفاعة وكان له موقف وبعض العلماء يعني ردوا عليه ردا عنيفا وأنا ممن انتقدوا موقفه من الشفاعة وكتبت فيها رسالة ولكني لم أقس عليه لأنه أولا هو يعني الشفاعة أمر اختلف فيه حتى المعتزلة أنكروه والشيخ محمد عبده كان له رأي في مثل هذه الأمور، فنصحته فيها. على كل حال الرجل عاش يعني سنواته الأخيرة للإسلام وللدعوة إلى الإسلام وللصحوة الإسلامية وأنشأ مسجده المعروف مسجد مصطفى محمود الذي كان مركزا من مراكز الدعوة وفيه أنشطة عدة ودعيت فيه مرة إلى إلقاء خطبة الجمعة ولقاء بعد صلاة الجمعة. فلا نملك إلا أن ندعو الله سبحانه وتعالى لأخينا المغفور له إن شاء الله، نسأل الله أن يتقبله في الصالحين وأن يجعل الفردوس الأعلى مثواه وأن يجزيه خيرا عن دينه وأمته. نعود إلى..

وظيفة الدعاء وأنواعه وشروطه


عثمان عثمان: فضيلة الدكتور بالعودة إلى الحلقة، "الدعاء مخ العبادة" كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن السؤال لماذا ندعو؟ يعني هل الدعاء وظيفته تعبدية محضة أم أن له وظائف عملية؟


يوسف القرضاوي: الدعاء، ما هوالدعاء؟ الدعاء التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالطلب ليقضي للإنسان حاجة من حاجاته الدنيوية أو الآخروية، حاجاته لشخصه لأهله لأولاده لمن يحب للأمة للإنسانية، هذا التوجه يعني إلى الله هو يدل على افتقار إلى الله عز وجل هو الدعاء. هذا الدعاء لماذا نتوجه إلى الله بالدعاء؟ لحاجتنا، يعني نحن لنا حاجات نعجز عن أن نحققها فنلجأ إلى من يقدر على تحقيقها من يهيئ الأسباب لتحقيقها من لا يقف عند الأسباب، أسباب يعني نحن ملزمون بالأسباب إنما ربنا سبحانه وتعالى أحيانا يعمل بما فوق الأسباب في بعض الأمور فنلجأ إلى الله عز وجل ندعوه أن يحقق لنا آمالنا ويلبي لنا مطالبنا لأننا عجزنا عن تحقيقها فنلجأ إلى من هو أقدر منا، لا حول لنا ولا قوة إلا بالله فنلجأ إلى الله عز وجل. اللجوء إلى الله هذا هو الدعاء.


عثمان عثمان: يعني بعض العلماء تحدث عن دعاء عبادة ودعاء مسألة، يعني هل يمكن الحديث عن أنواع من الدعاء؟


يوسف القرضاوي: هو قسموا الذكر إلى ذكر ثناء وذكر دعاء، الدعاء لون من الذكر، الله تعالى يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}[الأحزاب: 41، 42] فالدعاء هو لون من الذكر، الذكر بعضه ثناء زي سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وبعضه دعاء، اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وعافني وارزقني إلى آخره، مثل الفاتحة فاتحة الكتاب كلها ذكر لله، بعضها، أولها ذكر ثناء وآخرها ذكر دعاء {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}[الفاتحة:2- 4] هذا ذكر ثناء وهناك ذكر دعاء اللي هو {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}[الفاتحة:6] إلى آخره. أيضا أحيانا الدعاء أو ما يكون في صورة الدعاء يكون دعاء ثناء على الله كما قال سيدنا إبراهيم {رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللّهِ مِن شَيْءٍ فَي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء}[إبراهيم:38] ده دعاء ثناء، ما طلبش حاجة إنما بعدها مثلا قال {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء، رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ}[إبراهيم:40، 41] ده إيه؟ دعاء طلب يعني مسألة يسأل الله شيئا، أيضا مثلا أولي الألباب الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض ويقولون {..رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[آل عمران:191] ده دعاء ثناء على الله، {رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ}[آل عمران:192] ده ثناء، بعد كده جاء بقى {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ، رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ..}[آل عمران: 193، 194] هذا دعاء، فممكن يكون في دعاء أحيانا يكون للثناء على الله عز وجل وأحيانا يكون لطلب الحاجات من الله عز وجل.


عثمان عثمان: الله عز وجل يقول {.. ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ..}[غافر:60] في دعاء المسألة هل يعني ذلك أن كل دعاء يجب أن يكون مستجابا من الله عز وجل وفقا للآية الكريمة؟


يوسف القرضاوي: الله سبحانه وتعالى يقول {.. ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ..} ولكن يعني الدعاء المستجاب له شروط لا بد للإنسان أن يحقق الشروط..


عثمان عثمان (مقاطعا): ما هي هذه الشروط؟


يوسف القرضاوي: (متابعا): لا يمكن أن يوفى بالمشروط إلا إذا استوفى الشرط فهناك شروط للدعاء، أولا أن تطلب يعني من الله سبحانه وتعالى وتخلص له الدعاء، حينما يكون الدعاء دعاء مخلص يستجيب الله له زي دعاء المضطر، ربنا يقول {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ..}[النمل:62] قال {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ..}[النمل:60] أمن كذا يعني جعله مثل خلق السموات والأرض وإيلاج الليل في النهار والنهار في الليل مثل هذه الظاهرة الكونية الله يجيب المضطر، لماذا؟ لأن المضطر في هذه الحالة يلجأ إلى الله بشدة الحاجة بإخلاص مثل ساعة الغرقى عندما تحيط بالسفينة الأمواج من كل مكان ويظن الناس أنهم أحيط بهم خلاص تضطرب السفينة خلاص الهلاك الهلاك، هناك يقول القرآن {..دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ..}[يونس:22] دعوا الله.. مع أنهم مشركون إنما في هذه الحالة ينسى الشرك وينسى هبل واللات والعزى ويذوب الطلاء الكاذب هذا ولا يبقى إلا الفطرة الحقيقية والفطرة الحقيقية هي اللجوء إلى الله، فيقول يا رب مخلصا له الدين وما دام مخلصا له الدين يحقق له ما طلبه، عند الاضطرار يجيب المضطر إذا دعاه. هناك أيضا أن الإنسان يعني كي يستجيب الله دعاءه لا بد أن يكون يعني مأكله حلالا ومشربه حلالا وحياته حلالا ما يعيش في الحرام منغمسا في الحرام يأكل أموال الناس بالباطل، حلال أكلناه حرام أكلناه بالرشوة بالربا بالاحتكار بظلم الفقراء والضعفاء باستغلال حاجات الناس وبعدين أقول يا رب! لا، النبي عليه الصلاة والسلام ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر ولعله سفر في حج أو عمرة يمد يديه إلى السماء يقول يا رب يا رب ومأكله حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك؟

أشكال الاستجابة للدعاء والاعتداء في الدعاء


عثمان عثمان: فضيلة الدكتور يعني في هذه المسألة في مسألة الاستجابة البعض ربما يقول أدعو الله عز وجل فلا يستجيب لي وبالتالي يستنكف عن الدعاء ويترك الدعاء لأنه يظن واهما أن الله عز وجل ربما لا يستجيب دعاءه.


يوسف القرضاوي: هذا ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم أنه يستجاب للعبد ما لم يستعجل، قالوا وكيف يستعجل يا رسول الله؟ قال يقول دعوت ودعوت فلم يستجب لي، يستحسر عن الدعاء، ولكن يعني ينبغي أن يعلم أن الله سبحانه وتعالى قد يجيب الدعاء بطريقة غير الطريقة التي يريدها الإنسان، الله سبحانه قد يستجيب كما جاء في الحديث عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله إحدى ثلاث خصال. واحدة من ثلاث إما أن يعجل له دعوته، يقول يا رب أغنني يرزقه الغنى يا رب يسر لي الزواج يزوجه يا رب استرني يستره، فإما أن يعجل له دعوته وإما أن يكف عنه من السوء مثلها، كانت حتيجي له مصيبة فببركة هذا الدعاء ربنا دفع عنه هذه المصيبة وهو لا يدري فاستجاب له في صورة من الصور، والثالثة أن يدخرها له في الآخرة يعني فواحدة من ثلاث ولذلك الصحابة قالوا يا رسول الله إذاً نكثر، ما دام كسبانة كسبانة أقل حاجة حيكون لنا الأجر في الآخرة إذاً نكثر، قال الله أكثر، أكثروا وما عند الله أكثر مما تطلبون لأن الله لا تنفد خزائنه، الحديث القدسي الشهير "قل يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم اجتمعوا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك من ملكي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر" المخيط أداة الخيط الإبرة يعني، لما الإبرة تحطها في المحيط حتنقص منه إيه؟ إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، فملك الله واسع، أكثروا فما عند الله أكثر.


عثمان عثمان: البعض يكثر من الدعاء رجاء الإجابة، هناك أيضا من يدعو الله عز وجل على وجه الاختبار، يقول ندعو الله عز وجل فإن أجاب لنا أجاب وإلا فإن الدعاء لن يضر شيئا.


يوسف القرضاوي: لا، هذا يعني مذموم نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم قال لا يقل يا رب اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت اللهم انصرني إن شئت، لا، يقول ليعزم أحدكم الدعاء فإن الله لا مكره له، يقول يا رب انصرني، على طول، يا رب ارحمني يا رب.. مش إن شئت دي، إن شئت دي بتخلخل الدعاء بتضعفه، خليك ادع جازما المسألة وثق أن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يحقق دعوتك، مهما كانت بعيدة في ظنك فإنها هينة على الله سبحانه وتعالى.


عثمان عثمان: فضيلة الدكتور أيضا يعني في موضوع الدعاء جاء في بعض كتب الآثار عن أشخاص كانوا مجابي الدعوات، كيف يكون المرء مجابا للدعوة التي يدعو الله عز وجل بها؟


يوسف القرضاوي: هناك أصناف مجابة الدعوة وهناك أشخاص مجابو الدعوة، الأصناف كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم "ثلاثة لا ترد دعوتهم، الإمام العادل والصائم حين يفطر ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين" فدي أصناف مجابة الدعوة خصوصا المظلوم يدعو،

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا

فالظلم ترجع عقباه إلى الندم

تنام عيناك والمظلوم منتبه

يدعو عليك وعين الله لم تنم

هذه أصناف من الناس مستجابو الدعوة. هناك أشخاص مستجابو الدعاء مثل كان في الصحابة سيدنا سعد بن أبي وقاص، سيدنا سعيد بن زيد. سيدنا سعد بن أبي وقاص سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة، قال يا سعد طيب طعمتك تستجب دعوتك، يعني خلي طعامك طيبا حلالا كل من حلال واحرص على الحلال. فكان سعد مستجاب الدعوة، في عهد سيدنا عمر، سيدنا عمر ولاه أميرا على الكوفة بعد انتصاره في القادسية وفتح بلاد الفرس وبعد أن خطط سيدنا عمر البصرة والكوفة فدعا له أميرا على الكوفة وبعض الناس راح اشتكاه لسيدنا عمر يعني شكاوى لم يكن لها أصل ولكن سيدنا عمر بعث من يسأل عنه فسأل عنه راح المساجد وعند القبائل يسألهم كلهم يثنون عليه خيرا إلا واحدا من بني عبس قال أما إذ نشدتنا الله فإن سعدا لا يسير في السرية ولا يعدل في القضية ولا يقسم بالسوية، وبالك سيدنا عمر! فعزل سيدنا سعد، سيدنا سعد قال اللهم إن كان هذا الرجل يعني كاذبا قام مقام رياء وسمعة يعني أحب يعمل أن هو يعني ما يهموش الأمير ولا يعمل كذا رياء وسمعة إن كان كاذبا فأطل عمره وأطل فقره وافتنه في حياته، فطال عمر الرجل حتى سقط حاجباه يعني واشتدت حاجته وفتن حتى أنه كان يعني هو يبلغ المائة ولا حاجة ويمشي يعني يغازل البنات الصغيرات فيقولون له يا رجل عيب عليك، يقول لهم مفتون أصابتني دعوة سعد. فكان أيضا كذلك سيدنا سعيد بن زيد وهو من العشرة المبشرين بالجنة، واحدة اتهمته أنه أخذ جزءا من أرضها واشتكته عند مروان بن الحكم فمروان بن الحكم جابه وسأله وقال له المرأة دي بتقول كذا، قال له أنا آخذ من أرضها بعد أن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من أخذ شبر أرض ظلما طوقه من سبع أراض يوم القيامة"؟ اللهم إن كانت هذه المرأة كاذبة فاعم بصرها واقتلها في أرضها، فعاشت هذه المرأة حتى عميت وفي أرضها ماشية مرة وقعت في حفرة ماتت فيها ودفنت فيها. فمثل هؤلاء الناس المجابي الدعوات.


عثمان عثمان: فضيلة الدكتور ولكن الدعوة على هذه المرأة وعلى ذلك الرجل الذي بلغ من العمر عتيا ألا.. يعني البعض ربما يعتبر هذا من الاعتداء في الدعاء.


يوسف القرضاوي: لا، ليس هذا، الله تعالى يقول {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ..}[النساء:148] فمن دعا على من ظلمه لا..


عثمان عثمان: لا يعتبر اعتداء في الدعاء.


يوسف القرضاوي: لا شيء عليه إنما الاعتداء في الدعاء أحيانا الاعتداء في الدعاء يدعو بشيء محرم يا رب يسر لي الزنا بكذا أو يا رب يسر لي آكل الربا أو صفقة حيكسب فيها بالحرام يدعو، هذا هو الاعتداء في الدعاء أو حتى الاعتداء في أشياء يعني العلماء قالوا الإنسان يدعو خصوصا مثلا في الصلاة يدعو بما يشبه دعاء القرآن ودعاء السنة إنما ما يدعيش بالدعاء الشبيه بكلام الناس، ما يقولش يا رب زوجني بنت العمدة في القرية أو بنت السلطان أو.. يعني حتى بعض الصحابة سمع ابنه يقول اللهم أسكني في القصر الأبيض عن يمين الجنة، فقال له يا بني إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول سيكون هناك قوم يعتدون في الدعاء وفي الطهور، في الطهارة، يتجاوزون يعني الحدود، إذا سألت الله فقل اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، فهذا الاعتداء. أحيانا في اعتداء حتى على الكفار يعني أنا ذكرت في كتابي "خطابنا الإسلامي في عصر العولمة" أن هناك من المسلمين من يدعو على الكفار دعاء غير جائز مثل اللهم أهلك اليهود والنصارى، لا يجوز الدعاء على إهلاك اليهود و.. لأن في يهود ونصارى عايشين في بلادنا المسلمين لا ذنب لهم، في بعض اليهود ضد إسرائيل وضد قيام يعني إسرائيل، في بعض النصارى مسالمين لنا ومواطنين من مواطنينا بنسميهم أهل الذمة أو أهل دار الإسلام فلماذا تدعو على هؤلاء؟ نحن نقول اللهم عليك.. أنا بأدعو في خطبة الجمعة، اللهم عليك باليهود الغاصبين الظالمين أو بالصهاينة..


عثمان عثمان: يجب التوصيف.


يوسف القرضاوي: اللهم عليك بالصليبيين الحاقدين الكائدين. مش النصارى ولا اليهود، وحتى لما أدع على اليهود ما أقولش اللهم يتم أطفالهم اللهم رمل نساءهم الله خرب ديارهم، لا، لم يرد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، القرآن يقول {..وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}[آل عمران:147] النبي عليه الصلاة والسلام يقول اللهم يا منزل الكتاب ويا مدني السحاب ويا سريع الحساب ويا هازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم، اللهم اهزمهم وزلزلهم. آخر ما دعا النبي عليه الصلاة والسلام على قريش بعد أن آذته وفعلت به ما فعلت قال اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسنين يوسف ابتلهم بالقحط، {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ..}[الأعراف:130] المجاعات، فيا رب سلط عليهم المجاعة حتى يعتبروا، هذا.. فالزيادات على هذا هو نوع من الاعتداء في الدعاء.


عثمان عثمان: إذاً هذا من باب الاعتداء في الدعاء ولكن فضيلة الدكتور، رب العالمين قدر على الإنسان أقدارا وكتب له آجالا معينة، هل يدفع الدعاء القضاء والقدر؟ هل يدفع البلاء؟ نسمع الإجابة إن شاء الله بعد وقفة قصيرة فابقوا معنا مشاهدينا الكرام نعود إليكم بإذن الله.

[فاصل إعلاني]

عثمان عثمان: أهلا وسهلا بكم مشاهدينا الكرام من جديد إلى حلقة هذا الأسبوع من برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة شيخنا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي والتي هي بعنوان فقه الدعاء. فضيلة الدكتور هل يدفع الدعاء البلاء أو يرد القضاء؟


يوسف القرضاوي: الدعاء من أسباب دفع البلاء قطعا وأما هل يدفع القدر والقضاء؟ هو سبب من الأسباب وهذا السؤال أشبه.. النبي عليه الصلاة والسلام عن الدواء هل الدواء يدفع قدر الله؟ قال هو من قدر الله. يعني كما أن المرض بقدر الله الدواء أيضا من قدر الله، كما أن البلاء الذي ينزل على الإنسان بقدر الله الدعاء الذي يدفعه هو من قدر الله. فنحن كما قال الشيخ عبد القادر الجيلاني الرجل يعني المؤمن القوي من ينازع القدر بالقدر. وهذا أكده شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم أن المؤمن يدفع قدرا بقدر، قدر الجوع بقدر الغذاء، قدر العطش بشرب الماء، قدر الأعداء بالسلاح والجهاد والأقدار الكثيرة يمكن يدفعها بالدعاء، فالدعاء والبلاء يتعالجان يعني أنهم يتصارعان، إذا كان الدعاء قوي مع الإخلاص ومع كذا يدفع البلاء إن شاء الله.


عثمان عثمان: هناك من يدعو اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه، ما موقع هذا الدعاء؟


يوسف القرضاوي: هذا غير، ليس بمأثور لأن حتى اللطف يعني هو مما قدره الله يعني يقول لا نسألك رد القضاء لكن نسألك اللطف فيه، اللطف ده قدره ربنا ولا لا؟ فيعني ما لهاش معنى لا نسألك رد القضاء هذه.


عثمان عثمان: فضيلة الدكتور يعني قد يسيء البعض فهم الدعاء فيركن إلى الدعاء ويترك العمل، هل يمكن أن يكون الدعاء مستجابا دون عمل؟


يوسف القرضاوي: الدعاء لا ينافي اتخاذ الأسباب، المفروض الإنسان يأخذ بالأسباب ويكمل بالدعاء مثل التداوي، يذهب إلى الطبيب ويتناول الأدوية ومع هذا يتناول الرقية، اللهم رب الناس اذهب البأس، اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاءك، فيجمع بين الدواء المادي والدواء الروحي وكذلك في الدعاء الإنسان يعمل ما يجب عليه أن يعمله وبعدين يكمل هذا بالدعاء إلى الله لأن هناك أشياء يعني يعجز الإنسان عنها هناك أسباب خفية لا يستطيع الإنسان أن يعرفها فهو بيستعين بالله أن يهيئ له كل الأسباب ويزيل من طريقه كل الموانع ولذلك في الدعاء المفروض ان الإنسان يتبع سنن الله يعني ما يدعوش بأشياء مخالفة للسنن، أنه لا يتزوج ويقول يا رب ارزقني ذرية صالحة، زي ما خلقت آدم من تراب من غير أب ولا أم وزي ما خلقت يعني حواء من غير أم وكما خلقت المسيح من غير أب هات لي ذرية..


عثمان عثمان: يعني الشيء الممتنع عقلا.


يوسف القرضاوي: هذا مخالف لسنن الله عز وجل، يعني ما يزرعش وعايز حصاد! لا، لازم يتبع سنن الله ولذلك نجد في القرآن اللي بيدعو بالنص يقول لك مثلا {وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}[البقرة:250] بيطلب النصر وهو في المعركة إنما تطلب النصر وأنت نائم على ودانك ولم تعد العدة ولم تتخذ أي سبب! هذا لا يجوز، الحسن البصري مر على رجل بيصلي وقاعد يعبث بالحصى، كان زمان معظم الأماكن ما فيش فيها فراش وأشياء زي دي، فبيلعب بالحصى ويقول اللهم أدخلني الجنة وزوجني من حورها العين، فقال له بئس الخاطب أنت، تخطب الحور العين وتعبث بالحصى! يعني لازم الواحد يتهيأ للشيء اللي بيطلبه من الله..


عثمان عثمان: يعني يدعو وقلبه لاه عن ذكر الله.


يوسف القرضاوي: آه قلبه لاه، لا يستجيب له الله عز وجل.

الدعاء لولي الأمر والمفضلات من الأماكن والأوقات


عثمان عثمان: فضيلة الدكتور يعني هناك قضية ربما البعض يراها شائكة وهي الدعاء لولاة الأمور من على المنابر، بعض العلماء المعروفين أو أحد العلماء المعروفين يقول الدعاء لولي الأمر من أفضل الطاعات وأعظم القربات، بينما عالم آخر يرد ويقول {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً}[الجن:18] ما الحال الأنسب في مثل هذه المواقع؟


يوسف القرضاوي: شوف هو الدعاء لولي الأمر مطلوب في كل حين، مطلوب خارج الصلاة، كان الحسن البصري والإمام أحمد وعدد من السلف يقول لو كان لي دعوة مستجابة لدعوتها للسلطان فإن الله يصلح بصلاحه خلقا كثيرا. يعني فالمطلوب في أي وقت يدعو للسلطان إنما الخلاف في الدعاء في قلب الصلاة في الخطبة على المنبر فالإمام عطاء ابن أبي رباح وهو أحد فقهاء التابعين وبيعتبروه أفقه الأئمة في عصره في المناسك يعني سئل عن هذا الأمر فقال هو محدث إنما كانت خطبتهم تذكيرا، ما كانش فيها يعني في عهد سيدنا أبو بكر وعمر والخلفاء الراشدين ما كانوا يدعون لأحد ما ورد أن أي أحد في أي مسجد دعا لأبي بكر أو عمر أو.. إنما يدعو للمسلمين بالنصر اللهم انصر المسلمين على المرتدين اللهم انصرنا على مسيلمة والسجاح والأسود العنسي اللهم انصرهم على الروم وعلى الفرس على الكفار وعلى كذا، الدعاء.. إنما الدعاء لواحد بعينه كرهه كثير من.. وبعضهم أجاز هذا وبعضهم أجاز أنك تدعو الله أصلح ولاة أمورنا، من الأدعية المشهورة والمأثورة، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك اللهم ول أمورنا خيارنا ولا تول أمورنا شرارنا. وبعض العلماء يعني شدد في هذا واعتبر الدعاء لولي الأمر باسم معين مكروها، ليه؟ خشية أن يدخل فيما لا يجوز لأنه يمكن يعني يصفه بما ليس فيه، الإمام العادل الصالح المصلح الكذا، يعني..


عثمان عثمان: طبعا هناك تحصل مبالغات..


يوسف القرضاوي: وبعدين يعني يفتح الباب لغيره يعني جايز واحد من الحكام صالح ويستحق الدعاء إنما فتحنا الباب للظلمة والمستكبرين في الأرض والجبابرة والمستبدين ومنتهكي حرمات شعوبهم وحقوق الإنسان فبقى مضطر بقى يقول لك سمعنا إيه فلان في البلد الفلاني.. فلذلك الأولى أن أدعو دعاء عاما أفضل وأسلم.


عثمان عثمان: في حال يعني كان هناك دعاء لولي أمر ربما دعاء فيه ظلم أو كان هناك دعاء فيه اعتداء، هل يجب على المسلم المصلي الذي يحضر خطبة الجمعة أن يؤمن على دعاء الإمام أم يجوز له ألا يؤمن؟


يوسف القرضاوي: إذا لا يرى أنه حق لا يؤمّن عليه، لا يؤمن إلا على ما يقتنع به.


عثمان عثمان: فضيلة الدكتور هناك من فاضل بين الأوقات والأماكن في موضوع الدعاء، ولله في دهره نفحات، ما هي هذه النفحات؟


يوسف القرضاوي: هناك طبعا أماكن الدعاء فيها يستجاب أكثر من غيرها وهناك أوقات يستجاب فيها الدعاء أكثر من غيرها وهناك حالات يستجاب فيها الدعاء أكثر من غيرها، طبعا الإنسان إذا دعا الله عز وجل في ساعات السحر هذه من أفضل ما يدعى فيه الله سبحانه وتعالى لأنه وقت الدعاء والاستغفار، يتجلى الله على عباده في الثلث الأخير من الليل ويقول هل من سائل فأعطيه وهل من داع فأستجيب له وهل من مستغفر فأغفر له. فساعات السحر وهي وقت جيد وحال جيدة لأنه حال صفاء النفوس والابتعاد عن التشويش والجلبة والضوضاء فهو وقت مناسب وحال مناسب، ساعات أيضا من الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء أو يكون أرجى، مش ضروري يستجاب لا، أرجى ما يكون فيها الدعاء ما بين الآذان والإقامة حينما يؤذن المؤذن وينتظر الإقامة فهذا الوقت هناك دعاء، عند الفطر إذا كان الواحد صائما رمضان أو صياما مستحبا عند الفطر إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد، يوم الجمعة أيضا يستجاب فيه الدعاء وفيه ساعة لا يصادفها عبد يدعو الله بخير إلا استجاب له، وإن كنا لا نعرف يعني هذه الساعة، هناك يعني حالات، هناك أماكن طبعا يعني الإنسان يعني عند الكعبة وفي المسجد الحرام والمسجد النبوي وفي المساجد بصفة عامة يعني المسجد هو أقرب إلى الدعاء من خارج المسجد والإنسان وهو في حالة السجود أقرب إلى الاستجابة، أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وعندما يكون في حالة تضرع، يقول القرآن {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً..}[الأعراف:55] ما تصيحوش، النبي عليه الصلاة والسلام سمع الصحابة يدعون بصوت جهير قال لهم "اربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصما ولا غائبا إنما تدعون سميعا قريبا، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته" إذا كنت راكبا الناقة ربنا أقرب لك من عنق الناقة يعني {..وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}[ق:16].


عثمان عثمان: فضيلة الدكتور بهذه المسألة هناك من يتكلف السجع في الدعاء، هناك من يتباكى في الدعاء ويرفع الصوت بهذا البكاء، هل هذا من الإسلام في شيء؟ في أقل يعني من دقيقتين.


يوسف القرضاوي: في سجع في بعض ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، هذا لا مانع منه، اللهم إني أسألك عيش السعداء وموت الشهداء والفوز في القضاء والنصر على الأعداء، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن دعاء لا يسمع ومن عمل لا يرفع. بعض الأدعية مسجوعة وواردة، إنما لكي يتكلف الإنسان السجع لا، هذا هو.. لأن المفروض أن الإنسان يدعو الله بتلقائية بعفوية مش يقعد يزوق الكلام، ربنا مش محتاج إلى تزويق، ادعوا الله المهم الإخلاص يعني في الدعاء.


عثمان عثمان: وماذا عن التباكي في الدعاء؟


يوسف القرضاوي: التباكي إذا كان تباكيا عن تأثر فنعم الشيء هو، ولكن إذا كان عن تظاهر يعني يريد أن يظهر للناس أنه مخلص وأنه خاشع وكذا إذا دخل فيها حب المحمدة وحب الشهرة أو مراءاة للناس فبئس الشيء هو، الإنسان يكون على طبيعته، خصوصا الدعاء، هذا هو حالة اضطرار إلى الله افتقار إلى الله فكلما ظهرت على حقيقتك كما أنت لا تحاول تزويق نفسك ولا تسويق نفسك الله يعلم ما في قلبك وما في نفسك {رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللّهِ مِن شَيْءٍ فَي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء}[إبراهيم:38].


عثمان عثمان: ربما هناك الكثير من الأسئلة في موضوع الدعاء ولكن الوقت يضيق، أشكركم فضيلة الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة، لكم تحيات معد البرنامج معتز الخطيب والمخرج منصور الطلافيح وسائر فريق العمل، دمتم بأمان الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.