الشريعة والحياة

قضية تجديد الخطاب الإسلامي والموقف منها

الدعوات للتجديد في الدين ظاهرة موسمية في العالم العربي، وأطرف ما فيها أنها تصدر أحيانا عن أطراف لا تقيم وزنا للدين في الفضاء العام والحياة السياسية، فإلى أي مدى يمكن القبول بدعاوى التجديد بغض النظر عن أصحابها؟

مقدم الحلقة:

ماهر عبد الله

ضيف الحلقة:

علي سعيد طه: متخصص في شؤون الشريعة والأصول

تاريخ الحلقة:

10/08/2003

– مفهوم دعاوى التجديد في الدين
– قضية السلطان للأمة وشرعية الحكام

– التجديد وانعكاسه على الحاجيات الأساسية للأمة

– دعوى إعادة صياغة الخطاب الإسلامي على أسس جديدة

– السبيل لاستعادة الأمة سلطانها وهيبتها


undefinedماهر عبد الله:سلام من الله عليكم، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج (الشريعة والحياة).

موضوعنا لهذه الحلقة هو قضايا التجديد ودعاوى التجديد على وجه أكثر خصوصاً، فهي دعاوى تخرج علينا بين الفينة والأخرى، ليس دائماً من الزوايا الصح ولا من الأطراف المعنية أكثر بها على اعتبار أنها دعاوى غالباً ما تأتي من خارج الصف الإسلامي إذا جاز التعبير، ليس في هذا دعوى تكفيرية ولا تصنيف تكفيري، ولكن أغلب المشتغلين به حتى الآن بقضية تجديد الدين والدعوة إلى تجديد الدين فقهاً وأصولاً وفي بعض الأحيان عقائد عند البعض، تأتي -للأسف الشديد- بصوت عالي ومرتفع من أطراف يغلب عليها الطابع العلماني بمعناه اللا ديني ليس فقط المحايد في موضوعة الدين، كما أنه الآن مطلب دولي عالمي، مطلب أميركي صريح، عبر دعوات تغيير المناهج، عبر دعوات تغيير الأساليب التي يُدرَّس بها الإسلام، الشكل الأكثر بروزاً في هذه الدعاوى هو تغيير ما يسمى بالخطاب الإسلامي من حيث هو مفردات ومصطلحات ومفاهيم، ليست كل هذه الدعاوى منصفة، كما أنها ليست كلها قطعاً مجحفة حتى تلك التي تصدر عن أناس لا ينتمون بالضرورة إلى دوائر الإسلام ولا جغرافيا ولا تاريخياً.

لمناقشة هذا الموضوع يسعدني أن يكون معي الأستاذ علي سعيد علي طه، والأستاذ علي سعيد علي طه هو (الناطق الرسمي لحزب التحرير الإسلامي في السودان)، صفته هذه لا علاقة لها بموضوع هذه الحلقة، يعني لا نستضيفه بهذه الصفة السياسية، نستضيفه من حيث هو متخصص في شؤون الشريعة وفي شؤون الأصول على وجه التحديد، هو خريج جامعة القاهرة فرع الخرطوم، كما درس في جامعة أم درمان الإسلامية وعمل أيضاً مديراً إدارياً لمدارس سعيد الخاصة، وهي مؤسسة تعليمية خاصة كما هو واضح من الاسم في السودان، عملياً هو الآن متفرغ للدعوة والنشاط السياسي، كما أنه إمام مسجد.

أستاذ علي أهلاً وسهلاً بك في (الشريعة والحياة).

علي سعيد طه: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ومن خلالك كذلك السلام على المشاهدين كلهم ورحمة الله وبركاته.

مفهوم دعاوى التجديد في الدين

ماهر عبد الله: سيدي يعني أنت متخصص في.. في قضايا الشريعة وقضايا أصول الفقه أكثر من.. من غيرها، لأن هذه الرابط الأصولي، المدخل لفهم الشريعة والتعاطي معها.. بدونها يصعب التعاطي مع النصوص كما يصعب التعاطي مع القضايا.. القضايا الأخرى الكثيرة، حتى انتماؤك الحزبي ليس بعيداً عن قضية التجديد، على اعتبار إنه فكرة الحزبية حديثة نوعاً ما واتهم كل حزبي بأنه مبتدع في الدين في مرحلة من المراحل، عندما تكون تجديدياً بهذا المعنى ثم تجابه بهذه الدعاوى التي.. كيف تفهم هذه الدعاوى لتجديد الدين سواء.. بغض النظر عن الذين يدعون إليها؟

علي سعيد طه: الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى.

هو في الأصل قضية التجديد هي قضية إسلامية، وعمدة ذلك قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح المتصل السند عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: "يبعث الله في هذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها "وفي رواية" من يجدد لها أمر دينها" مع العلم بأن أمر التجديد لا يُفهم من حديث واحد، ولكن كذلك أدلة أخرى كثيرة بيَّنت أنه يكون هنالك تجديد، إلا أنه كما تفضلت لا يخفى الدور الذي تلعبه الدوائر الغربية على وجه الخصوص أميركا، الآن فيه.. ومطالبتها بعملية التجديد، وهي تقصد بذلك تحريف الدين، ولكن التجديد في أصله هو.. هي قضية إسلامية ومطلوب بل الآن طلب ملح وهو شعار المرحلة الحالية للعمل الإسلامي هو التجديد.

ماهر عبد الله: طيب كيف تفهم الدعاوى إلى تجديد الدين، إلى تجديد الخطاب الإسلامي، إلى تجديد وجهة النظر الإسلامية العامة في الإنسان والكون والحياة بالشكل التي تظهر للإنسان، ندخل لاحقاً فيما نقصد نحن كمسلمين نزعم أننا نحب الالتزام بهذا الدين، فيما الذي نقصده بالتجديد المطلوب و.. والمرغوب، كيف تقيم الدعاوى، هل هي كلها أميركية غربية تسعى إلى تحريف، تسعى إلى إضعاف هذه الأمة، أم أن هناك بعض الدعاوى الجادة والحقيقية والتي تريد أن تنهض بالأمة من خلال كسر الكثير من قيود وأطواق الجمود التي يجب أن نعترف بأنها تلف كثير من الفكر الإسلامي.. جوانب الفكر الإسلامي والخطاب الإسلامي؟

علي سعيد طه: نعم بالتأكيد، يعني ليس كل الذين يدعون للتجديد أو ينادون بالتجديد ليسوا كلهم هم يعملون لصالح أميركا، وليس كل هؤلاء الذين يدعون للتجديد هم ذوي نوايا خبيثة، ولكن التجديد كقضية، المنهج هو الذي يبين أي هؤلاء الناس سواءً كان مرتبطاً بدوائر أجنبية، أو غير مرتبطٍ بدوائر أجنبية، المنهج الصحيح للتجديد هو الذي يبين أين يقف هؤلاء الناس من أمر التجديد وقضية التجديد.

ماهر عبد الله: طيب، أنت كصاحب مشروع إسلامي كيف ترى التجديد؟ في أي دوائر نحن نتحدث التي يريد.. التي نريد أن نجددها، هل هي مسألة خطاب لغة ومفاهيم ومصطلحات نتعاطاها ونتعامل معها، هل المقصود نظرات جديدة في القرآن قد تختلف مع.. أو عن كل ما درجنا عليه في.. في عشرات.. بضعة عشر قرناً السالفة كما يريد البعض المساواة بين الذكر والأنثى، هل تمس نصوص قد تكون قطعية الثبوت، قطعية الدلالة، ولكن لها جوانب تاريخية صرفة وكان حكمها المجتمع ولهذا جاءت بهذه الصيغة؟ عن أي تجديد تتحدث عندما تقول أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نبأنا بتجديد هذا الدين على رأس كل مائة عام؟

علي سعيد طه: التجديد.. ابتداءً التجديد لغة تجديد الشيء هو صيرورته جديداً، صيرورة الشيء جديداً هو التجديد، وبهذا نطقت كل القواميس، واللغة العربية تنطق بذلك، الشاعر العربي عندما يقول:

ألا ليت أيام الصفاء جديد

ودهراً تولى يا بثين يعود

والعرب عندما جددوا بناء الكعبة عندما هُدِّمت الكعبة وأرادوا أن يجددوها، التجديد هو صيرورة الشيء جديداً، أي إرجاعه إلى أصله، حتى أنهم التمسوا أين يوضع الحجر الأسود بالتحديد، ذلك يعني أن التجديد هو صيرورة الشيء جديداً، وإرجاعه إلى أصله، وليس تبديل، ولا تغيير، ولا الانتقاص منه، ولا الزيادة فيه، وهذا هو..

وأما المعنى الشرعي هو الرجوع إلى أصل الإسلام عندما يفسد فهم الناس وعندما يفسد عمل الناس، الرجوع إلى أصل.. يعني الرجوع إلى الكتاب والسنة، وهذا الأمر مجمع به سلفاً وخلفاً، كل كتب الأصول والتفسير وحتى المحدثين من العلماء المودودي، الدكتور يوسف القرضاوي، قبلهم السيوطي، الميناوي "فتح القدير"، العلقمي، شمس الحق، هؤلاء كلهم تكلموا عن الرجوع بل إنه المتفق عليه أن التجديد هو إرجاع الناس -عندما يفارقون جادة الحق- إرجاعهم إلى الكتاب والسنة، إرجاعهم إلى الأصل حتى نجدد فهمهم.

لتوضيح ذلك أحب أن أخذ ثلاث أمثلة، مثلاً الإسلام من أحكامه الشرعية أن السلطان للأمة، ذلك يعني أن الأمة هي التي تختار الحاكم، وهي التي تنتخبه إن كانوا أكثر من مرشح تنتخب منهم واحداً، ثم تبايعه على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- هذا حكم شرعي أدلته كثيرة، بقول الرسول صلى الله عليه وسلم "بايعوني" بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسنة العملية وسيرة الصحابة ذلك إذن الحكم الشرعي هو أن السلطان للأمة، ولكن الآن صار هنالك من يفرض نفسه بالقوة على الناس كحاكمٍ، هنالك من تأتي به قوى أجنبية حاكماً على الناس، فصار في فهم الناس شيء من فساد، هل.. حقيقة يفهم الناس أن السلطان للأمة وأن الآن سلطانهم مغتصب بواسطة حكام فرضوا أنفسهم فرضاً على الناس أو فُرِضُوا من قِبَل جهات خارجية.. خارجة عن.. عن الأمة، هل هذا الفهم موجود؟ هذا الفهم الآن صار غير موجود عند كثير جداً من الناس، فبالتالي يُرجع الناس إلى الفهم الصحيح أن السلطان للأمة وليس أن اغتصاب السلطة، إنما بهذه.. مثلاً هذا.. كذلك..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: طيب خليني.. خليني أوقفك عند هذا، لأنه يعني هذا موضوع شوية مهم على اعتبار إنه كثير من الإسلاميين على الأقل يُتهمون بأنهم يريدون الحديث باسم الله وليس باسم الأمة بصفتها مصدر التشريع، لكن دعنا نتوقف قليلاً مع فاصل ثم نعود لمواصلة هذا النقاش.

نذكركم قبل الانتقال إلى الفاصل بأنه بإمكانكم المشاركة معنا في هذه الحلقة إما على رقم الهاتف 4888873، أو على رقم الفاكس 4890865، أو على الموقع الرئيسي (للجزيرة نت) على العنوان التالي:www.aljazeera.net

[فاصل إعلاني]

قضية السلطان للأمة وشرعية الحكام

ماهر عبد الله: سيدي، ذكرت أن السلطان للأمة ضربته كمثال وأن التبس في أذهان الناس نتيجة خلل في فهم حقيقة دينية مؤداها أن السلطان كان الأصل للأمة ثم اغتصب أو اغتصب الحكام الأمر منهم، ولابد من إعادة تجديده، لكن قضية السلطان للأمة، هل هي محل إجماع عند الإسلاميين؟ لأنه الشبهة التي غالباً ما تثار أن الإسلاميين وأنت واحد.. وأنت واحد منهم يريدون أن يحكموا باسم الله لا باسم الأمة

علي سعيد طه: هو أيضاً بعض الالتباس اللي حصل.. حدث في مفهوم السلطان للأمة، التبس كذلك عند بعض الناس ليس السلطان للأمة، إنما الأمة مصدر السلطات، أو الأمة مصدر التشريع، هذا فهم ديمقراطي، لمن لا يتمعن في الأمر ويدقق فيه قد لا يجد فارقاً، إذا كانت الأمة مصدر السلطات أو مصدر التشريع ذلك أن لها حق التشريع في حين أن الفهم الإسلامي، أن الأمة لها حق تنصيب الحاكم، هذه ناحية، أمر التشريع أمر آخر له ترتيبه وله ضوابطه، أما هنا بقضية السلطان للأمة نحن نتحدث عن حق تنصيب الحاكم، حق تنصيب الحاكم أمرٌ مجمع عليه سلفاً وخلفاً لم يشذ عن ذلك أحد حتى عندما جعل معاوية بن أبي سفيان الأمر وراثة وأتى بولاية العهد أنكر عليه كبار الصحابة الذين كانوا موجودين في ذلك الوقت مما يدل على أن السلطان للأمة، أي للأمة حق تنصيب الحاكم عن رضا واختيار، هي تختاره وترضى عنه و.. وتبايعه، وإن كان أكثر من واحد يتم الانتخاب، من نال أكثر الأصوات هو الذي يبايع على معلوم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ماهر عبد الله: مصدر شرعية هذا السلطان ستكون ماذا؟ هذا الذي ينتخب يعني سيستند على أي شرعية؟ هل هو ممثل عن الله في الأرض أم أنه ممثل عن هؤلاء الذين انتخبوه وبايعوه؟

علي سعيد طه: بارك الله فيك، هو نائب ووكيل عن هؤلاء الذين انتخبوه، لأن تطبيق الإسلام ليس هو واجب على الحاكم، واجب على الأمة، ولكن الأمة بمجموعها لا تستطيع أن تنفذ أحكام الله -سبحانه وتعالى- لا يمكن لا عقلاً ولا شرعاً، فبالتالي لابد أن تنيب عنها من ينفذ أحكام الله سبحانه وتعالى، لذلك ليس هو وكيل عن الله في الأرض، وليس هو خليفة عن الله في الأرض، إنما هو وكيل عن الأمة ونائب عنها في تنفيذ أحكام الله سبحانه وتعالى، لذلك يتم التعاقد مع الأمة في المعلوم، في الكتاب والسنة، ومن الكتاب والسنة ليس أمر عام، ما هو الدستور الذي تتبناه؟ ما هي بتفصيلاته ومواده؟ لابد أن يأتي به ويعرض ذلك على الأمة، ثم الأمة تفهم أن هذا إسلام، وبناءً على ذلك تنتخبه وتبايعه على هذا المعلوم.

التجديد وانعكاسه على الحاجيات الأساسية للأمة

ماهر عبد الله: طيب كان هذا المثال الأول أن السلطان للأمة ضاع هذا المعنى، جزء من إعادة تجديده أننا نريد للأمة أن تعود فتمتلك السلطان، كنت تحدثت عن ثلاثة أمثلة، هذا كان الأول منها.

علي سعيد طه: نعم، أما المثال الثاني فهي أن هنالك حاجات أساسية تحتاج إليها الأمة في مجموعها وكل فرد من أفراد الأمة، من الحاجات التي تحتاج إليها الأمة في مجموعها الأمن والتطوير والتعليم، هذا يجب توفيره وضمانه للأمة بمجموعها، وهنالك حاجات أساسية يجب ضمانها لكل فرد من أفراد الرعية، من أفراد الأمة، وهي الملبس والمسكن.. والملبس والمأكل و.. والمسكن، الملبس والمسكن والمأكل، بالنسبة للثلاث للأمة مثلاً الأمن، الأمن الآن أمن الأمة مهدد، مهدد بتدمير أميركا لأفغانستان، مهدد باحتلال أميركا للعراق، مهدد بتقتيل وتشريد إخواننا في فلسطين والدعم القوي الأميركي ومن ورائه الغرب لليهود في فلسطين، مهدد بمحاولة فصل جنوب السودان وإقامة دولة صليبية فيه، المشروع الأميركي في السودان وإقامة دولة علمانية في شماله مفككة قابلة للتمزيق في أي وقت، هذه تهديدات أمنية تهدد الأمة بأسرها، وغيرها كثير، هذا الأمن، من المسؤول عن.. عن هذا الأمن؟ هل هي جامعة الدول العربية؟ هل هو منظمة المؤتمر الإسلامي؟ هل هو مجلس الأمن؟ من هو المسؤول؟ هل يفهم الناس من هو المسؤول؟ قد يفهم.. الأمن مسؤولية الإمام، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- "الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به" ولذلك إذا كان الناس لم يفهموا هذا المعنى بالفهم الصحيح وهذا هو الموجود الآن.

ماهر عبد الله: أنت هل تعتقد أنه هذا يعني العودة إلى فهم من هو المسؤول عن أمن الأمة جزء من عملية تجديد الدين؟

علي سعيد طه: نعم، لأنه هذا فهم، الآن الكل يشتكي من هذا الانفلات الأمني وهذا التهديد الأمني وهذا الوجود الأجنبي في بلاد المسلمين، والتهديد في كل ناحية، ولكن لابد من رؤية شرعية للخروج من هذا المأزق، قد يظن بعض الناس أن يلجئوا إلى جامعة الدول.. وينتظروا جامعة الدول العربية أو غيرها أو غيرها هل هذا فهم شرعي؟ هل هذا فهم إسلامي؟ هذا فهم فيه خلل، الفهم الصحيح أن الإمام هو الذي يحمي الأمة، بالتالي لابد من تصحيح هذا الفهم عند الناس.

ماهر عبد الله: ما المشكلة إنه كل زعيم عربي يعتقد أنه هو الإمام، وبالتالي يعني ثمة إمام، ثمة ولي أمر بصيغة من الصيغ وجزء من هذه المسؤولية عليه.

علي سعيد طه: بالرغم إنه دعاواهم هذه باطلة إلا أن نطالبهم بالبيان العملي، الآن ماذا يفعلون؟ بل هم الذين كانوا عوناً لأميركا في.. في.. في تدمير المسلمين وتقتيل المسلمين و.. والتدمير الذي يجري الآن في كل بلاد المسلمين، بل بواسطتهم يتم تنفيذ المخططات، ضعفاً، جهلاً، خوفاً، هم ينفذون.

ماهر عبد الله: كيف تربط هذه عودة الأمن بقضية تجديد الدين من حيث هو دين يعني؟ يعني هل.. هل تعتقد إنه هذا جزء من المشمول بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه سيبعث الله على.. على رأس مائة كل عام لهذه الأمة من يجدد لها..

علي سعيد طه: "أمر دينها"…

ماهر عبد الله: أمر دينها، كيف يشتمل هذا على الأمن؟

علي سعيد طه: الأمن هو حاجة أساسية من حاجات الرعية، ضمنها الإسلام، ضمن توفيرها للناس بأن جعلها من واجبات الإمام، هذا الفهم صار غير موجود، حل مكانه فهم جديد، أن قد يفهم بعض الناس هؤلاء الحكام الوطنيين، يعني وطنيين بمعنى إنه على دول..

ماهر عبد الله: قُطرية.

علي سعيد طه: قُطرية، يفهم منظمات مؤسسات، هذا الفهم فهم خاطئ، هذا الفهم يحتاج إلى تجديد، والتجديد بالرجوع، صحيح، من الذي كان يتولى أمر الأمن عند.. عند الأمة، لأن الأمة كان لها جيش واحد، ولها قائد واحد، ومن هذا الجيش تختار الشرطة ويتم إرسال الجيوش وما إلى ذلك.

ماهر عبد الله: طيب مثالك الثالث.

علي سعيد طه: المثال الثالث هذا من ناحية الأمن، في نفس هذا المثال..

[موجز الأخبار]

ماهر عبد الله: سيدي، كنت على وشك أن تذكر لنا مثالك الثالث على القضايا بحاجة إلى التجديد أو يقع عليها بعض التجديد بعد ما ذكرت قضية السلطان للأمة وسوء الفهم الذي وقع لها، بعض الحاجيات الأساسية للأمة من حيث هي أمة وللأفراد من حيث هم أفراد.

علي سعيد طه: نعم، بالنسبة للأفراد كأفراد لابد من ضمان المأكل والملبس والمسكن لكل فرد من أفراد الرعية، بمعنى يجب على كل فرد أن يوفر ذلك لنفسه، من عجز عن ذلك فعلاً أو حكماً، فعلاً كان عاجزاً، يتيماً، امرأة، مُقْعَد، أو حكماً، لا يجد العمل المناسب أو عمله لا.. لا يكفيه، فإذا كان عاجزاً فعلاً أو حكماً وجب ذلك على عائلته، على عشيرته، إن عجزوا عن توفير ذلك له وجب ذلك على الدولة، وإن لم تكن هنالك في خزينة الدولة ما تقوم بسد هذه الحاجات وجب ذلك على الأمة، لابد للرجوع للأمة لفرض ضرائب مباشرة عليها لسد هذه الحاجات، هذا فهم شرعي، بالرغم من ارتفاع نسبة الفقر مثلاً في السودان أكثر من 90%، في بنجلاديش أكثر من 90%، في بعض المناطق أقل.. أكثر، بالرغم من ذلك هل هذا الفهم الشرعي الإسلامي الصحيح موجود عند الناس؟ بدوي أعرابي من البادية جاء إلى خليفة المسلمين عمر بن الخطاب قال له: يا أمير المؤمنين هؤلاء بناتي ست وأمهن أطعمهن وأكسهن وكن لهن من الزمان جُنة، قال عمر وماذا إن لم أفعل؟

قال إذن غداً أبا حفص لتسئلنَّ

مع الواقف بين يدي الله إما إلى نار وإما إلى جنة

قال عمر: لن تضيع أمة فيها مثل هذا، اعطوه لفقره لا لشعره، فأعرابي من البادية في ذلك الوقت يفهم أن حقه.. هذا حق شرعي ليس منحة من الحاكم وليس صدقة وليس تبرع كما يكتبون الآن في الصحف..

ماهر عبد الله: طب هذه يعني أمثلة ثلاث لو سمحت لي يعني داخلة في.. تحت مسمَّى الإسلام حيث هو طريقة حياة شاملة وليس تحت مسمى الدين الذي تقع الدعوة إلى تجديده، وليس كما يتبادر إلى الذهن دعاوى التجديد النبوية نفسها يعني عندما نقول يجدد لها أمر دينها ما ينصرف إليه الذهن هو ليس الجانب السياسي وليس جانب الفقر والأمن، هو جوهر الدين من حيث هو عقيدة، من حيث هو فكرة، من حيث هو إيمان، يعني أنا أُقدِّر أهمية ما.. ما تفضلت به، ولكن يعني قد يقول قائل أن هذا يبقى على هامش الموضوع، لأنه في المحصلة النهائية أنت تتحدث عن توحيد مثلاً قد يقع الخلل في فهمه عن علاقة ملتبسة مع الله، عن علاقة ملتبسة مع رسوله، نقدسه ونقدس هذا الصحابي أو ذاك، نؤله بعض الصحابة كما فعل البعض، ما الذي يعني تقوله لتقنع الناس بأن هذا جزء من التجديد المشمول بالمعنى وليس فقط ما.. ما ينصرف إليه الذهن من قصر الموضوع على الجوانب الإيمانية الصرفة والعبادية الصرفة؟

علي سعيد طه: نعم، يعني بعض الناس ينصرف.. تنصرف أذهانهم -كما تفضلت- عندما يسمعون هذا الحديث "أمر دينها" إلى العبادات والعقائد والمسائل المتعلقة بالشركيات والأخلاق وبعض نطاق الأسرة، حتى هذا الفهم هو فهم يحتاج إلى تجديد، وحتى إذا ذهبنا معهم لنناقشهم حتى في هذه الجزئية، ما هي الطريقة الشرعية لإزالة البدع وإزالة الشركيات من الشرع؟ يعني الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما أرسل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلى اليمن أمره أن يدعو الناس إلى الإسلام والتوحيد وإقامة الصلاة، ثم أمره: "لا وجدت قبراً مشرفاً إلا سويته ولا صنماً إلا طمسته" عبادة القبور..، فإذن هنالك طريقة شرعية، تجديد الفهم في الدين، أنت لا تستطيع أن تتتبع كل فرد، ولكن أنت تهتم بالأمور التي صارت ظاهرة، هذه الظواهر لابد لها من علاج، وطريقة علاج الظواهر الانحراف في العبادات، الانحراف في العقائد، الانحراف في السلوك العام، الأخلاق، الانحراف في المظهر العام، كل هذه لابد لها من طريقة شرعية، ما هي طريقتها؟ هل هي طريقتها الجمعيات الخيرية؟ المأجورين هم يقوموا بهذا العمل لهم أجر، لكن هل هذه هي الطريقة فقط؟ هل الوعظ والإرشاد، الأئمة في المساجد فقط؟ هل..؟ هل..؟ لأ.. لابد أن يكون هناك نظام ويعالج هذه الأمور ويراعيها ويشرف عليها، الطريقة الشرعية يعني طريقة تنفيذ الأحكام هي أيضاً دين..

ماهر عبد الله: طيب لماذا لا يكون كل.. كل ما ذكرت، الجمعيات الخيرية والمؤسسات وهذه..، يعني ما الذي يُخرج هذه من دائرة الوعي والتجديد أيضاً؟

علي سعيد طه: إذا فهموا أن هذا هو العمل، يكون فهمهم هذا يحتاج إلى تجديد، ولكن إذا فهموا أن الآن نحن نقوم بواجب، الآن واجب شرعي على الأمة كلها أن تقوم به فصحيح من يستطيع أن يكفل يتيم يفعل إن..، ولكن إذا فهموا أن هذا هو العمل فقط يكون هذا الفهم يحتاج إلى تجديد.

ماهر عبد الله: طب باعتقادك أنت حتى نصل إلى الصورة التي تريد، الصورة الأكثر بهاءً ونقاءً والأكثر نفعاً للأمة، على اعتبار إنه هذا بيتوقع في المحصلة النهائية هو المطلب النهائي لنفع الأمة، التشريع كله في المحصلة النهائية نزل.. إنما نزل لنفع الأمة.

علي سعيد طه: ليس فقط..

ماهر عبد الله: ربنا لن.. لن يستفيد من عبادتنا شيء ولن يخسر بكفرنا شيئاً يعني، ففي المحصلة النهائية السماوات والأرض مسخرة لمصلحتنا، ما هي العقبات التي تحول دون أن نرى هذه الفهم، دون أن نرى هذا التجديد، على الأقل في الصورة التي تريد من أن يتحقق على الأرض وأن يتجسد في واقع عملي؟

علي سعيد طه: قبل أن ندخل إلى العقبات اسمح لي أن أختم النقطة الأولى بنقطة، التجديد يعني بالرغم من كل ما ذكرت إلا أنه التجديد ليس هو إعادة الخلافة، التجديد هو إعادة الخلافة على منهاج النبوة، لأن قوة الإسلام والمسلمين ليست في الخلافة، قوة الإسلام والمسلمين في عقيدة الإسلام، لذلك أشارت الأدلة، الحديث الصحيح للرسول -صلى الله عليه وسلم- "تكون فيكم النبوة ما شاء الله أن تكون" ثم يقول "ثم تكون خلافة على منهاج النبوة" فإذن التجديد الآن المطلوب هي إعادتها خلافة على منهاج النبوة، ولذلك قال الإمام مالك: "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها"، كذلك نطق شيخ الإسلام ابن تيميه "إذا انفرد السلطان عن الدين أو انفرد الدين عن السلطان، فَسَدَ حال الأمة" فإذن التجديد والذين يعملون للتجديد يجب أن يعرفوا أن التجديد هو إعادتها خلافة على منهاج النبوة..

دعوى إعادة صياغة الخطاب الإسلامي على أسس جديدة

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: طب ما هو.. يعني بهذا.. ماشي، بهذا التعليق أنت هتؤخر موضوع العقبات مرة أخرى، لأنه يعني ثمة دعوات صحيح أنها تنطلق من دوائر غير إسلامية وليست حريصة على المشروع الإسلامي، ما فهمته من كلامك أن دعواهم صحيحة في الدعوة إلى تجديد الخطاب الإسلامي ليس فقط موضوعة العقيدة، ليس فقط موضوعة السياسة، ولكن عندما تتحدث عن أنه إذا قصرنا الفهم على أن الجمعية الخيرية وحدها هي الطريق فثمة خلل في الفهم، وبالتالي الخطاب الذي يعبر عن هذا خطاب مخلول، ولابد له من إعادة صياغة، إذن دعوى إعادة صياغة الخطاب الإسلامي على أسس جديدة تكتسب الكثير من المنطق.

علي سعيد طه: دعوة إعادة الخطاب منها ما مقصود منه حذف بعض الأمور التي لا تروق لأميركا أو لا تروق للذين هم بالسلطة، حذف هذه الأمور حتى لا تزعج الاستعمار الغربي، هذه بالتأكيد دعوة باطلة، لا يُلتفت إليها، أما تجديد الخطاب الديني بمعنى يعني مثلاً نجد بعض الناس مازالوا في دور الوعظ والإرشاد، هذا بالنسبة للمفكرين وبالنسبة للذين يريدون أن.. أن يعرفوا الجديد ويفهموه على أساس ديني بدون ما يكون هنالك انفصال بين حياتهم وعقيدتهم، أسلوب الوعظ والإرشاد لا ينفع، هذا يحتاج إلى خطاب جديد، يعني تجديد الخطاب بمعنى إنزال الأحكام الشرعية على الوقائع الجارية، بهذا المعنى هذا معنى صحيح. هذا المعنى..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: بس لماذا حصرته بالأحكام فقط، يعني بعض الأحيان قضية لا علاقة لها بواقعنا نحن لكن على علاقة بواقع نحن جزء منه، نحن لسنا أسياداً وأنت تحدثت عن تدمير أفغانستان.. تحدثت عن موضوع العراق، نحن كنا حجارة صغيرة على رقعة أكبر بكثير من العراق ومن أفغانستان ومن الأمة مجتمعة، ثمة أسلوب للحديث مع هذا الواقع، ثمة خطاب درجنا عليه، جزء منه كان يركز مثلاً على أن الجهاد هو الأسلوب الوحيد للتعامل مع هذا العدو الخارجي، نتحدث عن الجهاد في بعض الأحيان يفهم في فلسطين على أنه عملية انتحارية مثلاً.. أو استشهادية حسب الذين يقومون بها، في بعض الأحيان يُفهم لأ أنه لابد من إعادة وعي، خلينا نقول بعضها لابد من إعادة شرح الإسلام وتقديمه لهذا العدو الخارجي لأنه أساء الفهم فظن أن فينا خطراً، في تعاملنا سواء مع إسقاط الشريعة يعني فهمت من كلامك تريد حصره فقط في كيف نعبر عن نصوصنا عندما نتعامل معها كمصدر للتشريع؟ يعني ألا ترى أنك ضيَّقت واسعاً وأنه كل المصطلحات والمفاهيم التي دَرَجنَا على استخدامها بحاجة إلى إعادة نظر بنفس الطريقة التي تحدثت فيها عن السلطان للأمة وعن مسألة الفقر ومن المسؤول عنها، مسألة الأمن للأمة، يعني هل.. هل يمكننا الآن أن نتحدث عن الجهاد، عن الإرهاب، عن دار كفر بنفس الطريقة التي تحدث عنها هارون الرشيد مثلاً؟ يعني عندما كان يقول هارون الرشيد: هذه دار كفر كان لا يجرؤ أحد أن يقول لا، الرومي ليس.. لم يكن بحاجة إلى أن يقنع هارون الرشيد أو يقتنع برأيه، كان يخشاه تماماً كما تفعل أميركا اليوم، تعيد صياغة القانون الدولي (فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) أنت تصر على أننا نتعامل كمصطلح جهاد، تعريفه جامد منذ اليوم الأول إلى يومنا هذا، عندما نتحدث عن دار كفر تعريفها جامد منذ ذلك اليوم إلى اليوم كأمثلة أليست هذه داخلة جزء من.. يعني ضمن إطار الخطاب الذي لابد أن يُعاد النظر فيه، ليس بالضرورة لتغييره، ولكن على الأقل نتأكد من أننا نتحدث اللغة الصح ونستخدم المفاهيم الصح التي لا يكون استخدامها مجلبة للمفاسد أكثر منه مجلبة للمصالح على الأمة؟

علي سعيد طه: هو حقيقة كل هذه المفاهيم تحتاج إلى تجديد، التجديد لا.. لا يقتصر على ناحية دون أخرى، لكن هذا التجديد له ضوابط كما أسلفنا: التجديد يعني صيرورة الشيء جديداً، الجهاد مثلاً الجهاد هو طريقة شرعية لحمل الإسلام إلى العالم لإخراج البشرية الضالة من الظلمات إلى النور طريقة. والجهاد هو لدفع المعتدين علينا سواء كانوا الأميركان أو اليهود أو غيرهم، هذا هو الجهاد، فالذي يفعل ذلك مثلاً في فلسطين وينكأ في العدو. هذا شهيد، وإذا قُتِلَ قُتِل شهيداً، عندما يلاقي ربه هذا لا شأن لنا بذلك، إن هذا ليس من عملنا أصلاً، ولكن هو في.. عندنا هنا في الحكم الشرعي هو شهيد.

ولكن الذي يظن بأن الجهاد هو طريقة لتغيير حال الأمة والنهوض بالأمة وتجديد دين الأمة، نقول له: هذا الفهم يحتاج إلى تجديد، فإذن نحن لا.. لا نخشى من أن أي مفهوم من المفاهيم تُناقش هذه المفاهيم، سواء كانت مفاهيم إسلامية طرأ عليها بعض التشويش والغبش، سواء كانت مفاهيم أصلاً فُرضت علينا فرضاً مثل الأصولية يعني الأصولي في.. في الشريعة الإسلامية هو من يشتغل بعلم الأصول.. أصول الفقه، الأصولية مثلاً في.. في الغرب لها معنى آخر، الإرهاب له معنى آخر، فلها معاني فلذلك لابد من التجديد أمر الدين يدخل في كل هذه الأمور، يعني أنا مثلاً عندما أشاهد الجماهير تخرج وهي تحرق الأعلام، أعلام أميركا وبريطانيا وإسرائيل، أقول لا.. لا تحرقوا علم أميركا ولا علم بريطانيا ولا علم إسرائيل الأعلام الذي يجب أن تحرق هي علم السودان وعلم مصر والكويت والعراق وبغداد.. والجزائر وإندونيسيا وماليزيا لترتفع مكانها راية واحدة هي راية : "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، التي عليها نحيا وفي سبيلها نقاتل وعليها نموت وعليها نلقى الله، فإذن هذا فهم خاطئ إذا.. إذا أنا عبرت بإحراق هذا العلم، هذه هنا ينبئ عن فهم ما هو فهمي؟ الآن هذه.. هذا العمل مثلاً نصحح الفهم، نصحح العمل، لأنه بهذا التمزيق تمكن منا الكافر.

ماهر عبد الله: طب نسمع من الأخوة المشاهدين، نسمع من الأخ جمال من فلسطين، أخ جمال اتفضل.

جمال: السلام عليكم ورحمة الله.

ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله.

علي سعيد طه: عليكم السلام ورحمة الله.

جمال: تحياتي لك أخ ماهر وتحياتي لضيفك أبي الحسن، سؤالي يتعلق.. سؤالي يتعلق بالسبيل الذي يوصل الأمة إلى استعادة سلطانها وأمانها، لقد تفضلت وقلت بأن الحكام مغتصبون للحكم، ويعتمدون على السند الخارجي في بقائهم وهم عوناً للكافر المستعمر وعلى مصالحه وهم رحماء على الكافر المستعمر وأشداء على المسلمين، وبالتالي جرَّب المسلمون محاولات.. محاولات عديدة للتخلص من كابوس هؤلاء الحكام المغتصبين للسلطة، فخاضوا ما يسمى باللعبة الديمقراطية كما حصل في الجزائر، ونعلم ما كانت النتائج، وهناك طرح يقوم على مصالحة الحكام، وهناك طرح يقوم على مواجهة الحكام مواجهة عسكرية، هل هناك طريقة شرعية توصل المسلمين لإعادة سلطانهم وأمانهم ليصبح سلطانهم وأمانهم أماناً وأمناً إسلامياً؟ وهل تمتلك الأمة الإسلامية من أسباب القوة لتنتزع بقدراتها وإمكانياتها الذاتية تنتزع سلطانها وأمانها ليعود أمناً وأماناً وسلطاناً إسلامياً؟ وشكراً.

ماهر عبد الله: أخ جمال مشكور.. مشكور جداً على هذا السؤال، ونسمع من الأخ فادي أيضاً من فلسطين، أخ فادي اتفضل.

فادي: السلام عليكم ورحمة الله.

ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله.

علي سعيد طه: عليكم السلام ورحمة الله.

فادي: بارك الله فيك يا أخ ماهر، وبارك الله في شيخنا الجليل علي أبو الحسن، إن الأمة بعد أن طرأ عليها ضعفٌ في فهم الإسلام وبعد أن غاب الإسلام عن التطبيق بعد هدم دولة الخلافة، فإن المشروع التجديدي للأمة الإسلامية لابد أن يكون بنقطتين رئيسيتين، الأولى: إعادة الأمة لدينها، والثانية: إعادة الدين للأمة، إعادة الأمة لدينها تكون بالفهم الصحيح للإسلام، وإعادة الدين للأمة تكون بإقامة كيان سياسي لتطبيق الإسلام، أخ ماهر لم تقتصر الدعوة لتجديد وتغيير الخطاب الديني على لجنة تطوير الخطاب الديني التابعة لوزارة الخارجية الأميركية، بل تجاوزتها لتشمل الكثير ممن يسمون أنفسهم بعلماء الأمة الإسلامية ومفكريها، فها هو شيخ الأزهر يقول: نحن نريد خطاباً دينياً، لا يكون الماضي كل همه وإنما يوظف هذا الماضي في خدمة الحاضر ويواكب الأحداث التي نعايشها، ولكن نقول: ما كان لهؤلاء وأمثالهم ليتجرءوا على النيل من ديننا وعقيدتنا وشريعتنا، ويجعلوا عقولهم المنحرفة والمصلحة والواقع أدلة على ما دل الشرع عليه، لولا أنهم أَمِنوا العقوبة الرادعة من أمير المؤمنين الغائب، وصدق من قال: من أَمِن العقوبة أساء الأدب، ولكن هؤلاء أساءوا الأدب مع الله فضلاً عن إساءتهم للأمة والعقيدة والشريعة، فإن هلكوا قبل أن تقتص الأمة منهم على إجرامهم أو ماتوا قبل أن يتوبوا، فلن يفلتوا من عقاب الله -عز وجل- وسيكونون أول من تُسعِّر بهم النار يوم القيامة والعياذ بالله، فاللهم أجرنا من النار واحشرنا مع الأبرار وعجل لنا بقيام دولة الخلافة الإسلامية..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: أخ فادي مشكور جداً، وآمل.. وآمل.. وأرجو الله -سبحانه وتعالى- ألا تكون يعني قصدت شيخ الأزهر على الأقل في.. عندما تحدثت عن موضوعة الأدب، نعتقد أنه يعني ليس من حقنا.. أعتقد أن نصنف فنرجو ألا يكون المقصود شيخ الأزهر ضمن الفئة اللي ذكرها الأخ.. الأخ فادي، نسمع من الأخ صلاح من الأردن، أخ صلاح اتفضل.

صلاح: السلام عيكم.

ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله.

علي سعيد طه: عليكم السلام ورحمة الله.

صلاح: تحيتي لكم ولضيفكم الكريم على ما قدمتموه، ولكن أحب أن أُقدِّم مداخلة بسيطة توضيحاً للموضوع الذي أنتم بصدده، التجديد ليس المقصود به أن يؤتى بشيء جديد غير الذي مضى، إنما المقصود بالتجديد هو أن يُرجع إلى الأصل بثوبه الأصلي، لا بثوبه المستعار أو بالثوب الذي أُلبس جبراً عن المسلمين فهناك مفاهيم كثيرة دخلت على المسلمين تتعلق في العقيدة وتتعلق في المعاملات فيجب توضيح هذه الأمور للأمة حتى يعود الدين إلى صفائه، فمثلاً لا.. يريدون أن يقولوا أن المؤمن يشمل المسيحي واليهودي وغير ذلك والمؤمن من المسلمين، كلهم مؤمنون هذا مفهوم مغلوط، يجب تجديده أي إعادته إلى أصله، بأن المؤمن هو الذي يؤمن بالله ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- والرسل جميعاً وشريعة الإسلام، وغير ذلك لا يعتبر مؤمناً (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ)، ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) ولذلك هذا يحتاج إلى تجديد، كذلك أن الإسلام لا يمكن تطبيقه جزئياً ببعض الجزئيات كما يحصل في بعض البلاد العربية، تطبق جزءاً من الدين ويقولون إن البلد الفلاني كالسعودية وغيرها تطبق الإسلام، الإسلام يُطبق كاملاً ولا يكون الإسلام كاملاً إلا من إمام يقيم شرع الله على نفسه أولاً وعلى الأمة ثانياً، ولذلك أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يقول: "أطيعوني ما أطعت الله فيكم"، وعمر بن الخطاب حينما تقف رجل ويقول له: من أين لك هذا الثوب يا عمر؟ وهذا ثوبك طويل وأثوابنا قصيرة، من أين أتيت؟ فإذا طُبِّق الإسلام على الحاكم قبل المحكوم يكون هناك إسلام فعلاً مُطبق.

ماهر عبد الله: أخ صلاح مشكور جداً على مداخلتك، نسمع من الأخ عبد الله من السعودية، أخ عبد الله اتفضل.

عبد الله رمزي: السلام عيكم ورحمة الله وبركاته.

ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله.

علي سعيد طه: عليكم السلام ورحمة الله.

عبد الله رمزي: تحية لك يا أخ ماهر ولضيفك الكريم.

ماهر عبد الله: حياك الله.

عبد الله رمزي: والحقيقة أنا أشكر لك اختيارك الرائع لمثل هذا الموضوع في مثل هذا الوقت، أخي الكريم، دعني يعني أعنون لعنوان الحلقة بطريقة أو بأخرى -إن جاز لي ذلك للمشاركة- إنه خلينا نسميها أخ ماهر الحداثة.. سمات ما بعد الحداثة، من ضمن هذه الحداثة، كذلك خلينا نسميها حداثة الإسلام، يعني هناك سمعنا بالحداثة الجغرافية، سمعنا بالحداثة الأدبية، سمعنا بالحداثة التاريخية، لكن دعنا نقول في هذه المرة، في هذه الحلقة وفي برنامجك: الحداثة الإسلامية -إن صح التعبير- إن جاز لي ذلك يا أخ ماهر.

أخي الكريم، الإشكال أن الكثير من الناس يقع دوماً.. يعني ضحايا أوهام وتحملها مقولات تأخذ صفة المسلَّمات ومن الغريب أن تظل هذه المقولة الوهمية ملفوفة في صفة من المسلَّمات حتى بعد أن تقوم الحجة العقلية والوصفية على أنها أوهام منقوضة من الأساس، أقصد -أخي ماهر- الدارسون للمظهر العام من منطلقات عدة يضعون دراساتهم وتحليلاتهم في أطر وقوالب محددة يعني محكومة في العادة بمنهج أو اتجاهات فلسفية مختلفة يتخذ منها الدارسون يعني أسس ومرجعية لمثل هذا الدين، أنا أقصد أخ ماهر أنه على نتاج التفاعل هذا الإنسان مع بيئته الذي يزداد تعقيداً أحياناً بمرور الزمان وتعدده مع عناصره وكذلك تختلط المكونات ولاسيما في ظل ما يشاهد العالم من تغييرات في مجمل العلاقات القائمة بين ساكنيه التي يلعب الفضاء الإلكتروني -أخ ماهر- دوراً كبيراً في تشكيلها، لا ندخل هذا الجانب أخي ماهر، يتراجع تباعاً ذلك دور.. دور الفضاء الجغرافي، يعني التقليدي المقصود الحدود وما الحدود إلى آخره، مقصدي أخي ماهر من هذه المشاركة -حتى ما أريد أن أطيل عليكم- يعني الربع الأخير من هذا القرن العشرين يعني هناك تحولات جمة ملموسة في المسيرة الكونية بصورة عامة مما كان له أبلغ الأثر في حياة الفرد والمجتمع ووضع يعني بصمات وعلامات فارقة على سمات الفضاء والمكان والزمان في مختلف أرجاء المعمورة، فأصبحت العولمة يعني تعبير موازي لقضية الحداثة طوفاناً كاسحاً تجاوز الحدود المكانية والزمانية، فاهتزت دلالات المكان والزمان، هذه قضية مهمة أخي ماهر، ويؤثر في كل من ذلك ثورة الاتصالات والمعلومات التي نعيشها اليوم في عالمنا العربي وما نحن لا نريد أن نكون في عالمنا العربي ما بين متفرجين أو مستهلكين لإفرازات هذه الثورة في الاتصالات وقلة قليلة فاعلة ومؤثرة تسهم بنذر يسير جداً في مسار..، فالمقصود من موضوع التجديد في الإسلام أخي ماهر لا نريد منه هز قناعات يعني كثير من الناس ولكنه من.. نحن من هواة هز القناعات كثير من الناس في القناعات اللي تطمئنوا إليها من كريم العادات وصالح المفاهيم والتقاليد والأعراف والمعارف فهذه مُسلَّمات وأمثالها قاعدة أساسية في المنهج الذي ندعو إليه ودوماً قاعدة في تأصيل مخاطبة الناس على أصول يعرفونها ولا ينكرونها أو على مسلَّمات صحيحة وهي موضوع يعني رضا وقبول عند الناس وتكوينهم الفطري لحياتهم العقلية، هذا ما أردت أن أقصده أخ ماهر وشكراً لكم لإتاحة الفرصة.

ماهر عبد الله: شكراً لك.. شكراً لك.

[فاصل إعلاني]

السبيل لاستعادة الأمة سلطانها وهيبتها

ماهر عبد الله: سيدي، الأخ جمال كان سألك بس طبعاً هأطلب منك أنا الاختصار الآن، حتى نعود إلى موضوع العقبات والمعوقات، ومحاورنا الأخرى، السبيل الذي يوصل الأمة إلى استعادة سلطانها واستعادة هيبتها إلى أن تتمكن من التجديد دون أن نضطر إلى السير خلف كل فرد من مليار ونص مليار مسلم، هل من سبيل يعني قال: البعض حاول بالديمقراطية، حاول عبر مواجهة الحكام عسكرياً، حاول عبر مصالحة الحكام، قرن من الزمان يكفي من المحاولة؟ هل من سبيل باختصار شديد ليوصل الأمة إلى استعادة ما تريد؟ وتتمكن هي من تجديد نفسها كأمة بدل التعويل على أفراد؟

علي سعيد طه: هذا سؤال جيد، في الحقيقة للإجابة على هذا السؤال لابد أن يصحح فهم الناس، أو نجدد فهم الناس لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم،.. سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- تمثل الطريقة الشرعية لإيجاد حياة إسلامية، وهي نفس الطريقة الشرعية لاستئنافها إذا فقدها المسلمون، هذه السيرة لكثير جداً من الناس صارت فقط مجرد قصص تحكى وروايات، وانتهى الأمر إلى حد كبير تشبع عندهم النواحي الروحية، ولكن كأنها ليست هي للعمل، ليست هي منهج وطريقة عمل، الرسول -عليه الصلاة والسلام- طيلة ثلاثة عشر عام هو كان يعمل عمل مُرتَّب ومنظم، أسس جماعة كتلة، عملت معه لتهيئة الأجواء في المدينة.. في.. في مكة أو ما حوالين مكة في الجزيرة العربية كلها، هيأ هذه الأجواء بأن صاروا يتحدثون عن التغيير الآتي، أنه هنالك مفاهيم جديدة، هنالك حديث عن تجارة، عن زراعة، عن أخلاق، عن أمور كثيرة، بدأ الناس يتحدثوا عنها مناقضة لما كانت موجودة عليه، حتى أن ذلك الأعرابي قال عندما سمع إذن تحاربه الملوك، قالوا يدعو إلى لا إله إلا الله، محمد رسول الله، قال إذن تحاربه الملوك، ففهم العرب، الأعرابي في البادية فهم أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- يسعى لتأسيس كيان ونظام ودولة تحل مكان القبيلة والتناحر والتضاد، ويجمع شمل الناس في أمة أيضاً تحل محل القبيلة والروابط العصبية والجاهلية.

ماهر عبد الله: طيب سؤال الأخ فادي كان يعني تعليقه، وكانت عبارته جميلة تعلق له عليها، بس قبل ذلك يعني هو كان هو شوية قاسي في إنه كل الذين يدعون إلى تجديد الخطاب بالضرورة، فقط لأنهم أمِنوا العقوبة، يعني.. يعني هذا خطاب مخيف إنه كل من خالفنا الرأي، مع احترامي لما ذكرت، لو خالفتك الرأي في هذا.. في هذه القراءة للسيرة، هل بالضرورة أن عندي أجندة خفية غير ما أعلن، يعني لماذا الاضطرار إلى التشكيك بنيتي؟ لأني فقط آمن عقوبتك لأنك لم تصبح خليفة بعد؟

علي سعيد طه: هو في الحقيقة يعني بعض شباب الدعوة من حرصهم على الدعوة، وفي نفس الوقت لكثرة الخَبَث وكثرة الذين صاروا يتعاملون مع الغرب، ومع المخابرات وكذا، يعني صارت مثل هذه النبرة، صارت تكون موجودة في.. في الخطاب، لكن نحن إذا يعني نحن لا نقول أن الذين.. كل الذين يفعلون ذلك هم مثلاً مع المخابرات أو هم عملاء أو ما إلى ذلك، لأنه أقلها نحن لا نريد دليل، وإذا ملكنا الدليل الدامغ الآن..

ماهر عبد الله[مقاطعاً]: حتى التوبة على اعتبار أنه ما يتلفظون به إثم.

علي سعيد طه: نعم.. لأنه.. لذلك نحن الآن في.. نريد أن نوضح للأمة، كل الأمة حتى تقتنع بهذه الرؤية، ومن يرفض هذا القول نصبر عليه، ثم مرة ثانية وثالثة ورابعة، من كان أشد الناس عداوة للإسلام مِنْ عمر؟ لكن صُبِرَ عليه وكان الرسول يدعو له، فأنا أدعو للذي يخالفني الرأي أن يهديه الله -سبحانه وتعالى- على.. وإن كان الحق معه يهديني للحق الذي معه، لذلك نحن نقول رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ ولكنه يحتمل الصواب، لذلك نحن نتناقش في هذه المسألة حتى نصل فيها إلى رؤية مبلورة، لذلك لسنا بصدد اتهام النوايا، إنما نحن يجب علينا أن نرسم الخط المستقيم أمام الخط المعوج، والمسلمون لهم عقول..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: في.. في.. في مداخلة الأخ صلاح كان كلام يعني انتقاد للتطبيق الجزئي، ما هو الخلل في موضوعة التطبيق الجزئي؟ إذا كان هذا الذي يؤمن بالتطبيق الجزئي يعلم تمام العلم إنه يطبق تطبيقاً جزئياً، وأنه لابد من التطبيق الشمولي في.. في النهاية، لكن إلى أن نصل من درجة تمكننا من تطبيق شمولي، ما هو الخلل في التطبيق الجزئي؟

علي سعيد طه: هو حقيقة أنا أتفق معه في مسألة التطبيق الجزئي، التطبيق الجزئي للدين ولبعض الأحكام هو إطالة لعمر الباطل، وتمكين للباطل، بل إلباسه لبوس الحق، خاصة أنه يستفيد، خاصة الذين يريدون التطبيق الجزئي مخلصين وطيبين وذوي سيرة حسنة، فيستفيد منهم أهل الباطل، ليزينوا واجهاتهم، فلذلك.. من الخطورة بمكان والرسول -صلى الله عليه وسلم – عُرِضَ عليه في مكة، ولكنه رفض، رفض أن.. أن.. عُرِضَ عليه أن يشارك أهل مكة في السلطة وفي الحكم وفي الملك وفي الجاه وفي كل شيء، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- رفض، لذلك ليس من.. يعني ليس من الشرع من شيء أن نشارك في..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: هل هي.. هل هي بالضرورة مشاركة؟ ما هو أيضاً يعني أنت برضو عندك مصالح شرعية قد تفوَّت فيما لو أصررت على تعطيل كثير من الجزئيات، فيه مصالح للناس لابد من التعاطي معها، إلى أن حين يعني الناس تنتظر هذا الإمام الآن منذ قرابة القرن.

علي سعيد طه: هو يعني يمكن أنا أسأل سؤال، طيب ما هي هذه المصالح التي يمكن أن.. أن نتحصل عليها؟

ماهر عبد الله: مصالح كثيرة يمكن تتحصل عليها، أنت ذكرت كمثال قبل قليل إنه العمل الخيري ليس المشكلة في العمل الخيري، المشكلة إذا اقتنعنا أن هذا هو نهاية المطاف، إذا كان يعني الكثير من الفقراء الذين كانوا لابد للإمام أن يطعمهم، لم يوجد إمام ليطعمهم، هل هذا يمنعني من أن أطبق جزئياً؟ لأنه حتى لو حاكم أقر بفجوره وفسقه، وأعلن على الناس إنه لا يريد تطبيق الشريعة الإسلامية..

علي سعيد طه: نعم.

ماهر عبد الله: أراد أن ينفق على بعض الفقراء أرفض ذلك منه بحجة أن هذا سيزين للناس، ويعطيه لشيء من المصداقية؟

علي سعيد طه: لأ.. هذا ليس هو المقصود من التطبيق الجزئي.. الذي ينفذ حكم شرعي ويلتزم به، هذا ليس هو المقصود من تطبيقه الإسلام، أنا فهمت من.. من.. من مداخلة الأستاذ صلاح من تطبيق الإسلام يعني المشاركة في.. في الدولة وفي السلطة، أن تكون جزء من السلطة، يعني مثلاً تكون أنت وزير الأوقاف مثلاً أو وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة يعني، هذا هو مستحيل يطبق الإسلام، وقد يطبق بعض الأجزاء البسيطة جداً، وهذه الأجزاء لا يمكن أن تكون يعني وفي هذه الحالة ينظر تجديد الفهم في مثلاً مشاركة ينظر، هل شارك لأنه يريد أن يجلب مصلحة فقط، ولا يفوتها، أم شارك بفهم صحيح، يعني له فهم صحيح شرعي، فإذا له فهم شرعي يناقش فهمه الشرعي، أما إذا قال والله حتى لا تفوت المصالح، نحن لا نريد فقط مصالح، يعني القضية بالنسبة لنا ليست مصالح فقط.

ماهر عبد الله: ما هي مصالح، ما هو.. ما هو الهدف من الشريعة أصلاً أليس تحقيق المصلحة؟

علي سعيد طه: لا ليس..

ماهر عبد الله: ثمَّ.. أينما كانت الشريعة؟ أينما كان الحكم فثمة مصلحة، حتى صلاتي لي فيها مصلحة، أنا أصلي لأدخل الجنة، هذه مصلحة..

علي سعيد طه: نعم.

ماهر عبد الله: أنا أُزكِّي لينمو مالي هذه مصلحة، أنا أتزوج لأني أتمتع بالزواج، هذه مصلحة، الشريعة هي مصلحة، ما هو الخلل؟ ما هو الخطأ في أن يكون لي مصلحة حتى من عبادة الله؟ فضلاً عن القوانين والتفصيلات الأخرى يعني؟

علي سعيد طه: ليس.. ليس الخطأ أن تكون لك مصلحة، تحقق مصلحة، ولكن نحن من الشريعة لا نحقق مصلحة فقط، نحن نحقق قيمة أخرى، قيمة أخرى، فلذلك نحن نطبق الإسلام وفي نفس الوقت نحقق قيمة روحية، الأم إذا ضاع وليدها وقيل لها خذي هذا مكان ابنك، يمكن أن تأخذه، يمكن أن يحقق لها مصلحة، يخدمها ويكون معها، ولكن لا.. لا يحقق لها.. لا يمكن أن يحقق لها قيمة غريزة النوع، يعني اللي تشبعها بالأمومة والبنوة لا يمكن أن تشعر بذلك، نحن لسنا طلاب مصلحة فقط، نحن طلاب مصلحة مع تحقيق قيمة روحية، لذلك نطبق.. نتحصل على مصلحتنا بالتزامنا بالشرع، لذلك هذه أيضاً من المفاهيم..

ماهر عبد الله [مقاطعاً]: طب لماذا لا يلجأ إلى يعني إعمال شيء من حسن الظن أن حتى طالب المصلحة يعني لا يقلل أبداً من أي قيمة روحية لأي عمل يقوم به، يعني لماذا الافتراض بأن الذي يؤمن بالتطبيق الجزئي، لأن الذي يريد أن يدرأ أكبر عدد ممكن من المفاسد هو بالضرورة مطعون في نيته، وبالضرورة ندعو الله له الهداية، لماذا لا ندعو الله له بأن تمكنه الظروف من أن يطبق كل ما عنده؟ ليس بالضرورة الهداية لأنه ليس بالضرورة على خطأ أصلاً، حتى يكون الدعاء له بالهداية، نحن سنحتاج الدعوة للهداية في كل الحالات، محمد -صلى الله عليه وسلم- كان يدعوها لنفسه، لكن في الإطار الذي تُذكر فيه هذه الدعوة، إطار يوحي بأن ما هو عليه هو شيء من ضلال، لماذا لا نقول إنه هذا ما يستطيع أن يفعله ليس بالضرورة لإطالة عمر هذا النظام أو ذاك، ليس بالضرورة لإطالة عمر المشكلة ولكن لأن هذا الوحيد المتاح والمستطاع.

علي سعيد طه: نحن إذا نقول المشاركة في الحكم تطيل عمر الباطل، ولكن لا نقول أن هذا الذي شارك.. هذا الذي شارك لابد أن نذهب إليه ونناقشه، لماذا فعل هذا؟ إذا لم يكن هنالك شخص أمامنا هو الذي قام بهذا الفعل، ويبين لنا استند على ماذا، لا يمكن أن نحكم عليه، لذلك الآن حكم.. حكم عام، حكم ليس معين.

ماهر عبد الله: طيب نسمع من الأخ إبراهيم من فرنسا، أخ إبراهيم تفضل.

إبراهيم: آلو السلام عليكم.

ماهر عبد الله: سلام ورحمة الله.

إبراهيم: سلام للأخ ماهر، سلام للشيخ علي أبو الحسن، لدي تعليق على ما قاله الأخ صلاح من الأردن، قال بأن.. أنا على اتفاق معه حين قال أن التجديد أولاً لأجل إصلاح، أي الرجوع إلى الأصل، والمقصود بالأصل هنا الكتاب والسنة، ومن هنا أظن أنه يكون.. ومن هنا يكون الحفاظ على الأصل وعدم التعارض معه شرطاً أساسي في هذا التجديد، وفيما يخص سؤالي.. هل لرجال الدين من فقهاء وعلماء يخشون الله وحده، صلاحية في هذا الموضوع، أي في التجديد الديني، علماً بأن التجديد الديني ليس قضية فكرية فقط، كالعلمانية وغير ذلك وشكراً، والسلام عليكم ورحمة الله.

ماهر عبد الله: يا أخي مشكور أخ إبراهيم، نسمع من الأخ بسام من أميركا، أخ بسام تفضل.

بسام: السلام عليكم -إن شاء الله- ورحمة الله وبركاته.

ماهر عبد الله: وعليكم السلام ورحمة الله.

علي سعيد طه: عليكم السلام ورحمة الله.

بسام: فيه.. فيه سمعت كلمة الخلل، وأحاول بس أعطي بعض الأضواء على التقدم البشري وتقدم الحضارة العصرية، والتجدد الإسلامي، حتى نعرف وين بالضبط على.. على أيش نحكي؟ لأنه الحضارة العصرية.. العصرية أنشئت دون أية معرفة بطبيعتنا الحقيقية، تولدت من خيالات واكتشافات علمية وشهوات وأوهام ونظريات ورغبات، على مبدأ الحد الأقصى من الإنتاج بأقل التكاليف، على حساب الحد الأقصى من الاضطراب والقلق والهموم، وبالانحلال الخلقي والعقلي، نتيجة الوراثة البيئية والتفكير التي يفرضها عليها المجتمع العصري، وأن التقدم العصري يقابله التخلف الطبيعي، لهذا فإن الحضارة آخذه بالانهيار، لأن علوم الجماد قادتنا إلى.. إلى بلاد ليست لنا، فقبلنا هداياها جميعاً بلا تمييز ولا تبصر، وقد أصبح الفرد ضيقاً متخصصاً فاجراً غبياً، غير قادر على التحكم في نفسه ومؤسساته، ولابد من الرجوع إلى الصحة الروحية، ودراسة الوظائف الأدبية والصفات الطبيعية والعقلية والجمالية والدينية، حتى أن المجتمع العصري يعارض بكل قوته تحرير الإنسان من مذهب المادية، واستبداله بالروح، وأن القوة المادية أخفقت في توضيح.. توضيح الصلة بين العقيدة والعمل، فالتطور والتقدم العلمي كان على حساب العبادات الروحية، فجندوا الدين لحماية الأنظمة، ودين الله.. فدين الله لا يصلح خادماً يلبس منطقة الخدم، ويقف بحضرة سيادته، يوجهونه حيث يريدون، ويقف على.. على الباب رهن الإشارة، ويستدعونه للخدمة حسب أهواء رجال.. رجال السلطة ورجال الدين، إن الإسلام جاء ليعز الإنسان ويصله بربه الذي خلقه، ويعمل ويبدع دون أن يصطدم بطبيعة الإنسان.. الإنسان وخصائصه الثمينة، الإسلام هو المنهج التجريبي الذي نسيه رجال الدين، منهج الصحابة عليهم السلام.

بدي أسأل الإخوان المسلمين والفقهاء كلهم في.. في جميع العالم ماذا كان يعمل الرسول -عليه الصلاة والسلام- بساعة إنه كان يجاهد.. بجانب إنه كان يجاهد بسلاحه، ماذا كان يعمل يومياته؟ أنا هاي اللي بدي إياه هاي اللي بيهمني، شو كانت يوميات الرسول؟ شو كان يعمل بعد صلاة الفجر، هاي.. هاي اللي بيهمني، ماذا كان يقوم به.. هل.. هل كان يقوم بخطبة يوم الجمعة والسلام عليكم، خلاص bye.. bye .. See you!، بدنا نعرف شو هي.. شو هيك.. شو مثلاً على.. على سبيل المثال "لا نصر لمن أضاع الصلاة"، كم.. كم من نسبة العرب الذين.. الذين لا يعرفوا شو هي الصلاة؟ (…) ما بيعرفوش ما هي الصلاة؟ شو الواجب على الإنسان خمس مرات في اليوم، ولا إيمان لمن أضاع الصلاة، لا يقين لمن أضاع الصلاة، لا ذمة لمن أضاع الصلاة، بل أقولها وعلى مسؤوليتي لا إسلام لمن أضاع الصلاة، كم.. كم من عربي بيعرف هذا الحكي؟ بس حبيت أن.. حبيت أشارك والسلام عليكم، وأرجو أن.. أرجو أن..

ماهر عبد الله: مشكور جداً.. مشكور جداً يا أخ بسام، نسمع من الأخ فريد من البوسنة، أخ فريد.

فريد: السلام عليكم.

ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله، تفضل.

فريد: السيد ماهر تحية لك ولضيفك الكريم

ماهر عبد الله: أهلاً بك.

فريد: فقط بخصوص موضوع التطبيق الجزئي بالنسبة للأجزاء التي يمكن أن يتم تطبيقها من الإسلام، نحن نعرف ما ورد في قول الله سبحانه وتعالى: (وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ)، هذه تبين أن في البلدان التي يعني يتم فيها تطبيق حكم الله وشرع الله التي يعني يطبق فيها من فترة، المفروض أن لا يؤخذ فيها تطبيق جزئي يعني، وإن صح التعبير مثلاً على دولة عزيزة علينا جميعاً وهي السعودية، المملكة السعودية، فبالتالي في هذه الحالة يعني ليس إن كان.. إن كان هذا الأمر ممكن أن يقال في بلاد أخرى، فإنه من الصعب أن يقال على دولة تقول أنها -بفضل الله- تحكم بشرع الله وكذا، وبالتالي يعني المفروض هذه الأحكام تتناول كل المناحي من النواحي الاقتصادية، والنواحي العبادية، والنواحي التي تخص المعاملات وهكذا..

ماهر عبد الله: طيب مشكور جداً أخ فريد، نسمع من الأخ باسل.

باسل: السلام عليكم ورحمة الله.

ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته تفضل.

باسل: تحية لك الأخ ماهر ولشيخنا الكريم أبو الحسن.

ماهر عبد الله: حياك الله، عليكم السلام.

باسل: حقيقة عندي تعليق في غاية الأهمية المسألة التي طُرِحَت، وبإحساسي إنها لم تعطَ.. لم تغطَّ كاملة اللي هي مسألة التطبيق الجزئي للشريعة الإسلامية، السؤال الذي يطرح، هذا الشخص الذي يشترك في هذه الحكومة.. في هذه الحكومات التي نعلم أن هذه حكومات أصلاً هي غير شرعية، ثم يدعي أنه يطبق جزء من الإسلام، فالسؤال الموجه إليه هو كالتالي: إذا هو كان يطبق جزء من الإسلام، فما هو الجزء الآخر الذي ليس من الإسلام لا يطبقه؟ قطعاً هذا الجزء الآخر هو كفر، فلذلك الذي يطبق جزء من الإسلام ولو كان 5% أو 10%، فالـ90% و80% الباقية التي يطبقها هو، لأنه لا يستطيع أن يتنصل من هذه المسؤولية كوزير أو فقط أو عنده موقف (…) فهي ليست من الإسلام.

أما المسألة الثانية في هذا الموضوع أنه باعترافه ودخوله في الحكومة في هذه الحكومات التي لا تحكم بشرع الله، فهو يضفي شرعية على هذه الحكومات، وهذه المسألة في غاية الخطورة، لذلك نحن كمسلمين كأفراد، نستطيع أن نعمل.. نقوم بكل الأعمال الإسلامية، نستطيع أن نعمل أي أعمال خيرية، وأي شيء، لكن خارج نطاق الحكم، لا.. نحن لا نريد أن ندخل لنشارك هذه الحكومات في الحكم بغير ما أنزل الله ونضفي عليها شرعية بدل أن نعمل على تغييرها وخلعها من جذورها، وهذا ما أردت… وجزاكم الله خيراً.

ماهر عبد الله: طيب مشكور.. مشكور جداً يا أخ باسل، سيدي باختصار يعني حتى جزء من.. من الكلام نعود لكلام الأخ عبد الله الذي تحدث عن الحداثة الإسلامية في الدفعة الأولى من المكالمات، وأنا أعتقد مكالمة الأخ باسل هتكون الأخيرة، كون الوقت بدأ يدركنا، يعني أيضاً جزء من.. من الكلام يا سيدي، استخدم عبارتين جميلتين لهم علاقة بالموضوع، وأرجو أن يكون مدخل لموضوع التطبيق الجزئي برضو للشريعة، هو لما يقول إنه في المحصلة النهائية ما.. ما نريده في المحصلة حياتنا هي نتاج لتفاعل الإنسان مع بيئته، في المحصلة النهائية الذي يتحرك في المجتمع هو فهمي وفهمك للإسلام، وليس الإسلام نفسه، يعني في الأخير هي فكرة مجردة عن الإسلام، أنا وأنت الذي.. الذين نتحرك به وعينا هذا، نتاج تفاعل بيني وبينك وبين البيئة التي نعيش فيها، جزء مما حصل على هذا التفاعل ويرجع لموضوعة الخطاب، وأرجو أن.. أن تربط لي إياها بشكل منطقي مع قضية التطبيق الجزئي يجوز إنه كما قال اهتزت دلالات الزمان والمكان يعني، ما عادش الآن الحدود الجغرافية لها تلك القداسة، عندما نتحدث عن دولة الإسلام، دولة إسلام ودولة كفر، كان فيه حد فاصل، الآن هذه قيمة الجغرافيا كثير سقطت في.. في.. في عرفنا الحالي، أنت الآن تستطيع.. زمان كنا نقول نحن نريد أن نعلن الجهاد لمنع الناس الذين يمنعون.. لمنع الحكام الذين يمنعون الشعوب من الاتصال بالإسلام، فعندك وسيلة تسمى الإنترنت الآن تدخل في كل بيت في العالم، لو أحسنت العرض لماذا تصر على حد جغرافي فقد الآن قيمته؟ فاهتزت -كما قال الأخ عبد الله- دلالات الزمان والمكان، وبالتالي هذا يعني مدعى لإعادة النظر؟ هل بالضرورة؟ هل بالضرورة من الخطأ؟ حتى الذي يطبق 90% من ما هو غير الإسلام، ولنسميه -مجازاً- من الكفر البواح، هل هذا مبرر كافي لإسقاط الـ10% التي يطبقها؟ أليست هناك مصالح شرعية.. شرعية وليس مصالح شخصية ولا حتى مصالح للأمة، ليس هناك مصالح شرعية يمكن أن.. أن تحقق تماماً كما فعل يوسف -عليه السلام- عندما عَمِلَ مع عزيز مصر، لا نريد أن نقول فرعون مصر، تماماً كما فعل صلاح الدين قبل أن يحرر فلسطين، وعمل وزيراً وقائداً لجيش في دولة كان يعتقد بأنها دولة غير إسلامية، عندما عمل مع.. مع العبيديين، كثيرين من.. في تاريخنا من الرموز، بعضهم كما قلنا سيدنا يوسف نبي يوحى إليه شارك في الـ10% إلى أن تمكن من.. من الـ100% هذه الدلالات والتغيرات ألا.. يعني أليس من المنطق والحاجة أن تنعكس على خطابنا وعلى طريقة تعاملنا مع الشريعة؟ مع التطبيق الجزئي وليس التطبيق الشمولي للشريعة؟

علي سعيد طه: هو في الحقيقة فيه ملاحظة بالنسبة للأخ عبد الله من السعودية مسألة.. مصطلح الحداثة، هو مصطلح محدد وله معنى محدد، فلذلك نحن نستخدم مصطلح التجديد، لأنه ورد في.. في الدليل، فلذلك يعني أنا يعني يبدو إنه دايماً يستخدم مصطلح التجديد، هنالك مشكلة إذا لم نتخلص منها لن نستطيع أن نفهم قضية التطبيق الجزئي ولا قضية الحداثة، ولا نفهم قضية التجديد، وهي أن هنالك سقوفات فكرية أوجدتها لنا الحضارة الغربية وجعلتها لنا أنماط تقاس عليها صحة الأفكار الأخرى، الحضارة الغربية أتت بالديمقراطية والتعددية، وحقوق الإنسان واقتصاد السوق، هذه سقوفات فكرية صارت عند.. وفي نفس الوقت هي أنماط يقاس عليها صحة (المسائل) الأخرى، لذلك كثير من الناس الذين يريدون أن يفهموا قضية التجديد، أو يريدون أن يتعاملوا معها ينظروا إلى هذه الأمور، إذا لم تكن هكذا إذن هي ليست صحيحة، أو لا يستطيعوا أن يقفزوا فوق هذه السقوف الذي وضعت..، هذه نقطة لابد من الانتباه إليها.

لندخل في قضية البيئة التفاعل الإنسان مع البيئة، الإنسان ابن بيئته، هذا من وجه صحيح، ومن وجه آخر خطأ، ابن بيئته بمعنى أنه عايش في بيئة ليس.. لا ينعزل عنها، ولكن يعيش بمفاهيمه، لا.. لا تسوقه البيئة، ليس ابن..، يعني هو لا يحكمه الواقع، إنما تحكمه المفاهيم وتحركه المفاهيم.

ماهر عبد الله: طيب أستاذ علي يعني للأسف الشديد يجب أن نتوقف هنا، لا يمكن يعني أن نغطي كل الموضوع في حلقة، مداخلات الإخوة مشكورين عليها، مداخلتك أنت بلا شك مشكور عليها، كنا نتمنى أن يطول الحديث، ولكن لم يبق لي إلاَّ أن أشكر باسمكم الأستاذ علي سعيد علي طه الملقب بأبو الحسن، بعض الإخوة أشاروا للقب كما ذكرناه في أول الحلقة، فالأخ أبو الحسن من السودان، وهو (الناطق الرسمي باسم حزب التحرير هناك)، شكراً له وشكراً لكم أنتم أيضاً على حسن متابعتكم، إلى أن نلقاكم في الأسبوع القادم، تحية مني، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.