تحقيق خاص

الصحة وجوائح السياسة.. لماذا فشلت منظمة الصحة العالمية في احتواء فيروس كورونا؟

كشف فيلم “الصحة وجوائح السياسة” المشاكل التي تعاني منها منظمة الصحة العالمية في سياق المواجهة بين الصين والولايات المتحدة على خلفية أزمة فيروس كورونا.

كما كشف عن المخاوف الأميركية من وصول الصينيين إلى مناصب عليا في المنظمات الدولية وقطعهم الطريق على أي محاولة لقبول عضوية تايوان في تلك المنظمات.

ألقى الفيلم الذي بثته الجزيرة بتاريخ (2020/9/20) نظرة تاريخية على دور منظمة الصحة العالمية رغم ميزانيتها المحدودة واتهامها من قبل أميركا بسوء الإدارة والتأخر في التحذير من انتشار فيروس "كورونا" والانحياز إلى الصين.

وعرّف الفيلم بالمنظمة كوكالة تابعة للأمم المتحدة هدفها توفير الصحة للجميع، والتحديات التي تواجهها خاصة الميزانية المحدودة والضغوط السياسية التي تقيد قدرتها على الاستجابة السريعة لتفشي الأمراض والأوبئة.

كما ألقى الضوء على تاريخها منذ تأسيسها بعد الحرب العالمية الثانية، والنجاحات التي حققتها مثل القضاء على الجدري والملاريا وشلل الأطفال، وفشلها أيضا في التعامل بسرعة مع وباء إيبولا في غرب أفريقيا عام 2013 وإعلانها حالة طوارئ صحية بعد نحو 5 أشهر من ظهور الفيروس الأمر الذي اعتبر متأخرا جدا.

وبالطبع الانتقادات الأميركية الشديدة لها بسبب إدارتها لأزمة وباء كورونا. وكيف تمكنت الصين من استخدام كل ثقلها ونفوذها لمساعدة الإثيوبي تيدروس أدهانوم غيبريسوس على الفوز بمنصب مدير منظمة الصحة العالمية عام 2017. لكن بعد أيام قليلة من تعيينه، أعلن أنه يريد تعيين رئيس زيمبابوي السابق روبرت موغابي سفيرا للنوايا الحسنة لمنظمة الصحة العالمية، ما عرّضه لانتقادات شديدة خاصة من بريطانيا وكندا ودول غربية أخرى.

وقد اعتبر الفيلم أن أزمة منظمة الصحة العالمية هي من أعراض الاضطراب في النظام العالمي، وأن الولايات المتحدة كانت متحفظة منذ فترة طويلة إزاء هذه المنظمة العالمية، خاصة في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريغان. وأن ميزانية المنظمة حاليا ضعيفة وتعادل ميزانية مستشفى واحد في فرنسا.

وبالتالي، اضطرت إلى تنويع مصادر دخلها من الدول الأعضاء والأفراد والمؤسسات الخاصة والشركات الخيرية مثل "مؤسسة بيل وميليندا غيتس".