خارج النص

حقيقة العسكر والربيع العربي.. هل كانت ثورات أم انقلابات مقننة وصراعات أجنحة؟

أثار الكاتب طيبي غماري جدلا في الأوساط الثقافية حول ما أسماه بإعادة القراءة العقلانية لأحداث الربيع العربي، متسائلا: هل كانت ثورات أم انقلابات؟

برنامج "خارج النص" بتاريخ (2020/6/21)، تابع  كتاب "الجندي والدولة والثورات العربية" لصاحبه طيبي غماري، والذي حاول من خلاله إعادة تحليل العلاقات المدنية العسكرية في جمهوريات الربيع العربي، حيث عادت الجيوش العربية للظهور كفاعل سياسي رئيسي متخذة مواقف متناقضة من الموجة الأولى للثورات العربية.

ومع انطلاق الربيع العربي في أواخر سنة 2010، عادت الجيوش العربية للظهور كفاعل سياسي رئيسي، متخذة مواقف متناقضة من الموجة الأولى للثورات العربية.

وأوضح غماري أنه حاول التنبيه في كتابه إلى أن ما يبدو ثورات يمكن أن يكون انقلابات مقننة أو ثورات مضادة أو صراع أجنحة، ولذلك قدم مخارج جديدة اعتبر فيها أن الثورات تقيم على أساس ما قدمته من نتائج في الواقع.

البذلات العسكرية

ويبين الواقع العربي أن الجيوش العربية تأثرت بتاريخية المجتمع وتركيبته، وبطبيعة النظام السياسي للدول التي تنتمي إليها. من هنا كان لكل جيش منها حالة خاصة، أنتجت ردود فعل خاصة عند قيام الثورات العربية. وحددت ردة فعل العسكر بشكل أساس مآلات هذه الثورات ومخرجاتها، والتي ما زالت الدول المعنية بها تعانيها إلى اليوم.

وأشار الكاتب في قضايا الدول العربية والتحول الديمقراطي أحمد مأمون، إلى أن أهمية الكتاب تكمن في سياق عودة الباحثين العرب للاهتمام بدراسة المؤسسات العسكرية العربية.

"جاء ذلك بعدما قام الضباط العرب بخلع بذلاتهم العسكرية، مما أعطى صورة بأن الأنظمة العسكرية هي مدنية. ولكن الثورات العربية أعادت الجدل بشأن الجيش في الدول العربية، باعتباره مانعا للانتقال الديمقراطي".

من جهته، اعتبر أستاذ العلوم السياسية سيف الدين عبد الفتاح أن الثورات العربية كانت كاشفة لما لعبته الجيوش من أدوار مهمة في مجال السياسة وغيرها، لأنها حاولت الهيمنة على مختلف المجالات سواء بالانقلابات العسكرية أو بطرق التفافية.