خارج النص

"كان وأخواتها".. رواية سربت من داخل أسوار السجن فأغضبت السجناء ومنعها السجان

سلط برنامج “خارج النص” بحلقته بتاريخ (2020/1/19) الضوء على رواية “كان وأخواتها” التي كتبها عبد القادر الشاوي من داخل أسوار المعتقل السياسي، فمنعها السجان وأغضبت السجناء.

تعد رواية "كان وأخواتها" -التي صدرت سنة 1986- أول عمل أدبي يتناول تجربة اليسار السياسي بالمغرب بالنقد، وقد صدر هذا العمل ومؤلفه عبد القادر الشاوي لا يزال في السجن يقضى عقوبة مدتها عشرون عاما بتهمة محاولة قلب النظام والانتماء إلى تنظيم سري.

حكت الرواية تفاصيل محاكمة مؤلّفها وقيادات منظمة "إلى الأمام" الماركسية المغربية التي لا تعترف فلسفتها الفكرية بالمؤسسات الرسميّة، ووجّه الشاوي من خلال كتابه نقدا لتجربة اليسار في المملكة.

ولأن الرواية كتبت داخل أسوار السجن، فإنه كان من الممكن أن تموت أو تبقى حبيسة مع كاتبها داخل أسوار السجن، لكنها عرفت أن تشق طريقها للحرية، بعد أن جاء من تولى تسريبها خارج أسوار السجن، ووجدت طريقها بالفضاء بعد طباعتها بدار النشر المغربية.

غير أن "كان وأخواتها" لم تصل لأيدي القراء ولم تنل الشهرة التي نالتها، إلا بعد أن علمت السلطات بأسبوع بقرار منعها، وهو الأمر الذي يجمع الكثير من السياسيين والمعتقلين -الذين رافقوا الشاوي سنوات الاعتقال- أن المنع جاء بفائدة عظيمة على الراوية حيث تهافت القراء لشرائها والحصول عليها، ليعرفوا سبب منعها.

ولم تكن السلطات وحدها التي غضبت من "كان وأخواتها" فحتى رفقاء الشاوي في المعتقل وجهوا لها الكثير من النقد، واتهموا رفيقهم بأنه ظلم تجربتهم، وركز على سلبياتها وجردها من الكثير من الجوانب المضيئة فيها.

فقد انتقد المعتقل السياسي السابق عبد الله الحريف ورفيق الشاوي بالمعتقل وصف المؤلف للإضراب عن الطعام الذي نفذه السجناء السياسيين عام 1976 بأنه إضراب اليأس والفناء، وأكد أن هذا الإضراب هو الذي أجبر السلطات على الإفراج عن الكثير من المعتقلين وتحويل البقية للمحكمة، مع أنها كانت ترفض ذلك بالبداية.

وأما علال الأزهر -أحد رفاق الشاوي خلال سنوات الاعتقال- فيرى أن "كان وأخواتها" كان عملا أدبيا رائعا، لكن من الناحية السياسية تثير الكثير من الجدل.

ويبدو أن هذا النقد والرفض من قبل المعتقلين السياسيين كان متوقعا من قبل الشاوي، حيث تقول زوجته السابقة ليلى الشافعي إنه كان يخشى السياسيين أكثر بكثير من خشيته من السلطات.

أما الشاوي فيبرر كتابته للرواية بأنه شعر خلال وجوده بالمعتقل مع معتقلين سياسيين ويساريين بأنه شاهد على مرحلة مهمة من الزمن، وأنه لا بد أن يوثق النقاش السياسي العاصف الذي يجمع هؤلاء ويفرقهم في ذات الوقت.

ويؤكد أنه وثق لمرحلة كان هو أحد أفرادها، لذلك فإن أي نقد ورد بالرواية يناله هو شخصيا قبل أن ينال أحدا غيره.

ومع تغير الأحوال والظروف السياسية في المغرب، فقد وجدت الرواية بعد عقدين ونصف العقد طريقها للنور، وأزيل المنع عنها.