صورة عامة / حوار مفتوح
حوار مفتوح

الأزمة الفلسطينية بعيون فلسطينيي الشتات

يتناول البرنامج الأزمة الفلسطينية الراهنة بعيون لاجئي الشتات والمخيمات، حديث عن واقع أبناء المخيمات وأولوياتهم، ومشكلة الفقر والتعليم والصحة داخل المخيمات الفلسطينية المجودة في الوطن العربي.

– فلسطينيو الشتات في ضوء اتفاق مكة
– الفصائل المسلحة وإشكالية التسليح
– الحالة الاقتصادية ومشكلة الفقر


undefinedغسان بن جدو
: مشاهدينا المحترمين سلام الله عليكم، بحمد الله إذاً نجحت حركتا فتح وحماس في تهدئة الاحتقان ووقف إطلاق النار بل والاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية وذلك في رحاب مكة المكرمة، اتفاق هو بلا شك أثلج صدور جميع الفلسطينيين في الداخل كما في الخارج كما العرب والمسلمين والأحرار والمعنيين بالهمّ والملف الفلسطيني، لكن ما حصل أخيراً من احتقان داخلي بلغ درجة لغة الرصاص الذي احتكم إليه الطرفان الرئيسيان في داخل الساحة الفلسطينية دفعنا إلى مناقشة ومراجعة كيف يمكن أن ينعكس كل ما يحصل في الداخل على فلسطينييّ الشتات والخارج، بمعنى آخر إذا بلغ الاحتقان مداه بالطريقة التي شهدناها خلال الفترة الماضية بين الفصائل الفلسطينية داخل الأراضي الفلسطينية كيف يمكن أن يتأثر به فلسطينيو الشتات ولا سيما اللاجئون في المخيمات الفلسطينية؟ وإذا حصل انفراج كما هي اللحظات الحالية ونتمنى أيضاً أن تكون في المرحلة المقبلة بكاملها كيف يمكن أيضاً يتأثر به اللاجئون الفلسطينيون في الخارج؟ بمعنى آخر وثانيةً ما حصل في الآونة الأخيرة درس للجميع ولكن الأساس والنقاش الرئيسي اليوم، هل إن الفلسطينيين في الخارج ولا سيما اللاجئون في المخيمات استطاعوا أن يحموا ويحصنوا أنفسهم من أي تداعيات سلبية للداخل على الخارج؟ والسؤال المركزي وربما الأهم، كيف يمكن أن يحصنوا أنفسهم في المراحل المقبلة من أي اعتبار سلبي يمكن أن يحصل في الداخل لا سمح الله؟ بالإضافة طبعاً إلى أولويات وهموم اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشتات، طبعاً قد لا نجانب الصواب إن قلنا يكفي أن تجول بين شوارع وأزقة بعض المخيمات الفلسطينية الموجودة في لبنان ولا سيما مخيم عين الحلوة، كيف لا وهذا المخيم يوصف أصلاً بأنه عاصمة الشتات في الخارج، إذاً نناقش اليوم جزأين وملفين أساسيين، الأول والأساسي والرئيسي هو انعكاسات ما يمكن أن يحصل في الداخل سلباً وإيجاباً على فلسطيني الخارج ونختم في نهاية هذه الحلقة بمناقشة وسؤال كيف تأثر. أو كيف نظر هؤلاء الفلسطينيون للاتفاق الذي حصل في مكة المكرمة، مشاهدينا الكرام أرجو أن تتفضلوا بالبقاء معنا وقفةٌ نعود بعدها مباشرة للبدء في حوارنا المفتوح حيث سيتحاور الفلسطينيون، هم الذين سيديرون حوارهم بأنفسهم، سوف نجول بين الأزقة والشوارع، سوف نتحدث إلى بعض المسؤولين للفصائل الفلسطينية ولا سيما في مخيم عين الحلوة ولكن أساساً سوف نتحدث إلى مواطنين يعيشون هَمَّاً يومياً صعباً وبائساً وسيئاً جداً وسوف أيضاً نفتح النقاش بين هذا الطرف وذاك ولكن بين الفلسطينيين أنفسهم، بين المواطنين أنفسهم في الأسواق والأزقة والشوارع، كونوا معنا من فضلكم بعد هذه الوقفة.

[فاصل إعلاني]

غسان بن جدو: مشاهدينا الكرام أهلاً بكم من جديد، هو سؤال مركزي إذاً، كيف يمكن أن يتأثر فلسطينيو الشتات ولا سيما اللاجئون في المخيمات الفلسطينية بما يحصل في الداخل، أي داخل الأراضي الفلسطينية؟ إذا حصل احتقان كيف يتأثرون به وإذا حصل انفراج كيف يمكن أيضاً أن ينعكس عليهم؟ بمعنى آخر كيف يعيش وكيف يتماهى فلسطينيو الشتات مع أي ملف يحصل في الداخل أكان إيجابياً أم سلبياً؟ صحيح نحن نتحدث في أجواء تهدئة الآن ولكن بشكل عام وبكل صراحة طبعاً كيف انعكاسات الوضع الداخلي عليكم أنتم في الشتات في لبنان بالتحديد؟

فلسطينيو الشتات في ضوء اتفاق مكة

خالد عارف – أمين سر حركة فتح في الجنوب: أولاً أستطيع أن أجزم أنه لا يوجد احتقان في الخيمات الفلسطينية في لبنان، لكن أستطيع أن أقول إن هناك خلاف سياسي ما بين بعض الفصائل الفلسطينية وهذا ليس بجديد ومنذ انطلاقة الثورة الفلسطينية، ربما تأخذ الحدة أكثر قليلاً وخاصة بعد الأحداث المؤسفة التي حصلت في غزة ولكن بحكم العلاقات الخاصة والمميزة ما بين معظم الفصائل الفلسطينية حتى التي نختلف معها، بتقديري نستطيع أن نجد الحلول السريعة..

غسان بن جدو [مقاطعاً]: لكن نحن لا يخفى عليك إنه إحنا سمعنا تصريحات يعني سمعنا تصريحات حادة وحتى من قِبلكم ليس ربما من قِبلك شخصياً ولكن على الأقل من قِبل الإطار الذي تمثله، سمعنا تصريحات حادة وهناك حتى مَن تحدث بشيء يلامس التهديد يعني، فهل هذا كان جزءا من الصراع أو كان يمكن أن يؤدي إلى احتقان أمني؟

خالد عارف [متابعاً]: أولاً يعني إن كان نحن في حركة فتح أو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية أو الإخوة في حركة حماس أو الشعبيين أو الديمقراطيين هم امتداد لفصائلهم في فلسطين في رام الله وفي قطاع غزة، يعني الاحتقان أو الحدة بتقديري يعني لا تفسد للود قضية، هناك مَن يعطي صورة عن مواقفه ربما بشكل معين وآخر يعطيها بشكل حاد ولكن أستطيع أن أجزم أن القاعدة في المخيمات الفلسطينية للنصر والحمد لله لغاية الآن بلا حد الخوف أو التخوف، إن كنا نخاف من احتقان..

غسان بن جدو: ما الذي يضمن أنه إذا حصل احتقان كلغة الرصاص في الداخل لا ينعكس ويتجسد كما هو لغة الرصاص في المخيمات، ما الذي يضمن؟ هل هي مجرد الإرادة مجرد القناعة أم ماذا؟

خالد عارف: أولاً لأن الفلسطينيين في مخيمات الشتات وتحديداً في مخيمات لبنان يشعرون فيه غربتين، ليس في غربة عن الوطن وأيضاً غربة عن حقوقهم، يعني الفلسطيني في مخيمات لبنان أو في مخيم عين الحلوة مثلاً لا يعاني فقط غربته عن فلسطين، إنما يعاني من ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة جداً، من هنا بتقديري هذا العامل يساعد على وضع حد لاحتقان من هنا أو من هناك، أضف إلى ذلك أن العلاقات الشخصية كما قلت والعلاقات الإنسانية التي تربط كل شعب فلسطيني وخاصة في المخيمات ستحول دون الوصول لا سمح الله إلى ما لا نرضاه لكل مخيماتنا الفلسطينية.

غسان بن جدو: ربما مناسبة.. خليني أحكي الآن بحضورك ليست مشكلة، مع أبناء المخيمات، أنا أتحدث إليهم ربما حتى يناقشوك، هل حضرتك أحد القاطنين في مخيم عين الحلوة؟

مشارك أول: أيوة، إحنا بعين الحلوة.

غسان بن جدو: هذا الاحتقان هذه المشكلة اللي حاصلة بالداخل، الآن الحمد لله على الأقل فيه أجواء تهدئة ولكن فيه مشكلة كانت في الداخل بين.. فيه لغة رصاص، أنتم كيف ممكن تنعكس عليكم هنا؟

مشارك أول: إحنا يعني بدنا إياهم نكون وحدة، يعني مش نقتل بعضنا ونفرج العالم إنه إحنا شعب مسلم يعني فلسطينيين نقتل ببعضنا نفرج علينا العالم، إحنا بدنا وحدة الحل قضيتنا يعني ما بدنا إحنا نذبح بعضنا نفرج العالم والدول العربية تضحك علينا أو شغلة لا، إحنا بدنا تكون العلاقة جيدة والحمد لله وبلاش إنه الإنسان المسلم يذبح أخوه المسلم هذا أهم شيء، يعني هذه الشغلة الوحيدة اللي نتأملها إنه تكون العلاقة طيبة وجيدة وهذا فضل من الله.

غسان بن جدو: عملياً أنتم في الفصائل هل هناك من مجالات تنسيق جدية، تنسيق على الأرض؟

"
المخيمات الفلسطينية ستمارس ضغطا على الفصائل الفلسطينية والقيادات الموجودة في غزة للعودة إلى العقل والعودة إلى الرشد وضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية
"
         خالد عارف

خالد عارف: أولاً يعني أريد أن أعطي فكرة، هذا المخيم هو أكبر مخيم فلسطيني في لبنان وتعداده حوالي سبعين ألف وكما ترى يعيشون في حوالي كيلومتر مربع، أولاً نحن في فصائل منظمة التحرير الفلسطينية لنا هيكلية ونجتمع باستمرار، أضف إلى ذلك لدينا هيكلية اسمها لجنة المتابعة متمثل فيها كافة الفصائل الفلسطينية، فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وقوات التحالف والقوى الإسلامية وهذه اللجنة تجتمع.. يعني أستطيع أن أقول إنها تجتمع شبه يومي لمعالجة كافة القضايا الإنسانية والاجتماعية والسياسية، من هنا ترى أن التواصل يومي، لهذا أنا قلت إنني أستطيع أن أجزم أنه لن نسمح أن تصل الأمور إلى لا سمح الله وطبيعة شعبنا في المخيمات ضمن تجربته السياسية منذ ما لا يقل عن أربعين أو خمسة وأربعين سنة وخاصة في مخيمات الشتات، أنا لا أبخس إخواننا في فلسطين إن كان في قطاع غزة أو في الضفة الغربية الذين مفترض أن يكون وحدتهم أشمل وأعم لأنهم هم الذين يواجهون العدو الإسرائيلي بصدورهم ويواجهون المشروع المركزي على فلسطين، مما لا شك فيه أن هناك خلافات تصل كما قلت إلى حد الاحتقان أو إلى.. لكن بتقديري لن تصل ولن نسمح أن تصل، بالعكس نحن سنمارس ضغطا كمخيمات فلسطينية وكفصائل فلسطينية على كافة القيادات الفلسطينية الموجودة في غزة للعودة إلى العقل والعودة إلى الرشد وضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.

مشاركة أولى: إحنا مسلمين بننام وبنوحد ربنا كله لازم يطلع مظاهرات ويطلع إضراب وكله يسكِّر المفروض أصلاً عشان يتوحدوا يصيروا يد واحدة شعبنا كلهم حرام أصلاً هيك نضل، إحنا ما بنا إحنا نضل مشتتين بدول الشتات وهون وهون، إحنا بدنا يد واحدة ويدافعوا عن المسجد الأقصى ويكونوا كلهم إخوة وأهل.

غسان بن جدو: طيب عفواً، الآن أنتِ بنت أحد المخيمات هنا، برأيك شو أولوياتك؟ شو همومك الأولى؟ أنتِ كواحدة تقولين خمسين ستين سنة هنا شو همومكم وأولوياتكم؟

مشاركة أولى: أول شيء الفصائل الفلسطينية تتوحد وتصير يد واحدة ونيجي كلنا على العدو الإسرائيلي ونكون بالمخيمات هون، أنا أخاف على ابن فتح وابن فتح يخاف على ابن حماس، نكون يد واحدة وما فيه بيننا أي شيء.

مشارك ثاني: إحنا في المخيمات محاصرين..

غسان بن جدو: حضرتك كيف عايش؟

مشارك ثاني: أنا يوميا ينتهي يعني عشرة آلاف ليرة، نعم لي العربية هيك، يوميتي عشرة آلاف ليرة وعندي أنا نسوان اثنين..

غسان بن جدو: اثنين؟

مشارك ثاني: أي، عندي نسوان اثنين، نعم.

غسان بن جدو: طيب ليش يا أخي، عشر آلاف ليرة ونسوان اثنين، الله يخلي لك إياهن يعني طبعا بس..

مشارك ثاني: أنا الحمد لله رب العاملين أنا كنت أقبض من حركة فتح فهمت كيف، من يوم ما جاءت الحكومة، عرفت كيف، إن الحكومة كبيرة عرفت عليّ من يوم ما جاءت بطَّل فيه مخصصات بده يطلع منها الأخ إسماعيل هنية خبز وزعتر فهمت عليّ زيت وزعتر إحنا بنأكل زيت وزعتر لازم نكون موحدين عرفت عليّ، مش يقتل ابن حماس يقتل القائد اللي كان يفجر بالدبابات الإسرائيلية وابن فتح يقتل كمان ابن حماس، ما بيصير هذا الحكي.

مشارك ثالث: المشكلة بالداخل هي ليست بين حماس وفتح، المشكلة بالداخل هي اللي عم بيصعِّدها العدو الإسرائيلي بالحقيقة يعني، عرفت عليّ، العدو الإسرائيلي عم بيصعِّد هذه المشكلة بس ولكن حماس جاءت على السلطة بقرار بانتخابات نيابية برلمانية بتصير بكل العالم، أخذت السلطة، الآن عندما أخذت حماس السلطة كانت فتح بالسلطة، إسرائيل ماذا أعطت لفتح؟ إسرائيل ماذا قدمت لفتح؟ إسرائيل ماذا قدمت للشعب الفلسطيني؟ إسرائيل لا ولن تقدم أي شيء وأي تنازل للشعب الفلسطيني ولا لفتح ولا لحماس ولا لمنظمة التحرير، إحنا بنكون أغبياء إذا بنقول إسرائيل هتقدم شيئا للشعب الفلسطيني، إسرائيل قتلت الأنبياء والمرسلين، لا ولن تقدم شيئا، إسرائيل قدمت لفتح بقتل أبو عمار، إسرائيل ما قدمت شيئا لفتح، إحنا خلينا نكون فعلا كفلسطينيين أصحاب عقل أصحاب ضمير، عرفت عليّ، المشكلة بين فتح وبين حماس تبعد الأطراف اليهود والأميركان انتهينا من الموضوع ما فيه مشكلة بين حماس وفتح، إحنا أهل إحنا شعب واحد دين واحد بيربطنا قضية واحدة مصير واحد، عرفت عليّ، حماس جاءت على السلطة فتح تترك حماس تتابع دورها وتتابع دورها البرلماني، تتابع دورها بحكومتها، يكونوا اليد العون مش اليد اللي تحط العصا بالطريق سواء إخواننا بفتح يحطوا العصي وإخواننا بحماس يحطوا عصي، إحنا خلينا نكون منصفين، فتح كانت بزمام الأمور استلمت قضية الشعب الفلسطيني بالـ1965، منذ الانطلاق على ما يسمى، عرفت عليّ، ماذا قدمت للشعب الفلسطيني ماذا قدمت جاءت حماس بالسلطة؟ فلندع حماس تقوم بدورها، إحنا الآن مش عم بنيجي نقول الحق على مين بالاقتتال الدائر أو الذي حصل قبل أيام، إحنا ما عم بنقول الحق على فتح ولا حماس، ما عم بنجيب قوات ما عم بنجيب لجنة تحقيق تحقق بالحق على مين، بس إحنا بنقول حماس طلعت على الحكومة، طلعت بانتخابات، الشعب الفلسطيني جاب حماس اختار حماس..

غسان بن جدو: طيب، شو رأيك في هذا الكلام؟

مشارك ثاني: أنا رأيي؟ رأيه منيح هو.. هو رأيه عرفت كيف، بس أنا رأيي مغاير، أقول لك ليش أستاذ غسان؟ أولا إحنا بندعو للوحدة الوطنية مش هيك؟ وفيه عندنا جوه، عرفت عليّ، اللجان اللي بتدعو للإصلاح، كم مرة صاروا عرفت كيف، بوقف إطلاق النار؟ ومين اللي يخلق وقف إطلاق النار؟ حماس، بقرارات من مين طيب هي وقف إطلاق.. الخرق منها، خرق لإطلاق النار بقرارات أكيد خارجية، عرفت كيف، لأنه بس ييجي لو جاي سلاح مثلما قالوا هذا اليوم جاي سلاح لسيادة الرئيس أبو مازن، طيب هذا السلاح للشعب الفلسطيني، عرفت عليّ، إحنا أصلا إحنا كحركة فتح تمام ما بنقبل لو حد إذا بنشوف سيادة الرئيس أبو مازن سياسته غير سياسة الرئيس ياسر عرفات، إحنا أصغر شيء بحركة فتح باغتيال سيادة الرئيس أبو مازن، بس إحنا شايفين سيادة الرئيس أبو مازن، عرفت عليّ، ماشي على خطى سياسة الرئيس ياسر عرفات وماشي على خطى الشعب الفلسطيني، عرفت عليّ، بس إحنا هناك عرفت علي الأخ خالد مشعل شو قال؟ قال إحنا بنعترف بإسرائيل أمر واقع، مين بيعترف بإسرائيل أمر واقع؟ إحنا ما بنعترف بها كفلسطينيين، هذا بلدي اسمه لوبي عرفت كيف؟ غربي طبرية أنا ما بأتخلى عنها حتى يعني لو بيعطوني كل غزة وبيعملوا لي قصر، عرفت عليّ، ما بأروح على غزة، أنا بدي ولا الضفة الغربية، أنا مع احترامي للضفة الغربية ومع احترامي لغزة عرفت عليّ، أنا بدي بلدي..

غسان بن جدو: منظمة التحرير اعترفت بإسرائيل؟

مشارك أول: طيب، منظمة التحرير اعترفت بإسرائيل صح، عرفت كيف..

غسان بن جدو: يعني في اتفاقيات أوسلو اعترفت بإسرائيل.

مشارك أول: فأمر واقع كان وأنت بتعرف أمر واقع، عرفت عليّ، الدول العربية كلها حطوا سيادة الرئيس ياسر عرفات في تونس وقالوا له يا سيادة الرئيس ياسر عرفات لك مهلة محدودة بتظلك قاعد بهذه البلد..

غسان بن جدو: كيف تناقشوا بهذه النقطة من فضلك؟

مشارك ثاني: يعني إحنا مش في صدد نقاش يعني بس إحنا في صدد بنحكي وقائع على الأرض، عرفت عليّ، يعني بوسائل الإعلام كلها بتقول عرفت عليّ، إنه الأميركان عم بيضربوا مش ألف وألفين، 22 ألف مقاتل للرئاسة عرفت عليّ، مش أنا بأقول وسائل الإعلام بتقول هذا الكلام إحنا مش عم بنحكي بهذا الكلام، إحنا سيد غسان..

غسان بن جدو: يا أخي من فضلك..

مشارك ثاني: سيد غسان فليعلم الجميع إنه إحنا طلاب وحدة طلاب وقف اقتتال داخلي، عرفت عليّ، مش بصدد إحنا نيجي نقول هذا الفريق طالع لذاك الفريق وذاك الفريق، هذا الفريق ما هو بيقول تابعين للقرار وذاك الفريق يقول تابعين للأميركان، إحنا كشعب فلسطيني ماذا نستفيد من هذا الاقتتال؟ إحنا كشعب فلسطيني لا نستفيد إلا بالوحدة، لا نستفيد إلا إذا كنا يد واحدة، لا نستفيد إلا إذا كنا يدنا قلب واحد، لا نستفيد بالاقتتال ولا نستفيد بالفرقة ولا نستفيد بأي شيء على الإطلاق..

غسان بن جدو: طيب، أنا سؤالي..

مشارك ثاني: هلا منظمة التحرير عملت اتفاق أوسلو، هذا الاتفاق الأوسلو شو وصل؟ أنا بأحكي بالعموميات، شو أعطى نتيجة للشعب الفلسطيني شو جاب لنا إحنا ما بدنا نيجي نقول مين اللي خرق الاتفاقيات؟ هناك اتفاقيات وهناك وسائل إعلام بتقول مَن اللي خرق مش أنا، اللي خرق أنا بعيد، أهل مكة أدرى بشعابها، هناك اللجان هي عم بتقول مين مش أنا..

مشارك ثالث: إحنا ضد حماس إن تخَّط على فتح وضد فتح إن تخَّط حماس، إحنا مع مشروع المقاومة بلبنان وبفلسطين..

غسان بن جدو: خليه يعني بعدكم متخوف..

مشارك ثالث: اللي بيحصل بالداخل بفلسطين وراه إسرائيل والأميركان، عرفت كيف، لضرب الفلسطينيين ببعض، الفلسطينيين لا فيه شيعة ولا فيه سنة، كلنا فئة واحدة، ليش بنتقاتل؟ أميركا بدها تشقف فلسطين، الشعب الفلسطيني، عرفت كيف؟ وأنا بأقول لك كلمة ومش خائف إلا من الله لما كان أبو عمار.. أبو عمار طيب ما كانش فينا هيك، لما توفى صار فيه هيك لأنه أبو عمار كان ضد المشروع الأميركاني والإسرائيلي، علنا بأحكيها، إحنا مع.. آخر كلمة، إحنا مع المقاومة بفلسطين وبلبنان..

غسان بن جدو: طيب، عندك خشية إنه ما يحصل في الداخل..

مشارك ثالث: بعدين بالنسبة للي عم بيصير بالأقصى وين الدول الإسلامية؟ أكم فلسطيني هم اللي حاليا بيصفوا بين ثلاثمائة مليون مسلم؟ مين حكى؟ إحنا بالنسبة هون بعين الحلوة شعب ميت من الجوع، عرفت كيف، الحكومة اللبنانية مطوَّقيتها من جميع الاتجاهات، يعني زي غابة في قلب المخيم هون، عرفت، مش مرتاحين.

مشارك رابع: ونقول لهم لأخوتنا في الداخل، في حماس وفتح وأهل فتح في الحرب العالمية الثانية كان صراع عنيف بين الحزب الشيوعي بقيادة ماو سي تونغ بالصين مع الحكم القائم بقيادة تشاي كان تشيك في تلك الفترة، غزت اليابان الصين، تشكلت جبهة وطنية متحدة ما بين القوى المتصارعة بين الحزب الشيوعي والحكم المتصارعين بمواجهة العدو الياباني وتم من خلال هذه الجبهة تحرير الصين، فنحن لدينا عدو واحد، شعبنا واحد، قضيتنا واحدة، فهل البنادق يجب أن تتوحد بمواجهة عدونا الصهيوني، بعدين يا أخي بس نحرر فلسطين ويصير عندنا الدولة يا أخي أي جهة تحكم بانتخابات ديمقراطية أهلا وسهلا، فلنتوحد في هذه المرحلة بمواجهة عدونا الصهيوني، ابن فتح فلسطيني، ابن حماس فلسطيني، ابن الشعبين فلسطيني والمستقلين فلسطينيين فعلينا أن نوحد هذه البنادق حتى نتمكن من تحقيق أهدافنا المشروعة، هزيمة العدو الصهيوني وبالمناسبة أقول تستطيع إسرائيل المزودة بالتكنولوجيا العسكرية الأميركية أن تدمر جميع مدننا ومخيماتنا ولديهم القدرة لكن لا يستطيعوا أن يدمروا إرادة القتال عند شعبنا الفلسطيني لأن لديهم من الإرادة أن يحقق أهدافنا المشروعة في هزيمة العدو الصهيوني.

غسان بن جدو: هل حماس مسلحة في المخيمات؟

الفصائل المسلحة وإشكالية التسليح

أبو أحمد فضل – ممثل حركة حماس في صيدا: لا، أبدا..

غسان بن جدو: بمعنى آخر، هل أنتم تدفعون نحو التسلح..

أبو أحمد فضل: لا، قطعا لا، نحن موجودين بشكل جماهيري ومؤسساتي وبشكل سياسي وإعلامي، عندنا مؤسسات وعندنا المساجد وعندنا نتعاطى بالشأن الجماهيري نتعاطى بالشأن السياسي بلجان المتابعة بقراءات الأحزاب لكن ما.. لا يوجد عندنا جهاز عسكري عندنا إلا كتائب القسام والعسكر موجودة بفلسطين الآن يعني محصول الوضع في فلسطين.

غسان بن جدو: بكل صراحة، عندما كان هناك اقتتال بالداخل كيف انعكس عليكم هنا؟ على الأقل نحن طبعا لم نسمع هنا باقتتال موجود خارجي ولكن كيف انعكس نفسيا؟ احتقان، تهدئة، كيف انعكس؟

أبو أحمد فضل: طبيعي الناس يعني بتنظر للموضوع ببالغ من الأسى من الحزن من الألم، يعني الشيء الطبيعي يعني نحن وغيرنا يرفض هذا الاقتتال وهذا بيضر أصلا بقضيتنا وبتقديري إحنا حتى لا ندافع عن أنفسنا يعني حماس لما يعني بتدخل انتخابات وتفوز وتشكل حكومة مش جاية لتعمل ميليشيا وتعمل اقتتال وكذا، هذه أحداث إحنا نقول إنها مؤسفة لأنه لها أسباب ومسببات، يعني بلاش نحط الملامة على الآخرين، لكن هناك أسباب ومسببات إحنا بشكل عام كمخيمات فلسطينية طبيعي يعني تتأثر الناس بجو التحريض بتتأثر بجو.. لكن لم ننجر لأي فتنة، لم ننجر بأي اقتتال، إحنا ألقي قنبلة يعني قنبلة فوق هذا المسجد أثناء احتفال لحركة حماس بانطلاقتها، ماشي؟ ولم نفعل أي شيء.. لم نفعل أي شيء كان الأخ أسامة والأخ أبو عماد الرفاعي وكان فيه حشد جماهيري ألقيت القنبلة ولم نفعل أي شيء.

عبد المقدح – أمين سر اللجنة الشعبية الفلسطينية: واليوم أكبر قضية أساسية عم بتصير هدم المسجد الأقصى، من هنا أسأل أي طفل فلسطيني بيقول لك الاقتتال محرم، حرام، إحنا نؤمن بالقرآن الواحد الموحد، أبناء فتح أبناء حماس، القرآن الواحد الموحد { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. اللَّهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ. ولَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} يجب أن يتعظ أخوتنا في حماس وأخوتنا في فتح وإنه أي حوار عربي وأي منطقة عربية.. دولة عربية أن تعمل حوار لجمع الإطار الفلسطيني الموحد تحت إطار حكومة وحدة وطنية تقود القضية الفلسطينية إلى الأمام.

خالد يونس – مسؤول الجبهة الديمقراطية في صيدا: بكل تأكيد أي يعني تطور إيجابي بالحوار سوف ينعكس إيجابا أو سلبا على لبنان، إذا استمر هذا الانقسام بالساحة الفلسطينية داخل فلسطين سيستمر هذا الانقسام في لبنان وإذا صار فيه اتحاد وصار فيه واحدة صار فيه اتفاق بالداخل، بكل تأكيد سينعكس إيجابيا..

غسان بن جدو: يعني عفوا، هناك انقسام في لبنان إذا انقسموا في الداخل؟

خالد يونس: نعم، هنا انقسام وإلا لماذا الآن ثلاثة أُطر في لبنان؟

"
مهما حصل في الداخل الفلسطيني فذلك لا ينعكس على مخيمات الشتات بسبب وجود اجتماعات دورية وتنسيق مع جميع الفرقاء بما فيهم حماس وفتح وجبهة التحرير الفلسطينية
"
       صلاح اليوسف

صلاح اليوسف – مسؤول جبهة التحرير الفلسطينية في لبنان: مهما حصل في الداخل لا ينعكس هنا في مخيمات الشتات وخاصة في مخيم عين الحلوة يوجد اجتماعات دورية وتنسيق مع جميع الفرقاء بما فيهم حماس وفتح وجبهة التحرير الفلسطينية وكل الفرقاء، اجتماعات دورية لا نخشى يوما من الأيام أن تقع أى انعكاسات سلبية على وضعنا في المخيمات وخاصة مخيم عين الحلوة.

غسان بن جدو: لماذا لا تخشون، لأنه فيه لجنة متابعة أو فيه شيء آخر؟

صلاح اليوسف: لأن الشعب هنا يناشد دائما أن يحقنوا الدم الفلسطيني في الداخل وأن تعيد الصورة الفلسطينية ملامحها الحقيقية من أجل مواجهة العدو الصهيوني وهنا في المخيم يوجد إرادة قوية للتفاهم والتفاعل وحول أمور الوحدة الوطنية ولا نخشى أن يقع أو ينعكس سلبا هنا في المخيم هذا..

غسان بن جدو: سؤالي أولا إليك هي قضية السلاح في مخيم كهذا يشكل بالنسبة لكم ضمانة أو فعلا خطر أوخاصة إذا تعدد وتنوع؟

منير المقدح – قائد ميليشيات حركة فتح في لبنان: سلاح المخيمات هو موجود منذ عام 1948 وليست سرا، تارة هذا السلاح يتوارى وتارة يكون ظاهرا وكان له وظيفة مفيدة في مقاومة الاحتلال في الجنوب اللبناني والدفاع عن المخيمات وهو عنوان دائم وهاجس لشعبنا الفلسطيني ماثل بمجزرة صبرا وشاتيلا وعديد من الاعتداءات اللي حصلت ضد المخيمات وأيضا العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان وعلى المخيمات وهو دائما تأكيد لحق العودة وربطه بالقرار 194 وأنت شايف الظروف في المنطقة..

غسان بن جدو: لكن لا يشكل خطرا إذا صح التعبير على داخل الشعب الفلسطيني نفسه خاصة إذا بلغ الاحتقان مداه، على سبيل المثال الآن فيه وضع موجود داخل الساحة الفلسطينية كيف يمكن ينعكس مع وجود السلاح بين الفلسطينيين؟

منير المقدح: الشعب الفلسطيني بالداخل والخارج كالجسد الواحد، بالتأكيد مرتبط ما يحصل بالداخل بالخارج ولكن دائما موقف الشعب الفلسطيني هناك استياء من الاقتتال الداخلي وهناك رفض أن توجَّه بنادق المقاومة لتقتل بعضها بعضا في الوقت الذي كانت هذه البنادق في خندق واحد في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، يجب أن تعود كذلك، الخطر مستمر على شعبنا الفلسطيني ولا شيء نحرز حتى نوجه بنادقنا ضد بعضنا البعض ونحن في لبنان معاناتنا واحدة ومطلبنا واحد ودائما نلتقي نتناقش في كل الأمور، هناك تباين لدى البعض في الموقف السياسي ولكن حصيلة الهدف واحد هو تأكيدنا على حق العودة ومنع التوطين..

غسان بن جدو: لأ، أنا شوف أنا يعني عندما أتحدث إلى سياسيين يقولون لا يمكن أن ينعكس ما يحصل في الداخل من احتقان سواء الآن أو ربما حتى بالمستقبل، على وضعنا في الداخل لأن هناك إرادة موحدة، لكن عندما أتحدث إلى أناس يملكون السلاح، ما الذي يضمن أن هذا السلاح إذا بلغ كما قلت الاحتقان مداه ألا يُستخدم في إطار هذا الصراع؟ يعني مَن كان يتصور على سبيل المثال أن يحصل في غزة ورام الله ما حصل ومع ذلك حصل؟ شو اللي بيضمنه داخل المخيمات هذا الأمر لا يحصل؟

منير المقدح: إن شاء الله هذا السلاح يكون قوة ثالثة ويوجه نحو الاحتلال الإسرائيلي في الوقت المناسب وفي المكان المناسب داخل فلسطين إن شاء الله، لن يوجَّه نحو إخوتنا في أي حركة ولن ينعكس ما يحصل في الداخل في الخارج، بل بالعكس نحن نتدخل دائما لوقف الاقتتال الداخلي وكان لي تواصل مع السيد الرئيس أبو مازن ومع الأخ خالد مشعل في كل الأوقات والظروف الصعبة من أجل وقف الاقتتال الداخلي وأن لا ينعكس ويتمدد حتى في الضفة وفي المخيمات في الخارج ودائما يكن الموقف إيجابيا..

غسان بن جدو: هناك مَن عبر لي هنا عن خشيته من اختراقات داخل المخيمات الفلسطينية، هل هذه الخشية مشروعة وجدية؟

منير المقدح: بالمخيمات هناك لجنة تسمى بلجنة متابعة وفيه لجان شعبية بتشارك فيها كل القوى السياسية وهذه تلتقي بشكل يومي، بتناقش كل الأمور الأمنية والسياسية في المخيمات وهي وجود القوى السياسية في هذه اللجان هو ضمانة لعدم أي اختراق وعدم أي اقتتال داخل المخيمات..

غسان بن جدو: لكن لا يوجد اختراق؟

منير المقدح: ما أعتقدش فيه جهة ما فيش اختراق ولكن يبقى في وجود الفصائل بشكل دائم كلجنة طوارئ تجتمع بشكل دائم بيمنع أي اختراق، بينمع أي مشكل داخل المخيمات.

غسان بن جدو: أنت تعلم جيدا بأنه مطروح هنا داخل الساحة اللبنانية سياسيا بنزع سلاح المخيمات، هذا الأمر تعتبره ما زال واردا وجديا؟

منير المقدح: هو كان زارنا مؤخرا قبل عدوان تموز وفد من الوزراء اللبنانيين والتقينا في داخل المخيم وكان حوارا جادا بيجري بين منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية مع الحكومة اللبنانية وهذا تعطل بسبب العدوان الإسرائيلي ومؤخرا الظروف الداخلية في البلد نحن اتفقنا كيفية تنظيم السلاح داخل المخيمات وأيضا إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المدنية والاجتماعية والسياسية ولكن هذا تعطل، نتمنى عودة هذا الحوار حتى نستكمل ما وصلنا إليه مع الحكومة اللبنانية.

غسان بن جدو: إذا أردت أن تعطينا مهمة واضحة للسلاح داخل المخيمات الفلسطينية خاصةً بعد عدوان تموز والمخاطر كلها في المنطقة، ما الذي يمكن أن نحدد له من مهمة؟

منير المقدح: المشروع الأميركي الإسرائيلي مستمر باستهداف منطقتنا العربية والوجود الفلسطيني في الشتات سواءً توطين الشعب الفلسطيني أو تهجير الشعب الفلسطيني والعدوان الإسرائيلي مستمر، هذا السلاح باقٍ حتى تطبيق القرار 194 وعودة شعبنا الفلسطيني لأرضه ودياره ولن نناقش بموضوع السلاح داخل المخيمات حتى نطمئن على الوجود الفلسطيني في لبنان كجالية تتمتع بكل حقوقها وأن يكون لها ضمانة، لأنه مفيش ضمانة لعشبنا الفلسطيني، سابقا في 1982 كان ضمانة دولية وأوروبية وعالمية وارتُكبت مجزرة صبرا وشاتيلا وهذا هاجس يبقى لدى شعبنا الفلسطيني، ترْك السلاح يعني مجازر يعني تهجير يعني دمار لشعبنا الفلسطيني، سيبقى هذا السلاح وهذا عنوان هذا السلاح ضمانة لشعبنا الفلسطيني، لحماية شعبنا الفلسطيني لحماية مخيماتنا وهذا السلاح لن يوجَّه للداخل ولن يكن معترف بالطرف في ما يحصل في لبنان، سيبقى ضمانة لشعبنا الفلسطيني وفي أمرة الجيش اللبناني والمقاومة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي أو أي عدوان ضد لبنان.

غسان بن جدو: هى ذي أزقة مخيم عين الحلوة، طبعا أزقة قد لا تختلف كثيرا أيضا عن بقية المخيمات ولكن هذا المخيم بالتحديد أزقته متميزة، إذا صح التعبير ولكن للأسف هي متميزة في ضيقها، متميزة في صعوبتها وهي ربما تعكس الحالة المادية والاجتماعية السيئة، حتى لا أقول البائسة، بل البائسة جدا لعدد كبير من قاطني مخيم عين الحلوة كما مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بعامة، الآن أنا أتجه الآن للحديث مباشرة لأحد العائلات حتى يكون مثالنا حيا على الأرض.

الحالة الاقتصادية ومشكلة الفقر

مشارك خامس: هناك فيه بطالة عمل بشكل غير معقول ما فوق 70 أو 80% فيه بطالة في ظل يعني المجتمع اللبناني وإحنا من ضمن المجتمع اللبناني، هناك يعني فيه خدمات ما بتتقدم للشعب الفلسطيني منها البنية التحتية والصحية والاجتماعية كله فيه نقص كثير كثير..

غسان بن جدو: تعايد، عفوا، عم بتشتغل حضرتك؟

مشارك خامس (عائلة أبو وسيم جمعة): لا والله، أنا مريض.

مشاركة ثانية: هو مريض.

غسان بن جدو: وحضرتك مين؟

مشاركة ثانية : أنا مَرته.

غسان بن جدو: احكِ لنا عن وضعكم إذا سمحتِ.

مشاركة ثانية: وضعنا يعني هي هيك الظروف، أشتغل لنصرف ما اشتغل ما فيه وأيه ما فيه شغل ومريض يعني هوه وبعد شو إذا اشتغل قد إيه يعني بيطلِّع والدنيا غلاء، الواحد مش عم بيلاحق وبعدين شو أنا يعني عندي ولاد وكل الأكترية فيه منهم بيتعلموا..

غسان بن جدو: طيب كيف عم بتعملوا من فضلِك؟ كيف عاملين؟

مشاركة ثانية: إيه يعني، عايشين زي ها العالم..

غسان بن جدو: بأسأل الحاجة..

مشارك خامس : اتفضل.

غسان بن جدو: باعتبارِك ربما كوالدة يعني إذا حبينا نلخص شوية يعني همومكم الأساسية، يعني أولوياتكم الأساسية فينا نوضحها؟

مشاركة ثانية: يعني المعيشة قصدك؟

غسان بن جدو: آه، معيشة والصحة والحياة بشكل عام؟

مشاركة ثانية: والله بدي أقول لك يعني نحكي بصراحة، إحنا حياتنا بالمرة أنا عندي بنت بالنرويجية عم تتعلم وفيه بنت عم تتعلم باللجنة الاجتماعية وعندي اثنين بالإنارة وهن يعني ساعات إذا ما نصرف الدواء أو بدنا نشتري الدواء، مفيش معانا نشتري الدواء، من وين شو بدك تحكي يعني أكثر من هيك مأساة بالشعب الفلسطيني؟

مشارك خامس : تتصور أن كيلو متر بيجمع ثمانين أو تسعين ألف نسمة، فكيف بدك تشوف.. تشوف مأساتهم.. مأساتهم فوق مأساة، هذا كيلو متر مربع بيجمع مائة ألف أو سبعين ألف نسمة فلسطيني، هناك فيه نقص بالبنية التحتية، بالصحية بالاجتماعية يعني نقص كامل متكامل..

مشارك سادس: خدمات الإنارة..

مشارك خامس: كله..

غسان بن جدو: والأمن؟

مشارك سادس: الأمن..

غسان بن جدو: الوضع الأمني؟

مشارك خامس: شبه كامل يعني شبه مليح..

مشارك سادس: يعني لولا فيه ناس عايشه أنا بأقول شغلة، عن المسافرين ولادها بره يعني وضع عشوائي بتلاقيه مرتاح، ابنه بيبعته بالشهر 100، 200 دولار قد ما بيقدر بيمشي حاله، بس إذا بده هون ويمكن أنت شفت المخيم كل الشباب قاعدة وشفت الشباب كلها مسطحة على الشوارع، يعني ما فيه شغل ما فيه إنتاج للبيت، يمكن فيه واحد يشتغل يمكن واحد وابنه لكن بمبالغ قليلة جدا لا تكفي لإعالة البيت، يعني هون عندهم خمسة، أنا عند 12 ولد..

غسان بن جدو: ما شاء الله..

مشارك سادس: عندى 12 ولد، يعني أنا لولا عندي ولد أمسافر بالخليج بأبو ظبي عرفت كيف وضعنا يكون سيء، بس فيه يعني مدخول خارج غير مدخولي أنا الشخصي اللي هون، أقدر أعيش بس فيه غير لأ عنده 12 ولد وما عندش مدخول ما يقدر يعيش، يعني يا قاعد يا بيشتغل بيبيع قهوة، شفت يمكن بياعين القهوة وما أكثرهم بالمخيم، يا بيبيع قهوة يا بيبيع خُضرة، يوم بيربح يوم بيخسر..

غسان بن جدو: طيب، تسمح لي بسؤال إن شاء الله ما يكون محرج، لكن لما حضرتك بتقول لي 12 ولد والثاني 12 وعشرة وإلى آخره بها الأوضاع الاجتماعية والمادية السيئة، ما فيه مشكلة يعني؟

مشارك سادس: يعني أنا بأقول لك شغلة، فيه ناس كثير مؤمنة أنه مثلما قال الرسول صلى الله عليه وسلم بييجي الولد وبيجي رزقه معه، ربي بيسترها، شو بنسوي؟ ما أنت كمان إذا بدنا نعمل تحديد نسل بكرة بننقرض وإسرائيل بتضل هي تكتر، لازم إحنا نحارب إسرائيل بجزئية من هاي الجزئيات، أنه تكاثر النسل تكاثر الشعب الفلسطيني وتعليم أولادنا أنه ما ينسوا أنه فيه فلسطين وفيه الأقصى اليوم عم بيتدمر والناس بيتفرجوا علينا وعليه، يعني هاي مأساة كبيرة أنه بيوم من الأيام كان يصير أي شيء بفلسطين يصير مظاهرة يوم الأرض قامت القيامة، بس اليوم يعني مسرى محمد صلى الله عليه وسلم عم بتتدمر بوابته وإسرائيل عم تعتدي عليه، يمكن أكثر شيء شفنا استنكار أو احتجاج من منطقة معينة أو كذا لكن ما شفنا ها المسيرات اللي كان تطلع والناس وكأنه قضية فلسطين بحد ذاتها وقضية الأقصى تراجعت إلى كثير من القضايا قدامها وبلشت تشتغل الناس فينا وبلشنا نشتغل بعضنا إحنا، الناس كانت تتوحد علينا، قضيتنا كانت توحد الأمة أصبحت الأمة بدنا نجمع الأمة منشان ننجمع إحنا، يعني بالأول كانت الأمة العربية كلها تجتمع على قضية اسمها قضية فلسطين، اليوم لا، اليوم إحنا توزعنا بين شرق وغرب وشمال وجنوب وصار بدنا مين يوحدنا، يعني صرنا ننتظر من الأخوة العرب إن كان بسوريا إن كان بالسعودية إن كان بمصر إن كان بالأردن يعملوا على جمع شملنا، مع العلم كنا بالسابق قضية فلسطين هي اللي كانت تلم شمل الأمة ويجتمعوا على قضية فلسطين بأي مؤتمر قمة عربي يطلعوا البند المتوحدين فيه هو دعم القضية الفلسطينية، فهاي مأساة يعني مأساة عم نعيشها اليوم، المأساة عندنا هون حالة الفقر اللي عم نعيشها، إن القتال الداخلي بفلسطين اللي شفناه بالآونة الأخيرة، إن تهديم المسجد الأقصى والتفتيت والاستيطان والجدار، مأساة شعبنا كبيرة كثيرة.

مشارك سابع: أنا صار لي 17 سنة متخرج هندسة ميكانيكا كل ما بأروح على شركة بس يشوفوا هويتي الفلسطينية يا بيقولوا لي أنه ما فيش شغل لأنك فلسطيني أو بيتحججوا بتعرف روسي أو بتعرف لغة ثانية يعني مش محتاجينها هون في لبنان ومثل كثير من المهندسين الفلسطينيين والدكاترة وخريجين الجامعات، الدكاترة عندنا قاعدين هون مش ملاقيين شغل.

مشارك ثامن: مستعد أحمل جنسية أجنبية وأدافع عن فلسطين وأطلع مظاهرة عشان فلسطين وأقاتل عشان فلسطين وما أحمل جنسية عربية لأنه إذا بأحمل جنسية عربية بأقول لهم أنا فلسطيني بأنحط بالسجن.

مشارك تاسع: يعني أنا أخذت القرار عادي يعني لما أنا أجيت من أميركا لهون قعدت قلت خلاص أنا بدي أستقر بدي أتجوز وأقعد هون عادي يعني، بعدين يعني شو اللي موجود هناك مش موجود هون؟ الحمد لله كل شيء موجود هون يعني.. يعني ما فيش شيء يعني زيادة.. أميركا زيادة يعني عن هون ما فيش شيء عادي، الناس عايشة هون أحسن من هناك، الناس ماخدين صيت عن عين الحلوة أنه يعني عين الحلوة إرهاب وضرب وقتل وخوف وكذا وهيك شغلات، بالعكس.

غسان بن جدو: يعني أنت فعلا عن قناعة تريد أن تعيش في عين الحلوة وليس في أميركا؟

مشارك تاسع: أنا لا عايش بعين الحلوة بس أنا عايش يعني فوق.. فوق مخيم عين الحلوة يعني بدرب السين بس بعين الحلوة عادي وحتى أنا لو رحت، يعني أنا كل مدة بأسافر بأروح على الدنمارك يعني بأقعد ثلاث أشهر بالصيف شهرين وما بأصدق وقت أرجع لهون..

غسان بن جدو: وأميركا؟

مشارك تاسع: أميركا والله صار تقريبا شي تسع سنين عشر سنين..

غسان بن جدو: بس محافظ على جنسيتك؟

مشارك تاسع: آ،ه الجنسية هذه الحمد لله..

غسان بن جدو: وأولادك؟

مشارك تاسع: أولادي والله لسه حاليا أنا مش مطلع لهم جنسيات، يعني للمستقبل لنشوف شو بيصير يعني بالنسبة للوضع.

مشارك عاشر: إحنا أكبر مشكلة بتواجهنا كمعوقين هي مشكلة الطرقات والشوارع اللي كل يوم بنوقع أربع خمس وقعات ست وقعات بنحسب حساب إذا بدنا نطلع بس لنبعد عن البيت عشرين ثلاثين متر وننزل على الشارع، عم بتزيد مشكلاتنا وإعاقتنا وعم بننجرح كثير فبنتمنى من القيمين على الموضوع واللي شايفين كل الوضع بالمخيم الاجتماعي المأساوي، فنحن بيهمنا أنه نقلل ونخفف من معاناة المعوقين مش نزيدهم، يسفلتوا لنا الطرقات، يضبطوا لنا أوضاع الشارع، الأوضاع الاجتماعية حتى نساعد نحن وإياهن ونكون بصورة كثير منيحة وحلوة ونخفف هاي المعاناة عن شعبنا وعن أولادنا المعوقين.

غسان بن جدو: أما وقد حصل الإنفراج إذاً واتفق الفصيلان الرئيسيان فتح وحماس في رحاب مكة المكرمة، بعد أن حصل هذا الانفراج كيف يمكن أن ينظر إليه الفلسطينيون في الخارج لهذا الإنجاز الكبير، إذا صح التعبير، يعني بمعنى آخر نحن تحدثنا فيما سبق عن الانعكاسات السلبية، إذا صح التعبير، للوضع الفلسطيني في الداخل على الوضع الفلسطيني في الخارج، لكن أما وقد حصل هذا الانفراج فكيف ينظر اللاجئون في المخيمات الفلسطينية أكان في مخيم عين الحلوة بشكل أساسي أو أيضا في مخيم برج البراجنة في المنطقة الجنوبية لبيروت لهذا الانفراج؟

مشارك حادي عشر: ما رأيناه بالأمس أنه أثلج صدرونا وهذا هو الذي يجب أن يكون لأنه نحن شعب لا يمكن أن نكون متنازعين داخليا، هناك عدو يعني بدنا نتفضى له، اليوم هلا من ساعة بالأقصى يعني المظاهرات والاعتقالات والاحتجاجات، نحن شعب ما لازم يكون عندنا خلافات داخلية، عندنا قضية مركزية هي فلسطين، كيف بدنا ندحر هذا الاحتلال؟ وأي خلاف داخلي بيؤثر علينا بالخارج وبالداخل وبالبيت وبالشارع وبالمستشفي وبكل مطرح، فنحن شعب ما لازم يكون عندنا خلافات داخلية، عندنا عدو لازم بنكون صاحيين كيف بدنا نواجهه.

غسان بن جدو: الإيجاب اللي حصل يا حاج.. الإيجاب اللي حصل أنه اتفقوا يعني حماس وفتح بعد كل هذا الاقتتال، لكن الحمد لله اتفقوا يعني كيف يمكن أن ينعكس عليكم بشكل عملي أنتم كفلسطينيين في هذه المخيمات؟

مشارك ثاني عشر: نحن كان مُنانا هذا الاتفاق، كنا نطالب في هذا الاتفاق وإحنا شعب الوحدة مش شعب الانفصال، إحنا كنا نتمناه هذا الاتفاق وإن شاء الله أنه يدوم لأنه مثلما تفضل الشاب هون إحنا فيه عندنا قضية واحدة قضية فلسطين وفيه عندنا عدو واحد ومعروف العدو، إن شاء الله نأمل من الله أنه يدوم هذا الاتفاق والشعب الفلسطيني إن شاء الله تعالى، ما عندنا إلا القضية الفلسطينية هذا ما كنا نتمناه في الماضي والحمد لله حصل.

مشارك ثالث عشر: اتفاق مبارك لأنه الرئيس أبو عمار الله يرحمه كان المبدأ تبعه أنه حافظوا على الوحدة الوطنية يعني هاي وصاية.. وصاية الرئيس أبو عمار الله يرحمه، وصية حافظوا على الوحدة الوطنية وهذا الاتفاق يعني بعد مثلما بيقولوا مخاض العسير خرج الاتفاق ونتمنى أنه لا يحصل ما حصل حتى في الاتفاق لأنه نحن شعب واحد ولنا عدو واحد وإن شاء الله الاتفاق يكون مداه أبعد ما بنتصور، مداه عودتنا لفلسطين.

مشارك رابع عشر: إن شاء الله تكون فرحة عامة على كل الشعب الفلسطيني في لبنان وفي فلسطين وإن شاء الله نكون متوفقين مع بعضنا بعون الله تعالى وهذا الشيء اللي يصير ضد شعبنا بفلسطين هو علينا كلنا، على كل واحد عربي من عندنا وإهانة لكل عربي وهذا الشيء هو القدس ما يسوا أنه يتحمل الدمار ويتحمل الضرب ما يسوا، يقبل حد يهين كرامته، ما حد يقبل يهين كرامته يعني بأي وقت تهتز الكرامة وتهتز شوارب البشر الناس، ما قرأنا في التاريخ أن العرب تتقبل هاي المعاني وتتقبل هاي الشيء.

مشارك خامس عشر: الأقصى مش بس للشعب الفلسطيني وحده، الأقصى للأمة العربية والإسلامية، الأقصى مش للفلسطينية، الأقصى للأمة العربية والإسلامية، لازم الدول الإسلامية والعربية تقف وقفة واحدة كرجل واحد، هاي اللي نطلبه من الأخوة العرب من الأخوة الإسلام بأنحاء العالم، يوحدوا صفوفهم اتجاه الأقصى اللي عرج منه الرسول للسبع سماوات.

غسان بن جدو: كانت هذه إذاً مراجعتنا للتطورات الفلسطينية في الداخل وانعكاساتها على الخارج، المهم هو استيعاب الدرس، لقد قصد اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات الشتات أن يقولوا ويوجهوا رسالة واضحة لإخوانهم الفلسطينيين في الداخل، كل ما يحصل في الداخل من تطورات سلبية أو إيجابية تنعكس عليهم بالضرورة، أرادوا أن يقولوا، لا يخيِّل إليكم إخواننا الفلسطينيين في الداخل أن ما تقومون به سواء من احتقان أو من اقتتال أو بحمد الله الانفراج الذي حصل بأنه سيكون بمنأى عنا نحن في الخارج، طبعا لقد أكد اللاجئون في المخيمات بأنهم أيضا نجحوا واستطاعوا أن يحصنوا أنفسهم من أي تأثيرات سلبية مباشرة وعملية وخاصة ما يتعلق بالاقتتال والاحتقان في الداخل وأملهم بطبيعة الحال أن هذا الأمر سيستمر، شكرا لكل مَن ساهم في إنجاز هذه الحلقة، أيمن المولى، عمر عيتاني، عصام مواسي، إيلي برخيا، مصطفي عيتاني، ماهر المُر، عبد الرحمن الأروادي، إحسان حبال، محمد دهشة وسهير الأمير في المونتاج، كان ذاك مخيم عين الحلوة وذا مخيم برج البراجنة، مع تقديري لكم، في أمان الله.