في العمق

هل تغيرت أولويات واشنطن في الشرق الأوسط؟

تناولت حلقة “في العمق” سياسات الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط والمنطقة العربية على وجه الخصوص، قياسا على مواقف إدارة أوباما من الملفات الساخنة في المنطقة.

قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر عدنان هياجنة إن سياسات الولايات المتحدة تجاه منطقة الشرق الأوسط منذ قدوم باراك أوباما إلى البيت الأبيض اعتمدت على محاولة التركيز على الحلفاء ليقوموا بدور أكبر في المنطقة.

جاء ذلك خلال حلقة الاثنين (21/9/2015) من برنامج "في العمق" التي ناقشت سياسات الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط والمنطقة العربية على وجه الخصوص، قياسا على مواقف إدارة أوباما من الملفات الساخنة في المنطقة.

وأضاف هياجنة أن أوباما بدأ عهده بخطابات واعدة للشارع العربي، لكن عهده حمل الكثير من المفاجآت، كما أن الأفعال خلال فترتي رئاسته لم تأت بكثير.

أولويات متغيرة
واعتبر أستاذ العلوم السياسية أن السياسة الحالية لواشنطن في المنطقة تقوم على إعطاء حرية أكبر للدور الإيراني والتوجه إلى آسيا، مشيرا إلى أن الأولويات الأميركية تتغير حسب التغير في طبيعة النظام الدولي.

لكن هياجنة أكد أن الولايات المتحدة خربت بنية النظام الإقليمي في الشرق الأوسط، وتتحمل مسؤولية إعادة الأمور لما كانت عليه.

وبشأن الأولويات الأميركية حاليا تجاه المنطقة العربية، قال إنها تتمحور بشكل أساسي حول محاربة الإرهاب، وهو ما نصت عليه إستراتيجية أوباما عام 2015، مما يعني أن المنطقة ستظل محط اهتمام الولايات المتحدة، وإن كان ذلك بشكل أقل عما كانت عليه خلال السنوات الأخيرة.

أما الهدف الثاني -والحديث لهياجنة- فهو المحافظة على استقرار أسعار النفط واستمرار تدفقه، وهنا أشار إلى أن الولايات المتحدة تواجه معضلة، فدول الخليج العربي لديها مصالح سياسية واقتصادية كبيرة مع واشنطن، وعدم استقرار هذه الدول سيؤثر بشكل كبير على أميركا.

ويرجع هياجنة عدم الرغبة الأميركية في التدخل عسكريا في المنطقة إلى أنه ليس لديها القدرة على الاستمرار في حرب بكلفة عالية من ناحية وتؤدي لإثارة الرأي العام داخلها من ناحية أخرى، موضحا أن حماية إسرائيل تأتي بالطبع على رأس أولويات السياسة الأميركية.

وأضاف أنه بعد تدمير العراق أصبحت الولايات المتحدة جزءا أساسيا في المنطقة، وصارت تفكر في إيجاد نظام إقليمي يسيطر عليها بشكل ما، معتبرا أن الاتفاق النووي الإيراني يأتي في هذا الإطار، وهي تعول على التوازن الإقليمي الذي قال إنه سيحدث حتميا.

حدود التدخل
من جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت شفيق الغبرا أن الحرب على الإرهاب تشكل أحد أبرز عناوين السياسات الأميركية في الشرق الأوسط.

وأضاف أن سياسة إدارة أوباما تقوم حاليا على التعامل مع الأمر الواقع في الشرق الأوسط عبر البحث عن طريقة للدبلوماسية والتدخل بحدود، ورفع السقف بحدود، بحيث لا يجلبها ذلك للتورط ثانية في المنطقة، على أن تترك الملفات الساخنة للإدارة المقبلة.

وفسر الغبرا هذه السياسة بأنها نتاج وضع هيكلي اقتصادي مرتبط بالحرب التي قادتها واشنطن لتغيير النظامين العراقي والأفغاني، ثم الوصول إلى "لا شيء"، ومن ثم تفضيل عدم التدخل بشكل قوي.

ويرى الغبرا أن الولايات المتحدة لا تعرف تماما ماذا تستطيع أن تفعل؟ وكيف ستتعامل مع نظام إقليمي في المنطقة العربية، خاصة أن العديد من الدول العربية أصبحت فاشلة "إن لم تكن منهارة"؟.

وأضاف أن واشنطن تبحث عن مخرج لكنها لا تعرفه تماما، وهي مقتنعة بأن معظم الدول العربية بحاجة إلى حلول سياسية لحل مشاكلها للانتقال إلى شيء أفضل ديمقراطي أو شبه ديمقراطي.