للنساء فقط

العمل الدرامي النسوي

مدى نجاح المرأة في استخدام الدراما لخدمة قضاياها في المجتمع، تقديم صورة المجتمع من خلال مشاهد الإثارة بين القبول والرفض، نموذج المخرجة إنعام محمد علي والتأصيل الفني لتقديم التاريخ.

مقدمة الحلقة:

ليلى الشايب

ضيوف الحلقة:


إيناس الدغيدي: مخرجة سينمائية
علا الشافعي: صحفية وناقدة – صحيفة الأهرام
ديانا جبور: كاتبة سيناريو

تاريخ الحلقة:

09/06/2003

– مدى نجاح المرأة في استخدام الدراما لخدمة قضاياها في المجتمع
– تقديم صورة المجتمع من خلال مشاهد الإثارة بين القبول والرفض

– نموذج المخرجة إنعام محمد علي والتأصيل الفني لتقديم التاريخ


undefinedليلي الشايب: مشاهدينا الكرام، السلام عليكم.

بعد مرور عقود على ظهور لون جديد من الأدب أطلق عليه الأدب النسوي، شهدت السنوات الأخيرة تألق مجموعة من الأعمال الدرامية النسوية، بدءاً من كاتبة القصة أو السيناريو إلى المنتجة أو المخرجة.

ولكن بقدر ما نالت أعمال الدراما النسائية من الاهتمام أثارت الجدل والتساؤلات، فـ "مذكرات مراهقة" و"دانتيلا" و"استاكوزا" و"الوردة الحمراء" أفلام ميزت المخرجة المصرية المعروفة إيناس الدغيدي، ولكنها أوصلتها أيضاً إلى قاعات المحاكم ودعاوى مطالبة بأحكامٍ بالجلد، وذلك استناداً إلى اتهامات تتضمن تصريحات بقذف المحصنات، كما واجهت حملة من الانتقادات اللاذعة التي اتهمت الرؤية التي تضمنتها تلك الأفلام بالمريضة وحتى المفتعلة وغير الموضوعية.

في حين يرى نقاد آخرون أن الواقع المعاصر قد أفرز مجموعة من الظواهر التي لابد من كشفها وتفكيكها بهدف معالجتها، كما يرى فريق ثالث أن الهدف من عرض هذه الأفلام يتحدد في محاولة تطبيعها باتجاه عولمة الإنتاج الفني والعمل وفقاً لمتطلبات السوق الأوروبية والأميركية.

وفي المقابل وعلى الرغم من ذلك الاستحسان الذي عرفته أفلام المخرجة إنعام محمد علي مثل "أم كلثوم" و"قاسم أمين"، فإن الكثير من النقاد والمحللين الاجتماعيين اعتبروها مفارقة للواقع، وبعيدة عن معاناة المرأة، وهمومها، وانشغالاتها المعاصرة في كافة مجالات حياتها الأسرية والمهنية والخاصة والحميمية، وبأنها لم تغادر الإطار التاريخي الذي حصرت نفسها في شخصياته.

للحديث عن موضوع أعمال الدراما النسائية بين الاستحسان والرفض، نستضيف اليوم في استوديوهاتنا في الدوحة (المخرجة المصرية المعروفة) إيناس الدغيدي، وأيضاً (الصحفية الناقدة الشابة في الأهرام العربي) علا الشافعي، كما نرحب عبر الأقمار الاصطناعية من استوديوهاتنا في بيروت (بالقاصة وكاتبة السيناريو السورية) ديانا جبور.

إذن أهلاً بكن جميعاً ضيفات على هذه الحلقة من برنامج (للنساء فقط) ومشاهدينا الكرام، بإمكانكم أيضاً المشاركة في هذا الحوار بجميع محاوره وأبعاده، وذلك من خلال الاتصال بنا سواء عبر الهاتف على الرقم: 09744888873

أو عبر الفاكس على الرقم: 09744890865

أو عبر الإنترنت على العنوان المعهود:www.aljazeera.net

وننتظر آراء وأفكار الجميع، ونرحب بالمداخلات من الجنسين.

إذن طالما اشتكت المرأة من صعوبة الوصول إلى مجالات ظلت ولزمن طويل حِكراً على الرجل، كمجال الدراما، سواء في الإنتاج أو في الإخراج، ولكن عندما فُتحت أمامها تلك الأبواب ماذا فعلت بهذه الأداة الفنية؟ هل اكتفت منها بالشهرة والكسب المادي، أم وظَّفتها للتعبير عن معاناة المرأة العربية وهمومها؟ لتسليط مزيد من الضوء على أثر دخول المرأة مجال العمل الدرامي في التعبير عن هموم المرأة وانشغالاتها أعدت لنا الزميلة لينا الغضبان من القاهرة التقرير التالي.

تقرير/ لينا الغضبان: دخول المرأة مجال العمل الدرامي كمخرجة أو كاتبة أو منتجة كان له أثره الإيجابي من وجهة نظر الكثيرين، حيث يرى هؤلاء أن المرأة هي الأقدر على تناول قضايا ومشكلات بنات جنسها، ولكن هناك من يعتقد أن الأعمال الدرامية التي قدمتها بعض النساء خاصة في مجال الإخراج السينمائي لم تخدم قضايا المرأة بل أساءت من وجهة نظرهم إليها.

هالة لطفي (مخرجة): هي تجارب محدودة، أنا أتصور إنها مش بس محدودة في.. العدد، وهي كمان محدودة في المستوى والقيمة، لأنه الطرح طول الوقت كان بيبقى يعني اجتماعي أكثر منه فني، فبالتالي الأفلام دي ما كانتش يعني.. يعني ما تصمدش للزمن، للأسف الرجالة بيتعاملوا.. المخرجين الرجالة يعني بيتعاملوا مع قضايا المرأة بشكل ناضج شوية، إن هم ما عندهمش تحفز إن هم يطلعوا.. يعني يطلعوا (Victim) يعني وفي المقابل جلاد، يعني مش ضحية وجلاد هم عندهم رغبة فنية إنهم يطرحوا نموذج مضطهد أو بائس.

لينا الغضبان: ويستند البعض في هجومهم على الأعمال الدرامية التي قدمتها المرأة على جنوح بعض المخرجات في أعمالهن إلى استخدام الإثارة وتقديم مشاهد لا تتلاءم -حسب رأيهم- مع ثقافة المجتمع المصري والعربي.

ماهر زهدي (صحفي وناقد فني): النوعية دي من الأفلام كانت داخلة المجال وقاصدة الهجوم أو زي ما بيقولوا إن الهجوم خير وسيلة للدفاع، عايزة توضح إن المرأة لها دور، وإن المرأة ما بتقلّش عن الرجل في أي حاجة، ولها حقوق ولها مطالب، فأحياناً دا بيجيب رد فعل عكسي إن هي لما بتحاول تزود الجرعة قوي فبتجيب رد فعل عكسي، وبالتالي بيبان إن هي ضد المرأة مش معاها، زي ما عملت المخرجة إيناس الدغيدي في أكثر من فيلم ليها، حاولت إن هي.. قالت: أنا بأتكلم عن المرأة، وبأناصرها، وبأناقش مشاكلها، في حين مثلاً فيلم زى الفيلم الأخير بتاعها اللي هو "مذكرات مراهقة"، أعتقد إن الفيلم أساء للمرأة بشكل كبير جداً، على عكس ما ممكن يعني.. أنا لو مخرج راجل وعايز أعمل فيلم أسيء للمرأة فيه مش هأعمله زي ما إيناس الدغيدي عملت.

لينا الغضبان: رغم أن المرأة المصرية دخلت عالم السينما في مطلع القرن الماضي، إلا أن عدد النساء العاملات في هذا المجال مازال محدوداً، ورغم حرص النساء على تقديم أعمالٍ تعكس واقع المرأة والتحديات التي تواجهها، إلا أن عدد الأعمال التي نجحت في ذلك يبدو أقل بكثير من المأمول.

لعل التحدي الحقيقي الذي يواجه المرأة في مجال العمل الدرامي هو البحث عن موضوعات ذات أهمية للمرأة وقضيتها، وتناولها بطريقة لا تخرج عن إطار القيم الاجتماعية التي يقبلها المجتمع.

لينا الغضبان – لبرنامج (للنساء فقط) – الجزيرة – القاهرة.


مدى نجاح المرأة في استخدام الدراما لخدمة قضاياها في المجتمع

ليلي الشايب: إذن طالما اشتكت المرأة من صعوبة دخول مجالات ظلت ولزمن طويل حِكراً على الرجل كمجال الدراما مثلاً، سواء كان كتابة أو إخراج، ولكن عندما فُتحت أمامها هذه الأبواب ماذا فعلت بهذه الأداة؟ كيف تصرفت بها؟ ما هي الصورة التي أوصلتها إلى الجماهير العريضة عن هذه المرأة التي تمثلها هي في مجالٍ كبير وشديد التأثير؟

أتوجه بهذا السؤال أولاً إلى إيناس الدغيدي، إيناس أنت في قفص الاتهام كما هو..

إيناس الدغيدي: ما أنا قاعدة أهو في القفص.

ليلي الشايب: كما هي العادة دائماً، ماذا فعلتي بالسينما؟ ماذا فعلتي بالإخراج؟

إيناس الدغيدي: إذا ما كنتش فعلت حاجة في الإخراج ما كنتش هأكون قاعدة في مكاني ده، ولا كنتم هتستضيفوني أساساً علشان أتكلم عن الإخراج السينمائي، بعد 13 فيلم وحوالي 18 سنة وأنا بأشتغل مخرجة أعتقد إنه فيه تجربة واضحة جداً، وأعتقد إنه عكس تماماً ما يقال على إن أنا ما قدمتش للمرأة شيء، بالعكس أنا قدمت أفلام جيدة جداً لم تذكر في مقدمة البرنامج اللي هي عن المرأة حقيقة، وهي..

ليلي الشايب [مقاطعةً]: لا يمكن أن نذكر كل الأعمال…

إيناس الدغيدي: عفواً.. لأ، اللي هي عن المرأة، اللي هي "عفواً أيها القانون"، "لحم رخيص"، "امرأة واحدة لا تكفي" كل الأفلام دي بتعبر عن مشاكل جوه المرأة، حتى بامرأة واحدة لا تكفي كنت بأقول أن المجتمع الشرقي بيدي الحق للرجل أنه يتعامل مع أكثر من امرأة، فدي نوعية لثلاثة أفلام لم يذكروا خالص على..

ليلي الشايب [مقاطعةً]: ربما كانت هذه هي أفلامك الأولى..

إيناس الدغيدي: لا.. لا مش الأولى..

ليلي الشايب: وكان فيها تجاه أكثر..

إيناس الدغيدي: "لحم رخيص" دا من أفلامي الأخيرة.

ليلي الشايب: ربما جدية..

إيناس الدغيدي: لأ لحم.. لحم رخيص من أفلامي الأخيرة، بيتكلم عن بيع البنات مقابل المادة وأهاليهم اللي بتبيعهم، و"عفواً أيها القانون" كان فيلم بيتكلم عن قضايا المرأة في.. التفرقة بين الرجل والمرأة في الخيانة و"امرأة واحدة لا تكفي" يمكن اتكلمت عنه، فطبعاً دي أفلام "مذكرات مراهقة" الفيلم الأخير بالعكس الناس اللي بتقول.. أنا ضد المرأة أنا مع حرية المرأة وبأديها كل حاجة، حقها في إنها تكون حرة، لكن أنا بأقول لها: أنت عايشة في مجتمع لن يقبل لك هذا اللي أنت عاوزة الحرية دي، ولازم تشوفي حريتك إزاي هتتعاملي مع هذا المجتمع المنغلق، فبالتالي أنا قدمت مجموعة من الأفلام قد تكون فيها شكل استفزازي، معالجة استفزازية مش علشان إنه أنا.. علشان مجتمعنا ما.. مازال عايز برضو بيهتم قوي بالصوت العالي، مابقاش بيهتم بالصوت الواطي، يعني لو أنا هأعمل مشكلة دي من الهادي مش هتوصل للناس، لأنه للأسف المجتمع العربي دلوقتي بيحب الهيصة زي ما أنتم هنا عاملين هيصة برضو، فالهيصة دي أساساً..

ليلى الشايب [مقاطعة]: لم تبدأ بعد على ما يبدو..

إيناس الدغيدي: لأ ما ابتدتش، بس يعني الهيصة دلوقتي ابتدت هي الأسلوب اللي الناس بتستخدمه لطرح أفكارها..

ليلى الشايب: لكن هل هذا الصوت المرتفع -إيناس- هو في الرسالة، أو في المضمون، أم في الشكل الفني الذي تختارينه؟

إيناس الدغيدي: طبعاً، فكرة فيلم.. أولاً أنا اختيار الموضوع عندي مهم جداً، فبالتالي هو المضمون، الشكل أنا عندي شكل سينمائي، يعني كل النقاد قالوا إن أنا عندي شكل سينمائي واصل لمستوى رفيع جداً، لا يقل عن مستوى الشكل بالنسبة لأي رجل متمرس في السينما من زمان، موضوعاتي بأختارها بإتقان جداً، أنا في ميديا مختلفة تماماً عن التليفزيون، لأن السينما ميديا لها جمهور خاص جداً، وبيتعامل مع نوعية خاصة من الجمهور، مش نوعية جمهور التليفزيون، فاختياري للموضوعات بيكون فيها برضو بأحط في الاعتبار هذا الجمهور، لأني ما أقدرش أختار موضوع، فبأختار موضوع أنا عاوزه أقدمه، بأعالجه بطريقة تميل إلى جمهور السينما، ودا لازم المخرج يفهم هو بيشتغل في أنهي ميديا، وهو بيشتغل في التليفزيون فبيعالج بطريقة، هو بيشتغل في السينما بيعالج بطريقة أخرى، هو بيشتغل في المسرح بيعالج بطريقة ثالثة، وهو دا المخرج اللي يعرف هو.. يعني أنا لو أروح التليفزيون ما أقدرش أتعامل ولا أعالج فيلمي بالطريقة دي، هأعالجه بطريقة أخرى، لأنه بيدخل كل بيت، بيشوفه كل المستويات وكل الأعمار، بالتالي هتبقي أنتِ حذرة جداً في معالجة الموضوع بشكل اللي بتقدميه في السينما.

ليلى الشايب [مقاطعة]: لكن إيناس حتى جمهور السينما الذي أشرتي إليه، ويبدو أن لك ثقة فيه، يعني فيما يتعلق بقبول ما تقدمين وتخرجين له من أفلام، حتى هذا الجمهور أصبح لم.. لا يقبل كل ما تقدمينه له.

إيناس الدغيدي: لأ.. هاتي إيرادات الأفلام، لأ بيقبل.

ليلى الشايب [مقاطعة]: هنا لا نتحدث عن الجانب التجاري في..

إيناس الدغيدي: لأ ما هو.. لأ ما الجانب التجاري هو اللي بيؤكد أن الفيلم أُقبل عليه أو لم يُقبل..

ليلى الشايب [مقاطعة]: طب لنا في.. في هذه النقطة لنا استطلاعات رأي مع الجمهور في بلدين عربيين، سنستمع إليها ونرى.

عُلا، أنت ناقدة وشابة واخترناك عمداً شابة، لأنك تمثلين الجيل الجديد، وجُل أعمال إيناس تتعلق أو تتطرق إلى مواضيع تتعلق بمشكلات الجيل الجديد، خاصة من الفتيات، هل ترين أن إيناس نجحت فعلاً في التعبير بشكل واقعي و.. يعني موضوعي عن هذه المشكلات، وعن.. وعن هذا الجيل الذي تنتمين أنتِ إليه؟

علا الشافعي: أنا بس اسمحي لي حضرتك أنا هأبتدي بطرح يعني هأرجع شوية قبل تجربة مدام إيناس الدغيدي، هأقول إن المرأة المصرية يمكن وقفت وراء الكاميرا أو قبل الكاميرا من الثلاثينات والأربعينات، وكانت التجربة دي كفيلة إن يبقى فيه تراكم ما يؤدي إلى إن وجود المرأة في العمل السينمائي أو اهتمامها بالقضايا النسوية يبقى أكبر من كده بكثير، بس حصل فترة كان تقريباً إنه لحد منتصف الثمانينات كانت المسألة فيها شوية انعدام، هو تقريباً فيه نادية حمزة فيه نادية سالم لها تجربة، جت مدام إيناس الدغيدي بتجربتها، مبدئياً أنا.. أنا بأحيي جرأتها وبأحبها، بس هي الفكرة الجرأة كيف تُوظف؟ دا اللي ممكن اختلف مع مدام إيناس فيه.

هأقول لحضرتك تاني لو جينا للأدب النسوي، فيه تراكم فعلي في مجال الأدب النسوي، إحنا عندنا على مستوى العالم العربي: ميرال الطحاوي، سحر خليفة، حنان الشيخ، مجموعة كبيرة من الأديبات، اللي هم بالفعل اهتموا بما.. بالمرأة من جواها، أنا لو قلت المرأة.. جوانيات المرأة، السينما لسه ما وصلتش لدا، السينما لسه.. أقدر أقول بعيدة جداً عن كل ما له علاقة بالمرأة في الشارع، النموذج الحي النابض، الاستثناء اللي أنا.. يعني فيلم "عفواً أيها القانون"، دا من الأفلام اللي أنا بأحبها جداً وعملتها مدام إيناس، الفيلم كان جريء في الطرح في الوقت دا، بس هي بعد كده مدام إيناس أنا كان بس ليَّ سؤال: هل هي أول ما دخلت السينما قالت أنا بأدافع عن حقوق المرأة، فأنا مهتمة إن أنا أعمل تراكم في مجال المرأة وقهر المجتمع للمرأة، أفتكر مدام إيناس ما رفعتش يافطة تقول إن هي مهتمة بكل ما هو نسوي، ولا يعني إن أبطال أفلامها من السيدات بالضرورة، أنها دا يعمل تراكم في مجال قضايا المرأة، يعني أنا ممكن أذكر لحضرتك نماذج من أفلام قدمها رجال، وهي حية وأكثر حيوية من نماذج المرأة عند مدام إيناس الدغيدي، أنا مثلاً يحضرني فيلم "سوبر ماركت"، الأستاذ محمد خان، وكاتب السيناريو راجل في الفيلم مش امرأة، وعلى يعني شخصية أفتكر إنها لا تغيب عن أي.. عن ذهن أي حد، تحضرت بتفاصيلها الصغيرة جداً، وفيه فرق بقى في التعبير اللي هو بأقول لحضرتك وهو ما يمكن أختلف مع مدام إيناس، يعني لحظة انكسار شخصية نجلاء فتحي، إن هي.. برضو هأقول باعت نفسها بشكل أو بآخر، كان فيه تفصيلة صغيرة جداً عملها كاتب السيناريو كعب جزمتها انكسر، بس.. يعني أنا أفتكر التفصيلة.. لو الفيلم وأنتم عندكم جزء منه، فدا كان معناه انهيار شخصية، انهيار امرأة اللي هي كانت بتدافع عن.. عندها أحلام وحقوق بس هي..

إيناس الدغيدي [مقاطعة]: أيه يعني كعب.. يعني معنى الكعب اتكسر..

ليلى الشايب: بس استخدام الرموز.

إيناس الدغيدي: اتكسر، يعني أنا مش فاهمة يعني إيه الكعب اتكسر..

علا الشافعي: أنا أقصد.. أنا أقصد لأ حضرتك، لأ. أنا بأقول لك أنا بأذكر تفصيلة لها علاقة بنموذج حي جداً لمرأة تنتمي لطبقة متوسطة اللي هي تشبهني وتشبه كثير زيِّنا، بس أنا.. أنا لما ابتديت مع حضرتك هل أنت رفعتي يافطة قلت أنا نسوية؟

إيناس الدغيدي: لأ أنا ما رفعتش يافطة، أنا ست مخرجة بأدافع عن قضايا عامة جوه المجتمع، سواء كانت قضايا عن المرأة أو قضايا عن المجتمع، لأن أنا عملت عن الشباب كمان كثير، عملت عن القضايا العامة، لأنه أنا ضد إن المرأة تطلع تقول.. أنا بترفع لواء، حتى بيبقى دمنا ثقيل، يعني إحنا.. أنا دلوقتي بقيت أكره الجماعات النسائية من كتر.. بتقف تقول.. أيه.. أيه.. أنت عارفة خلاص بتكرهي ده، لأنه المفروض إنك تكوني وأنت بتقدمي..

ليلى الشايب: إن الخطاب المباشر لم يعد يعني يفيد..

إيناس الدغيدي: الخطاب المباشر لم يعد يفيد، دائماً.. دائماً..

ليلى الشايب: وإن خطاب إيناس الدغيدي ترين أنه مفيد أكثر؟

إيناس الدغيدي: أنا خطابي مش مباشر لأنه أنا.. أنا خطابي عمره ما كان مباشر لأنه أنا بأستقي..

ليلى الشايب: لأ بالفعل أنا أقول أنك اعتمدت أسلوب مغاير أو مختلف..

إيناس الدغيدي: أسلوب مغاير للخطابة المباشرة، لسبب: لأنه أنا بأعمل سينما، فبأعمل فيها دراما بأعمل فيها حدوتة، بأعمل فيها متعة، بأعمل فيها موضوع، بأعمل فيها كل ده، فلازم أعرف أنا بأقدم.. فالناس بتروح تشوف الأفلام بتنتظرها، قد تعترض عليها، لكن هي داخلة حاسة إن لو ما خدتش الموضوع، هتاخد هناك الجانب الممتع في الفيلم.

[فاصل إعلاني]

ليلى الشايب: أتوجه إلى بيروت وديانا جبور هناك، ديانا، أطرح عليك السؤال الذي طرحته على إيناس الدغيدي وأيضاً علا الشافعي، هل تعتقدين أن المرأة في مجال الدراما كاتبة كانت أو مخرجة أو غير ذلك أو منتجة حتى، نجحت في استخدام هذه الأداة وطوعتها لخدمة قضايا المرأة ولتعكس واقع المرأة بكل ما فيه من إيجابيات وسلبيات؟

ديانا جبور: مساء الخير أولاً إلك ومساء الخير لضيوفك، ومساء الخير للمشاهدين.

ليلى الشايب: مساء النور.

ديانا جبور: الشيء التاني بس بأحب أقول تفصيل صغير إني أنا سورية، بس بظروف يعني منعتني من السفر فجينا لنسجل ببيروت، تفصيل يعني ما كثير مهم لأن كلياتنا عرب أكيد.

الشيء التاني: إنه أنا لاحظت موضوع إنه صورة الامرأة وصورة امرأة في الأعمال الفنية، يتم التعاطي معها عندما يكون صاحب العمل امرأة على أنها صورة المرأة عموماً، وهذا أنا أعتقد تصور أو تفسير (قَبِلْ) بمعنى القبيلة، يعني أساس المرأة هي جزء من القبيلة، حيث يصبح كل فرد تعبير عن الكل، المرأة تعبر عن.. عن نفسها فقط، ولا تعبر عن كل النساء، بالتالي كل حالة فنية هي حالة خاصة هلا بيصير إنه قد إيش هذه الحالة كانت مقنعة؟ قد إيش كانت مستوفية شروطها المنطقية كمنطق عمل فني وليس أيضاً كمنطق واقعي، وقد إيش مستكملة شروطها الفنية، يعني اللي بدي أقوله إنه كثير فيه إصرار على إنه هل صورة المرأة في الأعمال الدرامية هي صورتها في الواقع؟ يعني التصدي لمهمة تغطية أو.. أو عرض كل الواقع مهمة يعني بأعتقد إنها عسيرة جداً، وأثبتت فشلها منذ الستينات، لكل حالة خصوصيتها وهي تعبر عن واقعها فقط، بالتالي هل من الممكن إنه نقول واقع المرأة في حارة دمشقية قديمة هي نفس واقع المرأة في حارة حديثة؟ بالتأكيد لأ، فبالتالي لا يمكن أن يكون واقع هذه المرأة هو واقع المرأة بشكل.. بشكل عام.

ليلى الشايب: طب هذا رأيك يا ديانا، ولكن.. بالـ.. في نفس إطار الذي تحدثتي فيه، إيناس الدغيدي تقول إني أعبر عن شريحة كبير من جمهور السينما إلى غير ذلك، وحتى تقولين أنك تدافعين ليس بالضرورة كما ذكرتي ترفعين لافتة تقولين فيها إنك تدافعين بهذه الصراحة والعلنية، ولكن يعني العكس تماماً يقال من خلال متابعة جُل أعمالك، البعض وصل إلى اتهامك بحال.. لحد إنك عدوة المرأة ولستِ مناصرة لها، لأنك تستغلينها -هكذا يقولون- تستغلينها كسلعة لجلب الجمهور وحتى اللعب على غرائزه، مداعبة شباك التذاكر، إلى غير ذلك، إذن كيف تخدمين المرأة في هذه الحالة؟

إيناس الدغيدي: كل ده.. كل ده.. كل اللي يقال ده..

ليلى الشايب: ليس جديداً عليكِ..

إيناس الدغيدي: ليس جديد علينا ولا على أي حد، لأنه إحنا بقينا في مجتمع قاعدين لبعض بس بإن إحنا بقينا..

ليلى الشايب: لا الناقد يقوم بعمله يا إيناس.

إيناس الدغيدي: لا.. الناقد.. الناقد برضو.. الناقد إلى حد ما، كل النقاد هتلاقيهم بيتكلموا نفس الكلام، بس فيه نقاد بتطلع..

ليلى الشايب: طيب إذن عليكِ الدفاع..

إيناس الدغيدي: لأنه.. لأنه مع احترامي لنقاد السينما فيه عشرة على أصابع اليد الواحدة في الوطن العربي هم اللي بيفهموا في السينما..

ليلى الشايب: من يُقيِّم؟

إيناس الدغيدي: والباقيين كلهم.. اللي يقيمهم اللي هم وهم بينقدوا، أنتِ بتحترميهم حتى لو هو بيعترض هذا العمل، لأنه عنده الحجج اللي بيقولها في الفيلم، اللي بتخليكِ أنتِ تراجعي نفسك، ومادام الفنان ابتدى يراجع نفسه مع الناقد يبقى هو حس إنه هنا فيه غلط، لأنه أولاً له أسلوب في طريقة النقد وله دراسة للنقد يعني إيه نقد، ولكن للأسف كل الناقد عندنا بيقلدوا بعض، طِلع مخرج.. ناقد قال إيناس الدغيدي..

ليلى الشايب: طيب سنرى العشرة الذين ذكرتِ ماذا يقولون عنك؟

إيناس الدغيدي: لا العشرة دُول فيهم على الأقل.. على الأقل بس يعني أنا مش هأقول أسماءهم لأنه ممكن يزعلوا، على الأقل فيهم سبعة..

[موجز الأخبار]


تقديم صورة المجتمع من خلال مشاهد الإثارة بين القبول والرفض

ليلى الشايب: إيناس، لابد أن أذكر لكِ بعض مشاهد أفلامك التي تثير، إذن لأنه إذا بقينا نتكلم في المطلق ستجدين كل الحجج للدفاع..

إيناس الدغيدي: للهجوم..

ليلى الشايب: طيب، فيلم "مذكرات مراهقة" الذي أسال حبر كثير وأثار جدل، يبدأ بعرض نموذج مثير -ويبدو أنه ضروري للربح التجاري وكسب الجمهور- ما يسمى بمايوه بارتي، يعني حفل تقيمه صديقة البطلة، يعتمد أو كل الحضور يرتدون فيه مايوهات، ثم تتدرج المشاهد إلى أن تصل إلى قمة الإثارة من خلال مشاهد إباحية كثيرة حذفت منها الرقابة مشاهد عدة وخلقت لكِ أنتِ شخصياً مشاكل، أسألكِ كم مرة يتكرر مثل هذا المشهد، حتى يصبح ظاهرة يعني تتكرر في كل أفلامك، ربما حتى ترتكز عليها الفكرة الأساسية لأفلامك؟

إيناس الدغيدي: لا.. لا.. لا.. لأ بُصي أولاً مايوه إحنا لما نقول مايوه بارتي كده فالناس تتخض، المايوه بارتي ده داخل حدث درامي، الشخصية اللي عاملة المايوه بارتي شخصية معقدة، وإنسانة المفروض إنها مستهترة وغنية وعندها فلوس ومعقدة نفسياً، وبتعمل المايوه بارتي لقصد درامي بعدين بنعرفه، إنه البنت دي اللي هي عاملة العري وعاملة كل حاجة هي عندها عري عقلي وليس عري جسدي، إنه ما حدش لمسها، إحنا ما بنبصش بقى لكل ده، نلاقي مايوه بارتي يحصل لنا مشكلة ونبتدي نتشد، أنا قاصدة إن أنا عاوزة أقول إن هذه البنت المستهترة هي اللي بتعمل..

ليلى الشايب: لا.. الأمر لم يتوقف عند هذا الحد إيناس..

إيناس الدغيدي: لأ أنا بأكلمك..

ليلى الشايب: لم نشاهد فقط الأجساد العارية..

إيناس الدغيدي: لأ إحنا شفنا المايوه بارتي

ليلى الشايب: يعني وصلت الأمور إلى حد اللمس وأحد ممثليك -محمد رجب على ما أعتقد- يعني يشتكي للصحافة..

إيناس الدغيدي: مش لمس..

ليلى الشايب: من أشياء كثيرة طلبتيها منه، أنتِ شخصياً، وأعتذر للمشاهدين ربما أدخل معهم في تفاصيل قد لا تحتملها مثلاً مشاهدة عائلة مجتمعة، مثلاً جاء بشورت أو Top عادي، طلبتِ منه أن يأتي بشورت أقصر كثيراً يعني لا يخفي شيء من.. من.. من جزء معين من الإنسان..

إيناس الدغيدي: طبعاً.. طبعاً.. لا.. لا.. لا مش أقصر أولاً هم كلهم لابسين.. لابسين كانوا عبايات على..

ليلى الشايب: مشاهد الاغتصاب بتفاصيلها..

إيناس الدغيدي: طب أرد عليكِ بس، أرد عليكِ

ليلى الشايب: طلبتِ منه عشر مرات أن يعيد نفس المشهد.

إيناس الدغيدي: طلبت منه دا شيء مش أنا اللي بأطلب المصور، أطلب منه مش عشرة..

ليلى الشايب: أنتِ طلبتِ منه، ويقول أنكِ أنتِ طلبتِ منه.

إيناس الدغيدي: أنا أطلب منه 40 مرة، أولاً..

ليلى الشايب: لماذا؟

إيناس الدغيدي: لأنه المشهد مش مضبوط، ما اتعملش صح، الكاميرا بايظة..

ليلى الشايب: إذن ولماذا أصلاً..؟

إيناس الدغيدي: هو أنا لما أطلب أعيد المشهد يعني معناها إن أنا بأعمل مشهد عشان البتاع؟! أولاً لازم عاوزة أوضح للناس حاجة، هذه المشاهد..

ليلى الشايب: هو نفسه قال أحياناً كنت ترفضين.. كنت ترفضين..

إيناس الدغيدي: لا.. لا.. لا هو لا.. لا هاتيه لي على التليفون لا يمكن يقول لأنه..

ليلى الشايب: عندما تعودين للقاهرة ربما تتحققي.

إيناس الدغيدي: هاتوه.. لا.. لا.. ما فيش هو لأنه ما تثبتوش عليهم هم حاجات، الولاد ما بيقولوش.

ليلى الشايب: هو يقول أنكِ طلبتِ منه أداء أكثر إثارة وأكثر..

إيناس الدغيدي: أولاً لا يمكن الولاد دُول يقولوا، الولاد طايرين بالفرح بالفيلم، وطايرين به كلهم..

ليلى الشايب: الولاد قصدك..

إيناس الدغيدي: البنات والولاد لأنه دول أبطال اتحطوا في دور فلا يمكن واحد فيهم من أي كلمة أو أي ناقد يقول إنه أي حد في الفيلم ده قال كلمة..

ليلى الشايب: من قال هذا الكلام؟

إيناس الدغيدي: لا يمكن هم النقاد اللي بيقولوا علشان عايزين الولاد أنا يوقعوا بيني وبينهم، دا لسه إمبارح كان فيه حاجة كده، بصي الولاد ما بيقولوش، الولاد مبسوطين بأدوارهم وفرحانين بالفيلم وكانوا بيروح يدخلوا الفيلم عشرين مرة.

ليلى الشايب: هذا يحمد الله على أنه حذفت تلك المشاهد..

إيناس الدغيدي: لا.. لا ما حذفتش.. ما حذفتش..

ليلى الشايب: يقول يعني أديتها غصباً عني ولن أعيدها مرة ثانية حتى لو عرض علي دور بملايين..

إيناس الدغيدي: لا.. لا.. لا.. لا، ما حصلش، أنا أتحدى.. أنا.. طب أنا أتحدى.. أنا أتحدى إن يجي محمد رجب يقول الكلام ده في أي جهة هاتيهولي.

ليلى الشايب: طيب يا إيناس أعرف أننا سنستغرق كثيراً..

إيناس الدغيدي: أنا بس ما نتكلمش على الناس إحنا بنتكلم..

ليلى الشايب: لماذا هذا المشهد، الناس..

إيناس الدغيدي: لأ أنا بأقول لك لا.. لا.. لا

ليلى الشايب: اتركي المجال للمشاهد أن يتخيل..

إيناس الدغيدي: أنا بأقول لك ليه، طب ما تيجوا تخرجوا.. تعالوا اخرجوا بقى..

ليلى الشايب: لماذا؟ لا.. لا.. في هذه الحالة.

إيناس الدغيدي: لا ما هو بُصي اسمعي كل مخرج..

ليلى الشايب: كلُّ في مجاله..

إيناس الدغيدي: كل مخرج له أسلوبه، لن أغير أسلوبي مهما اعترض الناس لن أغير أسلوبي، هذا أسلوبي ودا اللي أنا بأقدمه، ودا اللي أنا مقتنعة به، ودا اللي أنا متأكدة إنه في يوم من الأيام هيأرخ إيناس الدغيدي، مش علشان إيناس الدغيدي وحشة، أفلام الـsex كانت مالية الأفلام المصرية للمقاولات، ما نجحش منها ولا فيلم، أفلام إيناس الدغيدي ما بتنجحش أبداً عشان الـsex، بتنجح عشان موضوع الفيلم، لأنه لو sex أفلام مصر فيها كلها أفلام sex.

ليلى الشايب: لكن أنتِ صرفت الانتباه عن الأفكار الأساسية أو الفكرة الأساسية.

إيناس الدغيدي: لا.. لا.. لا.. لا الأفكار موجودة الفكرة الأساسية لما أتكلم عن جيل بحاله في "مذكرات مراهقة"..

ليلى الشايب: لحساب المشاهد

إيناس الدغيدي: لما أتكلم عن "مذكرات مراهقة" أجيب بنات إزاي بيتعاملوا مع المجتمع اللي بيضحكوا عليه وهو بيضحك عليهم، وإني أنا أكشف الواقع ده، أنا شايفه إنه ده من أهم اللي لازم يتعمل، علشان الأهالي ….

ليلى الشايب: طيب أقرأ لكِ بعض ما قالته علا الشافعي..

إيناس الدغيدي: آه علا تقول..

ليلى الشايب: تحاسبك محاسبة فنية تقول..

علا الشافعي: لأ أنا..

ليلى الشايب: موضوع الفيلم المتعلق بأوضاع المرأة في مصر مفتعل بحيث جرى الخط الدرامي أو جري الخط الدرامي مخطط مسبقاً بعيداً عن المنطق، ولم يقترب من القلب بسبب التصنع ضمن إطار سيناريو مفكك افتقد الاتجاه الدرامي ونمو الشخصية، يعني أنتِ حصرت الشخصيات فقط في.. في مشاهد مباشرة ومثيرة للغرائز، وأهملتِ الجانب الفني الذي بيترك للمشاهد مجال التخيل، نمو الشخصية.

إيناس الدغيدي: لا.. لا.. لا إزاي.. إزاي أهملته مين.. من.. مين اللي.. مين اللي يقول أهملته ده؟ أنا بأتكلم على أربع بنات في المجتمع من أربع شخصيات، لأ.

ليلى الشايب: ناقدة فنية، علا أنتِ متخصصة في هذا المجال أعتقد.

علا الشافعي: هو أنا بس عاوزة أقول حاجة أنا ممكن أسأل.. هأسأل حضرتك عليها اللي هو فكرة النموذج الخيِّر في الدراما، والنموذج الشرير في الدراما يعني هند صبري شخصيتها في مقابلها شمس.

إيناس الدغيدي: بس هند صبري مش خيرة..

علا الشافعي: فشمس.. مش بمنطق الخيرة..

إيناس الدغيدي: هند صبري أنتِ بتقولي خيرة بس مش خيِّرة لأن هند صبري..

علا الشافعي: هي أن الرومانسية التي غُرر بها وغُرِر بها.

إيناس الدغيدي: لا.. لأ الرومانسية وعاشت حياتها قبل.. ما غُررش بها برضاها يعني راحت، يعني هي مش خيِّرة 100%

علا الشافعي: لأ بس كان فيه لأ يعني..

إيناس الدغيدي: أنا ما بأعملش شخصيات عندي على فكرة خيِّرة 100% أنا لا أقتنع أن هناك شخصية خيرية..

علا الشافعي: طب شمس ما هو المنطق برضو في شخصية شمس لو فهمت..

إيناس الدغيدي: دايماً الشخصية فيها الشر وفيها الخير..

علا الشافعي: شمس أنا ما شوفتهاش فيها نقطة نور.

إيناس الدغيدي: دي شر.. دي شر..

علا الشافعي: والوحيدة اللي هي فضلت (virgin) يعني اللي هو دا اللي كان غريب.

إيناس الدغيدي: بس هو دا.. دا اللي بأقوله..

علا الشافعي: واللي هي رومانسية و.. وناعمة..

إيناس الدغيدي: بصي دا الطرح الجديد اللي أنا بأقوله، إن.. إن البنت (virgin) لكن عقلها كله ملوث، مش لازم البنت تقدم جسمها فتبقى إنسانة ملوثة، هي ملوثة عقلياً، وملوثة أخلاقياً وما مسهاش راجل، وهنا هو اللي أنا بأقوله، إنه إن.. إن الدعارة Sorry يعني في اللفظ ما هياش دعارة جسد هي دعارة عقل، فهنا الناس ما بتقدرش توصل لده، لأن إحنا..

ليلى الشايب: الاثنين معاً..

إيناس الدغيدي: أنا بأتكلم إنه ممكن تكون الاثنين معاً، فيه ده وفيه ده، بس أنا بأقول أن ممكن إنسانة لا تقدم جسدها ولكن كل أفكارها أفكار فيها دعارة، وكانت دي شخصية البنت اللي عملتها اللي هي مش فاكرة اسمها، لكن هي عملتها شمس، فأنا بأتكلم في موضوعات يعني ما وراء العادي، اللي إحنا شايفينه، أنتِ واخده بالك، للأسف الناس دايماً عاوزه كل حاجة ما بتحللهاش، فلانة عملت كذا، عملت كذا لأن هي أكثر واحدة ملوثة فيهم رغم إن ما مسهاش راجل، إذن إنه هنا فيه أفكار مختلفة وفيه طريقة مختلفة للطرح، إحنا بناخد دايما القشور ونقول مش عارفة إيه بناخدها بالعكس، بقى أنا بأقول إنه التلوث تلوث عقلي، فالناس يقول لك أنتِ ليه جبتيها ماحدش لمسها، علشان أنا عاوزه أقول إنه ده تلوث عقلي، مش عاوزة أقول إنه تلوث جسدي، إن التلوث الجسدي نوع آخر، يعني أنا قاصدة ده.

ليلى الشايب: يستفزك عندما يكون تلوث جسدي.

إيناس الدغيدي: عندما يكون تلوث جسدي ok فيه تلوث جسدي، بس أنا الشخصية كنت بأقول إنه مش لازم حد يلمسها، البنت معقدة نفسياً نتيجة جواز أبوها وأمها بعرفي، اللي هو بطلتنا متجوزة عرفي، ماحدش بيبص للسيناريو بالترتيب ده.

ليلى الشايب: هل فهمك الجمهور يا إيناس؟

إيناس الدغيدي: طبعاً فهمني جداً..

ليلى الشايب: هل مطلوب منك في كل مرة أن تدافعي وتشرحي ماذا قصدتي؟

إيناس الدغيدي: لا..لا.. لا أنا ما بأدافعش..

ليلى الشايب: يقال إن الفيلم الجيد.. الفيلم الجيد..

إيناس الدغيدي: لا دي.. دي موضة.. دي موضة بس دي إيناس الدغيدي يعني..

ليلى الشايب: لا عفواً.. عفواً.. عفواً يعني من خلال بعض القراءات يقال إن الفيلم الجيد هو الذي يوصل رسالته بنفسه بدون شرح أو دفاعاً من المخرج.

إيناس الدغيدي: لأن أنا متخطية.. لأن أنا متخطية.. لأنني أنا تخطيت السلم خطوتين شوية عن الفيلم المصري التقليدي، فعشان كده أنا بيبصوا لي كده، أنا تخطيت الجرأة اللي عندي، تخطت إلى حد ما الفيلم التقليدي، فمن هنا بيتوقفوا عنده، أنا ما طلعتش السلم واحدة واحدة، نطيت شوية عن الفيلم العربي التقليدي.. فالفيلم المصري التقليدي، فبالتالي اتشدوا، لكن تعالي نتكلم عن السينما في شمال أفريقيا، السينما في المغرب كلها الممثلات بيبقوا قالعين خالص، السينما في تونس الممثلات بيكونوا مش لابسين خالص حاجة، وبيحصل مشاهد جنسية كاملة وماحدش بيتكلم

ليلى الشايب: لا.. لا.. تكلموا عنها..

إيناس الدغيدي: لا ما تكلموش بيقولوا سينما راقية وسينما فنية وسينما مش عارف إيه.. واخدة بالك.

ليلى الشايب: لا.. لا.. لا.. سليمة بوغدير ومفيدة تلاتي وكلهم، وأغلبها تعرض في بلدان دول.. دول أوروبية..

إيناس الدغيدي: لأ بس أنا بأتكلم إنه..

ليلى الشايب: وتشارك في مهرجانات أوروبية.

إيناس الدغيدي: وبتشارك في مهرجانات وبتنجح.. وبتنجح في المهرجانات وبتاخد جوايز.

ليلى الشايب: هذه ظاهرة أخرى يعني..

إيناس الدغيدي: لأ، بصي مش كل ما ننجح نقول لأ بصي إحنا ليه بنقلل نجاحتنا، إحنا ناجحين وهم ناجحين، ولما ناخد بره.. لما حد بره ياخد جايزة مش معناه إن إحنا متهمين علشان خدنا بره فأنا متهمة إن أنا بأقلد السينما الأوروبية، المفروض الناس تفرح إنه فيه مخرجة عربية طلعت خدت جايزة بره عشان ننجح، لكن هنفضل طول العمر نرمي أخطاءنا..

ليلى الشايب: من المفروض أيضاً أنه هذه المخرجة أو المخرج ينجح أولاً في بلده..

إيناس الدغيدي: ما نجح في بلده.

ليلى الشايب: ويتفاعل معه الجمهور..

إيناس الدغيدي: لأ نجح في بلده، وتفاعل في بلده، ولو ما نجحش.. ولو ما نجحش في بلده مش هينجح في بره، لا يمكن يعني.

ليلى الشايب: طيب إيناس اسمح لي.. طيب لمزيد من مقاربة الواقع ورصد ردود فعل الشارع العربي تجاه أعمال إيناس الدغيدي، التقت كاميرا (الجزيرة) في عَمَّان العينة التالية من الشارع الأردني.

مواطنة أردنية: هي أفلامها كتير حلوة، بتبين أشياء بالفعل من الواقع، بس مشكلتها إنها بتعطي مبررات كتيرة للبنات، وما.. وما بتترك المجال إنه يكون.. يكون إلهم نوع عليهم أغلاط.

مواطنة أردنية: أنا تابعت بعض أفلامها في البدايات، الفيلم "عفواً أيها القانون" اللي يمكن أول فيلم أخرجته أو من أول أفلامها، كان فيلم كتير كويس بكافة المقاييس حتى تجاريا حتى كدراما، كمشاهدة، قدرت تطرح قضية تتعلق بالمرأة من خلال قصة درامية، كان فيها بعض السقطات بالنسبة لنشاطات لحقوق المرأة، بس كان يعني بداية جيدة، بعد هيك أفلامها اتجهت اتجاه تجاري أكثر من أي شيء تاني، الجرأة أنا مش ضدها أبداً، الجرأة مطلوبة لكن مش ضروري علشان خاطر الجرأة نبين المرأة بصورة سلبية زي ما بتحاول إيناس تعمل.

مواطنة أردنية: أفلام إيناس الدغيدي حلوة بس جريئة زيادة عن اللزوم، يعني أنا مو ضد الجرأة، بس الجرأة المفروض تتوظف صح حتى تخدم مشاكل المرأة بطريقة صح، مو إنه تبين المرأة كسلعة رخيصة أو بالذات معظم أفلامها الأخيرة، بينت المرأة أو البنت كـ.. يعني أخذتها جانب الجسد مو جانب العقل أو التفكير أو المشاكل يعني، ما طرحت المشاكل قدر ما طرحت شكلها، جسدها، إثارتها..

مواطنة أردنية: أفلامها حلوة وحلوة كتير إنه نشوف مخرجة ست متميزة بهذا المجال، بس ممكن إنه توصل أفكارها مش بطريقة مباشرة، يمكن إنه بالإيحاء بدون ما يكون.. يعني الفكرة نفسها، ممكن إنه من خلال حركات أو شيء بس بدون وضوح أكثر، ممكن إنها توصل الفكرة للمشاهد.

مواطن أردني: والله أفلامها كتير جريئة بس ضد عاداتنا وتقاليدنا، وبتعرض المرأة بشكل مبتذل جداً، وأفلامها بيتابعها باعتقادي المراهقين.

مواطن أردني: طبعاً أنا شاهدت فيلم "مذكرات مراهقة" لإيناس الدغيدي، برأيي كان فيلم جداً فاضح، يعني تناول موضوع أو القضية اللي هو قضية الإجهاض بطريقة جداً فاضحة، ومشاهد كانت تسيء إلى المرأة العربية.

مواطن أردني: مع احترامي الشديد لها الطرح الموضوع بتاعها بالقوة هاي على شاشات السينما والتلفزيونية برضو مش لائق، برضو إحنا عندنا أخلاق عربية وعندنا ديننا الإسلامي الصحيح.

ليلى الشايب: إذن إيناس هذا.. هذه عينة من جمهورك السينمائي الذي أشرت إليه منذ قليل، وتقولين إنك متأكدة أنه سيفهمك ويتقبل ما تقدمين

إيناس الدغيدي: أنتم بتجيبوا Side اللي كده لكن فيه Side تاني..

ليلى الشايب: لا.. لا.. لا.. لا أعتقد أنه مقصود الأمر، بالعكس..

إيناس الدغيدي: أنتم قاصدين (Side) .. لا.. لا..، فيه (Side) أنا أجيبه لك تاني، أنزل أنا.. أنزل أنا أسأل أعمل لك التقرير.

ليلى الشايب: لا.. لا أعتقد أنا.. لا.. لا.. لا يا إيناس أرجوكِ.. لأ.. لأ هي عينة عشوائية ونُصِر كل مرة على..

إيناس الدغيدي: بُصي أول كلمة دايما بيتقال إيه الفيلم حلو.

ليلى الشايب: طيب فيلم حلو لم نختلف في ذلك، لكن الفكرة ok فعلاً حلوة ولكن الشكل.. الشكل اللي بتعبرين به.

إيناس الدغيدي: يعني أول كلمة إن الفيلم حلو، إنما هم كلهم.. بصي إحنا المجتمع العربي.. المجتمع العربي بيعيش انفصام في الشخصية، يفعل ما لا يقول ويقول ما لا يفعل.

ليلى الشايب: ولماذا تتحدين الناس؟

إيناس الدغيدي: أنا.. أنا لا أتحدى الناس، أنا أكثر صراحة وأكثر جرأة في عرض المشكلة بوضوح علشان الناس.. أنا أكثر صراحة من الآخرين، مش لازم كلنا نبقي زي بعض، أنتم دايما بتفترضوا إنه لازم الناس كلها تبقى زي بعض، أنا شايفة ده، أنا متأكدة إني شايفاه ومتأكدة إنه موجود، وأعلمه جيداً سواء من أصحابي أو من الناس اللي بأشوفهم أو من الصحافة اللي بتتكتب في الحوادث كل يوم، اقريها، افتحيها، افتحي صفحة الحوادث واقرأي إيه اللي بيحصل في البلاد.. في البلاد العربية كلها، كل دا موجود، إنما للأسف إنه نيجي نتكلم ندعي.. ندعي الأخلاق والعادات والتقاليد.

ليلى الشايب: قرأت لك هذا يا إيناس تقولين اننا..

إيناس الدغيدي: لا.. لا مش قرأت.. بندَّعيه أكثر..

ليلى الشايب: شعوب نعاني انفصام و..

إيناس الدغيدي: انفصام طبعاً في الشخصية لأنه إحنا بنفهم كلنا كل الناس لأ.

ليلى الشايب: ومنافقون، نريد أن نخفي أخطاءنا وعيوبنا على الآخرين.

إيناس الدغيدي: طبعاً لازم نطلعها.

ليلى الشايب: سندخل في.. في جبهة أخرى..

إيناس الدغيدي: وسنعيش طول عمرنا متأخرين طالما لن نعترف بعيوبنا..

ليلى الشايب: لا.. لا.. لا..لا ستجدين دائما أناس يخفون عيوبهم وأخطاءهم، هل أنتِ..

إيناس الدغيدي أنا.. أنا كـ..

ليلى الشايب: أنا لو سألتك عن عيوب وأخطاء كيف تجيبين؟ في كل مجتمع تابوهات أو المحاذير..

إيناس الدغيدي: طيب إحنا ليه ما نعديش التابوهات دي عشان نشوف.. نحل مشاكلنا، هنفضل طول عمرنا في تابوه..

ليلى الشايب: بهذه الطريقة.. لماذا يوجد مثلاً إذاً أطباء النفسيين وغيرهم، لماذا..

إيناس الدغيدي: أيوه طبعاً أولاً هل أنتم النهاردة بتحاسبوني على مشهد.. بتحاسبوني على مشهد في فيلم أنا عندي رقابة ولي حدود..

ليلى الشايب: مشاهد.. هذه مشاهد وليست..

إيناس الدغيدي: لأ، مشاهد.. مشاهد.. مشاهد في كل فيلم، وأنا عندي رقابة ولي حدود، وتفتحي الدش في أي محطة فضائية في العالم تشوفي أكثر من اللي أنا بأعمله 30 ألف مرة، وتقولِ لي..

ليلى الشايب: طب هل هذا هو النموذج؟ يعني هل هذه حجة؟

إيناس الدغيدي: لأ مش النموذج.. مش النموذج أنتِ لازم تختاري تتفرجي على أيه، لازم الإنسان يختار يتفرج على أيه، لو واحد عنده بنت عندها 12 سنة، ما يخدش بنته ويروح فيلم فيه حاجة زي كده، هو يشوفه الأول، لكن هو بيرمي على إيناس إنها بتعمل، شوف الفيلم بتاع إيناس هل يصلح إنه البنت تشوفه أو ما تشوفوش، أو ابنك يشوفه في السن ده أو ما يشوفوش، أو حتى في التليفزيون يشوفه ولا ما يشوفوش، لازم أنت اللي تقول..

ليلى الشايب: الأسرة يبدو أنها لم تعد تُقبل على أعمالك يا إيناس وربما خطر على مستقبلك الفني بين قوسين.

إيناس الدغيدي: الأسرة.. لا الأسرة.. لا.. لا لأني أنا الأسرة بتقبل على.. لا.. لا.. لا..

ليلى الشايب: اسمح لي أن.. أن. أن أذهب..

إيناس الدغيدي: مستقبلي الفني أنا ضامناه، أنا ماضية عليه وضامناه.

ليلى الشايب: أن أذهب إلى بيروت، ديانا أنتِ قدمت في شهر رمضان الماضي مسلسل نال استحسان الكثيرين، مسلسل "الحنين"، أنتِ كتبتي السيناريو وشاركِ فيه باسل الخطيب في الكتابة وأيضاً في الإخراج، بعجالة لمن لم يشاهد ربما تتناولين المآسي وشعور الهزيمة الذي يحمله الإنسان العربي منذ عام 67، وتبرزين كل ذلك من خلال حالة عائلة كيف يعاني أفرادها أو يحملون بذور الهزيمة؟ وتركزين خاصة -من وجهة نظر امرأة طبعاً- على الأم وعلى البنت ثم تصورين البنت كيف لظروف تنساق وراء علاقة و.. يعني تتورط في علاقة غير مشروعة مع تاجر مستهتر كأنه يرى الدنيا كلها تخرج فقط من جيبه، وتركزين بكاميراتك وبـ -عفواً- بقلمك وأفكارك على الأم التي تظل تراقب خراب هذه العائلة، أسألك هل كان يعني ضروري عليكِ أو على المخرج أن تلجئا إلى مشاهد ساخنة مثيرة إلى غير ذلك، لتصوير مثلاً حالة البنت مثلاً؟ هذا لم يحدث طبعاً، أسألك هذا السؤال ديانا.

ديانا جبور: يعني مثل ما قالت مدام إيناس على أية حال إنه فيه فارق جوهري بين السينما والتليفزيون، لأنه المتلقي أو شرط التلقي بيفرض عليكِ اختلافات، ومع ذلك نحن بالعمل قدمنا بمعايير ومقاييس التليفزيون ربما جرعة جرأة لم تتعود عليها الدراما العربية، يعني فيه مشاهد ما بأعرف هلاَّ بالتوصيفات السريعة والمختزلة، كيف ممكن نوصفها؟ بس هي فيه مشاهد كانت صادمة على الأقل بين البنت وبين زوجها اللي تزوجته بشكل عرفي، فكان.. وحالة الإجهاض اللي تمت أيضاً بالعمل، لكن ربما المخرج باسل الخطيب قدَّم عن طريق الإيحاء، عن طريق التلميح لأنه أولاً: هذا بيلبي رغبته الفنية، ثانياً: هذا بيلبي شرط القناة اللي عم بيعرض فيها اللي هي قناة التلفزيون، فيما يخص إذا بتسمحوا لي أدخل أنا على المناقشة اللي كانت..

ليلى الشايب [مقاطعةً]: عفواً يا ديانا.. هل أفهم من كلامك أنك لو كتبت للسينما ربما كان أسلوبك وأسلوب باسل الخطيب يختلف؟ يعني أخترتما هذا الأسلوب فقط لأن.. لأن الأمر يتعلق بإنتاج تليفزيوني وليس من منطلق مبدأ مثلاً؟

ديانا جبور: مدام ليلى، لما بتكتبي مقالة بالضرورة أدواتك مختلفة عما لما بتكتبي رواية، ولما بتكتبي رواية هي أدواتك أيضاً مختلفة عما لما بتعملي تحقيق صحفي، يعني الأدوات مختلفة، لكن الفكرة والهدف بيظلوا واحد، بأعتقد.. بأعتقد هذا.. هذا المعيار، ما بأعرف ممكن أنا أدخل على الشيء اللي كنتم عم تحكوه من قبل؟

إيناس الدغيدي: يا ريت يا ديانا….

ليلى الشايب: طيب باختصار لو سمحتي ديانا.

ديانا جبور: يعني راح أحاول، يعني أنا بأعتقد إنه الضجة التي أثيرت كثيراً حول الفيلم الأخير لإيناس له علاقة بإنه بحكمة خليني أقول بحكمة أنه الفنان يشير بإصبعه، لكن مو كل الناس عندهم من بعد النظر ما يمكنهم من التطلع إلى حيث يشير بل يتطلعون إلى إصبعه، هذه السيدة قدَّمت واقع، أنا لست موافقة مع السيدة إيناس على التورط في الكم والنسبة، عندما تقول موجود بكثرة، يا سيدتي لا تقولي موجود بكثرة، لنقل أنه حالة افتراضية لكنها ممكنة.. ممكنة الحدوث، فإذن هي حالة واقعية، وتأخذ حقها شرعاً بأنها تنعرض، أنا أعتقد إنه الضجة التي أثيرت حول هذا الفيلم نابعة من حقيقيته، من أنه يعرض لمشكلة حقيقية، بدليل إنه من تحفز أو من تحمس لصورة المرأة ولكرامتها، لماذا لم ينبس ببنت شفة كما يقال عندما قدمت السيدة إيناس "الوردة الحمراء" مثلاً، وفيها البطلة هي عبارة عن سيدة تبيع نفسها وتتشتت في عواطفها وفي جسدها أيضاً، فأنا أعتقد أنه هذه الضجة أثيرت لأنه هذا الفيلم قدر إنه يلامس حقيقة مسكوت عنها.

ليلى الشايب: طيب شكراً ديانا، أربط يعني أعقب على ما قالته ديانا، حصيلة كل ما قالته أنكِ متهمة بالفعل بالتعميم لأنك تقولين هذا موجود، هذا موجود..

إيناس الدغيدي: موجود، لكن مش كل الناس، موجود.

ليلى الشايب: طيب لماذا أفلامك كلها يا إيناس يعني هناك المرأة المصرية من هي المرأة المصرية؟ المرأة المصرية العاملة، المرأة المصرية الفلاحة وهل أنت تعبرين عن مشاغل طبقة معينة فقط؟ إذا كان بالفعل..

إيناس الدغيدي: يعني أنا بأقول لك.. المرأة.. لأ.. لأ أنا بس أرد على موجود.. أنا.. ما هي عاملة موجودة عاملة وطالبة.. عندي.. عندي "لحم رخيص".. عَّبرت عن البنات الفلاحات اللي بيُباعوا، اشمعنى دول..

ليلى الشايب: كم نسبة هذا الفيلم..

إيناس الدغيدي: اشمعنى.. اشمعنى الفيلم ده.. الفيلم ده لم يأخذ حقه.

ليلى الشايب: الفيلم من.. من عدد أفلامك الإجمالي.

إيناس الدغيدي: لأ، الفيلم ده ليه لم يأخذ حقه مع أنه الفيلم ده من أهم الأفلام اللي أنا عملتها؟ وما أخدش حقه والبنات…

ليلى الشايب: ما معنى أخذ حقه؟

إيناس الدغيدي: ما خدش حقه لأنه بيتكلم عن بيع.. الأسر اللي بتبيع بناتها للـ..

ليلى الشايب: هل شوهد؟

إيناس الدغيدي: شوهد وفي كل البلاد العربية وشوهد.

ليلى الشايب: طيب.. طيب هل.. هل انتقد؟

إيناس الدغيدي: و.. والفيلم بيتكلم عن مشكلة حقيقية بتحصل في الوطن العربي كل يوم في كل البلاد العربية و.. ماخدش حقه وما حدش أتكلم عنه، لأنه ولو ما كانش فيه أي مشاهد ولا حاجة في الفيلم، لكن هم.. إحنا عندنا النهارده بيدخلوا قاعدين مستنيين لمشهد.

ليلى الشايب: طيب ربما كان المقاييس الفني وأيضاً الأطر الأخلاقية التي تسمح به.

إيناس الدغيدي: لا المقاييس الفنية جيدة والفيلم جيد و.. وموضوعه جيد وكل حاجة فيه جيدة، والفيلم أخذ جوائز وكل حاجة، لكن هو.. إحنا عندنا بيدخلوا الناس قاعدين مستنيين المشهد، مش مستنيين الفيلم..

ليلى الشايب: لأنكِ عودتيهم على ذلك..

إيناس الدغيدي: أول ما يجي المشهد ده يبتدوا يمسكوا في إيناس الدغيدي ولا يبصوا للموضوع، ولا يبصوا، يعني أنا مع احترامي لديانا طبعاً لأنها ست، أولاً ناقدة وبعدين كاتبة سيناريو، هي شافت الفيلم في مهرجان القاهرة وشافت قد أيه الفيلم كان عليه.. الناس جاية من كل البلاد.. البلاد المصرية عشان تتفرج على الفيلم، لدرجة أنه حصل ضرب وخناق وكسروا الكراسي عشان يدخلوا يتفرجوا على الفيلم، وبعد ما شافوا الفيلم وقفوا كل هؤلاء يهاجموا الفيلم لأنه وجعهم، لأنه الفيلم وجعهم، حسوا إنه موجود، أنا ما بأقولش تعميم يعني كل البنات كده، لكن موجود، وكل واحد اللي مش موجود عنده خايف على بنته أو خايف على أخته، فاتوجع بقى خايف، أنا عملت حالة خوف للشعب المصري أو لأي حد على بنته المراهقة، إن البنت دي بنتك هتعمل كل حاجة وأنت مش عارف، خد بالك عاملها بطريقة معينة، فيه مشاكل في المجتمع أنت مش شايفها جوه بيتك لكن هي موجودة بره، ليه كل ده ما بينظرش له وبيتبص له على أن بنت مراهقة، المراهقة.. المراهقة -مدام ليلى- المراهقة أساساً مشاعرها كلها بتبقى مرتبطة بمشاعر حسية.

ليلى الشايب: أعود.. نعم.. وأقول لأنك مرة أخرى مضطرة لتشرحي كل هذا.. وعايزة المشاهد بأنك.

إيناس الدغيدي: ما بأشرحش، الناس ما بتفهمش أنا ما أقدرش أشرح.. لا أنا ما بأشرحش أنا ماليش دعوة.

ليلى الشايب: لا لأنك أنت فيلمك لا ينطق عن نفسه، لا يوصل الفكرة بنفسه، أنت مضطرة كل مرة أن تقفي وتدافعي و.. قصدت أن أقول كذا قصدت..

إيناس الدغيدي: لأ.. لا.. ينطق بأقول لك أيه لأ بصي الفيلم الوحيد.. الفيلم الوحيد.. الفيلم الوحيد اللي تقدري تتفرجي عليه وتقولي ده إخراج إيناس الدغيدي، بيتكلم عن نفسي وممضي عليه إيناس الدغيدي بأفكاري، بجرأتي، بشكل الفيلم بتاعي الجميل اللي هو واقع أليم في شكل جميل، كل ده بنتكلم فيه، إحنا دائما بنتكلم في السينما على.. على مشهد، على.. على.. ودا اللي أنا بأقوله إن النقاد مش قادرين يتعمقوا جوه الموضوع ويعرفوا أيه اللي بيحصل إلا العدد اللي هو.. واحدة زي ديانا جبور الناقدة قالت لك إن الفيلم مهم جداً لأنه واقع وحاصل، قد لا يكون الأغلبية لكن واقع، لأن هي حاسة وشايفة إنه ده واقع، إنه الفيلم وجعهم واقع، إن هم اعترضوا على هذا الواقع أنا مش.. مش ضد ده أنا معاهم إنهم يعترضوا علشان يفوقوا ويشوفوا أيه اللي بيحصل بس بصي..

ليلى الشايب: الآباء الذين تحدثتي عنهم وقلت إنهم تعاطفوا وتفهموا وكذا..

إيناس الدغيدي: الآباء.. وفيه بنات..

ليلى الشايب: عدد كبير منهم -كما تذكر الصحافة المصرية- رفعوا عليك دعاوى قضائية..

إيناس الدغيدي: نتكلم عن الدعاوى.

ليلى الشايب: أو حتى ربما أوشكتِ على أن تجلدي ثمانين مرة عفواً على ذكر هذه الحقائق والتفاصيل.

إيناس الدغيدي: اللي رفع الدعاوى مش الآباء، اللي رفعوا الدعاوى.. لأ.. لا لا لا.. دي طبعاً.. دي لازم نتكلم إن دي أصلاً مش مضبوطة وإنه الخبر أصلاً مش مضبوط..

ليلى الشايب: طبعاً.

إيناس الدغيدي: لأنه أصلاً ما فيش دعوى اترفعت، الدعوى اترفضت..

ليلى الشايب: طيب مجرد أن تُرفع الدعوى أو يذكر اسمك..

إيناس الدغيدي: ما ترفعتش اترفضت لأنها.. أنا ماليش حد يحاكمني أنا عندي رقابة بتحاكمني، ما عنديش أنا.. ما حدش يقدر يحاكمني جوه الفيلم لأن أنا عندي رقيب بيجيز الفيلم أو لا يُجيزه، فأصلاً رفع القضية عليَّ غلط، والقضايا الأربعة اللي اترفعوا أصلاً لم يُقبلوا في المحكمة، لكن الصحافة – ودا اللي أنا عاوزة أقوله لك – الصحافة عملت من.. من الأربع قضايا دول كأنه حصل جريمة في المجتمع المصري، ما حصلش حاجة.

ليلى الشايب: لا لا.. لا.. لا ليست الصحافة فقط.

إيناس الدغيدي: لأ الصحافة.

ليلى الشايب: يُذكر أنك كنت تحضرين ندوة في دار الأوبرا مع مشاهدين.. جمهور مشاهدين عاديين.

علا الشافعي: كان.. كان معرض الكتاب، دار الأوبرا.. كان صحفيين.

ليلى الشايب: ولم يعني.. لم يكن لديكِ الصبر لكي تواصلي وانسحبت وقلت إنني أرفض أن أتناقش مع.. لست أدري جمهور لا يعترف أو لا يعرف الحوار الحضاري..

إيناس الدغيدي: لا لا لا دا كان في مهرجان القاهرة لا لا.. لا.. لا.. لأنه.. لا لا لا.. لا.

ليلى الشايب: إذن إذا كان هذا جمهورك لماذا لا تتعاملي معه على حد مستواه؟

إيناس الدغيدي: أصل بُصي أنا بقى لي 20 سنة في السينما فاهمة الصالة بتتحرك إزاي، اللي جايين دول من طنطا وبنها دول جايين يطلعوا في التليفزيون، عاوزين يقولوا إحنا قلنا وإحنا اعترضنا ما هو دا.. ما هو.. ما هو كمان التلفزيونات عملت جو لأنه الاعتراض..

ليلى الشايب: طيب اتركيهم يقولون ذلك، لماذا تتركيهم؟

إيناس الدغيدي: مش اتركهم أنا.. أنا مش عشان أتركهم، لأنه كان الطوابير طويلة جداً والناس اللي عاوزة تتكلم النقاد ما فيش ناقد قام تكلم.

ليلى الشايب: إيناس كل ما قلته لك ونقلته لك عما قالته الصحافة نفيتيه، يعني لست أدري من أين نستقي معلوماتنا في هذه الحالة.

إيناس الدغيدي: لأ مش نفيته، أنا مش نفيته هل أنا لما..

ليلى الشايب: انسحبتي و.. ورفضتي مجابهة الجمهور.

إيناس الدغيدي: انسحبت خمس دقايق قبل الندوة، مارفضتش، أنا قعدت ساعتين، لما لقيت إنه كله طالع بيتكلم في حاجات ما.. مالهاش علاقة بالفن، الفن لا يقاس..

ليلى الشايب: قلت إنه حوار غير حضاري.

إيناس الدغيدي: إحنا لا يُقاس الفن بمعايير أخلاقية، دا لازم نحطه في الاعتبار.

ليلى الشايب: طيب إيناس لو سمحت لدينا.

إيناس الدغيدي: لو حطناه في.. مع.. مع معايير أخلاقية يبقى مافيش فن، كان زمان – أنا قلتها تسعين مرة- بيرسموا جسم امرأة عارية في.. في.. في كليات الفنون الجميلة، ليه؟ لأن فيه جماليات في هذا…

ليلى الشايب: أين.. أين؟

إيناس الدغيدي: الفنون الجميلة في مصر.. في العالم.

ليلى الشايب: أين في..؟

إيناس الدغيدي: في مصر..

ليلى الشايب: في مصر..

إيناس الدغيدي: في مصر.. في مصر بلد عربية إسلامية كانوا بيرسموا في كليات.

ليلى الشايب: في أي حقبة من التاريخ؟

إيناس الدغيدي: في الحقبة.. لا في حقبة أيه من أقل من خمس سنين اتمنعت لما ابتدا يظهر التطرف اتمنعت..

ليلى الشايب: مُنعت.. مُنعت.

إيناس الدغيدي: وهل.. وهل إحنا، مُنعت ليه؟ هل دا عيب؟ كانوا الطلبة بيقعدوا قدام امرأة ورجل عاريين يترسموا، لأنه فيه جماليات ربنا خلقها في هذا..

ليلى الشايب: طيب في إطار ضيق ربما في إطار تعلم الفنون الجميلة ولا.. لا يعرض ذلك على جمهور.. عفواً يا إيناس.

إيناس الدغيدي: الفن.. يا جماعة.. يا جماعة افهموني.. افهموني، أنا عايزة أقول للجمهور يا جمهور .. الفن لا يُقاس بمعايير أخلاقية، الفن بعيد تماماً عن هذه المعايير الأخلاقية.

ليلى الشايب: طيب أنت تعيشين.. يا.. لو سمحت يا إيناس، أرفض أن أعطي أخلاق أو أعطي دروس في الأخلاق.. عفواً.

إيناس الدغيدي: لا ما هو أنتوا..

ليلى الشايب: عفواً، ولكن بكل بساطة أنت تعيشين أحببتِ أم كرهت في مجتمع يدين بالإسلام ويعتنق قيم دينية أخلاقية ولديه خصوصيته الثقافية و.. والحضارية المعينة..

إيناس الدغيدي: وأنا مسلمة يا ستي مسلمة ومؤمنة، هل أنت.. هل.. هل المجتمع الإسلامي من عشر سنين كان نفس المجتمع النهارده؟ طب ما إحنا كنا في مجتمع طول عمرنا إسلامي.

ليلى الشايب: نتكلم عن ثوابت وليس عن متغيرات.

إيناس الدغيدي: لا لا كله اختلف لا حصل تغيرات المتغيرات.. المتغيرات هي اللي خلقت هذا الجو..

ليلى الشايب: المتغيرات.. متغيرات في.. في العالم أجمع، المتطرفون.. هناك المتطرفين المسيحيين.. متطرفين يهود، ليس هذا موضوعنا.

إيناس الدغيدي: لا إزاي.

ليلى الشايب: عفواً الجمهور سيغضب عليك مرة أخرى..

إيناس الدغيدي: لأ يغضب علي لا.. أنا واخدة..

ليلى الشايب: معنا يسري من الإمارات، يسري تفضل.

يسري: السلام عليكم.

ليلى الشايب: وعليكم السلام.

يسري: "عفواً أيها القانون"، "دانتيلا"، "همس الليل"، "مذكرات مراهقة" إيناس الدغيدي القرن الحادي والعشرين، هل هو طموح أم جموح؟ يماثله جموح الهوا هوانا عند صديقتها المذيعة الجريئة هالة سرحان في دفاعها عن الزواج العرفي لإلهام وطلاق هالة ودفاعها عن دموع وفاء وحنان ودينا، ما هو الرابط بين إيناس الدغيدي وهالة سرحان بخلاف إنهم صديقتين؟ سوى الإشارة إلى الطموح والجموح باتجاه المطالبة بالمزيد من حرية المرأة ومفهوم هذه الحرية خلال مجموعة الصديقات المشهورات والدفاع عن أخطائهم مثل دفاع إيناس الدغيدي في أفلامها عن حق المرأة في القتل واستعباد الرجال والحرية الجنسية للمراهقات، في "دانتيلا" تطالب بتكاتف نسائي ضد الرجال، فهل انتهت قضايا المرأة عند حدود العلاقات الغرامية الحميمة؟ وهل كانت هدى شعراوي وهي تطالب بحق المرأة في العمل تمثل المرأة في زمانها؟ وأنا أطرح اسم هدى شعراوي في محاولة لإنصاف الموهوبة الجميلة إيناس الدغيدي والجمع بينها وبين أفكار صديقتها الإعلامية هالة في ميزان واحد مع بداية القرن الواحد والعشرين، ومع هذا كله أدعوها وهي تحمل هذه الموهبة أن تخلع عن نفسها أفكار نادية الجندي في تصوير المرأة التي تنتقم من الرجال وتنقلب عليهم بجمالها وتحاول الاقتراب من مراهقات ماجدة الصباحي أو شطحات فاتن حمامة في "لا أنام" وهما فيلمان جريئان في زمانهما يحملان مضمون موضوعي لا يقتصران على حق الحرية.

ليلى الشايب: يسري أنت متابع كل الأفلام على ما يبدو.. نعم.

يسري: اسمحي لي أكمل.. في الحرية الجنسية أو العاطفية بقدر ما يبحث عن وضع المرأة في المنظومة الاجتماعية ابتداء بالأسرة ونهاية بالبرلمان، وما فيه.. وما بينهما الرأي العام الشعبي و(المستنير)، فهل تستجيب لدعوتنا؟ وشكراً.

ليلى الشايب: شكراً لك يسري، معنا عبد الرحمن من السعودية، عبد الرحمن تفضل.

عبد الرحمن: السلام عليكم.

ليلى الشايب: وعليكم السلام.

عبد الرحمن: آلو.

ليلى الشايب: نعم أسمعك عبد الرحمن، تفضل.

عبد الرحمن: بالله مداخلة الله يبارك فيك وإذا.. إذا سمحتي يعني تعطيني فرصة.. تتيحي لي فرصة.

ليلى الشايب: طيب، تفضل. أرجو الاختصار لو سمحت يا عبد الرحمن.

عبد الرحمن: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ)، ( وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ) أنا دائماً يا إخواني.. يا أخوات الذي لا يحب الخير للناس لا خير فيه، وأرجو إنكم إن شاء الله تستمعون القول فتتبعون أحسنه إن شاء الله، نسأل الله لكم الهداية والصلاح، أنتم تعلمون أن الله -سبحانه وتعالى- الرسول -صلى الله عليه وسلم – قال : "أكثر أهل النار النساء" والعياذ بالله.. أعوذ بالله من الشيطان آلو، (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) ويقول جل شأنه (أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى) أي باطل، وأقول (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) سؤالي للضيفة الدغيدي.

ليلى الشايب: إيناس الدغيدي، نعم.

عبد الرحمن: إيناس، هل ما تقولينه هذا هل هذا يُرضي الله أو أعمالك التي تقدميها للعباد هل هذا يُرضي الله؟ للأسف يا.. الله.. نسأل الله لك الصلاح والهداية، المدخنين هادولا نسأل الله أن يعينهم على ترك هذا السم هم ليسوا معميين بصيرة إنما معميين قلوب، أنت ترى وتشوفين أنك أنت على صواب ما تقدمينه هذا للناس وأختم بالسؤال الثاني..

ليلى الشايب: طيب عبد الرحمن.. بسرعة لو سمحت.

عبد الرحمن: بالنسبة.. بالنسبة للمرأة الغير محتشمة التي تتبرج ولبسها يفتن ويُلفت الانتباه هل رضا الله محل عليها أم غضب الله وسخطه؟ ولها.. وهل تتفقون معي أن المرأة المحتشمة التي تحفظ حدود الله ولا.. ولا تتبع هواها وشهواتها هل هي.. هل.. هل هي مرضي عليها من الله أم مغضوب عليها، نسأل الله لكم الصلاح والهداية وأقول..

ليلى الشايب [مقاطعةً]: طيب عبد الرحمن دخلتنا في.. في موضوع آخر الاحتشام وغيره شكراً لك عبد الرحمن.

[فاصل إعلاني]

نموذج المخرجة إنعام محمد علي والتأصيل الفني لتقديم التاريخ

ليلى الشايب: عندما نذكر إيناس الدغيدي وهي تمثل نوعية معينة أو أسلوب معين من الرؤية الفنية أو الإخراج أو الرؤية الفنية كما قلت، ربما يقف في المقابل صنف آخر تمثله إنعام محمد علي، إنعام محمد علي أخرجت العديد من الأفلام و.. والمسلسلات، يذكر لها الجمهور مثلاً أم كلثوم و.. وقاسم أمين.

إيناس الدغيدي: لا إنعام عملت كتير قبل كده حرام، وأنا حتى في المقدمة أنتو ظلمتوا حتى إنعام..

ليلى الشايب: لا لا أنا قلت مثلاً ما يذكره الجمهور حديثاً.

إيناس الدغيدي: إنعام عملت مسلسلات كويسة جداً في التلفزيون قبل أم كلثوم ودا المسلسلين الوحيدين التاريخيين اللي عملتهم، الفترة الأخيرة برضو مش عاجبهم إنعام، طب يعني إنعام مش عاجباهم وإيناس مش عجاهم، يعني في المقدمة قلتوا..

ليلى الشايب: وماذا يقولون عن.. عن إنعام؟ كل ما قيل عنها أنها فقط تاريخ أنت تغريب.. أنت.. أنت اختصاص تغريب وإنعام اختصاص تاريخ.

إيناس الدغيدي: بتعمل تاريخ وإنها حصرت.. وإنها حصرت، يعني إنعام مش عاجباهم وإيناس مش عاجباهم ودا أكبر دليل على إنه الناس عاوزه أيه؟ إنعام مش عاجباهم وإيناس مش عاجباهم، طب يعني.. يعني عاوزين أيه؟

ليلى الشايب: طب أنتم.. أنتم تعملون.. يا إيناس أنتم تتعاملون مع الجمهور استمعوا إلى هذا الجمهور اعرفوا ماذا يريد.

إيناس الدغيدي: دا مش يا..

ليلى الشايب: طيب لمعرفة رأي المخرجة إنعام محمد علي في الدور الذي لعبته الدراما النسائية في التعبير عن هموم المرأة العربية نتابع اللقاء التالي معها.

إنعام محمد علي (مخرجة تليفزيونية): هو مش كون الواحدة امرأة ممكن تخدم قضايا المرأة، لأن فيه أحياناً رجال أكثر إثمار من بعض النساء، والنموذج على كده قاسم أمين، يعني قاسم أمين رجل وتبنى قضايا المرأة، وفي عصر يعني كان للرجل كل السيطرة وكل الهيمنة وخصوصاً على عالم النساء، لكن برضو أقدر أقول إن ما حدش يقدر يعني يشعر بوضع المرأة أو.. أو بالظلم الواقع عليها إلا لما تكون امرأة معايشة هذه الظروف زي تقول كابشة.. كابشة النار يعني بأيديها يعني، فأقول إن برضو إن بعض النساء قدروا يعبروا عن قضايا المرأة طبعاً أفضل من رجال كثيراً سواء كان.. كانت كاتبة كانت أو مخرجة.

ليلى الشايب: طيب هذا رأي إنعام محمد علي، تعليق بسيط عما يُقال عنها وعن أسلوبها، إيناس.

إيناس الدغيدي: لأ إنعام أنا شخصيا بأحترم إنعام محمد علي جداً في الميديا اللي هي بتشتغل فيها اللي هي التليفزيون، لأنها فعلاً ست عندها مقدرة كبيرة جداً على تقديم نوعية مختلفة كانت من الأعمال قبل كده، فيه حاجة الناس مش حسَّاها دايماً مع المخرجة المرأة إنها بتهتم بالمشاعر والأحاسيس أكثر من الرجل، وأنا بأشوف إن إنعام طول عمرها عندها برضو حتة المشاعر والأحاسيس برقي جداً بتقدمها والمشاعر.. علاقة الرجل بالمرأة والعاطفة والإحساس وكده، بتقدمها بس طبعاً من خلال التلفزيون، لأن التليفزيون زي ما قلنا واتفقنا إنه ميديا مختلفة تماماً عن السينما، موضوعاتها الأخيرة نجحت نجاح على مستوى الوطن العربي بشكل غريب سواءً كانت قاسم أمين أو أم كلثوم، متمكنة جداً من أدواتها، حساسة جداً و.. وأنا شخصياً بأشوف إن إنعام من أهم المخرجات اللي جم على الساحة العربية، لأنها أولاً سبقتنا وقدمت من زمان بتقدم.. بتقدم مجموعة من المسلسلات جيدة ولما اشتغلت في السينما برضو حاولت تعمل حاجة في السينما، لكن مش كل.. الإنسان ما بينجحش في كل حاجة، يمكن أنا لما أروح التليفزيون ما أقدرش أبقى زي إنعام في التليفزيون.

ليلى الشايب: ربما.. لكلٍ مجاله.. نعم.

إيناس الدغيدي: كل مجال وله التخصص بتاعه، وطبعاً أنا شايفه إنه أنعام حرام إن إحنا حتى يعني قد يكون هناك بعض الاختلاف عليَّ لأني مستخدمة أسلوب أكثر جرأة فأنا راضية بهذا الخلاف ومقتنعة به وحابَّاه على فكرة أنا حابَّاه مش متضايقة منه أبداً، وأنا لو.. لو.. لو لم أهاجم هأزعل، لأني هأبقى مش موجودة، لأنه الهجوم اللي عليَّ إذن فيه إنسان بيعمل شيء قد يكون مختلف قد نتفق معه، قد نختلف معه، ولكن في النهاية هناك كيان، أنتِ واخدة بالك؟ يُقيَّم بعدما أموت، لما أموت خالص وما أبقاش موجودة تُقيَّم.

ليلى الشايب: بعد عمر طويل.

إيناس الدغيدي: لأ مش مشكلة، تُقيم أعمال إيناس الدغيدي.

ليلى الشايب: طيب إيناس.. طيب هذا رأيك في إنعام الزميلة، أذهب إلى ديانا جبور في بيروت، ديانا برأيك ما يُقال عن أن أنعام محمد علي مختصة في التاريخ أو هي مخرجة تاريخ، وليس حتى التاريخ بكل مظاهره، وإنما تتناول قضايا فئة معينة في تاريخ معين في تاريخ مصر الحديث خاصة، هل يستند هذا الاتهام إلى أي حجج موضوعية برأيك؟

ديانا جبور: لا.. لا، أعتقد لأنه هي تناولت شخصية مثل قاسم أمين، شخصية لازال طرحها حتى الآن راهني، لأنه أسئلة قاسم أمين اللي هي أسئلة الماضي حول تحرر المرأة وحول انطلاقتها وحول المساواة لم تتحقق حتى الآن، بالتالي أسئلة الماضي مشروعة وهي راهنية إلى أن تجد جوابها، فبالتالي الكلام إنه هي تقدم أعمال تاريخية بمعنى ماضوية كلام غير دقيق أبداً، لأنه هي تقدم أعمال بنت اليوم، لكن تحت رداء الماضي.

ليلى الشايب: طيب إنعام محمد علي رغم كل ما قيل عن إيجابياتها، يعني حصرت شخصيتها في إطار تاريخي جداً، ويقول النقاد: إن ما يظهر على شاشة إنعام محمد علي -إن صح التعبير- هو الواقع واقع سطحي ربما ليس ذلك الواقع المثقل بالهموم ومشاكل المرأة التي ترغب المرأة في أن تجد من يعبر عنها. للرد على هذا الاتهام الموجه لإنعام محمد علي ترد إنعام، نتابع ما تقول.

إنعام محمد علي: هو أنا عمري ما أختار موضوع تاريخي إلا لما يكون له مردود معاصر، يعني أنت لو.. لو مسكنا على سبيل المثال آخر مسلسل ليَّ وهو قاسم أمين كل المشاكل المطروحة اللي فيه مشاكل آنية، يعني مشاكل معاصرة ولم تُحسم إلى الآن، بعضها لم يُحسم إلى الآن، يعني فيما.. يعني إحنا دلوقتي في مصر مثلاً هذا العام بنطلق عليه عام الفتاة، إحنا مشاكل الفتاة كانت موجودة في قاسم أمين، برضو أطلقنا عليه عام محو الأمية، محو الأمية اللي كان.. أحد الدعاوي اللي كان بيدعو إليها قاسم أمين، ثم مشاكل فيما يتعلق بالأحوال الشخصية بالتحديد لغاية دلوقتي دعوات قاسم أمين وأيضاً محمد عبده يمكن ما.. ما قدرناش نوصل لها، يعني لسه قانون الأحوال الشخصية فيه بعض البنود متعثرة للآن زي مثلاً فيما يتعلق بالطلاق، يعني كل من محمد عبده.. الشيخ محمد عبده وقاسم أمين نادوا بإن الطلاق لابد أن يتم أمام قاضي، لغاية دلوقتي الرجل حر طليق يطلق متى يشاء، أيضاً في تعدد الزوجات، الشيخ محمد عبده في مشروعه اللي كان مقدمه للمحاكم الشرعية من أكتر من 100 سنة كان بيطالب بتقييد تعدد الزوجات، حالياً مازال الرجل يتزوج كما يريد، كل الاستثناء اللي.. اللي أضيف للقانون: إنه يجب أن تُستشار الزوجة الأولى.

ليلى الشايب: إيناس، أعود إليكِ يعني الجمهور الذي تتوجهين إليه جمهور مختلف التوجهات والخلفيات الثقافية والتربوية إلى غير ذلك، هناك من يرى حتى أقدم منك من المخرجين من يرى أنه يجب مراعاة مشاعر هؤلاء، آخذ مثلاً ما قاله كمال الشيخ يعني شيخ المخرجين ربما أو..

إيناس الدغيدي: طبعاً..

ليلى الشايب: من بينهم، هو نفسه يقول: حتى القبلة الآن لا أريدها، لأن هناك جماعات دينية تستفزها مثل هذه الأفلام، ونحن نتحداهم إذا أصررنا على تقديمها، يعني منتهى الواقعية أعتقد، طيب ربما هو يريد أن يقدم، ولكن يحترم عدم رغبة هؤلاء طيب، ولابد أن تأخذ الرقابة موقفاً من هذه الأفلام فالمناخ العربي وواقع المجتمع لا يسمح بها، ثم يتساءل: إذا قدمت تفاصيل المشاهد التي أنت يعني أصبحت متخصصة فيها..

إيناس الدغيدي: أحبها.. اللي بأحبها.

ليلى الشايب: أين الفن في ذلك؟ علا، نقاد كثيرون يقولون: بما أننا.. بما أني أشرت الآن إلى الرقابة تراجع دور الرقابة وسلطة الرقابة وانتشار الفضائيات والدش وغير ذلك هو الذي سمح في نهاية المطاف لمخرجات مثل إيناس مثلاً بأن تسمح هي لنفسها أيضاً بكل هذا الهامش من الحرية بين قوسين، هل تعتقدين أن دور الرقابة بالفعل تراجع وأنها تحمل هي نفسها جزء مما يحدث ويشاهَد الآن ويُرفض على الشاشات العربية؟

علا الشافعي: بس فيه نقطة معينة، مدام إيناس من حقها تكون صِدامية، يعني هي عايزة تعمل صدمة للشارع، بس هو الصدمة بتتعمل إزاي؟ هأرجع لنفس النقطة تاني، هي ذكرت فيلم اسمه "أسرار البنات" وبرضو بيتكلم عن المراهقة وحالة مراهقة وبنت تعرضت لتجربة إجهاض، أو ولدت جابت طفل.. بنت وولدت ووضعته، فإزاي يتقدم بشكل فني وإزاي في "مذكرات مراهقة" اللي هو برضو كان فيلم صادم واللي هو موضوع الجواز العرفي قد كده إحنا عارفين إن هو موضوع مهم جداً، بس إزاي نقدمه ونعالجه.

أما عن دور الرقابة أنا شايفة إن بالعكس دور الرقابة في.. لا.. لا (يشط).. بالعكس هو فيه مزيد من الرقابة، يعني مدام إيناس ممكن تبقى عارفة حال السينما المصرية رايح فين دلوقتي، إحنا بقى عندنا مصطلح اسمه السينما النظيفة، ترفض الفنانات القبلة، يرفض النجم إن هو يعمل مشهد مش عارف أيه، دا كله ضد فكرة الفن في ذاتها، بيهدم الفن من أساسه، فالرقابة بالعكس الرقابة بقت أكثر حرصاً نتيجة لأن المجتمع بقى متحفظ، ومش في المقابل معنى كده إنه تبقى عندي مشاهد مجانية، يعني مش معنى إن أنا المجتمع بقى محافظ فأنا بالضرورة الفن اللي بأقدمه لازم يبقى محافظ، لكن يعني برضو قلت ما تبقاش المشاهد مجانية، ممكن يبقى الشكل الفني، يعني فيلم عندنا زي "زوجتي في الكلب" ودا اتعمل في الستينات "زوجتي والكلب" الفيلم كان مشاهد ضعف اللي قدمته مدام إيناس..

إيناس الدغيدي: بكتير.

علا الشافعي: بس المشاهد فنياً ودرامياً موظفة جداً ومُحكَمة وعدت يعني ما حدش خدنا إن هو نقاش…

إيناس الدغيدي: وهنقول كده على "مذكرات مراهقة" بعد عشر سنين، أنا عايزه أرد على…

علا الشافعي: بس لأ ما هو الشكل الفني، هو دا فكر مدام إيناس، يعني أنت فنياً إزاي بتقدمي ده؟ يعني بتعمليه إزاي؟ فأنا فنياً أنا "زوجتي في الكلب" أنا ما حسيتش بابتذال، ما حسيتش إن أنا خوفت أو تضايقت.

إيناس الدغيدي: كان عصر مختلف ووقت مختلف من عشرين سنة، أكتر من عشرين سنة "زوجتي والكلب".

علا الشافعي: لأ، طب ok بما إنه هو بنفس منطق حضرتك العصر مختلف، إحنا دلوقتي المجتمع بقت طبيعته مختلفة..

إيناس الدغيدي: أيام "زوجتي والكلب" ما نزل كان عليه هجوم فظيع أنا فاكره، لأنه كنت لسه طالبة داخلة معهد السينما، كان عليه هجوم فظيع، كان ناجح جداً على مستوى النقد، وفاشل جداً على مستوى الجمهور، لأنه برضو ما كانوش قادرين يتخيلوا إنه المشاهد دي تتحط في الأفلام كده دلوقتي، وبعدين إحنا بنتكلم في أيه، إحنا عندنا في الستينات وفي السبعينات كان فيه أفلام عربي مصري أكتر جرأة مننا، كل الأفلام في السبعينات كانت أكثر جرأة مننا، إزاي إحنا بنتكلم في أيه؟ دا فيه أفلام كانت..

ليلى الشايب: هل يمكن أن تذكري لنا مشهد مثلاً اغتصاب أو.. أو

إيناس الدغيدي: هأدي لك مشاهد كتير، فيه فيلم.. آه طبعاً فيه كتير مشاهد فيه أفلام عملتها مديحة كامل وفيه أفلام..

ليلى الشايب: وهل مرت هكذا بهدوء؟

إيناس الدغيدي: ومرت بهدوء جداً، أنا عاوزة أقول لك حاجة، إحنا في السبعينات مش كنا بنمشي في الشوارع لابسين ميني جيب كلنا.. كلنا في مصر وفي لبنان وفي سوريا..

ليلى الشايب: تقول لكِ علا أنه فعلاً المجتمع تغير..

إيناس الدغيدي: كنا بنمشي.. أنا ليَّ بس رد على الأستاذ كمال الشيخ لأن طبعاً أنا بأحترم جداً الأستاذ كمال الشيخ وبأحبه ودا أستاذي وأنا اتعلمت معاه، أستاذ كمال الشيخ في رده هناك استسلام قد يكون هو استسلم، إنما أنا لن استسلم…

ليلى الشايب: لا.. لا.. لا..

إيناس الدغيدي: لا لا دا استسلام، أصل أنا النهارده لما أقول إن فيه تطرف وإنهِ أنا لازم..

ليلى الشايب: هذا تفسيرك الشخصي.. أنا قلت واقعي يتعامل مع الأمور بواقعية..

إيناس الدغيدي: لا.. لا ما أنا بأقول له.. ما أنا بأنقاشه هو معايا. هذا الاستسلام أنا لن أستسلم..

ليلى الشايب: والجمهور ومتغيرات المجتمع بواقعية..

إيناس الدغيدي: لا ما تغيرش مع المتغيرات اللي مش في صالح المجتمع، أتغير مع المتغيرات اللي مع المجتمع، لكن نحن نعلم أن هذا التطرف الديني ضد المجتمع وليس معه، فبالتالي لازم كلنا نقف صف واحد ضده، لأنه مش مع المجتمع، دا بيؤخرنا لورا 20 سنة، مش 20، 100 سنة، فإذن لازم كلنا نقف، لأنه التطرف الديني.. إحنا مش ضد الدين، إحنا كلنا..

ليلى الشايب: هذه.. هذه ثوابت يا.. القيم الدينية أليست ثوابت؟

إيناس الدغيدي: لا لا مش ثوابت، لأ ثوابت أيه؟ لا ترتضي.. طب انزلي البسي بقى الحجاب وأنا ألبس الحجاب ونغطي عينينا و.. لا لا..

ليلى الشايب: لا ليس عنف، ليس لهذه الدرجة هذه مسألة خيار واختيار شخصي وحر..

إيناس الدغيدي: لا ما هو دا المطلوب مننا، لا لا بُصي ليلى، إحنا نتكلم ما نمسكش العصاية من النص، إحنا النهار ده لو وافقنا على إنه هو هذه ثوابت لازم أنا أنزل ألبس البرقع والحجاب وأمشي في الشارع هو دي الثوابت، ما دام إحنا راضيين بهذا، لكن أنا لو ما ارتضيتش ما هو بيقول لك الحشمة واللبس والبتاع، إذن هيرجعونا 100 سنة ورا يبقى.. يبقى اللي إحنا كنا بنتكلم عليه هدى شعراوي اللي هي خدت حقوق المرأة نيجي النهارده كل دا نتنازل عنه مادام إحنا الثوابت بقينا إن إحنا أمام التطرف الديني وراضيين، لأ مش راضيين، لأ إحنا مش راضيين.

ليلى الشايب: العائلات عائلات محترمة يا إيناس..

إيناس الدغيدي: لأ، لا إحنا مش راضيين.. العائلات المحترمة، هناك فرق.. هناك فرق بين التدين والتطرف

ليلى الشايب: تدفعينني للكلام.. بسيطة جداً عائلات بسيطة جداً لا تريد ولم تعرف ظهر في مصر مفهوم جديد.

إيناس الدغيدي: لأ هناك فرق بين التدين والتطرف، التدين كلنا معاه، التحشم ممكن إننا..

ليلى الشايب: لا لا اسمحي لي.. اسمحوا لي الجمهور المصري جمهور كبير مختلف متنوع، إلى غير ذلك، ظهر مصطلح جديد ربما ضد توجهك أنتِ اسمحي لي بهذا الكلام يُدعى الأفلام النظيفة، وتذهب إليه العائلات وتشاهده عائلات يعني عائلات راقية جداً، ليس بالضرورة جُل الأفلام..

إيناس الدغيدي: هل الأفلام النظيفة اللي إحنا بنتكلم.. هل الأفلام النظيفة اللي إحنا.. عارفة ما هي الأفلام النظيفة؟ اسأليها اسأليها عن الأفلام النظيفة.

ليلى الشايب: لا أرجوك لا لا..

علا الشافعي: بس أنا لا أنتصر للسينما النظيفة أنا لا أنتصر.. وأنا معاها..

إيناس الدغيدي: بس، اسأليها عن.. اسأليها عن السينما النظيفة..

ليلى الشايب: كلمة أخيرة لو سمحت علا بسرعة.. بسرعة. ستقول.. ستقول تفضلي.

علا الشافعي: أنا لا أنتصر للسينما النظيفة لأن هي ضد الفن، لأن فكرة إن أنت بتحجمي الفن ودا أنا مش معاه، بس زي ما قلت لحضرتك وبأكرر تاني ممكن يبقى إحنا مدام إيناس نختلف معاها في الشكل اللي بتقدمه فنياً لا أكثر ولا أقل يعني دا.. أنا بأقول..

ليلى الشايب: لم نختلف منذ البداية.. إلى أي مدى هذا الشكل، الذي اخترتيه وتصرين عليه خدم ويُعتبر ضروري؟

إيناس الدغيدي: ضروري، لازم يبقى هناك اختلاف..

ليلى الشايب: ألا يمكن التعبير عن فكرة أو.. أو مشكلة في المجتمع بطريقة أقل مباشرة.

إيناس الدغيدي: يا مدام ليلى، لازم يكون هناك اختلاف، بُصي زي ما أنت بتقولي إن فيه ثوابت، أن هناك تطرف ديني فيه ثوابت أن هناك تحرر، لازم تؤمني بالاتنين. لازم تؤمني بالاتنين..

ليلى الشايب: لا لا لا أنت تحصرين الموضوع هنا..

إيناس الدغيدي: لو أنت.. أنت عاوزه تؤمني بـ.. أنت عاوزة تؤمني بالتطرف وما تؤمنيش بالتحرر وما تؤمنيش بـ..، لأ، لازم فيه تحرر طبعاً.

ليلى الشايب: لا لا لا أيضاً في هذه الاتهامات يا إيناس أنا لا أقول إن من يعترض عليك وعلى أعمالك وأفلامك هم فقط من المتطرفين الدينيين، هكذا حصرتي الموضوع.

إيناس الدغيدي: لا.. لا، القضايا اللي اترفعت من المتطرفين.

ليلى الشايب: كثيراً ما أقول ناس عاديين لديهم ثوابت وقيم يؤمنون بها ويخافون على أولادهم من تأثيرات معينة.

إيناس الدغيدي: القضايا اللي اترفعت.. لأ القضايا اللي اترفعت من متطرفين، القضايا اللي اترفعت من متطرفين.

ليلى الشايب: عندما أنت تأخذين مرجع الدش والفضائيات وتقولين: بما أنه يُسمح..

إيناس الدغيدي: لا..

ليلى الشايب: بمشاهدة ما يُبث على هذه الفضائيات وهذه الأطباق إذن لماذا لا نسمح؟ هذا كلام مردود..

إيناس الدغيدي: ما يسمحش دا غصب عننا، لا مش لا نسمح، أنا ما عنديش أنا ما أقدرش.. أنا ما أقدرش أوصل لهم في حاجة لأن أنا عندي رقابة وعندي مجتمع وعندي مليون حاجة.

ليلى الشايب: نعم، طيب.. طيب.. شكراً شكراً لك يا إيناس وآسفة إن كنا..

إيناس الدغيدي: لا.. لا، ما هو أنتو لازم تعملوا كده، ما هي دي محطة (الجزيرة) لازم يعني..

ليلى الشايب: طيب أخيراً ديانا في.. في بيروت أسألك سؤال أخير: هل تجدين فرقاً من توجيه الإخراج بين سيناريو يكتبه رجل وآخر تكتبه امرأة من حيث التعبير عن مشاكل المرأة أو من حيث الجرأة في تصوير مشاهد معينة في.. في فيلم أو أي عمل درامي؟ باختصار شديد يا ديانا.

ديانا جبور: التفريق الأول هو نابع من.. من موهبة.. نابع من موهبة الكاتب أو الكاتبة، هاي أولاً.

ثانياً: التفريق جاي من قدرته أو.. على قراءة واستقراء الواقع وعلى استشراف هذا.. مستقبل هذا الواقع، الشيء التاني خصوصيات أو التميزات، مثل ما بنقول إنه فيه أدب أميركا اللاتينية مثلاً هذا لا يعني أبداً أي حكم قيمة، هذا نوع، هلا بالأدب النسائي فيه أشكال ألوان، فيه امرأة تستطيع فعلاً أن تقرأ مشكلات المرأة، وفيه امرأة لا تستطيع أن تقرأ شيء على الإطلاق، فإذن القراءة النسوية لا تعني أي حكم قيمة للعمل، هلا فيه.. لكن بين مشكلتين بين موقفين متشابهين من زاويتي رؤية واحدتين لمرأة ورجل لاشك أن هناك اختلاف بالحساسية، اختلاف بالتفاصيل، اختلاف بالمعاناة أو بالمعايشة فهذا من.. من طبيعة الأمور، لكن بأعيد وأؤكد إنه هذا لا يعني حكم قيمة.

ليلى الشايب: طيب شكراً لك ديانا، شكراً لك ديانا من تعليق أخير على ما قالته إيناس، قالت كل شيء باختصار شاركتِ في عديد من البرامج ولا يزال لديك الكثير مما تقولين بمعنى أنه مشكلة بالفعل قضية.

إيناس الدغيدي: مشكلة..

ليلى الشايب: ليس بوسعنا مشاهدينا في نهاية هذه الحلقة سوى أن نشكر ضيفاتنا (المخرجة المصرية المعروفة) إيناس الدغيدي، و(الناقدة في مجلة الأهرام العربي) علا الشافعي، وفي بيروت نشكر ديانا جبور (القاصة وكاتبة السيناريو السورية).

ولن يفوتنا التوجه بالشكر إلى معدة البرنامج أسماء بن قادة وإلى كافة فريق برنامج (للنساء فقط)، وإلى أن نلقاكم في الحلقة المقبلة لكم منا التحية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.