الاقتصاد والناس

الفوسفات التونسي.. ثروة تبحث عن الطريق

سلط برنامج “الاقتصاد والناس” الضوء على الفوسفات بتونس طارحا السؤال: هل تجد هذه الثروة طريقها لصالح العباد والبلاد؟ ويشكو سكان الحوض المنجمي المنتج للفوسفات من البطالة وفقر التنمية والأضرار البيئية.

كانت تونس رابع أكبر منتج للفوسفات في العالم، إذ بلغ عام 2010 نحو 8.2 ملايين طن، لكنها تخلت عن هذا المركز وتراجع إنتاجها عام 2016 إلى 2.6 مليون طن، بخسائر تتجاوز ملياري دولار.

حين نقول الفوسفات، فهذا يعني منطقة الحوض المنجمي المنتج الرئيسي لهذه الثروة والواقع في الجنوب الغربي من البلاد، وتتشكل من معتمديات (مراكز) المتلوي والرديف وأم العرايس والمظيلة، التي تنضوي جميعها ضمن ولاية قفصة.

كاميرا برنامج "الاقتصاد والناس" خصصت حلقتها ليوم السبت (2017/1/28) للحديث عن أحوال هذه المنطقة التي عرفت احتجاجات عديدة تركزت حول التشغيل والتنمية، وكذلك التأثيرات الصحية والبيئية للفوسفات.

منذر العريبي والي قفصة وصف بعض الاحتجاجات المطلبية "بالشطط"، خاصة المطالب الواسعة بالتشغيل في شركة فوسفات قفصة.

66 مشروعا
لكن التنمية في الحوض المنجمي -كما يضيف- هي توجه حكومي منذ الثورة التونسية، إذ يجري تخصيص جزء من أرباح شركة الفوسفات لهذا الغرض.

وأضاف أنه "دون الإشعاع التنموي في البيئة المحيطة بالشركة لا يمكن لها أن تنجح"، مبينا أن هناك 66 مشروعا حكوميا كانت معطلة يجري تفعيلها.

يذكر أن البطالة في الحوض المنجمي المنتج لهذه المادة الحيوية هو الأعلى في تونس، وهنا يتحدث العديد من الناشطين في قفصة عن مطالب ملحة في التشغيل، ومنهم فرحات فجراوي الذي يقول إن منطقة المتلوي تشتمل على ثروة لا يتمتع بها الأهالي لا في التشغيل ولا الصحة.

من جانبه، قال الناشط علي الديناري "نحن نكره هذه الثروة ولا نعتبرها نعمة"، مبينا أن أهالي الحوض المنجمي يعاقبون جماعيا، هم وكل الكائنات الحية التي تتعايش معهم من حيوان ونبات.

ما بعد الفوسفات
ومضى الديناري يقول إن رئيس الحكومية وعد بأن القطار سيذهب ممتلئا بالفوسفات ويرجع بالتنمية، معتبرا هذا "مجرد كلام" إذ لا أحد يفكر في ما بعد الفوسفات حين ينضب، أما الآن فإن أمراض السرطان والعظام وغيرها هي التي تقول كلمتها.

من ناحيته، قال المدير المركزي لشركة الفوسفات طيب اليحياوي إن الإنتاج سيصل في غضون عامين إلى معدل ثمانية ملايين طن سنويا.

أما المشكلة البيئية فقال إنها تعود لخمسة أو ستة عقود، وسببها وجود معامل فوسفات وسط المدن، مبينا أن الدولة منذ التسعينيات وهي تخرج هذه المعامل وتستكمل الآن مهمتها.

أما والي قفصة العريبي فقال إن وزارة البيئة أنجزت دراسة حول تأثيرات المخرجات الصناعية على البيئة، وعلى أساس نتائج الدراسة سيجري رسم الخطط الصحية المستقبلية.