الاقتصاد والناس

التنقيب عن الذهب يجذب ملايين السودانيين

مصدر دخل مفاجئ غيّر حياة الكثير من السودانيين.. إنه التنقيب عن الذهب في السودان، وهو الموضوع الذي سلطت عليه الضوء حلقة 10/10/2015 من برنامج “الاقتصاد والناس”.

أكثر من مليون سوداني توجهوا للعمل في مجال البحث والتنقيب عن المعدن الأصفر (الذهب)، ورغم المشاكل التي يعانيها العاملون في هذا المجال، فإن بعضهم تحدث لحلقة 10/10/2015 من برنامج "الاقتصاد والناس" عن أن ظروفهم المعيشية تحسنت بعد أن زاد مدخولهم المالي، كما قلّت حدة الفقر والبطالة.

وفي عام 2014 أنتج السودان 71 طنا من الذهب، 20 طنا منها جاءت عبر التنقيب الأهلي. وبلغ وزن أكبر كتلة عرضها منقب أهلي للبيع نحو 20 كيلوغراما.

وشهد نشاط التعدين التقليدي في السودان ارتفاعا كبيرا، مما جعله موازيا لأنشطة الزراعة والري. كما أن الأنشطة المساندة للتعدين شهدت ازدهارا كبيرا واجتذبت أكثر من خمسة ملايين سوداني.

موسى عيسى، عامل آلة طحن تقليدية، يقول إنه اتجه للعمل في التعدين ووجده مربح جدا، وهو ما أكده أيضا خضر عبد الرحيم، منقب تقليدي، الذي قال إنه استفاد ماديا وزاد دخله.

بابكر عبد الوهاب، عضو اتحاد التعدين الأهلي بمحلية بربر، يؤكد من جهته أن حياة الناس تغيرت من الناحية المادية، كما أن مجال التعدين ساهم في التقليل من نسبة العاطلين عن العمل.

وبحسب مدير إدارة التعدين الأهلي بوزارة المعادن السودانية حسن سليمان فقد ساهم التعدين التقليدي بنسبة 90% من الإنتاج الكلي لذهب البلاد، وهي نسبة عالية جدا، وكشف أن الذهب ينتشر في معظم ولايات السودان، وهناك احتياطات ضخمة جدا يستفيد منها البلد.

لكن من جهة أخرى، يتعرض المنقبون الأهليون لمخاطر شتى خلال بحثهم عن الذهب في مناطق التعدين حيث يستخدمون وسائل بدائية وخطرة، كما أن حياتهم تكون عرضة للخطر، إذ يقضون الليالي الطويلة في الصحاري، فالكثير منهم قد يموت بالعطش، وآخرون من لدغات العقارب والأفاعي، في مناطق لا توجد فيها أية مرافق صحية.

ويقول أحد السودانيين الذي عمل- من دون جدوى- لثلاث سنوات في عمليات التنقيب، إنهم كثيرا ما كانوا يعثرون على جثث مواطنين، قضوا خلال بحثهم عن الذهب.

وما يزيد من خطورة عملية التنقيب هو أن المشاركين في التنقيب يستخدمون مادة الزئبق السامة في عملية الاستخلاص.

يذكر أن السودان أنشأ أول مصفاة للذهب عام 2011 بهدف تأهيل جودة المعدن وترقية جودته. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصفاة حوالي 150 طنا من الذهب سنويا و30 طنا من الفضة.

كما أن المصرف المركزي السوداني هو أكبر مشتر للذهب المكتشف من قبل المنقبين الأهليين.