الاقتصاد والناس - الفلاحون المصريون - صورة عامة
الاقتصاد والناس

مشاكل الفلاحين في مصر

تناقش الحلقة واقع ومستقبل الزراعة في مصر البلد الذي أقام حضارته لآلاف السنين بفؤوس الفلاحين. هل يمكن أن تتغير أحوال الفلاح المصري بعد ثورة يناير؟

– الزراعة المصرية والفقر
– النقابات المهنية الخاصة بالفلاحين
– ممارسات رموز النظام السابق
– أسباب الإنتاج الضعيف للفلاح المصري

أحمد بشتو
أحمد بشتو
 شريف فياض
 شريف فياض
محمود منصور
محمود منصور

أحمد بشتو: هل يمكن أن تتغير أحوال الفلاح المصري بعد ثورة يناير؟ إذا كانت الإجابة بنعم فلماذا لا نرى مؤشرات على هذا التغيير، بعد أقل من شهرين على قيام ثورة يوليو عام 1952 صدر قانون الإصلاح الزراعي الذي أعاد تقسيم الأراضي الزراعية بين كبار الملاك والفلاحين المعدمين، فصار الفلاح المصري مالكا لأرضه لأول مرة في تاريخه. خطوة كانت فارقة في تاريخ يوليو إذ بدأت عهدها بإصلاح حياة الفلاحين، أما واقع الفلاحين المصريين اليوم فيبدو صعباً أمام تلال من المشاكل منها الارتفاع المهول في أسعار مستلزمات الزراعة من بذور وأسمدة ومبيدات وغيرها لمستويات غير مسبوقة أضف إليها ارتفاع نسبة الفوائد البنكية ثم ظهرت لاحقا مشكلة مياه الري التي أصابت مساحات كبيرة ثم ظهور الأسمدة المسرطنة التي سيطر على سوقها رجال أعمال النظام السابق مما أصاب الفلاحين وأكباد المصريين في مقتل، مشاهدينا أهلا بكم إلى هذه الحلقة الجديدة من الاقتصاد والناس والتي نتابع فيها واقع ومستقبل الزراعة في مصر البلد الذي أقام حضارته لآلاف السنين بفؤوس الفلاحين حيث نتابع.


شعبان: الفلاح يعالج الأمر، ما فيش علاج العلاج في يد الدولة.


مواطن مصري: القرية بتآكل المدينة، دلوقت أصبح العملية أنت في القرية هنا تشتري كل حاجتك من السوبر ماركت.


مواطن مصري ثان: والرشاوى بدأت تنتشر في المجتمع الريفي اللي إحنا ما كناش نعرفها قبل كده.


مواطن مصري ثالث: كما نعلم ومعروف بالتاريخ أنه كان الفلاح المصري طول عمره له القيراط الخامس والعشرين يعني مالوش حاجة خالص.

الزراعة المصرية والفقر

أحمد بشتو: بعد ثورة يناير في مصر خرجت مظاهرات فئوية كثيرة وأضربت فئات كثيرة عن العمل أو احتجت إلا الفلاح المصري ظل متمسكاً بصبره التاريخي عل القادم يكون أفضل وتابعونا، نحن هنا نتحدث عن نصف سكان مصر البالغين 80 مليون إنسان فالفلاحون يمثلون 55% منهم، هؤلاء ترعى مصالحهم نحو 6500 جمعية وإتحاد تعاوني زراعي، الأعباء والديون البنكية المركبة والتي تصل ما بين 18 و 25% من أبرز المشاكل الفلاحين المصريين بسببها يوجد نحو ربع مليون فلاح مهددون بالسجن، أما أسعار مستلزمات الإنتاج فترتفع إلى ثلاثة أضعافها السابقة بسبب احتكارها وسوء توزيعها وظهور سوق سوداء تسيطر عليها، لكل هذه الأسباب لا تزيد مساحة الأراضي المزروعة في مصر عن 9 ملايين فدان فقط من أصل 237 مليون فدان هي إجمالي مساحة مصر الكلية ولا تساهم بالناتج القومي المصري إلا بسبعة عشر بالمائة فقط رغم أنها تستهلك نحو 80% من حصة مصر من المياه، مشاهدينا كل هذه الأرقام والنسب نترجمها إلى واقع ملموس في لقاءاتنا مع الفلاحين المصريين، السلام عليكم حج عذابي أنت تجهز هذه الأرض لأي زراعة؟


عذابي: لزراعة البرسيم إن شاء الله.


أحمد بشتو: طيب حتى زراعات البرسيم الآن لدى الفلاح هل تواجه مشاكل؟


عذابي: أيوه تواجه يا بيه، زراعة البرسيم عايزة أسمدة وعايزة سوبر وعايزة كيماوي عشان خاطر الزرع يطلع من الأرض هنا الأرض تبقى زرعتها ضعيفة لأنه ما فيش ميّة معين إحنا ما بنقدرش نمشي في الأرض ديه بسبب المواسير ديه.


أحمد بشتو: السماد الخاص بزراعة البرسيم متوافر أو أموره سهلة؟


عذابي: نشتريه من السوق السودة كله، مش متوفر حتى روحنا جمعية الزراعة عشان نجيب الكيماوي يقولوا النيل له ثلث المحصول بس يعني الكيماوي مثلا عندك الفدان له أربع شكاير عندنا أربع فداديين لينا 12 شيكارة قال لك، لك أربع شكاير بس على الأربع فداديين .


أحمد بشتو: طيب حج شعبان في هذه الحالة الفلاح كيف يعالج الأمر؟


شعبان: الفلاح يعالج الأمر ما فيش علاج العلاج في أيد الدولة، الدولة اللي تعالج المشكلة ديه مشكلة الأسمدة ومشكلة مياه الري ما فيش مياه ري عندنا الأرض النهاردة حورت، حورت من إيه من عدم مياه الري، خمس سنين ما فيش مياه ري خالص، نعتمد على الآبار المياه بتاع الآبار فيها ملوحة الملوحة مع الأسمدة بتبوظ الزرع ما بجيش زرع كويس.


أحمد بشتو: حج سعد أنت فلاح وضمن مشاكل الفلاحين الآن نقص المياه يعني حدثنا عن هذا النقص؟


سعد: أدى ميه، طب دي ترعة كانت في عهد من سنتين ثلاثة أربع سنين كانت الترعة دي ليها مواسم على خيرها وكان لينا حصة ميه كانت تغيب عشر أيام وتجينا خمسه، والعشر أيام كان فيهم خمسه اسمهم واطيين الواطيين كانت بتبقى ميتهم أكثر من دي، يعني الخمس أيام اللي يقولوا عنهم واطيين عند الحكومة، عند الري كانت أكثر من دي، المياه العالي دي كانت ألترعه دي بتبقى أخرها والنهارده الميه مش ميه .


أحمد بشتو: دكتور خليل أنت أستاذ في مركز البحوث الزراعية لماذا مشاكل الفلاح المصري لا تنتهي؟


خليل: مشاكل الفلاح المصري لا تنتهي لأنه ليس هناك دراسة جيدة لهذه المشاكل وليس هناك إرادة سياسية لحل مشاكل الفلاح.


أحمد بشتو: ماذا تعني بإرادة سياسية؟


خليل: أعني بالإرادة السياسية أن تكون هناك دراسات متكاملة وألا نأخذ من مشاكل الفلاح على أنها مشكلة فقط تخص الزراعة أو تخص وزارة بعينها فآفة الزراعة بمصر مثلا النماردة أنا بعتبرها من وجهة نظري الري ومشاكله.


أحمد بشتو: يعني هي مشاكل الري ومشاكل السماد هل هي مشاكل تعتقد أنها عصية على الحل؟


خليل: ليست مستعصية على الحل ولكن القرار المفروض، حينما يتخذ قرار يخص الفلاح لازم القرار يراعي البعد الثقافي للفلاح، البعد الاجتماعي له، البعد الاقتصادي ما يبقاش أنا بخد قرار وأنا قاعد بالمكتب أو على تقارير جيا لي وأنا ما نزلتش الميدان وبالتالي يبص الكلام كله يبقى في النهاية تصريحات في الصحف و بأرض الواقع ما ليهاش تنفيذ.


أحمد بشتو: حج محمد برغش هل الزراعة المصرية العمل فيها الآن يؤدي إلى الفقر وليس إلى الادخار مثلا؟


محمد برغش: أولا الزراعة في مصر زراعة نتيجتها إفقار، نتيجتها لا مؤاخذة عوائد لا تسمن ولا تغني من جوع، ولذلك أصبحت مهنة طاردة الترجمات على الأرض تحكي الواقع عندما تخفضت ميزانية وزارة الزراعة من حوالي 2 مليار لـ 500 مليون فتحقر شأن الزراعة والحيوان والدواجن وتحقر شأن كل شيء في الزراعة فأصبحت الزراعة مهنة طاردة، وإذا هانت عليك أرضك ستقارنها بمخرجات، إذا انعدمت المخرجات فضاعت الأرض ولذالك باعوا الأرض وتركوها، ويبيعونها ويتركوها ولذلك الفلاح في حاجة إلى منظومة تدافع عنه، الفلاح في حاجة إلى نقابة مهنية يصدر بها مرسوم بقانون من المشير محمد حسين طنطاوي حتى يتحقق للفلاح منظومة الأمن الاجتماعي.

النقابات المهنية الخاصة بالفلاحين


أحمد بشتو: هذا هو الغرض الذي تهدفون إليه الآن إنشاء نقابة مهنية خاصة بالفلاحين تدافع عن حقوقهم، هل هذه الكيانات كالنقابات يمكن بالفعل أن تؤدي دوراً فاعلاً؟


محمد برغش: لأنها ستكون كيان واحد فقط، لأنها نقابة مهنية وليست نقابة عمالية كما صدر عن وزارة العمل أخيرا، الآن أكثر من 20 نقابة عمالية الفلاح يملك وينتج لابد من نقابة مهنية تحقق له الأمن الاجتماعي تحقق له الأمن الاقتصادي، تستطيع أن تصدر له خريطة تصدر له وثيقة تؤمن حياته تؤمن دواجنه تؤمن مواشيه تؤمن زرعه تؤمن حياته، تجعله آمنا في سربه تجعله مطمئنا على عوائد النتائج الاقتصادية ابتاعته، ما لم تصدر وثيقة تأمين عن جميع مخاطر الزراعة المصرية فلن تصلح أحوال الزراعة في مصر.


أحمد بشتو: الدكتور شريف فياض الأستاذ المساعد في معهد بحوث الصحراء يجب أن ننوه أولا أن مسؤولي وزارة الزراعة المصرية رفضوا أو تكاسلوا عن الحديث والرد على كلام الفلاحين الوارد في هذه الحلقة لكن أنت دكتور ما الجروح التي يعاني منها الفلاحون والتي يمكن أن تضع يدك عليها؟


شريف فياض: جروح الفلاحين يمكن أن أحصرها في عدة قضايا أساسية قضية آلميه، عدم وجود كميات كافية من المياه خاصة في المناطق الأرضية الموجودة في نهاية الترع نمرة واحد، نمرة أثنين وبالتالي عشان كده بعض الفلاحين يعملوا ري بمياه الصرف الصحي، نمرة أثنين قضية الأراضي كثير من الفلاحين ما عندهومش حقوق ملكية وعقود إيجاريه خاصة بتحديد العلاقة بين المالك والمستأجر، قضية الأسمدة والمبيدات وخاصة أسعار الأسمدة زايدة بشكل كبير جداً واصلة إلى 200 جنيه للشكارة 50 كيلو، أربعه عقود التسليف الزراعي ومشاكل الفلاحين مع بنك التسليف أو بنك التمويل والائتمان الزراعي، هذه المشاكل الأساسية الذي يواجه منها الفلاح خاصة صغار الفلاحين منهم.

أحمد بشتو: هل يمكن حل هذه المشاكل خاصة أن معظمها ربما مرتبط برموز النظام السابق وممارساتهم من فساد وما إلى ذلك؟


شريف فياض: لكي يتم التخلص من هذه المشاكل لابد أن يكون هناك رؤيا جديدة لقطاع الزراعة بسياسات جديدة خالص لقطاع الزراعة حتى نستطيع أن إحنا نتخلص من هذه المشاكل، للأسف الشديد جداً أنه بعد ثورة 25 يناير قطاع الزراعة ما زال يمارس نفس السياسات بنفس الآليات بكثير من الوجوه السابقة في السياسات الزراعية، مثال لهذا أن إستراتيجية الزراعة المصرية خلال العشرين ثلاثين سنة الماضية لم يتم التغيير فيها ولا التطرق إليها وتغييرها، استثمارات الزراعة المحطوطة بالخطط الاستثمارية الخماسية لم يتم التطرق إليها وتغييرها، وبالتالي السياسات واضح أن هي هي، ما زال الاستمرار في سياسات الخصخصة، وما زال الاستمرار في سياسات العلاقة بين المالك والمستأجر، مازال الاستمرار هذه السياسات وبالتالي لابد أن نغير الرؤيا السياسية لقطاع الزراعة بشكل عام.


أحمد بشتو: الفلاحون يشتكون أن سياسات وزارة الزراعة في واد وواقعهم في واد آخر هل أنت مع هذا الرأي؟


شريف فياض: بطبيعة الحال ما يحدث في داخل وزارة الزراعة له علاقة كبيرة جدا في تطبيق الواقع، وذلك نتيجة أنه في فجوة ما بين الفلاح وبين وزارة الزراعة من خلال عدم وجود جهاز إرشاد زراعي قوي، نمرة اثنين عدم وجود تعاونيات ومؤسسات تعاونية حقيقية تمثل الفلاح بشكل تعاوني سواء كان..وبالتالي ومن هذا السبيل لا بد أن ينشأ اتحاد فلاحين لابد أن تنشأ نقابات تعاونية للفلاحين حتى نستطيع أن إحنا نتغلب على السياسات الزراعية السيئة أو نعمل سياسات لصالح المزارع ولصالح صغار المزارعين.

ممارسات رموز النظام السابق


أحمد بشتو: طيب دكتور من واقع تخصصك في بحوث الصحراء المستقبل الزراعي في مصر يمكن أن يضاف إليه مساحات جديدة مستزرعة من الصحراء مثلا؟


شريف فياض: سياسات وزارة الزراعة الحالية لم ولن يقوم بها القائمون عليها لأنهم معندهمش الرؤيا السياسية الزراعية الجديدة التي يمكن أن ياخدوها ويستخدموها للقضاء على مشاكل الفلاحين، أين هي رؤية وزارة الزراعة الجديدة؟ لا توجد رؤيا لوزارة الزراعة الجديدة، لم تطرح علينا أي سياسات جديدة سواء سياسة نقدية أو سياسة مالية في قطاع الزراعة المصري.


أحمد بشتو: دكتور شريف فياض الأستاذ المساعد في المركز المصري في بحوث الصحراء شكرا جزيلا لك.


شريف فياض: شكرا.


أحمد بشتو: ضمن الحالة الثورية المصرية ظهرت دعوات لإنشاء نقابات مهنية وأحزاب سياسية تدافع عن الفلاحين وتدفع عنهم الأذى فهي حل لمشاكل تاريخية نواصل بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

أحمد بشتو: تاريخ الحركة التعاونية الزراعية في مصر قديم إذ يعود لأكثر من 100 عام وتحديدا لعام 1908 أما الفلاحون المصريون فيشتكون من تعطل قانون التعاونيات الزراعية في البرلمان المصري منذ عام 1983 وحتى الآن وفي عام 1980 استولت الحكومة المصرية على أموال الفلاحين في الجمعيات التعاونية الزراعية التي قدرت وقتها بنحو ربع مليار جنيه أو نحو 200 مليار جنيه بأموال هذه الأيام مما أضاع على الفلاحين فرص الحياة الأفضل والإنتاج الأوفر، النتيجة أن مصر الآن تستورد نحو نصف حاجتها من القمح والزيوت والذرة وباقي الحبوب الأخرى. أما المشاريع الاستثمارية في النوباريا وتوشكا وشرق التفريعة فذهبت للمستثمرين ومنهم أجانب ولم يحصل الفلاحون المصريون مالكو هذه الأرض الأصليون على حقهم فيها، حقوق الفلاحين المصريين ضائعة حتى حقهم في الحصول على تأمين صحي غير موجود، لهذا تبدو الحاجة الآن أكثر إلحاحا بظهور كيانات سياسية واجتماعية تدافع عن حقوق الفلاحين ومعهم نواصل هذه الحلقة، حج السلام عليكم ، الفلاح المصري مشاكله الآن زادت عن الأزمان السابقة؟


فلاح مصري: آه زادت.


أحمد بشتو: كيف؟


فلاح مصري: صلي على النبي، في أرض محرومة من المستقى ما بجي هاش مي بحاري، يعني ترع تعدي على الترع اللي بره دي تلاقيها مردومة بتغذي كذا بلد مردومة خالص وطبعا أموال وبتاع بتند فع وما فيش لا مؤاخذة تروح تجيب شوال من جمعية ما فيش تروح تعمل الحاجة ما فيش.

أسباب الإنتاج الضعيف للفلاح المصري

أحمد بشتو: هل لهذا إنتاج الفلاح المصري الآن ضعيف؟


فلاح مصري: ضعيف قوي، أقل من الميه، من قلة الميه الميه البحار دي تضعف بالأرض إنما الميه اللي هي الميه البحاري بتصلح الأرض إنما المية المعن دي بتضعف الأرض.


أحمد بشتو: أسامة حتى الثروة الحيوانية التي يملكها الفلاح المصري تعاني من مشاكل كيف؟


أسامة: تعاني من مشاكل أولا إهمال الجندي المجهول اللي هو الفلاح، إهمال حقه في هذه البلد بيعود بالتالي على مشكلة الثروة الحيوانية يعني دلوقت ما فيش تدعيم للأعلاف ما فيش تدعيم لحق الفلاح في الزرع واخذ بال حضرتك، الكيماوي غالي، المئونة غالية، التقاوي غالية، في نوع من الإهمال المتعمد للفلاح وبالتالي ابتدأ الفلاح ينصرف عن الاهتمام بتربية المواشي.


أحمد بشتو: حج محمد هل بسبب تراكم مشاكل قطاع الزراعة في مصر صار هذا القطاع طارداً للشباب وليس جاذباً له؟


محمد: هو طرد الشباب للقيام بالعمل في الزراعة إن الزراعة أصبحت غير مجدية، الشاب ممكن يكون شاب متعلم ومثقف وداخل كلية زراعة عشان خاطر يستفيد من الدراسة إللي هو درسها ويصبح يطبق ده على الواقع ما بلقيش الجدوى اللي بتدي له الحياة الطيبة اللي يمكن يعيشها نتيجة الدخل الزراعي.


فلاح مصري آخر: دلوقت الفلاحين كلها والمزارعين بتهرب من الزراعة وبتبيع أراضيها وبتروح تعمل مشاريع ثانية لأنها مش عارفة تتماشى مع الأسعار الموجودة، والجو الموجود


أحمد بشتو: هل تعتقد أن الدولة تقف بجوار الفلاح أم تتناساه؟


فلاح مصري: والله يعني الدولة تقف بجوار الفلاح في حاجات كثير لكن في مشاكل عامة يعني مفروض أنها بنشاف لها حل جذري، خد بال حضرتك الدولة واقفة مع الفلاح بتدي له فلوس بتد يله قروض بتدي له بتدي له…بس الأسعار يعمل فيها إيه الفوائد بتاع القروض يعمل فيها إيه يعني الحاجات حضرتك ينشاف لها حل يريح الفلاح عشان ما يهجر أرضه.


فلاح مصري آخر: إحنا كنا الأول عندنا يعني كان في وعي ثقافي من الإرشاد، الحكومة النماردة تقاعست كلي وجزئي ولذلك أهدرت ألرقعه الزراعية، يعني أنا مثلا في القرية بتاعتي كان 1550 فدان النماردة لا يتعدوا 800 فدان من جانب البناء على الأراضي الزراعية وعدم طبعا إلمام الحكومة يقوم محضر يبقى يهد له حيطة أو عامود ويرجع يكملها تاني والرشاوى بدأت تنتشر في المجتمع الريفي اللي إحنا ما كنش نعرفها قبل كده حتى لو أنا روحت لمهندس زراعي أستشيره ألاقي مدير الجمعية فقط لا غير وموظف، الجمعية بتقدم خدمات إيه النماردة بتقدم شكارة الكيماوي بس فقط لا غير وبسعر السوق الإيه الحر.


أحمد بشتو: الأستاذ الدكتور محمود منصور عبد الفتاح أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة الأزهر ووكيل مؤسسي حزب التعاون والتنمية تحت التأسيس في أثناء إجراء حواراتنا مع الفلاحين المصريين قال لي أحد الشباب المزارعين أن الفلاح لا يجد أبداً من يدافع عنه الآن هل تعتقد أن البيئة صارت مواتية لوجود من سيدافع عن الفلاحين؟


محمود منصور عبد الفتاح: أكيد وطبعا بنقول آن الأوان لأنه حصل تغير في البيئة السياسية في مصر بعد الثورة كل الأبواب تفتحت وكل النوافذ تفتحت وزي ما شفت دي كانت ثورة شعبية شارك فيها مش أهل القاهرة ولا أهل ميدان التحرير لا دي كان كل المشاركة شعبية عامة من القرى ومن الأرياف والمحافظات المختلفة فده اللي فتح الأبواب والآمال والطموحات أمام مثل هذا الشاب الذي تحدث بصدق أن يكون له أن يتطلع أن يكون له من يمثله أن يتطلع أن يكون عنده من يعبر عن أمانيه وطموحاته ويدافع عن مصالحه.


أحمد بشتو: الفلاحون المصريون قد يتوقعون أن لديكم عصا سحرية لحل جميع مشاكلهم لكن ما أولوياتكم المقترحة أو المعتقدة حسب تصنيف هذه الأولويات أو ترتيبها؟


محمود منصور عبد الفتاح: طبعا لا توجد عصا سحرية بالمفهوم ده لكن إحنا عندنا طرحا موضوعيا للمشاكل التي يعاني منها الفلاح ودعني أقول لك أن إحنا لا نتحدث عن الفلاح بالمفهوم الضيق ولكن نتحدث عن قضية الريف بشكل عام وقضية الزراعة بشكل عام في المجتمع المصري نحن نعرف أنه أكثر من 50% من المصريين يعيشون في هذه المنظومة.


أحمد بشتو: لكن دكتور محمود الفلاح المصري يعني جبل على السكينة والاستكانة ومن ناحية أخرى هو فاقد الثقة منذ مئات السنين في الحكومات المركزية وفي المثقفين الذين يدافعون عنه هل تعتقد أنه في هذه الحالة يمكن أن يكون بجواركم أو يؤمن لكم؟


محمود منصور عبد الفتاح: هذا تحد أساسي وتحد هام جدا إذا كان بعض التنظيمات اللي هي نشأت أخيرا لابد أن أشير أولا أنها كلها تنظيمات نابعة من الريف يعني بما فيها حتى حزب التعاون وبالرغم أنني أشغل منصب أو مكانة الأستاذ الجامعي إلا أنني فلاح من قرية ولدي بطاقة حيازة وعلى اتصال بأهل الريف دائماً وأعمل حتى في شغلي المهني كأستاذ في قضايا الاقتصاد والتعاون الزراعي، الحقيقة كل الاتحاد والنقابة وكل الأشكال الأخرى هي من فلاحين يعيشون بالقرية أيضا واستفادوا من فوانيين الإصلاح الزراعي في بعض الأحيان وهم يعيشون يعني المآسي اليومية والمشاكل اليومية التي يعيش فيها الفلاح.


أحمد بشتو: مثلا قانون التعاونيات الزراعية، أموال الجمعيات الزراعية عليها مشاكل منذ ثلاثة عقود أو أكثر تقريبا هل ستكافحون كحزب ضد الحكومة ضد البرلمان لإعادة هذه المستحقات للفلاحين مرة أخرى؟


محمود منصور عبد الفتاح: قانون التعاون الزراعي أو القضية التعاونية بشكل عام، المجتمع تغير في الثمانينات بالافتتاح الاقتصادي وإعادة هيكلة الاقتصاد القومي إلى آخره وأصبح بدل ما كان مجتمع يعتبر التعاونيات أحد الأذرع الرئيسية في سياساته لتنفيذ خطة قومية وخطة تنموية إلى آخره انتقل الاهتمام إلى القطاع الخاص وأعطيت كل الامتيازات للقطاع الخاص وكان المتوقع أن يكون هناك توازن بين أشكال الملكية الثلاثة أو أشكال الاقتصاد الثلاثة، الحكومي أو القطاع العام والقطاع التعاوني والقطاع الخاص ولكن ما حدث أن أهدر القطاع الحكومي وجرى تفطيس إذا صح التعبير القطاع التعاوني وأعطيت كل المزايا للقطاع الخاص.


أحمد بشتو: الأستاذ الدكتور محمود منصور عبد الفتاح أستاذ الاقتصاد الزراعي ووكيل مؤسسي حزب التعاون والتنمية تحت التأسيس شكرا جزيلا لك.


محمود منصور عبد الفتاح: شكرا جزيلا.


أحمد بشتو: ثورة عام 1919 نجحت بالفلاحين وأول قرارات ثورة يوليو عام 1952 كانت لصالح الفلاحين، أما فلاحو هذه الأيام فما يزالون داخل الدائرة المفرغة ما بين كفاحهم لانتزاع حقوقهم وبين كفاحهم لتوفير الغذاء لباقي المصريين، من هذه البقعة الزراعية المصرية تقبلوا أطيب التحية من مخرج البرنامج صائب غازي ومني أحمد بشتو طابت أوقاتكم وإلى اللقاء.


محمد برغش: نحذر مصر ونحذر كل الدول العربية، القادم في إنتاج الغذاء أسوأ وأنكم مهما امتلكتم من النقود فإنكم لن تستطيعوا شراء الغذاء.