مجزرة غزة + موت الزرقاوي
كواليس

مجزرة غزة، الصورة في مقتل الزرقاوي

تتناول الحلقة من فلسطين مجزرة غزة، وهل سينجح الفلسطينيون في توظيف صورة المجازر الإسرائيلية إعلاميا؟ أم أن الطريق إلى وسائل الإعلام الدولية سيظل بعيد المنال؟

– التغطية الإعلامية لمجزرة شاطئ غزة
– تناول الإعلام الأميركي مقتل الزرقاوي

– مجموعة أخبار محلية وعالمية


undefined
فيروز زياني: أهلا بكم إلى هذه الحلقة الجديدة من برنامج كواليس، حفل الأسبوع الماضي بأحداث بارزة سياسية كانت أو اقتصادية أو حتى رياضية، من هذه الأحداث خرجت إلى العالم صور قد لا تُمحى من الذاكرة قبل زمن طويل، الحال هي هكذا مع مشهد المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، الطفلة هدي غالية ذات السنوات العشر هي الناجية الوحيدة من عائلة كان ذنبها الوحيد أنها أرادت أن تنعم مثل كل عائلات العالم بفرصة الاستجمام على شاطئ البحر، لكن القصف الإسرائيلي خطف منها الوالد والأم والأشقاء الثلاثة، كما فعل الجرم ذاته مع أفراد عائلة أخرى، لكن المجزرة الإسرائيلية ليست الأولى في حق الشعب الفلسطيني ومعها يعود السؤال ككل مرة.. هل سينجح الفلسطينيون في توظيف صورة المجازر الإسرائيلية إعلاميا أم أن الطريق إلى وسائل الإعلام الدولية سيظل بعيد المنال عن غير الإسرائيليين؟

التغطية الإعلامية لمجزرة شاطئ غزة

[تقرير مسجل]

شيرين أبو عاقلة: محمد الدرة وهدى غالية طفلان فلسطينيان تحولا إلى رمزين يجسدان حجم المعاناة التي يعيشها الفلسطيني تحت ظلم الاحتلال، الأول فقد حياته وفقدت الثانية أفراد عائلتها ولكن ما فائدة التصوير إذا كان العالم لا يرى وإذا رأى لا يتحرك، إشكالية حقيقية أمام الفلسطينيين الذين يملكون قضية تعبر عنها صورة قوية ومع ذلك فأنها غير قادرة على التأثير على صناع القرار في العالم.

ناصر عبد الجواد- منتج لتليفزيون أجنبي: لو أنه هدى إسرائيلية لكانت كل صور العائلة موجودة في اليوم الثاني في كل الصحف، هناك (Team) فريق كامل إسرائيلي يبحث عن كل الصور وسوف يأتينا وتكون الصفحة الأولى صور لكامل العائلة، عندنا هناك تقصير في العمل الصحفي.

شيرين أبو عاقلة: فالشخصنة كما يرى المطلعون هي أبرز العناصر التي تفتقر إليها القصة الفلسطينية، فأولئك الجرحى وحتى الشهداء يتداولون كأعداد في نشرات الأخبار دون الخوض في التفاصيل الإنسانية في حياتهم، حتى أن الفاعل بالنسبة للمشاهد الغربي قد يكون مجهولا، الأمر يزداد تعقيدا في ظل وجود قوة سياسية إسرائيلية قادرة على تسويق رسالتها الإعلامية.

نشأت الأقطش- أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت: الجماهير الغربية لا تعرف مَن يقتل مَن؟ هي تتذكر أنه في (Suicide bombers)، في فلسطينيين انتحاريين بيفجروا حالهم بتل أبيب، هذه الصورة اللي ذاكرينها لأنه استطاع الإعلام الإسرائيلي أن يستثمر جيدا في حجم.. في نقل هذه الصور وترسيخها في ذهن الجمهور الغربي.

شيرين أبو عاقلة: فإسرائيل التي أدركت أهمية الإعلام صورت هجماتها ضد الفلسطينيين على أنها دفاع عن النفس وكثيرا ما استغلت صور الفلسطينيين لإعطاء صورة نمطية مغلوطة عنهم.

محمد دراغمة- محلل وصحفي يعمل في وكالة الأسوشيتد برس: الفلسطينيين لم يراكموا خبرة ولازالوا لديهم تجربة أكثر فصائلية والتجربة الفصائلية بعيدة عن الحرفية، لديها اعتبارات سياسية وعاطفية وهذه ثغرة كبيرة، لذلك نرى مثلا الصورة التي تتكرر في مظاهرات الفلسطينيين صور المسلحين المقنعين، هذه الصورة لو كان هنالك محترفون خلفها لما ظهرت لأنها تعطى انطباعات بالغة السلبية في الغرب.

شيرين أبو عاقلة: وفوق كل ذلك تملك إسرائيل القوة الفعلية على الأرض، فقواتها قادرة على منع المصورين من التحرك بحرية وطالما تعرضت الطواقم الصحفية لاعتداءات وحجبت بطاقات الصحافة عن الفلسطينيين منهم حتى شلت حركتهم، هنا صورة قوية لا تحتاج إلى تعليق، لكنها غالبا ما تبقى هنا في إطار الإعلام العربي الذي يخاطب المشاهد العربي وإذا تمكنت من الوصول إلى الغرب ستجد آلة سياسية وإعلامية جاهزة لإيجاد مبررات، شيرين أبو عاقلة، الجزيرة لبرنامج كواليس، رام الله المحتلة.

فيروز زياني: ومعنا من غزة الدكتور جهاد حمد رئيس مركز الاستطلاعات والدراسات الاستراتيجية المستقلة، دكتور جهاد يعني بعد مجزرة شاطئ غزة ما هي الاستراتيجية الإعلامية للتعامل مع مثل هذه الأحداث إن كانت فعلا هناك استراتيجية لدى الساسة الفلسطينيين؟

"
وسائل الإعلام العربية لم يحرك ساكنا إلا بعض قليل منها ولم توظف وسائل الإعلام بالطريقة الصحيحة لتغطية مجزرة غزة ومن هنا أجد أنه لا توجد إستراتيجية واضحة على صعيد الإعلام العربي
"
               جهاد حمد

جهاد حمد- رئيس مركز الاستطلاعات والدراسات الاستراتيجية المستقلة: الحقيقية أو بداية أنا أريد أن أؤكد أن الصورة كانت أقوى من كل العبارات والكلمات، الصورة التي تم بثها بشكل مباشر للطفلة هدى غالية كانت أقوى من كل حتى خلينا العبارات والتعبيرات والتحليلات ولكن الخلل الذي تقع به وسائل الإعلام وخصوصا وسائل الإعلام المحلية وأيضا البعض من وسائل الإعلام العربية أنها لا توظف مثل هذه الصور والأحداث من أجل خدمة القضية الفلسطينية، بعكس ما تقوم به الإعلام المضاد من قبل إسرائيل ومحاولة التشكيك في مثل هذه الصور والأحداث التي هي أقوى من كل العبارات كما تحدثت سابقاً، يعني لو قارنا بين صورة الطفلة التي تم حرق قريتها في فيتنام على سبيل المثال عندما احتلت أميركا فيتنام وخرجت هذه الطفلة أمام الكاميرات الأميركية لقارنا.. لو قارناها بين مثل هذه الصورة لنجد أن المفارقة كبيرة جداً لدرجة أن الصورة للطفلة الفيتنامية عندما احترقت قريتها هزت الولايات المتحدة الأميركية وقامت الدنيا رأساً على عقب لدرجة أن انسحبت الولايات المتحدة الأميركية وكانت هناك ردود فعل قوية، بينما الطفلة هدى غالية وما أثر على الواقع العربي.. وسائل الإعلام العربية لم تحرك ساكنة إلا البعض منها ولم توظفها بالطريقة الصحيحة ومن هنا أجد بأنه لا يوجد هناك إستراتيجية واضحة قوية على صعيد العالم العربي.

فيروز زياني: دكتور جهاد يعني ما نسمعه من محاولات إسرائيلية للتشكيك في مسؤولية الجانب الإسرائيلي عن المجزرة، باعتقادك هل يمكن أن تكون هي التي أربكت التحرك السياسي والإعلامي من الجانب الفلسطيني لتوظيف الصورة لصالحه؟

جهاد حمد: أنا للحقيقة يعني الوضع الإعلامي والموقف الإسرائيلي وقدرة الإعلام الإسرائيلي هو جزء لا يتجزأ من حالة الصراع الموجودة إن كان بالجانب السياسي أو الجانب الاقتصادي وأيضاً الإعلامي لأنه جزء لا يتجزأ من المعادلة، إسرائيل تمثل الطرف الأقوى على كل المستويات وهذا للأسف، نحن لم نصل إلى المرحلة التي نتصدى بها كطرف قوي وبالتالي إعلامنا أضعف، الإعلام الإسرائيلي يحاول أن يستغل كل الثغرات ويشكك في الصورة وبالتالي أثر.. ومن هنا أثر على الموقف السياسي الفلسطيني بعملية الاستغلال لهذه أو التوظيف لهذه الصور الحية التي كنا نشاهدها للمجزرة التي حدثت على شاطئ غزة.. هذا من جهة ومن جهة أخرى أيضاً..

فيروز زياني: وبالتالي لماذا تنجح إسرائيل باعتقادك في تحريك وسائل الإعلام للتعاطف معها عقب العمليات الفدائية مثلاً فيما يفشل الفلسطينيون في ذلك؟

جهاد حمد: بداية طبيعة موازين القوة هي لصالح إسرائيل، إسرائيل عالمياً مع الأسف تحتل.. في الصدارة بمسألة الإعلام لأن حتى الإعلام الأميركي والإعلام الغربي جزء منه الذي يسيطر عليه الحركة الصهيونية وقدرة اليهود في السيطرة على الإعلام كما هو معلوم عند الجميع، هذا جانب وجانب آخر أن إسرائيل تستغل الظروف.. ظرف الإعلامي الفلسطيني أو الإعلام العربي بطريقة أنه مثلاً تحضر صور لضرب الصواريخ وكأننا نحن في حالة حرب والقدرة الفلسطينية توازي القدرة الإسرائيلية وهذا مع الأسف هذا خطأ إستراتيجي وأيضاً تكتيكي من قبل الإعلام المحلي والإعلام العربي، يجب علينا أن نركز على الصورة الإنسانية للمأساة التي يعيشها الإنسان الفلسطيني وللمجتمع الفلسطيني وأيضاً جانب آخر أن إسرائيل أيضاً عندها أدوات متطورة وتكنولوجيا متطورة لدرجة أنها تحجز في أقمار صناعية وتؤثر على الإعلام الأميركي وتبث بأقمار واسعة وهذا أيضاً.. يعني نحن يعني يجب علينا أن لا نغالي كثيراً جداً وكأنه الإعلام الفلسطيني عنده المقدرة، طيب ما إحنا عارفين إنه الإعلام الفلسطيني على سبيل المثال قد إيش المساحة اللي يقدر يغطيها، لا يستطيع أن يغطي أكثر من بعض الناطق إن كان على الصعيد المحلي وأيضاً هناك الفقر وعدم المقدرة في الأدوات الموجودة في الإعلام الفلسطيني وبعض الفضائيات والإعلام العربي.

فيروز زياني: دكتور جهاد ماذا عن الوضع الداخلي؟ ألا يُخشى مثلاً من أن تؤدي الخلافات الحاصلة الآن بين حماس وفتح إلى تهميش هذه القضية وعدم تكريس الجهد اللازم لإيصالها بصورة صحيحة إلى العالم؟

جهاد حمد: أنا أتفق إلى حد ما أن الوضع الداخلي هو مأزوم، يعني أنا بدي أؤكد أن المجتمع الفلسطيني والشخصية الفلسطينية هي شخصية مأزومة، مأزومة لأنه خرجت من استعمار لاستعمار لاحتلال ومن ثم وجود صراع بين السلطات في واقع فلسطيني في منطقة جغرافية صغيرة جداً، إذاً تركيبة الشخصية الفلسطينية هي شخصية مأزومة وبالتالي إفرازات ونتائج لهذه الشخصية من نظام سياسي ونظام اقتصادي وإعلامي ستكون مأزومة وبالتالي نعم أنا أتفق معكي أن الصراع الداخلي أثر بشكل كبير جداً على حقيقة الصورة التي توجد عند الفلسطينيين وعن الواقع والمجتمع الفلسطيني وحالة الخنق الاقتصادي والأزمات النفسية والاجتماعية التي يعاني منها المواطن والإنسان والمجتمع بشكل عام المحلي والفلسطيني وهذا جزء من المشاكل، الأدوات الموجودة أدوات إلى حد ما ضعيفة وغيرها.

فيروز زياني: دكتور جهاد حمد رئيس مركز الاستطلاعات والدراسات الإستراتيجية المستقلة من غزة شكراً جزيلاً لك، صورة أخرى شدت إليها الأنظار الأسبوع الماضي، إنها صورة أبو مصعب الزرقاوي الذي قُتل في غارة أميركية بد ملاحقة طويلة، الحدث فرض على معظم القنوات التلفزيونية قطع بثها فور تناهي الخبر إليها، في البداية كان البحث عن تأكيد الخبر ثم كان الانتقال إلى التحقيق في ظروف مقتل أكثر المطلوبين في العراق قبل أن تفرز المساحات واسعة لتحليل أبعاد غياب الرجل عن الساحة.

نوري المالكي- رئيس الوزراء العراقي: اليوم لقد تم القضاء على الزرقاوي.

تناول الإعلام الأميركي مقتل الزرقاوي

[تقر ير مسجل]

"
سلاح الصورة لا يقل أهمية عن الأسلحة الثقيلة لقوات التحالف التي دخلت حرب العراق
"
              تقرير مسجل

مريم أوباييش: التصريحات لم تعد تكفي كي تصدَّق، لابد من صور تدعم الأقوال وتعطي المصداقية لأفعال الجيش الأميركي الذي اهتزت صورته أكثر من مرة في أرض الرافدين، سلاح الصورة لا يقل أهمية عن الأسلحة الثقيلة لقوات التحالف التي دخلت حرب العراق ولا تدري متى وكيف تخرج منها، زرقاوي مقتول.. صورة ضرورية لتأكيد مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق ولأن مصداقية الجيش الأميركي في العالمين العربي والإسلامي في الدرك الأسفل منذ حرب أفغانستان إلى خروقات حرب العراق باتت الصورة جزء من مساحيق تحسين السمعة السيئة، سمعة توجتها بينات عسكرية خاطئة وإعلان فتح تحقيقات بدون نتائج عن انتهاكات يحلو للأميركيين تسميتها بحوادث، فضيحة أبو غريب حادث ومجزرة حديثة حادث وما خفي من حوادث لم تصوَّر أو تصل أخبارها قاعات التحرير أعظم، انتظر العالم فترة قبل أن يعرف أن 24 مدنياً عراقياً بينهم نساء وأطفال قُتلوا في بلدة حديثة على يد جنود من المارينز أرادوا الانتقام لمقتل زميل لهم،

قالوا في تقريرهم إن الضحايا إرهابيون قُتلوا خلال عملية عسكرية ثم استيقظ العالم على حقيقة مغايرة، ما جرى في حديثة كان مجزرة اقترفها جنود أميركيون، فضيحة تلو الأخرى وحقيقة أمر من سابقتها ومن نفس الكأس التي سقت بها أميركا الرأي العام الدولي شربت وتشرب، كل شيء كان مدروسا عندما اُستدعيت وسائل الإعلام إلى المشرحة المؤقتة في مطار بغداد الدولي في 25 من يوليو 2003، عُرضت جثتا نجلي الرئيس العراقي السابق صدام حسين عدي وقصي أمام كاميرات العالم بعد يوم من مقتلهما خلال معركة في الموصل، هذا ما قيل رسميا، درجة التشكيك الكبيرة بما يقوم به الأميركيون دفعت بهم إلى تقديم أكثر من دليل مادي لإقناع الصحفيين بأن الجثتين هما فعلا لعدي وقصي، صورة أشعة قديمة لأسنان الضحيتين وقطعة معدنية انتزعت من الرجل اليسرى لعدي كل العراقيين على علم بوجودها منذ أن تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة أيام حكم والده، رسالة الأميركيين المزدوجة من خلال تلك الخطوة كانت إقناع العراقيين بأن الرجلين قُتلا خلال معركة ولم يتم اغتيالهما وبأنه لا جدوى من رفع السلاح في وجه الأميركيين، الجمهور المستهدف بالطبع الجماعات المسلحة، رسالة مرئية أخرى بعث بها الأميركيون في 14 ديسمبر 2003، لم يكن اعتباطيا توزيع تسجيلا للرئيس العراقي السابق صدام حسين بعد اعتقاله، الرئيس المولع بالنظافة ظهر في شكل مشرد بين يدي طبيب عسكري أميركي، أراد الأميركيون إهانته أمام الملأ وأرادوا إجهاض حلم البعثيين بعودة الرفيق القائد إلى سدة الحكم، أصوات صامتة ذكرت حينها أن بث تلك الصور مناف لاتفاقية لجنيف لحقوق الأسرى، اتفاقية تعرف بنودها تماما واشنطن لكن فقط عندما تكون الأدوار معكوسة، كان ذلك قبل سقوط بغداد وخلال استمرار المعارك في جنوب العراق، مسؤول البنتاجون بنفسه اعتبر التسجيل مخالف لبنود اتفاقية جنيف.

دونالد رامسفيلد: إن عرض صور أسرى حرب بطريقة مهينة لهم هو عمل مناهض لاتفاقية جنيف، هذا كل ما أعلمه.

مريم أوباييش: يتذكرون ويتناسون كيفما شاؤوا، يعتنقون مبدأ كل الأسلحة مباحة في زمن الحروب بما فيها الصورة ويتعنتون في عدم استلهام العبر من انقلاب سحر الصورة عليهم، فلاشات (Propaganda) الجيش الأميركي في بلاد أسلحة الدمار الشامل الكاذبة.

فيروز زياني: ومعنا من واشنطن تيموثي بورغر مراسل مجلة تايم ماغازين في واشنطن، سيد برغور عرض صورة الزرقاوي والحديث بإسهاب عن تفاصيل مقتله وعن إرسال عينات من جسده إلى أميركا واستقدام أخصائيين من الخارج لتشريح جثته، هل القوات الأميركية بحاجة إلى كل هذا حتى يصدق العالم أن الزرقاوي قد مات؟

تيموثي بورغر- مراسل مجلة تايم ماغازين في واشنطن: كما تعملون في الحرب وأيضا في الشرق الأوسط بشكل عام هناك الكثير من الإشاعات والناس أحيانا لا يصدقون الحقيقة وأحيانا لا يعرفون الحقيقة وكان هناك محاولة لضمان أن ما من أي غموض بأنه مات وأنهم قد قتلوا الشخص ذاته وكان هناك إشاعات بأنه ربما ضُرب أو أُطلقت عليه النار بعد التفجير، أرادوا أيضا أن يضعوا حدا لهذه الإشاعات بنشر التفاصيل بعد عملية التشريح وممكن أن يكون هناك تفجير وأن يُقتل الشخص الخطأ، فقد كان هناك حالة غريبة في الولايات المتحدة حيث كان هناك حادث سيارة واختلطت الضحايا وأقاموا جنازة للشخص الخطأ بينما هو كان في غيبوبة وكان على قيد الحياة، تماما مثل ما عملوا مع ابني صدام حسين بعد قتلهما.

فيروز زياني: نعم لكن هل تعتقد أن غياب الزرقاوي عن دائرة التغطية الإعلامية سيخدم استراتيجيات واشنطن في حرب العراق أو في الحرب على ما تسميه الإرهاب؟

تيموثي بورغر: بالتأكيد هذا يساعد ولكن هو أهم الذي يجري من الآن فصاعدا، مهم أن نزيل شخصا كهذا من الساحة ولكن ما الذي يحدث الآن في حركة التمرد بالنسبة للمقاتلين الأجانب الذين يدخلون والإسلاميين المتطرفين والمحليين العراقيين الذين يؤمنون أنهم يقاتلون من أجل بلدهم وأيضا العنصر الإجرامي، إذاً فالأمر يعتمد على ما الذي يجري الآن على مستوى العنف أن تتشكل الحكومة وأن تقف على رجليها، هذا أكثر أهمية من مجرد إزالة مجرم من الصورة رغم أن هذا بحد ذاته حدثا مهم.

فيروز زياني: عرض صورة الزرقاوي سيد بورغر وقبل ذلك مشهد اعتقال صدام وصور نجليها القتيلين عدي وقصي ألا يتسبب في حصول أثر عكسي وهو التعاطف مع هذه الرموز بدلا من التحمس للنجاح الأميركي؟

تيموثي بورغر: أعتقد أن هذه هي الصورة، فهؤلاء أناس قُتلوا في صراع عسكري بشكل أساسي وحسب كل الأدلة المتوفرة كانوا أناس مثيرون للاشمئزاز وأعتقد أن الناس سعيدون لرؤيتهم قد اختفوا، كل مرة يموت إنسان هذا بشكل واضح قضية محزنة وأحيانا تكون ضرورية سواء كانت في حالة حرب أو في حالة جريمة ما ولكني أعتقد أن هناك من يظن على كل حال أن وضع هذه الصور علنا ربما يكون وسيلة تجميد للمتطرفين، هذا جدل سمعته من بعض الخبراء ولكن أعتقد أنها كنهاية فاصل فالزرقاوي الآن اختفى ونحن الآن بصدد مواجهة المشكلة القادمة.

فيروز زياني: تيموثي بورغر مراسل مجلة تايم ماغازين من واشنطن شكرا جزيلا لك، أما الآن مشاهدينا فإلى فاصل قصير نعود بعده لمتابعة بقية فقرات برنامج كواليس.

[فاصل إعلاني]

فيروز زياني: أهلا بكم من جديد، زمن الصحافة المطبوعة بدأ يسارع الخطة نحو الماضي، الزمن الآن هو لصحافة المواطن وما تحدثه من ثورة في دنيا الإعلام، هذه إحدى أبرز الاستنتاجات التي أثارها أكثر من 1700 شخص خلال المؤتمر التاسع والخمسين للصحافة العالمية الذي استضافته موسكو الأسبوع الماضي، لكن القضايا الحالية لم تمنع زوار العاصمة الروسية من توجيه أشد الانتقادات إلى الرئيس فلاديمير بوتين بسبب واقع حرية التعبير في بلاده.

[تقرير مسجل]

عمرو عبد الحميد: بهدف الاستماع إلى هموم وقضايا صاحبة الجلالة جاء زعيم الكرملن، غير أن القائمين على المؤتمر العالمي للصحافة جعلوا من حرية الكلمة في روسيا القضية الأبرز في جلسته الافتتاحية فكان من نصيب بوتين الاستماع إلى انتقادات حادة حول تلك القضية.

غيفين أوريللي – رئيس رابطة الصحافيين الدولية: نحن نعلم أن هناك فروقات منطقية وتأريخية، لكننا نؤمن بحق حرية الصحافة وحرية الصحفيين.

عمرو عبد الحميد: ولم يقتصر انتقاد بوتين على ذلك الحد إذ اندفع شبان من حزب بلجيكي روسي إلى الهتاف منددين بما سموه حكم بوتين البوليسي، رجال الأمن أنهوا الأمر بطريقتهم، فيما رد بوتين على المنتقدين والمحتجين بطريقته.

فلاديمير بوتين – الرئيس الروسي: في هذه القاعة التي كانت مخصصة لاجتماعات الحزب الشيوعي نلتقي اليوم لنناقش قضية حرية الكلمة، مَن كان يتصور ذلك ممكنا قبل عشرين عاما.

عمرو عبد الحميد: رد حمل رغبة في أن ينظر ضيوف موسكو إليها كما في شعار المؤتمر، روسيا خارج القوالب الجامدة، حتى قبيل انعقاد هذا المؤتمر توقع فريق الكرملن انتقادات حادة بشأن التضييق على وسائل الإعلام في روسيا، لكن الفريق اعتمد على نجاح موسكو في استضافة المؤتمر كخطوة قد تخفف مستقبلا من حدة تلك الانتقادات وبينما ركزت رابطة الصحفيين العالمية على إدراج روسيا ضمن الدول التي تنتهك حرية الكلمة تسائل البعض عن إغفال الجرائم التي اُرتكبت بحق الصحفيين في بلدان أخرى.

أديب السيد – رئيس رابطة الصحفيين الأجانب في روسيا: خلق التقرير انطباع بأنه هناك في تركيز على بعض المناطق التي يتم حقيقة فيها تطاول على حقوق الصحافة وعلى نشاط الصحفيين ويتم فرض قيود في هذا المجال ولكنه في الوقت نفسه يتجاهل انتهاك حقوق الصحفيين على سبيل المثال في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

عمرو عبد الحميد: حضور الصحفي الإيراني المعارض أكبر غانجي شكَّل حدثا بارزا في يوميات المؤتمر الذي كرَّم غانجي لمنحه ريشة الحرية الذهبية، أما الندوات التي شارك فيها أكثر من ألف وسبعمائة صحفي فقد تنوعت قضاياها بدء من آخر التقنيات الحديثة في مجال العمل الصحفي مرورا بمستقبل الصحف والمجلات في ظل ثورة الإنترنت وانتهاء بقضية نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم وهي القضية التي حظيت مناقشتها بأكبر عدد من الحضور، عمرو عبد الحميد لبرنامج كواليس، الجزيرة، من موسكو.

مجموعة أخبار محلية وعالمية

فيروز زياني: الآن نتوقف مشاهدينا مع هذه الجولة السريعة مع آخر أخبار الإعلام وجديد الصحافة في العالم.

[تقرير مسجل]

زياد طروش: أقرّت لجنة في مجلس الشعب المصري مشروع قانون لمكافحة الشائعات وينص مشروع القانون على معاقبة كل شخص يثبت أنه وراء صنع أو ترويج شائعات بالحبس أو بغرامة مالية ويخشى الوسط الإعلامي من أن يؤدي هذا القانون إلى فرض مزيد من القيود على حرية التعبير.

منعت محكمة كندية وسائل الإعلام من تغطية إجراءات محاكمة سبعة عشر عنصرا يشتبه في ضلوعهم في محاولة شن هجمات إرهابية ضد أهداف في كندا واعتبر محامو المتهمين أن منع التغطية الإعلامية لسير المحاكمة لا يتيح الفرصة لإجراء محاكمة عادلة لموكليهم وأوضحوا أن الجمهور لم ير إلى غاية صدور هذا القرار سوى ما تريد الشرطة إظهاره عبر تسريبات في الصحافة.

قدمت وكالة أسوشيتد برس للأنباء شكوى رسمة إلى الحكومة الأسترالية احتجاجا على إساءة معاملة أحد صحافييها من قبل قوات حفظ السلام الأسترالية في تيمور الشرقية وكان مراسل الوكالة جوزيه بيلو قد احتجز قبل أيام في العاصمة بيلي لمدة أربع ساعات بعد أن شوهد يجري اتصالات هاتفية ولقاءات في منطقة وقعت بها اضطرابات

قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم غلق سقف ملعب فرانكفورت خلال المباريات التي تقام بعد الظهر في مونديال ألمانيا وذلك لتحسين جودة النقل التلفزيوني واعترف مسؤولون الفيفا بأن الصور التي بثت من ملعبي فرانكفورت وغليسن كيرشين لم تكن جيدة في إشارة إلى مناطق الظل الكبيرة التي ظهرت على الملعبين خلال المباريتين الأوليين.

وافق مجلس النواب الأميركي على مشروع قانون يرفع الحد الأقصى للغرامة المالية التي تفرَض على بث المسلسلات التلفزيونية غير المحتشمة عشرة أضعاف لتصل إلى ثلاثمائة وخمسة وعشرين ألف دولار وكان عدة مجموعات ضغط قد نشطت في الفترة الأخيرة من أجل تطبيق عقوبات أشد بحق الشبكات التلفزيونية التي لا تراعي المعايير الأخلاقية في برامجها.

فيروز زياني: وصلنا مشاهدينا إلى ختام حلقة هذا الأسبوع من برنامج كواليس، بإمكانكم دائما التواصل معنا عبر بريدنا الإلكتروني kawalees@aljazeera.net، تحية من كل فريق البرنامج والسلام عليكم.