الواقع العربي

التطبيع مع إسرائيل في نسخته الرياضية

سلط برنامج “الواقع العربي” الضوء على التطبيع مع إسرائيل، ومن ذلك التطبيع الرياضي الذي تحاول ترويجه أنظمة عربية، بينما تسجل الساحات الرياضية رفضا غالبا لمشاركة اللاعبين العرب نظراء إسرائيليين.

لا تفتأ إسرائيل تكرر محاولاتها المستميتة لتطبيع علاقاتها مع الدول العربية على كل المستويات وبشتى الطرق، ومن بينها الرياضة. لكن الاستطلاعات تفيد أن التطبيع برمته مرفوض من 87% من العرب الذين يعتبرون الصراع مع إسرائيل صراع وجود.

رياضيا فشلت إسرائيل مرارا في إقحام رياضييها مع منافسين عرب عموما ونجحت في بعض المناسبات، وأحدثها المواجهة بين لاعب الجودو المصري إسلام الشهابي ونظيره الإسرائيلي في أولمبياد ريو 2016 قبل أيام التي أثارت ولا تزال لغطا.

وواجه الشهابي منافسه الإسرائيلي أور ساسون، وهذا مغاير لما يجري عادة مع لاعبين عرب يرفضون مقابلة لاعبين إسرائيليين. انتهى اللقاء إلا أن اللاعب المصري وعقب هزيمته رفض مصافحة الإسرائيلي.

قرار سيادي
الصحفي الرياضي أحمد سعد قال لبرنامج "الواقع العربي" حلقة (16/8/2016) إن قرار اللعب مع إسرائيلي سيادي يتخذه النظام السياسي الذي يديره عبد الفتاح السيسي، ولا يستطيع اللاعب أو رئيس البعثة أو حتى الوزير اتخاذه، وعليه فإن الشهابي أجبر على ملاقاة الإسرائيلي.

وأضاف أن النظام يشرف على توجه تطبيعي كامل شوهد ووثق في وسائل الإعلام، سواء من وزير الخارجية الذي قضى سهرة في بيت بنيامين نتنياهو يتابعان نهائي كأس الأمم الأوروبية 2016، أو المتحدث الرسمي لاتحاد الكرة عزمي مجاهد الذي دعا للعب مع فرق إسرائيلية.

من ناحيته قال المنسق العام لحركة مقاطعة إسرائيل محمود نواجعة إن التطبيع يعني الجمع بين عرب وإسرائيليين بشكل مباشر أو غير مباشر في تعريف واضح تبنته اللجنة الوطنية الفلسطينية منذ 2007، وإن مجابهة التطبيع جزء أصيل من مقاومة الفلسطينيين وكل الشعوب العربية.

لكن مشاركة الشهابي -كما يضيف- تقع في المنطقة الرمادية من التطبيع، لأنها تقوم على القرعة. أما أساس التطبيع فإنما تضطلع به الأنظمة، التي توقع اتفاقيات وتقيم سفارات وتتبادل تجاريا مع دولة الاحتلال.

ولفت نواجعة إلى أن حركة نشطة تقوم بها إسرائيل لتفعيل التطبيع في مواجهة حركة المقاطعة، قوبلت بتسارع تطبيعي من قبل النظام المصري على وجه الخصوص، إلا أنه ورغم ذلك تبقى الغالبية العظمى من الشعوب العربية جزءا من حركة النضال ضد الاحتلال.

يذكر أن استطلاعات عربية سجلت 74% يرون أن معارضة التطبيع قادرة على استنهاض الروح القومية، ويرى 57% أن حركات رفض التطبيع قادرة على إرغام الأنظمة العربية على وقفه.