الواقع العربي

منظمة الدول المصدرة للنفط.. الواقع والتحديات

ناقشت الحلقة تأثير تراجع أسعار النفط الخام إلى ما دون خمسين دولارا على دول منظمة أوبك، والتحديات المستقبلية التي تواجه المنظمة.

يمثل تراجع أسعار النفط العالمية إلى ما دون خمسين دولارا للبرميل تحديا كبيرا يواجه منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) التي يبلغ عمرها قرابة الخمسة والخمسين عاما.

وتتحكم أوبك في نحو 40% من إنتاج العالم من النفط الخام، وتصدر القرارات التي تؤثر في أسعار الصرف وأسواق الأسهم وحركة الاستثمارات وتحديد ميزانيات الحكومات.

وبينما يقول بعض المحللين إن المنظمة أصبحت مجرد منتدى يضم مجموعة من الفرقاء تتعارض أهدافهم الاقتصادية والسياسية، يرى فريق آخر أن المنظمة لا تزال تثبت قدرتها على التكيّف مع الأوضاع العالمية والدفاع عن مصالح أعضائها.

حلقة الاثنين 19/1/2015 من برنامج "الواقع العربي" طرحت التحديات المستقبلية التي تواجه منظمة أوبك، خاصة مع تراجع أسعار النفط الخام.

استعادة هيبة
وزير النفط العراقي الأسبق الدكتور عصام الجلبي قارن أزمة انخفاض أسعار النفط الحالية بأزمتين مرت بهما المنظمة عامي 1986 و1993، وأوضح أن مجموعة الدول المنتجة للنفط تفوق الـ50 دولة، بعضها لا يحقق الاكتفاء الذاتي من النفط.

وأشار إلى أن 12 دولة عضوا في أوبك تصدر ما مجموعه 30 مليون برميل يوميا، أي ما نسبته 33% من مجموع الإنتاج العالمي، حسب تأكيده.

وأوضح أن دولا خارج أوبك مثل روسيا وأميركا استعادت هيبتها في سوق النفط بفضل إنتاجها من "النفط الصخري"، وأرجع انخفاض الأسعار حاليا إلى توفر كميات كبيرة من النفط في الأسواق.

وتساءل الجلبي عن مصلحة أوبك في خفض إنتاجها لصالح دول أخرى تعوّض النقص في السوق، وأرجع مطالبة فنزويلا وإيران بتخفيض الإنتاج إلى مشاكل فنية واقتصادية تواجه الدولتين، مؤكدا أن تفادي الوضع الحالي كان يمكن أن يتحقق في حال اتفاق مجموعة الدول المؤثرة خارج المنظمة على تنظيم إنتاجها.

دعاية سياسية
وعن تباين القوة النفطية والاقتصادية أو السياسية من بلد عضو لآخر، أوضح وزير النفط العراقي الأسبق أن لكل دولة تأثيرها داخل المنظمة، ويتناسب ذلك طرديا مع حجم إنتاجها لا مع حجم احتياطيها، وضرب مثلا بالإكوادور والغابون وإندونيسيا التي انسحبت من المنظمة لأن إنتاجها قليل جدا، وأشار إلى أن تأثير الجزائر التي تنتج حوالي مليون برميل لا يمكن أن يقارن بالسعودية التي تنتج أكثر من تسعة ملايين برميل، أو العراق الذي ينتج 3.5 ملايين برميل تقريبا.

وحول تصريحات وزير النفط الإيراني بيغن زنغنة التي قال فيها إن "السعر التعادلي لبرميل النفط بمشروع الموازنة العامة المقبلة اقترح على أساس 72 دولارا للبرميل"، وإن "الصناعة النفطية الإيرانية لن تواجه أية مشاكل حتى لو بلغ البرميل 25 دولارا"، قال الجلبي إن هذه التصريحات لا تعدو كونها كلاما سياسيا دعائيا لأن إيران ترزح تحت الحصار الاقتصادي منذ سنوات ولا تستطيع أن تصدر أكثر من مليون برميل يوميا.

وعبّر الجلبي عن تفاؤله بأن الدول الخليجية العربية -باستثناء العراق- لن تتأثر كثيرا جراء انخفاض الأسعار، وأن هذه الدول لديها الاحتياطيات التي تعينها على تجاوز الأزمة، وأشار إلى أن مستقبل أوبك يظل معرضا للتباينات السياسية ويمكن لدولها أن تتعايش إلا في حال انسحاب بعض الدول جراء انخفاض إنتاجها مثلما حدث في حالة الإكوادور والغابون وإندونيسيا.