الواقع العربي

تمدد "تنظيم الدولة" باتجاه حلب

بضعة أشهر تفصل ما بين طرد مقاتلي تنظيم الدولة على يد كتائب المعارضة السورية قبل أن يعودوا عقب سيطرتهم على مدينتي دير الزور والرقة ليشكلوا تهديدا لمدينة حلب.

رصد برنامج الواقع العربي في حلقة 15/8/2014 الحالة الميدانية في حلب ثاني أكبر تجمع سكاني في سوريا، وكيف تعيش ومعها كتائب المعارضة بين تهديدات قوات النظام السوري، وخطر مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، والمآلات المحتملة في حال استمرار الوضع الراهن.

بضعة أشهر تفصل ما بين طرد مقاتلي تنظيم الدولة قبل أن يعودوا بعد سيطرتهم على مدينتي دير الزور والرقة ليشكلوا تهديدا لمدينة حلب عقب سيطرتهم على عدة مناطق بريفها، بينما عرفت مدينة حلب مظاهرات تدعو قوى المعارضة إلى توحيد صفوفها لوقف زحف التنظيم.

الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية أسعد الزعبي رأى أن الثوار يستطيعون دحر التنظيم، مذكرا بمعارك سابقة في إدلب استطاع فيها الجيش الحر أن يطرد التنظيم ويتفرغ لمجابهة جيش النظام، مشيدا بتشكل غرفة عمليات مشتركة لقوى المعارضة.

وأكد الزعبي غير مرة أن الجيش الحر كان يعاني في عدة معارك من غطاء جوي من قبل قوات النظام بينما يتكفل مقاتلو تنظيم الدولة بفتح جبهة برية، على حد قوله.

أسباب وموارد
أما الباحث والكاتب عمر كوش فقال إن تمدد تنظيم الدولة يعود في بعض أسبابه إلى انضمام ضباط عراقيين وسوريين له كرد فعل على إهمال تعرضوا له، وبسبب شح الدعم التسليحي، يضاف إلى ذلك أن التنظيم يؤمن المرتبات بشكل كبير، وفق قوله.

أما عن موارد التنظيم، فقال إنها آتية من سيطرته على المعابر وحقول النفط الذي يبيعه حتى للنظام السوري، وصوامع الحبوب وتبرعات تجمع في أوروبا والدول العربية.

وأبدى كوش أسفه لأن المعارضة منقسمة، والمجتمع الدولي من ناحية أخرى "متخاذل" مشيرا إلى أن الكنائس هوجمت في الرقة ولم يكترث أحد بينما تحركت الولايات المتحدة وأوروبا من أجل المسيحيين في الموصل "وهذا جيد لكنه كيل بمكيالين".

وكانت مقدمة الحلقة، إلسي أبي عاصي تحدثت إلى أبو عمارة القائد في كتيبة الجبهة الإسلامية حول الوضع الميداني، فقال إن جبهة القتال ضد تنظيم الدولة يبلغ طولها نحو خمسين كيلو مترا.

وأشار أبو عمارة إلى ما سماه "خيانات" حدثت سابقا وأن بعض الخلايا النائمة أدخلت قوات التنظيم من طرق ترابية لمحاصرة تركمان بارح وأختارين، لكنه تأمل خيرا بتشكل غرفة العمليات المشتركة لأن تمدد التنظيم يشكل خطورة على حلب، على حد قوله.