الواقع العربي

التمازج العربي الكردي وآفاق التعايش

استعرضت حلقة الأحد 2/11/2014 من برنامج “الواقع العربي” جزءا من تاريخ الأكراد في بعض الدول العربية وظروف دخولهم إليها، إضافة إلى الأسباب التي أدت للتوتر في علاقتهم بالعرب خصوصا بسوريا.

ظل التمازج العربي الكردي حاضرا لقرون طويلة في التركيبة الاجتماعية في بلدان مثل العراق وسوريا ولبنان والأردن وغيرها، بفعل حقائق الجغرافيا والتاريخ وعامل الدين أيضا.

وهاجر آلاف الأكراد إلى بلدان عربية لأسباب تاريخية واستقروا فيها وأصبحوا جزءا أساسيا من تكوينها.

وفرض الوجود الكردي الأساسي والمؤثر نفسه على التاريخ العربي في مختلف المجالات، وفي ذات الوقت تأثر الأكراد بالثقافة العربية وبكل ما هو عربي وأصبحوا جزءا منه يتأثر به ويؤثر فيه.

حلقة الأحد 2/11/2014 من برنامج "الواقع العربي" بحثت في تاريخ هذا التعايش ودور الأحداث السياسية التي طفت على السطح وتسببت في التباعد العربي الكردي.

وأرجع الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات محمد جمال باروت أصل العلاقة بين الأكراد والعرب إلى ما قبل وصول الزنكيين والأيوبيين إلى منطقة الشام ومواجهة الصليبيين، وقال إن الأكراد شكلوا -حتى عهد السلطان عبد الحميد الثاني- درع الحماية للمنطقة وتعربوا وانصهروا في مجتمعاتهم المحلية.

دور نضالي
ودعا باروت إلى فهم المكونات الإثنية والعرقية التي شكلت شعوب المنطقة في القرن الثالث للهجرة حينما دخل الأتراك السلاجقة في الإسلام، مما أكسب المنطقة الإسلامية قوة هائلة مكونة من الكرد والأتراك في مواجهة الصليبيين والمغول.

وأوضح الباحث أن طبيعة الثقافة الإسلامية كانت استيعابية لكل الإثنيات الوافدة والداخلة في الدين، فتم تعريب كل هذه المكونات الثقافية التي ظهرت واندمجت في الثقافة العربية الإسلامية.

وعند نهاية المرحلة الاستعمارية للشام قال باروت إن الأكراد ظلوا جزءا من سوريا، ومثّل حيُّ الأكراد في دمشق مركز جذب لهجرات كردية واسعة من ديار بكر. وأضاف أن المناضل الكردي علي زلفو أغا كان في طليعة من واجه المستعمر ودافع عن سوريا.

وأكد الباحث أن معظم العشائر الكردية وقفت ضد مشاريع الاستعمار الفرنسي التي كانت تهدف إلى فصل أقاليم سوريا عن بعضها.

وحول تأثير العامل السياسي في العلاقة بين الأكراد والعرب، قال إن هذا العامل كان متصلا بنخب كردية كثيرا ما اختلفت فيما بينها حول حقيقة "كردية" الشعب الكردي بسوريا، مؤكدا أن وجود شريحة من الأكراد في سوريا بدون جنسية يعتبر مأساة، وعبر عن أمله في أن يكون التوتر الحالي بين الجانبين سحابة عابرة.