عالم الجزيرة

غانا.. تجويع الجياع

عرضت حلقة “عالم الجزيرة” فيلما استقصائيا عن شبكات الفساد في غانا الأفريقية، وهي شبكات تستولي على المساعدات الغذائية من الدول الأخرى وتبيعها في السوق السوداء.

تتبرع وكالات الإغاثة الدولية كل عام بملايين الدولارات لصالح غانا بهدف الإبقاء على من يعانون من سوء التغذية، وخصوصا من الأطفال، أحياء.

لكن حلقة "عالم الجزيرة" التي بثت اليوم 16/8/2015 وتحت عنوان "غانا.. تجويع الجياع" طرقت بابا لا يراد له أن يُفتح. فهذه المساعدات الموجهة للجياع تسرق وتباع في السوق السوداء.

تعقب الفيلم الاستقصائي من ينهبون الطعام من أفواه الأطفال الجوعى. وقد تتبعت الكاميرا في شمال غانا عصابة من القتلة، اتخذوا من سرقة الغذاء المخصص للأطفال تجارة لهم.

يموت الرضع هنا بسبب جشع هؤلاء، ولذلك جاءت الفرصة ليتعقبهم الصحفي الغاني آنس آريمي على مدار ستة شهور ليفسد عليهم تجارتهم.

حاميها حراميها
اكتشف آريمي أن من يسرق غذاء الجياع في غانا هم أنفسهم من اؤتمنوا عليه، أي كما يقول المثل الدارج "حاميها حراميها".

شوشانا محمد طفلة بالثالثة من عمرها، عرضها الفيلم في مركز رعاية طبية وهي على سرير الشفاء بسبب الجوع. تقول والدتها إن الطفلة لا تتغذى سوى طبق ذرة يعرف بالبلاد باسم توزافي لا يحتوي على العناصر الضرورية لنمو الطفل.

وتبين الدراسات أن نسبة التقزم وسوء التغذية تصل بهذه المناطق إلى 40% مما يؤثر على قدراتهم العقلية، ويظهر الفيلم صورا مؤلمة لأطفال يعانون من نقص البروتين والأملاح المعدنية.

الدكتور جيمس واحد ممن خدموا هؤلاء الجياع، واستطاع بجهده وفريقه أن ينقذ ثلاثة آلاف طفل من الموت جوعا.

يحكي جيمس جانبا آخر من المأساة، المتمثل في الجهل السائد بين ذوي الأطفال والذي يعتقدون أن سوء أحوال الأطفال الصحية ناجم عن شياطين وليس بسبب سوء التغذية، فيتركونهم لمصيرهم وربما يتخلصون منهم.

مداهمة اللصوص
جمع فريق العمل المعلومات عن الموظفين الفاسدين الذين يبيعون مساعدات الجياع. سلم الصحفي آريمي المواد المصورة للشرطة التي بدأت تتعرف إلى مسلسل الفساد، وكانت البداية مع شحنات غذاء مكتوب عليها "هدية من كندا".

توالى سقوط المتورطين مثل أحجار الدومينو، وعرض الفيلم تفاصيل واحدة من أكبر عمليات الدهم أثناء تعبئة اللصوص أكياسا من المعونات متخلصين من الكراتين الأصلية المكتوب عليها "برنامج الغذاء العالمي".

غير أن السؤال الذي يختتم به الفيلم كان موجها للدكتور جيمس: ألا يمكن لغانا أن تغذي أطفالها ولا تنتظر المساعدات؟

يقول جيمس "إن غانا لن تحتاج إلى مساعدات غذائية على المدى الطويل لو سخر لها من أبنائها من يضمن بقاء ما ننتجه في أيد أمينة".

ويمضي في القول إن "إمدادنا بمواد الإغاثة يشل تفكيرنا وأدمغتنا ويبدأ الناس معه في استغلال الوضع".