عالم الجزيرة

ترحيب أفريقي بالفيل الصيني

تناول فيلم “الصراع على أفريقيا” ضمن سلسلة عالم الجزيرة النفوذ الصيني عبر الاستثمارات الكبيرة المرحب بها، بينما يقارن الأفارقة ذلك مع النفوذ الغربي المتراجع بسبب استعلائيته، كما يقال.

تتحدد علاقة القارة الأفريقية مع الغرب في نظر الكثيرين بقرون من التاريخ الذي يقطر مرارة وإذلالا بما فيه من استعباد واستعمار.

حتى مع نيل الدول الأفريقية استقلالها تواجه الحكومات المتعاقبة اتهامات بأنها تتسول من القوى التي استعبدت أفريقيا، وأن المساعدات الأجنبية هي الخبز اليومي لقارة لا حول لها ولا قوة.

في الفيلم التسجيلي الذي بثته الجزيرة اليوم 18/6/2015 بعنوان "الصراع على أفريقيا" تتركز الصورة على "فيل جديد" قادم إلى القارة، هو الصين، ويبدو مرحبا بنفوذه الذي يقارنونه بنفوذ غربي يتراجع بسبب استعلائيته، كما يقال.

أموال الصين
يقف مال الصين وشركاتها وراء مشاريع بنية تحتية كبيرة في أنحاء القارة الأفريقية. وتقول تقديرات إن 30% من الإنشاءات الجديدة في القارة تنجز بفضل الاستثمار الصيني.

تحتاج أفريقيا المنشآت الحديثة لتسريع نموها، بينما تريدها الصين لتسهيل تدفق الموارد المعدنية على أراضيها.

في كينيا على سبيل المثال المخططات تخطف الأبصار، حيث استكمل الصينيون بناء الميناء في مومباسا في 2013. والميناء مبتدأ مشروع طموح لمدّ سكة حديد كلفته 25 مليار دولار، يتحمل الصينيون عبأها مالا وإنشاء للربط بين عواصم كينيا وأوغندا ورواندا ودولة جنوب السودان.

وبتوثّق عرى الصداقة مع الصين، يبدو نفوذ الغرب متراجعا عند كل محطة من القطار الجديد.
يلخص زعماء أفارقة نظرتهم إلى الغرب على النحو التالي، فها هو رئيس كينيا أوهورو كينياتا يقول "نحتاج إلى استيعاب ما يلي: عهد الإملاءات على الدول الصغيرة ولى، وإرغامها على ابتلاع أجندات معينة انتهى".

الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني يقول "الجميع ينظّر علينا: افعلوا ولا تفعلوا. ولكن هذا بيتنا ونحن أدرى بتسييره". بينما يقول رئيس رواندا بول كاغامي "ذلك العالم الذي يسمى الغرب يشعر أن من حقه السيطرة علينا والتحكم فينا وأن يجثم فوق صدورنا".

بين الغرب والصين
قبل أن تجاز تلك الصفقات المقدرة قيمتها بمليارات الدولارات بين دول أفريقية والصين لا يطالب المسؤولون الصينيون -مثلما يفعل الغرب- القادة الأفارقة بالتقيد بالمعايير الغربية لحقوق الإنسان والإصلاح الاقتصادي ومكافحة الفساد.

ويرى أفارقة هذا الموقف انعتاقا من التبشير الحكومي الغربي المتهم بممارسة ضغوط غير مبررة عليهم ليتبنوا ديمقراطية على النمط الغربي.

لكن هذا لا يلغي رؤية أفارقة آخرين بأن الانخراط الصيني في الشأن الأفريقي يثير أسئلة في منتهى الجدية عن مستقبل حقوق الإنسان وجهود مكافحة الفساد. ويقول إن الصين إذا كانت -وهي القوة الاقتصادية العظمى الصاعدة- تنتهج سياسة تسمح لحكومات جنوب السودان وأنغولا بسحق المعارضة من دون أن تخشى شيئا، فماذا سيكون عليه حال مستقبل الحريات الإنسانية في أفريقيا؟