انتخابات ليبيا تتجه للتأجيل.. السباق المتعثر نحو عرش القذافي

ينتظر الليبيون استحقاق الانتخابات الرئاسية الأول في تاريخ بلادهم، على أمل المرور إلى استقرار مستدام وإنهاء الصراعات التي عصفت بمقومات الدولة.

تأجيل الانتخابات الرئاسية يثير هواجس الليبيين مجددا من استمرار المراحل الانتقالية (الجزيرة)
تأجيل الانتخابات الرئاسية يثير هواجس الليبيين مجددا من استمرار المراحل الانتقالية (الجزيرة)

بعد 10 سنوات من الثورة، ينتظر الليبيون استحقاق الانتخابات الرئاسية الأول في تاريخ بلادهم، آملين في التأسيس لاستقرار مستدام وإنهاء الصراعات التي عصفت بمقومات الدولة عبر الخلافات السياسية الحادة التي أدت إلى احتراب داخلي وتدخلات خارجية.

لكن قواعد إجراء هذه الانتخابات وتوقيتها -الذي حدد موعدها الأولي يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 2021- ما زالت موضع خلاف بين الأطراف المتنافرة والمتنافسة، في ظل انقسام ضمني يبقى قائما بين "الشرق والغرب" وطغيان الأبعاد القبلية والمناطقية والفئوية كونها حاملا أساسيا للفعل السياسي، وغياب التقاليد الانتخابية وانتشار السلاح والمكونات العسكرية غير المنضبطة.

كما أن اللبس الذي ما زال قائما بين الشرعية غير المتفق عليها والمشروعية غير المكتملة (داخليا على الأقل) واعتراض بعض الأطراف على أسس العملية الانتخابية برمتها، أو بعض تفاصيلها الإجرائية، جمّد الإجراءات والخطة الموضوعة لإتمام الاستحقاق الانتخابي في موعده وقد يهدد إجراء الانتخابات أو سيرها أو تأكيد نتائجها.

ومع كل الظروف والشكوك التي تحف بهذا الاستحقاق، فإن المضي قدما فيه -على اعتبار أنه أحد أهداف حكومة الوحدة الوطنية (الانتقالية) والمجلس الرئاسي المنبثقين عن ملتقى الحوار السياسي الليبي في تونس (نوفمبر/تشرين الثاني 2020) ومؤتمر جنيف الذي تلاه (فبراير/شباط 2021) والدعم الدولي لها، ورغبة الليبيين في الاستقرار- يجعل منه بصيص الأمل الأخير -ربما- لإخراج ليبيا من حالة الانقسام.

المصدر : الجزيرة