لماذا يتسم موقف بايدن بالغموض بشأن استعادة أوكرانيا شبه جزيرة القرم؟

الرئيس الأميركي جو بايدن (وكالة الأنباء الأوروبية)

منذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا، حرصت الإدارة الأميركية على إبقاء الخيارات مفتوحة فيما يتعلق بدعمها لكييف لاستعادة شبه جزيرة القرم -التي تسيطر عليها روسيا- من عدمه.

ويشير تقرير نشرته صحيفة "ذا هيل" (The Hill) الأميركية إلى أن المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن درجوا على تجنب الرد على الأسئلة التي توجه إليهم حول ما إذا كانت واشنطن ستدعم جهود كييف لاستعادة شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا إلى أراضيها في عام 2014.

وأفاد التقرير الذي أعدته إلين ميتشل، كبيرة مراسلي الصحيفة لشؤون الدفاع، أن الإدارة الأميركية حافظت على هذا الغموض رغم مطالبة بعض المشرعين الأميركيين لها باتخاذ موقف أكثر وضوحا بهذا الشأن.

ووفق الصحيفة فإن الخبراء يرون أن واشنطن تسعى من خلال إستراتيجية الغموض التي تنتهجها بشأن موقفها من استعادة شبه الجزيرة؛ إلى الضغط على روسيا لحملها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات ووضع حد للحرب في أوكرانيا.

ونقل التقرير عن كريس تشيفيس، الضابط السابق في المخابرات القومية الأميركية في أوروبا ومدير برنامج السياسات الأميركية في مؤسسة كارنيجي، قوله إن السياسيين في البيت الأبيض "ربما يرون أهمية في الإبقاء على شبه جزيرة القرم في خطر وذلك للضغط على روسيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات".

وأضاف "قد يكون هذا هو الدافع لانتهاجهم تلك السياسة، حتى وإن كانوا لا يعتقدون في الواقع بإمكانية استعادة أوكرانيا لشبه جزيرة القرم عسكريا".

وأشارت الصحيفة إلى أن أوكرانيا أعلنت تصميمها على استعادة شبه الجزيرة، وقد تعهد الرئيس فولوديمير زيلينسكي في سبتمبر/أيلول العام الماضي بأن قواته ستستعيد كل شبر من الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها روسيا.

وكان جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، قال في معرض رده على سؤال حول موضوع استعادة القرم خلال لقاء تلفزيوني الشهر الماضي، "الأمر المهم في الوقت الحالي هو أنهم (الأوكرانيون) بحاجة إلى استعادة الأراضي في الجنوب والشرق التي يركزون عليها حاليا ونحتاج إلى منحهم الأدوات اللازمة للقيام بذلك، أما مسألة شبه جزيرة القرم، وما سيحدث في المستقبل فهو أمر سنتحدث عنه لاحقا".

ورغم تأكيد المسؤولين الأميركيين باستمرار على أن واشنطن ستدعم أوكرانيا للخروج من الحرب منتصرة مهما طال أمد الغزو الروسي، فإن تقرير الصحيفة لفت إلى أنهم غير مستعدين لتقديم الدعم الكامل لطموحات كييف لاستعادة شبه جزيرة القرم.

وخلص التقرير إلى أن الموقف الأميركي يرجع جزئيا إلى ما تتطلبه استعادة السيطرة على شبه جزيرة القرم من أسلحة ثقيلة وصواريخ بعيدة المدى ودبابات وطائرات حربية.

المصدر : هيل