ذا هيل: خطاب بوتين عن خططه في أوكرانيا هو الأقرب إلى خطاب حرب حقيقي سمعناه حتى الآن

Russian President Vladimir Putin gestures as he gives his annual state of the nation address in Moscow, Russia, Tuesday, Feb. 21, 2023. (Dmitry Astakhov, Sputnik, Kremlin Pool Photo via AP)
ذا هيل: بوتين حاول في خطابه إيجاد غطاء سياسي تمس الحاجة إليه وهو يستعد لخوض معركة طويلة (أسوشيتد برس)

نشر موقع ذا هيل (The Hill) الأميركي تقريرا عن ما يكشفه خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء عن خططه في حرب أوكرانيا، وقال إنه الأقرب إلى خطاب حرب حقيقي سمعناه حتى الآن، إذ يسعى من خلاله إلى تشكيل السرد لجمهوره المحلي والعالمي.

وأشار التقرير إلى إعلان بوتين تعليق معاهدة نووية مع الولايات المتحدة، كما قدم أيضا مؤشرات على كيفية تعامل الزعيم الروسي مع السنة الثانية من الحرب. وقال إن بوتين يصور معركته الآن على أنها عملية خاصة لتحرير أوكرانيا ويصفها بأنها حرب وجودية ضد الحضارة الغربية.

صراع الحضارات

ونقل التقرير عن خبراء تعليقهم على قول بوتين "إنهم يخططون للقضاء علينا مرة واحدة وإلى الأبد" بأنه يؤطر بشكل كاسح للحرب وهو إلقاء اللوم على الإمبريالية الأميركية وحلفائها لبدء الحرب على الرغم من الجهود الروسية المفترضة للسلام، وبذلك يمنح بوتين الغطاء السياسي الذي تمس الحاجة إليه وهو يستعد لخوض معركة طويلة.

وأضاف التقرير أن بوتين بحاجة الآن إلى تبرير حرب شاملة أودت بحياة الآلاف، وعزلت روسيا دوليا، ووعدت بأشهر أو سنوات من الألم الإضافي بعد أن وضع توقعات مبكرة بأن عملياته الخاصة ستستغرق أياما.

ونقل عن أندريس كاسيكامب أستاذ العلوم السياسية بجامعة تورنتو قوله إن بوتين يحتاج أيضا إلى شرح سبب فشل المجهود الحربي الروسي، بعد عام حققت فيه قوات موسكو مكاسب مبكرة لكنها كانت في سلسلة خسائر استمرت لأشهر، مشيرا إلى أن هذا خطاب للداخل الروسي.

وعلى الصعيد الدولي، يقول كاسيكامب إن إلقاء اللوم في الحرب على الغرب، وتحديدا الولايات المتحدة، يساعد في تعكير المياه الدبلوماسية وقد يساعد في إقناع بعض الدول في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية بالتمسك بموقف محايد بدلا من التنديد بالعدوان الروسي.

ابتزاز نووي

ووصف كاسيكامب الخطاب بأنه يعيد صياغة جميع المظالم القديمة إلى حد كبير، ولم يحاول الاعتذار عن إخفاقاته أو الإشارة إلى انفتاحه على الحوار أو تغيير المسار.

وأضاف أن "المعلومات الجديدة" الوحيدة في الخطاب هي إعلانه أن روسيا ستعلق مشاركتها في معاهدة ستارت الجديدة، وهي اتفاقية ما بعد الحرب الباردة التي تم إيقافها فعليا بسبب حرب أوكرانيا.

ووصف الإعلان بأنه "صاخب ويحاول الضغط على الزر الوحيد الذي يعتقد أنه يستحوذ على اهتمام صناع السياسة في الولايات المتحدة ويزعجهم".

ونسب التقرير إلى ليون آرون الخبير الروسي في معهد أميركان إنتربرايز، قوله إن الابتزاز النووي هو الأداة الوحيدة المتبقية لدى بوتين، وهي الطريقة الفعالة الوحيدة لروسيا للتأثير في تلك الحرب، التي ظلت روسيا تغرق في مستنقعها أعمق وأعمق، وتعليقه للمعاهدة كان خطوة ملموسة تهدف إلى دعم ابتزازه النووي.

وتساءل التقرير عما إذا كان بوتين سيستخدم بالفعل السلاح النووي، أم أن ذلك مجرد تصعيد للصراع؟ وينقل عن آرون قوله "آمل ألا يكون مجنونا، لكن من المؤكد أنه يجعل من المعقول أنه سيلجأ، بطريقة أو بأخرى، إلى نوع من الابتزاز النووي الحقيقي للغاية".

الاستعداد لحرب طويلة

يضيف التقرير أنه وبعيدا عن الخيار النووي، يبدو أن إستراتيجية بوتين هي الحفاظ على حرب الاستنزاف الحالية، وتشجيع الروس على التكيف مع واقعهم الجديد.

وعن تفاخر بوتين بأن العقوبات الغربية فشلت في شل الاقتصاد الروسي، مع ارتفاع الإنتاج الزراعي وانخفاض معدل البطالة، يحاول الرئيس الروسي إرسال رسالة إلى رجال الأعمال الذين قد لا يزالون يتوقون إلى "مكان مريح في الخارج"، إذ يقول بوتين "هناك خيار آخر: البقاء مع وطنك، والعمل من أجل مواطنيك، ليس فقط لفتح أعمال تجارية جديدة ولكن أيضا لتغيير الحياة من حولك في المدن والبلدات وفي جميع أنحاء بلدك".

المصدر : هيل