قضت به شقيقة رئيس الوزراء بحكومة الأسد.. الزلزال يخلّف أضرارا بالغة في حماة السورية

أكثر من 7150 منزلا في حماة تضررت كليا أو جزئيا جرّاء الزلزال (الفرنسية)

حماة- "لحظة وقوع الزلزال كنت مع ابنتي الرضيعة لتنام. شعرت بالهزة الأرضية فناديت زوجي الذي استيقظ فورا لنغادر المنزل، وعندما وصلنا إلى مدخل البناء كان النصف الثاني منه قد انهار تماما ولم نعد نشاهد شيئا سوى الغبار. مرت عدة دقائق كانت أشبه بما يروى عن يوم القيامة، قبل أن أستوعب أني ما زلت على قيد الحياة ومعي عائلتي".

بهذه الكلمات تصف زينة (27 عاما) الناجية من الزلزال في مدينة حماة السورية، للجزيرة نت، اللحظات الأولى التي عايشتها بعد وقوع الهزة الأرضية التي غادرت على إثرها منزلها في حي الأربعين شمال شرق المدينة.

يعدّ الأربعين الحي الأكثر تضررا في المدينة، حيث انهار عدد من أبنيته بشكل كامل إلى جانب وجود أبنية أخرى متصدّعة وآيلة للسقوط، بينما كان الدمار جزئيا في أحياء متفرقة من المحافظة كالعليليات والقصور.

لقطة لبناء منهار جزئيا في حي الأربعين في حماة (عدسة المراسل)
لقطة لبناء منهار جزئيا في حي الأربعين بحماة (الجزيرة)

نكبة حي الأربعين

وانهار عدد من أبنية حي الأربعين إثر الزلزال المدمر الذي ضرب المدينة يوم الاثنين 6 فبراير/شباط، وأكبر الأبنية المنهارة يتألف من 8 طوابق تتضمن 24 شقة انهار منها 12 شقة، في حين تم إخلاء الشقق المتبقية والمهددة بالسقوط.

وتحكي زينة عن مصاب سكان الحي قائلة: "توفيت قريبة لي وعائلتها في انهيار البناء، ولا أعلم مصير جيراني المقربين تحت الأنقاض، والذين كانوا بمثابة أهل وعائلة لي، أما نحن الناجين فمنا من ذهب إلى مراكز الإيواء ومنا من لجأ إلى منازل أقربائه في المدينة كحالنا".

وتضيف: "إننا مصدومون وعاجزون عن الحركة أو التفكير. في الصباح نبكي من فقدناهم، وليلا يتجدد الخوف من تكرار ما حدث. ويبقى إيماننا بالله كبيرا".

عائلات بأكملها قضت في مدينة حماة تحت الأنقاض في الزلزال، من بينها عائلة السيدة نسيبة عرنوس، شقيقة رئيس الوزراء في حكومة النظام السوري حسين عرنوس، التي توفيت تحت أنقاض البناء المنهار في حي الأربعين إلى جانب 11 ابنا وحفيدا لها.

وأرجع رئيس مجلس محافظة حماة مختار حوراني سبب انهيار المبنى المكون من 8 طوابق في حي الأربعين، إلى وجود تسرب للمياه المالحة فيه جعلته آيلا للسقوط.

صورة جديدة مضافة
انتهاء عمليات إنقاذ الناجين وانتشال الضحايا في حماة (الجزيرة)

انتهاء أعمال الإنقاذ والانتشال

وكان قائد فوج إطفاء حماة العميد ثائر الحسن، قد أعلن الثلاثاء 7 فبراير/شباط انتهاء عمليات انتشال الضحايا وإنقاذ الناجين في المحافظة.

وأشار رئيس مجلس محافظة حماة إلى إجراء كشف على 500 مبنى، وأن ورش بناء من المحافظة بدأت بإصلاح الأضرار الناجمة عن الزلزال، مؤكدا أن نسبة المباني التي تحتاج لإخلاء لا تتجاوز 5% في المدينة، وأن ساكنيها الآن موجودون في مراكز الإيواء.

وتم تجهيز 5 مراكز إيواء لاستيعاب المتضررين من الزلزال ضمن المحافظة، وهي: مركز الصم والبكم، ومدرسة التلمذة البيطرية، ومدرسة إبراهيم حمود، ومدرسة عمر الفرجي، ومركز اتحاد شبيبة الثورة.

وقال محافظ حماة محمود زنبوعة إن أعداد المنكوبين والمتضررين من الزلزال في حماة قد بلغ نحو 2600 شخص، يتوزع معظمهم على مراكز الإيواء ومنازل المستضيفين من أهالي المحافظة.

وأضاف أن هناك أكثر من 7150 منزلا ضمن المحافظة تضررت بشكل كلي أو جزئي، إلى جانب أكثر من 265 مدرسة، و131 خزان مياه، و116 بناء حكوميا في حصيلة غير نهائية، مشيرا إلى أن المحافظة أخلت نحو 500 منزل غير صالح للسكن حتى الساعة.

لقطة لجامع عمر ابن الخطاب المتضرر في حماة في شارع غرناطة (2) (عدسة المراسل)
أضرار عديدة أصابت جامع عمر بن الخطاب في حماة بسبب الزلزال (الجزيرة)

مساجد متضررة

وطالت أضرار الزلزال عددا من المساجد والجوامع في المدينة، كان من بينها جامع عمر بن الخطاب، وجامع الأفندي، ومسجد النور.

وتداعت الأجزاء العلوية من مئذنة جامع عمر بن الخطاب في شارع غرناطة وسط المدينة، وتضرر عدد من جدرانه الخارجية، في حين كانت الأضرار في داخل بناء المسجد محدودة، بينما اقتصرت الأضرار في جامع الأفندي في منطقة الحضر على تداعي الجزء العلوي من المئذنة، في حين سقط جزء من مئذنة مسجد النور في المدينة وتسبب ببعض الأضرار في باحة المسجد.

المصدر : الجزيرة