هل ترمي المناورات الصينية الروسية للسيطرة على المحيط الهادي وإقصاء أميركا؟

Ships sail in formation during the Russia-China naval exercise "Maritime Interaction-2022" in the East China Sea, in this still image taken from video released December 28, 2022. Russian Defence Ministry/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. NO RESALES. NO ARCHIVES. MANDATORY CREDIT. 2022-12-28T082947Z_67860940_RC2WEY95C7Z8_RTRMADP_3_RUSSIA-CHINA
جانب من المناورات البحرية المشتركة للقوات البحرية الروسية والصينية في ديسمبر/كانون الأول الماضي (رويترز)

أجرت روسيا والصين مؤخرا مناورات بحرية تعد الأكبر في التاريخ -وفق صحيفة "سفوبودنايا براسا" الروسية- في منطقة غير بعيدة عن مضيق تايوان، مما أثار قلق تايبيه وواشنطن وطوكيو.

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن المناورات -التي أجرتها القوات البحرية الروسية والصينية في الفترة بين 21 و27 ديسمبر/كانون الأول الماضي- حظيت باهتمام كبير من قبل الخبراء الغربيين.

وأوضح التقرير -الذي أعده مراسل الصحيفة كونستانتين أولشانسكي، ونُشر بعنوان "تقسيم المحيط الهادي بين الصين وروسيا وإقصاء أميركا"- أن معلومات رسمية نشرها الجيش الصيني تشير إلى أن الهدف من "التدريبات المشتركة هو إظهار قدرة الجانبين على تنفيذ رد مشترك على التهديدات التي تستهدف الأمن البحري".

بدورها، قالت صحف تايوانية إن جزءا من التدريبات العسكرية تلك جرى على بعد 400 كيلومتر فقط من تايوان، مما حمل العديد من المعلقين الغربيين على اتهام الصين بمحاولة خلق "توتر إقليمي"، فيما اقترحت صحيفة "يوميوري" اليابانية أن تعيد حكومة البلاد النظر في العقيدة الأمنية بناء على هذه المناورات.

واستعرضت الصحيفة الروسية الأنشطة والمهمات التي قامت بها قوات البلدين خلال المناورات المشتركة، والتي شملت عمليات إنقاذ مشتركة وعمليات مضادة للغواصات والطائرات وتدريبات باستخدام الذخيرة الحية والصواريخ المضادة للطائرات والمدفعية.

ونقل التقرير عن ليو بينجكسو نائب رئيس قسم التدريب في الأركان البحرية بالجيش الصيني قوله في تصريحات صحفية إن إستراتيجية جديدة طبقت لأول مرة في هذه المناورات، فقد أجريت دون حاجة القوات إلى أي تجمع مسبق، حيث عملت القوات المشاركة من البلدين على "الوصول إلى البحر مباشرة".

وقالت الصحيفة إن ذلك يعني أن كلا الجيشين يحافظ على أعلى درجة من قابلية الحركة تحسبا لأي تحدٍ عسكري في المحيط الهادي، ففي حال تعرض الحدود الصينية للاختراق من قبل السفن الأميركية على سبيل المثال فإن الجيشين الصيني والروسي سيكونان قادرين على الرد الفوري.

ونقل مراسل الصحيفة الروسية عن المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية درو تومسون قوله إن الصين زادت مؤخرا عدد التدريبات العسكرية التي تقوم بها على نحو "غير مسبوق".

وأوضح تومسون أن زيادة وتيرة التدريبات الصينية لا تقتصر على تلك المشتركة مع دول أخرى، بل تشمل التدريبات العسكرية المحلية، فقبل أيام من المناورات مع روسيا شاركت حاملة الطائرات الصينية "لياونينغ" في مناورات أخرى في بحر الفلبين بالقرب من حدود اليابان وتايوان، والتي شارك فيها أيضا عدد قياسي من المدمرات الحربية، وفق تقرير الصحيفة الروسية.

المصدر : الصحافة الروسية