مقتل 7 مدنيين بينهم 5 أطفال في قصف بريف إدلب.. المعارضة السورية تتهم روسيا ويونسيف تندد بالغارة

عناصر الدفاع المدني السوري الخوذ البيضاء تنتشل ضحايا القصف من الأطفال على بلدة الجديدة بريف إدلب الغربي (الدفاع المدني السوري )
عناصر من الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) تنتشل ضحايا القصف من الأطفال على بلدة الجديدة بريف إدلب الغربي (مواقع التواصل الاجتماعي)

قتل 7 مدنيين سوريين بينهم 5 أطفال، 4 منهم أشقاء، جراء غارات شنتها طائرات حربية في محافظة إدلب شمال غرب سوريا على بلدة الجديدة بريف إدلب الغربي صبيحة يوم الجمعة، بحسب ما أفادت مصادر الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) التي أدانت الهجوم.

ودعت يونيسف لحماية الأطفال في كل الأوقات وأينما وجدوا. في حين اتهمت المعارضة السورية روسيا بتنفيذ هذه الغارة.

ووفق الدفاع المدني السوري استهدفت غارة منزلا في بلدة الجديدة، مما أسفر عن سقوط القتلى وجرح 13 آخرين.

وقال مرصد تعقب حركة الطيران التابع للمعارضة السورية في منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي، إن طائرة حربية روسية أقلعت الساعة 05.36 صباحا بالتوقيت المحلي من مطار حميميم في اللاذقية (غرب)، وقصفت قريتي اليعقوبية والجديدة بريف إدلب الغربي.

وأشارت وكالة الأناضول، نقلا عن مصادر محلية، إلى أن المنطقتين المستهدفتين يعيش فيهما عائلات نازحة، وأوضحت المصادر أن قتلى القصف هم من المدنيين الذين نزحوا من ريف محافظة حماة (وسط) جراء استهداف قوات النظام السوري وحلفائه لمناطقهم.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن والد الأطفال ويدعى أيمن موزان (31 عاماً) أنه فقد بناته الثلاث وابنه في الهجوم الذي دمّر منزله. وقال الوالد المفجوع وهو يبكي بحرقة "رحل أولادي.. ماتوا، رحل أعزّ شيء على قلبي".

ووقعت الغارة في الوقت الذي كان أيمن وأسرته نائمين في منزلهم في قرية الجديدة التابعة لجسر الشغور في ريف إدلب الغربي، حيث تمكن أيمن بعد الضربة الأولى من إنقاذ زوجته من تحت الأنقاض لكنه لم يعثر على أبنائه، وأضاف "اعتقدت أنه كابوس. خرجنا زاحفين" قبل الضربة الثانية.

وقال مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية في المنطقة إن الهجوم دمر المنزل بالكامل، وتناثرت الألعاب والملابس بين الأنقاض.

اليونسيف تندد

وقد نددت اليونيسف بالهجوم، وقالت في بيان نقلته وكالة الأناضول "هذا تذكير مدمر بأن الحرب على الأطفال لم تنته بعد، ويستمر الأطفال في شمال غربي سوريا وفي جميع أنحاء البلاد في دفع الثمن الباهظ للعنف المستمر". وأردف البيان "ينبغي ألا يستهدف الأطفال أبدا، وينبغي حمايتهم في كل الأوقات وأينما وجدوا".

ولفت البيان الأممي إلى أن 70% من الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت ضد الأطفال في سوريا في العام 2021 وقعت في الشمال الغربي، وتعني يونيسف بمصطلح الانتهاكات الجسيمة جرائم قتل الأطفال وتشويههم، واستغلالهم وحرمانهم من وصول المساعدات الإنسانية، والهجمات على المدارس والمستشفيات.

ومنذ السادس من مارس/ آذار 2020، يسري في مناطق سيطرة المعارضة في إدلب (شمال غرب) وأجزاء من محافظات مجاورة، بينها ريف حلب الغربي، وقف لإطلاق النار ما يسمى "مناطق خفض التصعيد" أعلنته موسكو حليفة النظام السوري وتركيا الداعمة لفصائل المعارضة بعد هجوم واسع لقوات النظام دفع قرابة مليون شخص إلى النزوح من المنطقة، وفق الأمم المتحدة.

وبين 2017 و2020، وصل عدد الفارين من هجمات النظام السوري إلى مليوني مدني نزحوا إلى الأماكن القريبة من الحدود التركية، وتتعرض المنطقة بين الحين والآخر لغارات، رغم أن وقف إطلاق النار لا يزال صامداً إلى حد كبير، رغم الخروقات المتكررة من طرفي النزاع.

وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعا داميا بعد أن قمع النظام الحاكم مظاهرات شعبية طالبت برحيله. وتسبب ذلك بمقتل ما لا يقل عن نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلا بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة، وأدى إلى نزوح وتشريد نحو نصف السكان داخل البلاد وخارجها، وفق إفادات أممية وأخرى لمنظمات حقوقية.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع التواصل الاجتماعي