هل إدارة بايدن جادة في دعم حصول أفريقيا على مقعد دائم بمجلس الأمن الدولي؟

القمة الأميركية الأفريقية بحثت موضوع الشراكة بين الطرفين (الأوروبية)

شكّلت القمة الأفريقية الأميركية التي احتضنتها واشنطن فرصة لتأكيد مدى الاهتمام الأميركي بالقارة الأفريقية ومدى جدية إدارة الرئيس جو بايدن في دعم حصول الأفارقة على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي وعضوية مجموعة العشرين.

وحول أهمية هذه القمة، أكد جاد ديفيرمونت، مسؤول شؤون أفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي -في حديث خاص لبرنامج "من واشنطن"- أن واشنطن ركزت في جلسات القمة على دور أفريقيا في العالم، والتعاون في مجال الفضاء، مؤكدا أن الصوت الأفريقي سيكون مهما وسيشارك الأفارقة في مستقبل النظام العالمي، لكنه أوضح أن القارة تواجه نزاعات خطيرة في عدة مناطق، ولذلك سيكون هناك تعاون أفضل لمواجهة هذه الأزمات وتحديات الإرهاب.

وقال إن إدارة الرئيس بايدن تدعم دور الاتحاد الأفريقي في حل أزمات القارة مثل أزمة السودان، لكنها قلقة من الأوضاع في منطقة الساحل وتدخل المرتزقة الروس في مالي وغيرها من دول القارة، مؤكدا أن واشنطن تعمل مع الأفارقة على مسألة وقف انتشار الانقلابات في القارة وتأسيس قوة أمنية يمكنها إعادة السيطرة على الأوضاع في بوركينا فاسو ومالي وغيرهما.

وشدد ديفيرمونت على أن واشنطن لا تريد حربا باردة جديدة وإنما ترغب بشراكة مع الأفارقة الذين يعلمون ما يمكن أن تقدمه لهم الولايات المتحدة، منوّها بأن واشنطن ستستمر في إدارة التنافس مع الصين بمسؤولية.

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن حذر من توسع الصين في القارة، وذلك خلال أعمال القمة الأميركية الأفريقية بواشنطن.

عملية معقدة

ووفق الرئيس التنفيذي لموقع "أول أفريكا دوت كوم"، ريد كريمر، فإن القمة الأميركية الأفريقية عززت الروابط بين الطرفين، وقد ركزت على العلاقات الثنائية المتعددة والشراكات وكيفية دعمها، لكنه طرح علامات استفهام بخصوص ما إذا كانت الإدارات الأميركية المقبلة ستستمر في تقديم رزمة المساعدات الكبيرة التي تقدم حاليا للأفارقة.

الصحفي المختص في شؤون الأمم المتحدة، أحمد فتحي أكد من جانبه على أن القمة المنعقدة في واشنطن تؤكد على الشراكة بين أفريقيا والولايات المتحدة في الملفات المختلفة، مبرزا أن العلاقات بين الطرفين في إطار منظومة الأمم المتحدة أصبح لها زخم في ظل وجود المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، لأنها أميركية من أصول أفريقية وملمة بشؤون القارة وتعرف العديد من الزعماء وصانعي الرأي في المنطقة.

ورغم تأكيده أن الرئيس الأميركي جاد في سعيه إلى تطوير وإصلاح مجلس الأمن الدولي، فإن الصحفي فتحي أشار لبرنامج "من واشنطن" إلى أن مسألة حصول أفريقيا على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي تبدو عملية معقدة.

أما الرئيس التنفيذي لموقع "أول أفريكا دوت كوم" فأكد أن إدارة بايدن تدعم انضمام الاتحاد الأفريقي إلى عضوية مجموعة العشرين التي تتألف من معظم الاقتصادات الكبرى في العالم.

وكان الرئيس الأميركي أعلن الأربعاء عن استثمارات جديدة في أفريقيا لتطوير بنيتها التحتية ودعم قطاعي الطاقة النظيفة والاقتصاد الرقمي لديها. كما كشف مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان أن الولايات المتحدة ستقدم 55 مليار دولار للقارة الأفريقية، على مدى السنوات الثلاث المقبلة.

المصدر : الجزيرة