قلق دولي "كبير" ودعوات لوقف التصعيد.. التحالف ينفي قصف سجن في صعدة ويتعهد بكشف الحقائق

Rescuers use cranes to remove collapsed concrete roof of a detention center hit by air strikes in Saada
عمليات رفع الأنقاض في ما قال الحوثيون إنه مركز احتجاز قصفته قوات التحالف أمس الجمعة (رويترز)

تصاعد القلق الدولي وتوالت الدعوات إلى وقف التصعيد في اليمن بعد الغارات التي اتهم الحوثيون التحالف بشنها على مركز احتجاز في محافظة صعدة شمال البلاد وقالوا إنها أوقعت 70 قتيلا.

وقد نفى التحالف -الذي تقوده السعودية- استهداف مركز احتجاز في صعدة، وقال إنه سيطلع الأمم المتحدة والصليب الأحمر على الحقائق والتفاصيل.

في المقابل، أدانت الأمم المتحدة غارات التحالف وطالبت بإجراء تحقيقات سريعة في الهجوم.

من جانبها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مرافق تُستخدم للاحتجاز في محافظة صعدة باليمن، تعرضت لهجوم أسفر عن سقوط أكثر من 100 محتجز بين قتيل وجريح.

وأعربت اللجنة عن قلقها العميق نتيجة احتدام الأعمال العدائية خلال الأيام القليلة الماضية، ومنها الهجمات التي استهدفت مدنا في اليمن والسعودية والإمارات.

كما دعت جميع أطراف النزاع في اليمن إلى حقن دماء المدنيين، والحفاظ على المرافق والبنية التحتية الضرورية لبقاء السكان على قيد الحياة.

الموقف الأميركي

في السياق ذاته قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن ما يجري في اليمن من تصعيد يشكل مصدر قلق كبير لبلاده.

وأشار بلينكن في بيان إلى الهجوم الذي شنته قوات التحالف على مركز احتجاز، ودعا الأطراف كافة إلى وقف التصعيد والالتزام بحل دبلوماسي سلمي لإنهاء الصراع.

من جانبها قالت الخارجية الأميركية إن بلينكن أجرى اتصالا مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أدان فيه هجوم الحوثيين على السعودية والإمارات.

ووفق الخارجية، فإن بلينكن جدد التزام واشنطن بمساعدة الشركاء الخليجيين على تحسين قدراتهم الدفاعية، مشددا على أهمية تخفيف الضرر على المدنيين.

انزعاج بالغ

بدوره، عبر السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي عن انزعاجه البالغ من الضربات الجوية لقوات التحالف على ما سماها أهدافا مدنية في اليمن خلال اليومين الماضيين.

وقال ميرفي إن المدنيين هم من يعانون من استمرار الحرب، مشيرا إلى احتمال سقوط مئات القتلى من الأبرياء بعد استهداف سجن ومركز للاتصالات وملعب لكرة القدم في غارات للتحالف.

ودعا عضو مجلس الشيوخ الأميركي إلى إنهاء الحرب، معتبرا أن السبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو جلوس جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات.

وشدد ميرفي أيضا على ضرورة توقف القتال والضربات الجوية للتخفيف من المعاناة الإنسانية وإعطاء الدبلوماسية مساحة للنجاح، وفق قوله.

حلقة مفرغة

أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فدعا إلى وقف التصعيد في اليمن وإنهاء ما وصفها بالحلقة المفرغة التي تؤدي إلى تفاقم الأوضاع.

وأضاف غوتيريش أن اليمن يحتاج إلى وقف لإطلاق النار وفتح الموانئ والمطارات، وبدء حوار جاد لحل الأزمة.

كما أعربت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، عن قلقها البالغ إزاء الهجمات العسكرية التي وقعت أخيرا في مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.

ودعت البعثة أطراف الصراع إلى الوفاء بالتزاماتهم تجاه حماية المدنيين لتفادي التسبب في مزيد من الإصابات والخسائر في الأرواح.

تضليل إعلامي

وفي السياق قال الكاتب والمحلل السياسي السعودي منيف عماش الحربي إن اتهام التحالف بقصف مركز الاحتجاز بمحافظة صعدة تضليل إعلامي، وفق تعبيره.

وفي نشرة سابقة للجزيرة، أضاف الحربي أن ما يجري هو "اعتداء إيراني على دول الخليج ينطلق من اليمن، ومن حق هذه الدول ان تدافع عن نفسها"، وفق قوله.

أما وكيل وزارة الإعلام التابعة للحوثيين نصر الدين عامر فقال إن اليمنيين مضطرون للدفاع عن أنفسهم، في إشارة للضربات الأخيرة على الإمارات والسعودية.

وقال عامر إن هذه الضربات وضعت القضية اليمنية في صدارة المشهد العالمي وإن العالم كله أصبح يتحدث عن ضرورة السلام في اليمن.

غارات متواصلة

وكانت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي أعلنت أن طائرات التحالف أغارت مساء أمس الجمعة على مطار صنعاء ومركز اتصالات بمحافظة عمران.

من جهته، قال التحالف إن الدفاعات السعودية دمرت صاروخا باليستيا أُطلق باتجاه مدينة خميس مشيط جنوب السعودية.

المصدر : الجزيرة