تصعيد مستمر في اليمن.. غوتيريش يدين الغارات على سجن صعدة والتحالف ينفي مسؤوليته عن الهجوم

أعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن التصدي لصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون باتجاه مدينة خميس مشيط جنوبي المملكة، بينما أفادت وسائل إعلام حوثية بأن التحالف أغار مساء الجمعة على مطار صنعاء ومواقع في محافظتي عمران وصعدة.

من جهته، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش غارات التحالف على مركز اعتقال في مدينة صعدة اليمنية الجمعة وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات، ودعا لإجراء تحقيقات سريعة وشفافة في هذه الحوادث لضمان المساءلة.

كما دعا غوتيريش في تصريحات للصحفيين إلى وقف التصعيد في اليمن وإنهاء ما وصفها بالحلقة المفرغة التي تؤدي إلى تفاقم الأوضاع، وأضاف أن اليمن يحتاج إلى وقف لإطلاق النار وفتح الموانئ والمطارات، وبدء حوار جاد لحل الأزمة في اليمن.

وتأتي الدعوة الأممية في وقت يستمر التصعيد العسكري في اليمن، حيث قال التحالف في بيان مساء أمس الجمعة إن الدفاعات السعودية دمرت صاروخا باليستيا أُطلق باتجاه مدينة خميس مشيط، وأضاف أن الحوثيين تعمدوا استهداف مركز تجاري هناك. كما أعلن استهداف مواقع للحوثيين في الحديدة ومأرب.

وفي بيان صادر عن قيادته بوقت مبكر من صباح اليوم السبت، نفى التحالف استهدافه مركز احتجاز بمحافظة صعدة، وقال إن ما تم تداوله من تقارير بشأن استهدافنا لمركز احتجاز في صعدة عار من الصحة.

وكانت وزارة الصحة التابعة للحوثيين، أكدت ارتفاع ضحايا الغارة التي استهدفت نزلاء السجن الاحتياطي في صعدة إلى 223 بينهم 77 قتيلا.

بدورها، أعلنت وسائل إعلام حوثية أن التحالف أغار مساء الجمعة على مطار صنعاء ومركز اتصالات في محافظة عمران فضلاً عن غارتين على منطقة "مجز" بصعدة.

قلق أميركي

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن ما يجري في اليمن من تصعيد أسفر عن سقوط أكثر من 100 ضحية خلال الأيام الأخيرة، يشكل مصدر قلق كبير للولايات المتحدة.

وأشار بلينكن في بيان إلى علم بلاده بتقارير عن هجوم شنته قوات التحالف على مركز احتجاز أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 70 شخصا.

وقال وزير الخارجية إن بلاده تدعو أطراف النزاع إلى وقف التصعيد والالتزام بحل دبلوماسي سلمي لإنهاء الصراع عن طريق الامتثال لتعهداتها بموجب القانون الدولي والمشاركة في عملية سلام شاملة بقيادة الأمم المتحدة.

U.S. Secretary of State Blinken speaks about Russia and Ukraine at State Department in Washington
بلينكن عبّر عن قلق بلاده من استمرار التصعيد الأخير في اليمن ودعا لوقفه فورا (رويترز)

في السياق نفسه، قالت الخارجية الأميركية إن بلينكن أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان أدان فيه هجوم الحوثيين الاثنين الماضي على السعودية والإمارات.

وأفادت الخارجية بأن بلينكن جدد التزام واشنطن بمساعدة الشركاء الخليجيين على تحسين قدراتهم الدفاعية ضد التهديدات من اليمن وأماكن أخرى في المنطقة. كما شدد على أهمية تخفيف الضرر الذي يقع على المدنيين.

اتفاق الحديدة

في سياق متصل، أعربت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، عن قلقها البالغ إزاء الهجمات العسكرية التي وقعت أخيرا في مدينة الحديدة غربي اليمن وأسفرت عن مقتل عدد من المدنيين وإصابة آخرين.

ودعت البعثة، في بيان، أطراف الصراع إلى الوفاء بالتزاماتهم تجاه حماية المدنيين لتفادي التسبب في مزيد من الإصابات والخسائر في الأرواح، والإضرار بالبنية التحتية والمباني العامة.

وكان الحوثيون قالوا إن غارة للتحالف استهدفت مبنى الاتصالات في مدينة الحديدة ما أدى إلى مقتل 4 مدنيين وإصابة آخرين.

من جانبها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مرافق تستخدم للاحتجاز في محافظة صعدة باليمن، تعرضت لهجوم في وقت مبكر من صباح أمس أسفر عن سقوط أكثر من 100 محتجز بين قتيل وجريح.

كما أعربت عن قلقها العميق جراء احتدام الأعمال العدائية خلال الأيام القليلة الماضية، ومنها الهجمات التي استهدفت مدنًا في اليمن والسعودية والإمارات، وشددت على ضرورة حماية أرواح السكان الذين يعيشون في أتون النزاعات المسلحة مشيرة إلى أنه لا يمكن قبول هذه الخسائر البشرية التي يشهدها اليمن.

ودعت جميع أطراف النزاع في اليمن إلى حقن دماء المدنيين، والحفاظ على المرافق والبنية التحتية الضرورية لبقاء السكان على قيد الحياة.

قاعدة الظفرة

أفاد موقع "ديفانس نيوز" (Defense News) بأن نظام دفاع صاروخيا طوّره الجيش الأميركي واقتنته الإمارات، اعترض صاروخا باليستيا يوم الاثنين الماضي بالقرب من قاعدة الظفرة الجوية حيث تتمركز قوات أميركية وفرنسية، حسب مصدرين مطلعين.

ونقل الموقع المتخصص في الشأن العسكري عن مساعدين في الكونغرس قولهم إن المشرعين الأميركيين منفتحون بشكل عام على طلبات أبو ظبي لاقتناء أسلحة دفاعية، ولكن من المرجح أن يواجه المسؤولون الإماراتيون تساؤلات حول علاقات بلادهم المتنامية مع الصين واتهامات بتدخل قواتهم في الحرب المستمرة في ليبيا.

وقال مصدر في مجلس الشيوخ إن تزويد الإماراتيين بالمعدات التي يطلبونها قد يستغرق سنوات.

وأعلنت جماعة الحوثي في اليمن، الاثنين الماضي، أنها نفذت عملية عسكرية وصفتها بالنوعية في العمق الإماراتي، وأكدت استهداف منشآت حيوية في كل من أبو ظبي ودبي بواسطة طائرات مسيّرة وصواريخ باليستية ومجنحة، مما أسفر عن 3 قتلى من الجنسيتين الهندية والباكستانية.

ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وبين الحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.

وأدى الصراع إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين ودفع اليمن لحافة المجاعة.

المصدر : الجزيرة + وكالات