تصاعد نذر الحرب.. دول غربية تستعد لإجلاء دبلوماسييها بأوكرانيا واجتماع رباعي بمشاركة روسيا لبحث الأزمة

Workers unload a shipment of military aid delivered as part of the United States of America's security assistance to Ukraine, at the Boryspil International Airport outside Kyiv
شحنة مساعدات عسكرية أميركية لكييف (رويترز)

ذكرت وسائل إعلام أميركية وألمانيا أن سفارة أميركا في أوكرانيا تطلب من واشنطن الموافقة على مغادرة بعض موظفيها وأسرهم، فيما تعد السلطات الألمانية خططا لإجراء دبلوماسييها في كييف، وذلك مع تصاعد مؤشرات قرب شن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا، فيما طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فرض عقوبات الآن على روسيا، قبل غزوها المحتمل لبلاده.

وذكر موقع شبكة "سي إن إن" (CNN) الأميركية أن سفارة أميركا في كييف طلبت من وزارة الخارجية السماح لها بمغادرة الموظفين غير الأساسيين في السفارة وأسرهم.

ونقلت "سي إن إن" عن مصدر مقرب من الحكومة الأوكرانية أن واشنطن أخبرت كييف بأنها ربما تبدأ بترحيل بعض موظفي سفارتها في الأسبوع المقبل.

وأوردت وسائل إعلام ألمانية اليوم أن برلين أعدت خططا لإجلاء دبلوماسييها من أوكرانيا إذا تدهور الوضع.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها تنصح مواطنيها بعدم السفر غير الضروري لأوكرانيا، "لأن الأحداث تمضي سريعا"، وذكرت نظيرتها البلجيكية أنها تحث المواطنين البلجيكيين على "عدم السفر لأوكرانيا، وتدعو الموجودين هناك للتسجيل في السفارة البريطانية".

وتأتي هذه التطورات في ظل حشد روسيا آلاف من قواتها وعتادها العسكري المتطور على مقربة من الحدود الأوكرانية، وذلك بداعي إجراء تدريبات، في حين يتخوف الغرب وأوكرانيا من إقدام موسكو على غزو الأراضي الأوكرانية قريبا.

العقوبات الآن

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يؤيد فرض عقوبات على روسيا الآن، قبل غزوها المحتمل لبلاده، وشدد على أن العقوبات على روسيا لن تكون ذات أهمية بعد أن تفقد أوكرانيا كامل أراضيها، وذلك في حال نفذت موسكو هجوما عسكريا يخشى الغرب وقوعه قريبا، إذ حشدت روسيا في الأشهر القليلة الماضية عشرات آلاف من قواتها قرب الحدود مع أوكرانيا.

وجدد زيلينسكي تمسك بلاده بالحلول السلمية، ورفضه الحرب التي قال إن بلاده ستواجه فيها أحد أقوى جيوش العالم، وستؤدي إلى خسائر فادحة بالأرواح قد تصل إلى مئات الآلاف من كلا الطرفين.

وفي سياق متصل، اتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا اليوم السبت ألمانيا بتشجيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد رفض برلين تسليم أسلحة إلى كييف التي تخشى غزوا روسيا.

وأضاف كوليبا أن على الشركاء الألمان التوقف عن تقويض وحدة الغرب تجاه روسيا، وجاء تصريح الوزير الأوكراني بعدما قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت اليوم إن تسليم أوكرانيا أسلحة "لن يساهم في نزع فتيل الأزمة".

ويأتي الموقف الألماني مخالفا لما قامت به الولايات المتحدة وبريطانيا ودول البلطيق في الأيام القليلة الماضية من إرسال مساعدات عسكرية لأوكرانيا، تشمل على الخصوص صواريخ مضادة للطائرات والدبابات، وذلك تحسبا لهجوم عسكري روسي على البلاد.

إذ قالت السفارة الأميركية في كييف اليوم إن واشنطن أرسلت 90 طنا من الأسلحة والذخائر عبارة عن مساعدة لأوكرانيا، كما قدمت مساعدة أمنية لكييف في العام 2021 بأكثر من 650 مليون دولار.

اتهامات روسية

في المقابل، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الولايات المتحدة تماطل في مناقشة مقترحات روسيا للضمانات الأمنية، منذ تسليمها إلى الجانب الأميركي قبل أكثر من شهر.

وتصر موسكو على تقديم واشنطن وحلف شمالي الأطلسي (ناتو) ضمانات مكتوبة، في مقدمها عدم قبول عضوية أوكرانيا في الحلف، إذ تعتبر ذلك تهديدا للأمن القومي الروسي.

واعتبرت الخارجية الروسية أن نشر واشنطن تقريرا عن السياسة الروسية تجاه أوكرانيا -قبيل اللقاء الذي جمع أمس الجمعة وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي أنتوني بلينكن في جنيف- استفزاز صريح.

فقد نشرت الخارجية الأميركية تقريرا عما قالت إنها 7 روايات روسية مضللة بشأن أوكرانيا.

واتهمت الخارجية الروسية الولايات المتحدة ودولا غربية بشن حملة دعائية، لـ"تصوير روسيا على أنها دولة معتدية وعدوة لأوروبا المتحضرة".

اجتماعات رباعية

وفي سياق آخر، قال مصدر في إدارة الرئيس الروسي بوتين اليوم السبت إن مستشارين سياسيين من روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا سيعقدون محادثات بشأن شرق أوكرانيا.

وأضاف المصدر أن المحادثات التي تجري ضمن ما يعرف بـ"صيغة نورماندي"، ستعقد في باريس الثلاثاء المقبل.

من ناحية أخرى، قبل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو دعوة للقاء نظيره البريطاني بن والاس لمناقشة الأزمة على الحدود الروسية الأوكرانية، وفق ما أعلنه مصدر في وزارة الدفاع البريطانية اليوم السبت.

وقالت وكالة الإعلام الروسية اليوم -نقلا عن مصدر دبلوماسي- إنه من المتوقع أن تزور وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس موسكو في فبراير/شباط المقبل؛ لإجراء محادثات مع نظيرها الروسي لافروف.

وتشهد العلاقات بين الغرب وروسيا تراجعا لأدنى مستوى منذ الحرب الباردة، بسبب توتر العلاقات في عدة ملفات دولية، ومن أبرزها الأزمة في شرقي أوكرانيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات + سي إن إن