مسؤول في طالبان لأسوشيتد برس: سنعلن الإمارة الإسلامية من القصر الرئاسي في كابل
قال مسؤول في طالبان لأسوشيتد برس اليوم الأحد، إن الحركة ستعلن قريبا الإمارة الإسلامية من القصر الرئاسي في كابل.
وكان مقاتلو الحركة دخلوا بعد عصر اليوم العاصمة الأفغانية كابول وسيطروا على القصر الرئاسي ومطار المدينة العسكري، وذلك بعد فرار قوات الأمن ومغادرة الرئيس أشرف غني إلى طاجيكستان.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsنيويورك تايمز: طالبان اكتسحت أفغانستان بعد سنوات من الحسابات الأميركية الخاطئة
مقال بواشنطن بوست: انهيار أفغانستان جزء من هزيمة بطيئة وممتدة لأميركا
وأضافت الحركة -في بيان- أن الشرطة والمسؤولين في كابل لاذوا بالفرار؛ مما يمثل مشكلة أمام حفظ القانون والنظام.
وأعلنت طالبان عفوا عاما بعد وصول مسؤولي اللجنة العسكرية لطالبان إلى القصر الرئاسي في كابل.
وقال المتحدث باسم حركة طالبان إنه لا خطر يهدد السفارات والبعثات الدبلوماسية الأجنبية في كابل
يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.#عاجل:
قوات #الإمارة_الإسلامية تدخل #القصر_الرئاسي، بالعاصمة #كابول.#طالبان_تنتصر— الإمارة الإسلامية (@alemara_ar) August 15, 2021
ونقلت رويترز عن مصدرين في طالبان قولهما إنه لن تكون هناك حكومة انتقالية في أفغانستان، وإن الحركة تتوقع تسليما كاملا للسلطة.
وأكد المتحدث باسم حركة طالبان سهيل شاهين على ضرورة تسليم العاصمة كابل والسلطة إلى إمارة أفغانستان الإسلامية، قائلا "سيكون لدينا حكومة إسلامية أفغانية شاملة في المستقبل".
وطمأن شاهين المواطنين في أفغانستان -وخاصة في العاصمة كابل- بأن ممتلكاتهم وحياتهم آمنة.
بدوره، قال الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي "بعد مغادرة أشرف غني والمسؤولين ومنعا لحدوث فوضى تشكلت لجنة لنقل السلطة سلميا".
وأضاف أن اللجنة مكونة من عبد الله عبد الله وحامد كرزاي وقلب الدين حكمتيار.
إخلاء السفارة الأميركية
وفي سياق متصل، نقلت قناة سي إن إن الأميركية عن مصدر مطلع تأكيده إزالة العلم الأميركي من السفارة بكابل في خطوة أخيرة لإخلائها.
وأضاف المصدر أن سحب موظفي السفارة الأميركية من كابل يسير بسرعة كبيرة ومن المتوقع انتهاء العملية مساء اليوم.
ووفقا للمصدر ذاته، لا يزال هناك عدد قليل من المتعاقدين الأمنيين في السفارة الأميركية ومن المتوقع أن يغادروا قريبا.
بدورها، قالت السفارة الأميركية في أفغانستان إن "الوضع الأمني في كابل يتغير بسرعة بما في ذلك مطار المدينة".
وأكدت السفارة في بيان أن حريقا اندلع في مطار كابل، وطالبت الرعايا الأميركيين بالتزام أماكنهم وعدم التوجه إلى السفارة الأميركية أو مطار العاصمة الأفغانية في الوقت الحالي.
مغادرة الرئيس
وكان رئيس لجنة المصالحة عبد الله عبد الله قال إن غني غادر البلاد و"ورطها وورط الشعب بهذه الحالة". وأضاف أن "الشعب سيحكم على الرئيس السابق وسيحاسبه الله".
وفي تصريح منفصل، قال مسؤول كبير بالخارجية الأفغانية إن الرئيس غني غادر أفغانستان لكن لا يُعرف البلد الذي توجه إليه. وكان مسؤول كبير بالداخلية الأفغانية قال -في وقت سابق- إن غني غادر إلى طاجيكستان.
وقال القائم بأعمال وزير الدفاع بسم الله خان محمدي إن غني "قيد أيدينا وراء ظهورنا وباع الوطن" وغادر البلاد.
وجاءت هذه التطورات بعد ساعات من نقل "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal) عن مسؤول أفغاني رفيع قوله إن الحكومتين الأميركية والأفغانية طلبتا من طالبان تأجيل دخول كابل إلى حين الاتفاق على حكومة انتقالية، وقال وزير الدفاع الأفغاني إن غني نقل جزءا من صلاحياته إلى وفد يتوقع أن يغادر للتفاوض مع طالبان في الدوحة.
من جانب آخر، ذكرت رويترز أن الوفد الحكومي يضم المسؤول البارز عبد الله عبد الله، ومن المتوقع أن يتوجه اليوم الأحد إلى الدوحة للقاء ممثلين عن طالبان من أجل بحث مسألة تسليم السلطة.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن بلاده ستدعم جهود المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وطالبان في العاصمة القطرية.
وأضاف -في مقابلة مع "إن بي سي" (NBC)- أن لدى الولايات المتحدة فريقا بالدوحة يعمل مع الأمم المتحدة وقطر ودول أخرى لدعم تلك الجهود، ومعرفة إمكانية التوصل إلى تسوية سلمية لنقل السلطة، مشيرا إلى أن هذا سيجنب الشعب الأفغاني إراقة المزيد من الدماء.
وكانت وسائل إعلام محلية أفادت بأن رئيس البرلمان وعددا من زعماء الأحزاب السياسية غادروا كابل إلى باكستان، مضيفة أن الرئيس السابق ووزير الخارجية الحالي طالبا غني بالاستقالة لحل الصراع.
دخول كابل
من جهته، قال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد قبيل دخولها كابل، إن طالبان لا تريد حالة حرب في العاصمة. وأضاف -في تغريدة عبر تويتر- أن طالبان لن تمس الممتلكات والبنوك في كابل وستتخذ خطوات جادة لحمايتها، حسب تعبيره.
كما نقلت رويترز عن قيادي من طالبان أن الحركة أمرت المقاتلين بالإحجام عن العنف في كابل، والسماح بالعبور الآمن لأي شخص يختار الخروج، وطلبت من النساء التوجه إلى أماكن آمنة.
وقال متحدث باسم طالبان لرويترز "ندعو المدنيين الأفغان للبقاء في بلدهم وألا يغادروه نتيجة الخوف، لا ننوي الانتقام من أحد وسنصفح عن كل من خدم في الحكومة أو قواتها".
ونقلت الوكالة عن متحدث باسم طالبان قوله إن سياسة الحركة ستقوم على ترك العقوبات كالإعدام والرجم وقطع الأعضاء للمحاكم للبت فيها، مضيفا أنه سيسمح لوسائل الإعلام بانتقاد من تريد لكن من دون تشهير.
وأكد المتحدث أنه سيسمح للمرأة بمغادرة المنزل وحدها دون مرافق، وأن حقوقها ستحترم وسيسمح لها بالتعليم والعمل، على أن ترتدي الحجاب.
مؤامرة وتسليم
وفي سياق تسارع التطورات الميدانية، قال قائد القوات الموالية للحكومة إن مؤامرة أدّت لتسليم مدينة مزار الشريف مركز ولاية بلخ إلى قوات طالبان، في حين غادرت أعداد كبيرة من القوات الحكومية ومسؤولون محليون نحو المعبر الحدودي بين هذه الولاية وأوزبكستان.
وجاء ذلك بعد معارك محتدمة وحصار للمدينة التي تعد كبرى مدن الشمال، وتقع قرب 3 جمهوريات في آسيا الوسطى هي تركمانستان وطاجيكستان وأوزبكستان.
وأكد مصدر أمني أفغاني للجزيرة أن مسلحي طالبان سيطروا على معبر "طورخم" بولاية ننغرهار على الحدود مع باكستان. وقد أعلنت وزارة الداخلية في باكستان إغلاق المعبر إغلاقا كاملا بعد سيطرة طالبان عليه.
ونقلت أسوشيتد برس عن مسؤولين أن حركة طالبان باتت تسيطر على جميع المعابر الحدودية في أفغانستان.
خوست وباغرام
وفي تطور آخر، قالت طالبان إن مسلحيها يسيطرون على مقر ولاية خوست جنوب شرقي البلاد، كما قال مصدر أمني إن مسلحي الحركة يسيطرون على السجن المركزي بالولاية ويطلقون سراح جميع المعتقلين.
في هذه الأثناء، قال مصدر أمني للجزيرة إن ما لا يقل عن 35 مسلحا من طالبان قتلوا بغارات جوية نفذتها القوات الأميركية في 3 ولايات أفغانية.
وقال مصدر أمني للجزيرة إن عبد الرشيد دستم (النائب الأول السابق للرئيس) وكذلك رئيس الجمعية الإسلامية "قائد الانتفاضة الشعبية" عطاء محمد نور فرّا أمس السبت إلى أوزبكستان.
وقد بث ناشطون على مواقع التواصل صورا لما قالوا إنها لحظة اقتحام مسلحي طالبان منزل الجنرال دستم شمالي البلاد.
دخول جلال آباد
وإلى الشرق من البلاد، أعلنت طالبان في وقت سابق دخول مسلحيها مدينة جلال آباد عاصمة ولاية ننغرهار، وأكد مصدر أمني للجزيرة أن الحركة سيطرت على مقر الشرطة داخل المدينة.
كما قال مسؤول في جلال آباد لرويترز إنه لا توجد اشتباكات حاليا بالمدينة لأن الحاكم استسلم لطالبان، وأوضح أن فتح المجال أمام مرور الحركة كان السبيل الوحيد لإنقاذ حياة المدنيين.
وكان مقاتلو طالبان دخلوا مشارف جلال آباد أمس ليلا. وقال نائب برلماني للجزيرة في وقت سابق إن مفاوضات تجري بوساطة زعماء القبائل بولاية ننغرهار بين السلطات المحلية ومسلحي طالبان من أجل تسليم المدينة.
وخلال أيام، تمكنت طالبان من السيطرة على مراكز 18 ولاية من أصل 34. ومن بين عواصم الولايات التي سقطت في قبضتها قندهار التي تعد ثاني كبرى المدن الأفغانية، وهرات ثالث أكبر مدينة، إضافة إلى غزني التي تقع على الطريق المؤدي إلى كابل حيث تفصلهما مسافة لا تتعدى 149 كيلومترا.