إيران وأميركا.. هل تنجح صفقة لتبادل السجناء؟

تتحدث مصادر غير رسمية عن 15 سجينا إيرانيا تطالب طهران الولايات المتحدة بالإفراج عنهم، ومن المرجح أنهم اعتقلوا لخرقهم العقوبات الأميركية ضد بلادهم.

الوفد الإيراني أثناء مغادرته الفندق الذي تعقد فيه مباحثات الملف النووي بفيينا (الأناضول)

طهران – بينما دخلت مفاوضات فيينا النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن حالة سكون؛ يبدو أن مفاوضات غير مباشرة أخرى جارية بين البلدين لتبادل السجناء المحتجزين في البلدين منذ سنوات.

وصرح المبعوث الأميركي الخاص بإيران روبرت مالي، وكذلك المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس؛ أن واشنطن تجري محادثات غير مباشرة مع إيران للإفراج عن جميع السجناء الأميركيين لديها.

كما أعلن مؤخرا المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أن طهران وواشنطن تجريان محادثات بشأن تبادل الأسرى، "وفي حال الوصول إلى أية نتائج سيتم إعلانها".

واشار فؤاد ايزدي بأن رفض الأمريكيين لتبادل السجناء كان إلى حد كبير بسبب عزمهم لاستخدام القضية كأداة دعائية ضد إيران
فؤاد إيزدي: رفض الأميركيين لتبادل السجناء كان بسبب عزمهم استخدام القضية كأداة دعائية ضد إيران (الصحافة الإيرانية)

أداة دعاية

وأشار فؤاد إيزدي -خبير الشؤون الأميركية وعضو هيئة التدريس في جامعة طهران- إلى تصريح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف -منذ سنوات- بأن إيران مستعدة لتبادل الأسرى، لكنه قال إن الأميركيين رفضوا العرض.

وأضاف إيزدي -في حديثه للجزيرة نت- أن رفض الأميركيين للعرض كان -إلى حد كبير- بسبب عزمهم استخدام القضية كأداة دعائية ضد إيران. وأن المفاوضات جارية، وليس لدى طهران مشكلة في تبادل السجناء، "بل الكرة في ملعب الأميركيين وعليهم اتخاذ القرار في هذا الصدد".

جميع السجناء

في يناير/كانون الثاني 2016، وبعد إبرام الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى؛ جرى تبادل محدود للأسرى بين إيران والولايات المتحدة، لكن الاتفاقية لم تشمل جميع الأسرى الأميركيين في إيران.

وفي الجولة الأخيرة من المفاوضات النووية، طالبت الولايات المتحدة بإطلاق سراح جميع سجنائها في إيران. كما طالبت الأخيرة أيضا بالإفراج عن مواطنيها المحتجزين بالولايات المتحدة أو المعتقلين في دول أخرى بطلب أميركي، لخرقهم العقوبات الأميركية على إيران.

أبرز السجناء

ووفقا للوثائق المعلنة، هناك 4 سجناء مزدوجي الجنسية (إيرانية- أميركية) في سجون إيران، ومن بينهم سيامك نمازي ومحمد باقر نمازي ومراد طاهباز وعماد شرقي.

وحُكم على سيامك نمازي بالسجن 10 سنوات بتهمة التجسس والتعاون مع الولايات المتحدة. مواقع التواصل.
سيامك نمازي محكوم بالسجن 10 سنوات بتهمة التجسس والتعاون مع الولايات المتحدة (مواقع التواصل)

سيامك نمازي

من مواليد 1971 في الولايات المتحدة، وهو رجل أعمال إيراني يحمل الجنسية الأميركية. كان يمارس أنشطة تجارية في الدولتين، وله ولوالده دور في تأسيس "المجلس الوطني الإيراني الأميركي" (NIAC) بالولايات المتحدة.

كما لعب نمازي دورا في إبرام عقد تجاري بين الشركة الوطنية الإيرانية للنفط وشركة "كرسنت بتروليوم" (Crescent Petroleum) الإماراتية عام 2002. واعتقل نمازي في أكتوبر/تشرين الأول 2015 في أثناء زيارته لإيران، وحُكم عليه بالسجن 10 سنوات بتهمة التجسس والتعاون مع حكومة الولايات المتحدة.

**للاستخدام الداخلي فقط ** - اعتقل باقر نمازي في فبراير شباط 2016 بعد عودته إلى إيران لمتابعة قضية ابنه. مواقع التواصل
اعتقل باقر نمازي في فبراير/شباط 2016 بعد عودته إلى إيران لمتابعة قضية ابنه (مواقع التواصل)

محمد باقر نمازي

هو والد سيامك نمازي، من موالید 1936 في مدينة النجف. دبلوماسي سابق، شغل -قبل الثورة الإسلامية في إيران- منصب محافظ خوزستان، ونائب وزير الشؤون المحلية والتنمية الحضرية بوزارة الداخلية الإيرانية.

وتولى نمازي منصب ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في الصومال وكينيا ومصر بعد الثورة الإسلامية. وهاجر إلى الولايات المتحدة عام 1983. وشارك مع ابنه سيامك في تأسيس المجلس الوطني الإيراني الأميركي.

اعتقل باقر نمازي في فبراير/شباط 2016 بعد عودته إلى إيران لمتابعة قضية ابنه، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات، بتهمة التجسس والتعاون مع الولايات المتحدة.

**للاستخدام الداخلي فقط ** حكم القضاء على مراد طاهباز بالسجن 10 سنوات لتعاونه مع الولايات المتحدة كحكومة معادية. مواقع التواصل
حكم القضاء الإيراني على مراد طاهباز بالسجن 10 سنوات لتعاونه مع الولايات المتحدة (مواقع التواصل)

مراد طاهباز

رجل أعمال وناشط بيئي، يحمل الجنسيات الإيرانية والأميركية والبريطانية. وهو نجل قاسم طاهباز الذي كان عضوا في مجلس الشورى الوطني وعضو مجلس الشيوخ في عهد بهلوي قبل الثورة الإسلامية.

كما أنه أحد مؤسسي مؤسسة التراث الفارسي للحياة البرية. واعتقل مسؤولون أمنيون إيرانيون مراد طاهباز و8 آخرين من نشطاء المؤسسة، في فبراير/شباط 2018.

وفي فبراير/شباط 2020 حكم القضاء على طاهباز بالسجن 10 سنوات، لتعاونه مع الولايات المتحدة "كحكومة معادية". بعد اتهامه بالتجسس في المناطق العسكرية والحساسة، تحت ستار حماية البيئة، وتقديم معلومات قيّمة إلى الولايات المتحدة حول خطط المنشآت العسكرية والبحرية الإيرانية.

عماد إدوارد شرقي كان مدير مساعد للشؤون الدولية في شركة قابضة سرآوا مواقع التواصل
عماد شرقي كان مديرا مساعدا للشؤون الدولية في شركة "سرآوا" القابضة (مواقع التواصل)

عماد شرقي

تبدو المعلومات المنشورة عنه شحيحة، لكن وفقا للقليل منها؛ فإن عماد إدوارد شرقي يحمل الجنسيتين الإيرانية والأميركية أيضا، ويرجع اعتقاله إلى ديسمبر/كانون الأول 2020.

وكان شرقي مديرا مساعدا للشؤون الدولية في شركة "سرآوا" القابضة (وهي مستثمرة في أكبر المتاجر عبر الإنترنت في إيران)، وله تعاملاته مع شركاء ومستثمرين أجانب.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية -في يناير/كانون الثاني مطلع العام الجاري 2021- أن عماد شرقي اعتقل في أثناء فراره ومغادرته الحدود الغربية للبلاد بشكل غير قانوني، بعد الإفراج عنه بكفالة. وحكم على عليه بالسجن مدة 10 سنوات، بتهمة التجسس وجمع معلومات عسكرية.

إيرانية تمشي أمام جدارية معادية للولايات المتحدة على حائط سفارة واشنطن سابقا في طهران (رويترز)

سجناء إيرانيون في أميركا

لا توجد قائمة رسمية بالإيرانيين المحتجزين في الولايات المتحدة، لكن -وفق قاعدة بيانات وزارة العدل الأميركية- يُقدر الخبراء عدد السجناء الإيرانيين -الذين تطلب طهران الإفراج عنهم- بين 13 إلى 15 شخصا.

وترجح مصادر غير رسمية أن قائمة سجناء إيران لدى الولايات المتحدة تضم كلّا من مهدي هاشمي، رضا أولنغيان، منصور أرباب سير، حسن علي مشير فاطمي، صدر عماد واعظ، بوران آزاد، أمين حسن زاده، مهرداد أنصاري، سيد سجاد شهيديان، ميلاد كلانتري، بهزاد بورقناد، بهرام كريمي، بهروز بهروزيان، كاوه لطف الله افراسيابي، آرش يوسفي جم.

وجرى احتجاز هؤلاء -غالبا- بسبب التحايل على العقوبات الأميركية ضد إيران. ومن المرجح أن یتم تبادلهم بالسجناء الأميركيين في طهران.

المصدر : الجزيرة