بعد فوزه رئيسا لإيران.. كيف سيتعامل رئيسي مع الملفات الخارجية خاصة فيما يتعلق بالنووي؟
تنقسم خطط السياسة الخارجية التفصيلية لرئيسي إلى ثلاثة مجالات رئيسية وهي الأمن من مبدأ السلطة، والسلام من مبدأ القوة، والتفاوض والدبلوماسية من مبدأ العزة والمنفعة
بإعلان لجنة الانتخابات في إيران فوز إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية يتساءل كثيرون داخل البلاد وخارجها عن نهج حكومته في سياساتها الخارجية، ولا سيما أنه من التيار المحافظ ومقرب من الحرس الثوري.
ويطرح مراقبون خصوصا تساؤلات عن توجهات السياسة الخارجية في عهد حكم رئيسي خصوصا فيما يتصل بالملف النووي الإيراني وتأثير إيران في المنطقة العربية، بدءا من سوريا واليمن والعراق وحتى فلسطين.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبعد انتهاء سباق الرئاسة.. هل تتغير ملامح إيران الخارجية؟
انتخابات الرئاسة الإيرانية.. لماذا تكتسب نسبة المشاركة اهتماما استثنائيا هذه المرة؟
ماذا ينتظر الشباب الإيراني من مرشحي الرئاسة؟
ثلاث ركائز
وتنقسم خطط السياسة الخارجية التفصيلية لرئيسي إلى 3 مجالات رئيسية حسب الموقع الإلكتروني لحملته الانتخابية وهي: الأمن من مبدأ السلطة، والسلام من مبدأ القوة، والتفاوض والدبلوماسية من مبدأ العزة والمنفعة، وتعد الركائز الثلاث لسياساته الخارجية.
يعتقد القائد السابق في الحرس الثوري الإيراني حسين كنعاني مقدم أنه فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، هناك خارطة طريق يحددها المرشد الأعلى وسينفذها رئيسي و"تتضمن محورين، المحور الأول هو تقوية المقاومة وتطوير العلاقات مع الجيران والدول الإسلامية والعربية، والمحور الثاني هو مواجهة الصهيونية والغطرسة ومواجهة أعمالهم التخريبية ضد الجمهورية الإسلامية".
وأضاف كنعاني مقدم في حديثه للجزيرة نت أنه فيما يتعلق بقضية الاتفاق النووي والمفاوضات، سيحاول رئيسي الحصول على مزيد من الامتيازات ورفع العقوبات، بينما يدعو في الوقت نفسه إلى انسحاب الولايات المتحدة من العراق وأفغانستان والخليج.
الملف النووي
ويعد الملف النووي والمفاوضات المتعلقة به أحد الملفات المهمة التي يترقب الداخل الإيراني والخارج كيفية تعامل حكومة رئيسي معها.
وسبق أن صرح رئيسي خلال مناظراته مع مرشحي الرئاسة بأنه يجب الالتزام بالاتفاق النووي كعقد من 9 بنود وافق عليه المرشد الأعلى، وكالتزام يجب على الحكومات القيام به.
وقال رئيسي وقتها إن الحكومة الحالية لا يمكنها الالتزام بالاتفاق النووي والذي يحتاج تنفيذه لحكومة قوية، والإرادة الخارجية هي امتداد للإرادة الداخلية.
ويشير المحلل السياسي الدكتور شعيب بهمن أن ما نقل حتى الآن عن رئيسي والمقربين منه أنهم غير مستعدين للانسحاب من القضية النووية وسوف يلتزمون بها.
ولكن -والحديث لبهمن- لكي يرفع الجانبان الأميركي والأوروبي العقوبات فإن الحكومة الإيرانية الجديدة ستتبع سياسات أكثر جدية كي تتماشى مع أهداف إيران المتمثلة في رفع العقوبات كليا. كما توقع أن تنفذ حكومة رئيسي بالكامل خطة العمل الإستراتيجية لمجلس النواب (تقليل وإلغاء التزامات إيران بشأن القضية النووية) والتي لم ينفذها روحاني حتى الآن.
العلاقات مع الدول العربية
وكتب رئيسي في موقع تابع له أن التعاون الوثيق وتبادل المنافع مع جميع الجيران ووضع الأساس لذلك بهدف الحفاظ على الإنجازات وتعميق السلام والاستقرار الإقليميين، هي من الأولويات الأولى لسياسته الخارجية تجاه الدول العربية ودول الجوار.
ويعتقد الرئيس المنتخب أن "السياسة الخارجية للنظام هي التفاعل مع جميع الدول وخاصة الجيران، وسوف نتفاعل مع أولئك الذين لا ينوون أن يكونوا أعداء، بطريقة ودية وكريمة وموثوقة"، بحسب ما صرح به في مايو/أيار أثناء تسجيله للانتخابات الرئاسية.
وأشار بهمن إلى أن السياسات الكلية للجمهورية الإسلامية واضحة داخليا وخارجيا ولن نلاحظ تغييرا خاصا فيها، وما سنراه هو المزيد من التضامن والرغبة في تنفيذ هذه السياسات الكلية، التي شهدنا الانقسام في نهج الحكومة الحالية تجاهها خلال السنوات الثماني الماضية.
وأضاف بهمن في حديثه للجزيرة نت، أنه ستزداد بالطبع علاقات إيران مع الدول العربية والدول المجاورة مثل العراق وسوريا واليمن وفلسطين لأنها معترف بها كجبهة المقاومة في سياسة إيران الخارجية، وستكون لها أولوية خاصة لحكومة رئيسي. كما ستعمل الحكومة الجديدة على توثيق العلاقات الاقتصادية مع الدول العربية وخاصة دول الجوار.