واشنطن بوست: التجويع أصبح سلاح حرب في إثيوبيا.. على أميركا التحرك بشكل عاجل

epaselect epa08858053 Ethiopian refugees from Tigray region wait in line to receive aid at the Um Rakuba refugee camp, the same camp that hosted Ethiopian refugees during the famine in the 1980s, some 80 kilometres from the Ethiopian-Sudan border...
لاجئون من التيغراي يصلون الحدود الإثيوبية-السودانية (الأوروبية)

حذرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية (Washington Post) من تكرار كارثة مجاعة عام 1984 الشهيرة في إثيوبيا، إذا لم تهب أميركا والغرب لمنع الحملة التي قالت إنها منظمة من قبل الحكومتين الإثيوبية والإريترية لإخضاع شعب إقليم تيغراي غربي إثيوبيا.

وقالت الصحيفة في افتتاحية لها إن الوكالات الإنسانية حذرت من أن المجاعة قد تنتشر في إقليم تيغراي إذا لم تتوقف القوات الحكومية والقوات الإريترية المتحالفة معها عن الحملة الوحشية الجارية لإخضاع المنطقة، وأكدت أن الوضع وصل الآن إلى مستوى حالة الطوارئ.

وأشارت الصحيفة إلى ما أعلنته وكالات الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن أكثر من 350 ألفا من سكان تيغراي البالغ عددهم 6 ملايين يعيشون في ظروف مجاعة، وأن مليونين آخرين معرضون للخطر، وأن حوالي 140 ألفا من الذين يواجهون المجاعة أطفال، بينهم 33 ألفا معرضون لخطر الموت الوشيك.

كارثة إنسانية

وحذرت الصحيفة من أنه إذا لم تُمنع هذه الكارثة الإنسانية، فسيصل الوضع قريبا في إقليم تيغراي إلى ما وصلت إليه إثيوبيا من مجاعة في عام 1984.

وقالت إن ما يحدث في تيغراي هو نتيجة متعمدة للحملة العسكرية التي تشنها ضده حكومة آبي أحمد ونظام أسياس أفورقي الإريتري المتحالف معها منذ أواخر العام الماضي.

ونقلت عن مسؤولين أميركيين وآخرين في الأمم المتحدة وتقارير صحفية، أن قوات الحكومتين أحرقت حقول المزارعين ومخازنهم، وذبحت أو سرقت المواشي، كما منعت، بشكل ممنهج، تسليم المساعدات إلى أجزاء من تيغراي التي لا تخضع لسيطرة الحكومة.

وأشارت إلى ما قاله وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك الأسبوع الماضي من أن القوات الإريترية "تحاول التعامل مع سكان تيغراي بالتجويع كسلاح حرب".

تطهير عرقي

كما أشارت الصحيفة إلى إعلان الأمم المتحدة عن حدوث عمليات اغتصاب جماعي لنساء ومذابح للمدنيين وتطهير عرقي، وفرار أكثر من مليوني شخص من منازلهم تاركين حقولهم، والقبض على الرجال وإعدامهم بإجراءات موجزة.

وأوضحت أن واشنطن وحكومات غربية أخرى حاولت دون جدوى وقف سياسة الأرض المحروقة، حيث بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يطالب علنا، بعد فترة وجيزة من توليه منصبه، ​​بانسحاب المليشيات الإريترية والإثيوبية من تيغراي، كما أرسل الرئيس الأميركي جو بايدن السيناتور كريس كونز، المقرّب منه، للضغط على رئيس الوزراء الإثيوبي؛ وفي الشهر الماضي، أعلن بلينكن فرض عقوبات على المسؤولين الإثيوبيين والإريتريين المتورطين في انتهاكات أو منع المساعدات الغذائية. وعلق الاتحاد الأوروبي وأميركا مساعدات بمئات الملايين من الدولارات.

خيار وحيد لإدارة بايدن

وقالت الصحيفة إن كل هذه التحركات لم تنجح، وجرى اعتقال الصحفيين الذين يكتبون عن تلك الفظائع أو طردهم من إثيوبيا، مضيفة أنه في هذه الأثناء، منعت الصين وروسيا إجراءً لمجلس الأمن الدولي، وأضافت أنه، للأسف، لم يجتمع علنا بعد بشأن أزمة تيغراي.

وختمت واشنطن بوست افتتاحيتها بالقول إنه ورغم أن إثيوبيا حليف مهم لأميركا، ليس لدى إدارة بايدن الآن خيار سوى منع تكرار الكارثة.

المصدر : واشنطن بوست