أكاديمي سويدي: ليس لأوكرانيا ما تعتمد عليه ضد بوتين غير أميركا وبريطانيا

Ukrainian soldiers wait for a rehearsal of the military parade at the Independence Square in downtown Kiev, Ukraine, 20 August 2015. The parade will be held in honour of Independence Day of Ukraine on 24 August.
جنود أوكرانيين في مناورة عسكرية بميدان الاستقلال بالعاصمة كييف في أغسطس/آب 2015 (رويترز)

 

ذكر مقال بموقع "ناشونال إنترست" الأميركي (The National Interest) أن تصعيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجاه أوكرانيا يعود إلى قرب الانتخابات البرلمانية الروسية وتقاعس الاتحاد الأوروبي عن معاقبة الكرملين على مغامراته العسكرية بأوروبا.

وأوضح المقال الذي كتبه الدكتور أندرياس أوملاند، الباحث في المعهد السويدي للشؤون الدولية في ستوكهولم، أنه حتى إذا قرر الكرملين في نهاية المطاف ألا يشنّ حربا كبرى في أوكرانيا، فمن المرجح أن تظل الأشهر القليلة المقبلة متوترة.

وقال الكاتب إن قرارات بوتين بالتوسع الإقليمي العسكري لروسيا في جورجيا عام 2008، وفي أوكرانيا عام 2014 كانت منطقية بحساب المكاسب السياسية المتمثلة في تعزيز شعبيته واستقرار نظامه مؤقتا وانخفاض التكلفة الاقتصادية للعمليتين اللتين لم تدفعا دولا خارجية، خاصة الاتحاد الأوروبي، إلى فرض عقوبات على روسيا.

الاتحاد الأوروبي لم يعاقب روسيا أبدا

وأشار إلى أن حزمة العقوبات الوحيدة التي اعتُمدت ضد موسكو وكان قد فرضها الاتحاد الأوروبي ولا تتعلق مباشرة بالصراع الأوكراني هي تلك التي صدرت بحقها بعد أقل من أسبوعين من إسقاط روسيا طائرة ركاب ماليزية فوق شرق أوكرانيا في 17 يوليو/تموز 2014، مضيفا أنها لا تزال سارية حتى الآن، وكان لها تأثير معتدل في الاقتصاد الروسي.

وأضاف الكاتب أن عقوبات مؤلمة قرر الاتحاد الأوروبي فرضها بحق موسكو لم يتم تبنّيها أبدا على مدى 30 عاما الماضية في مرحلة الحروب الروسية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وربما لن يتم تبنيها أبدا.

والآن، يقول أوملاند، تشهد شعبية النخبة الحاكمة الروسية تراجعا منذ أشهر عدة بسبب العواقب الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية بعيدة المدى لأزمة فيروس كورونا، التي تم حجبها في الإحصاءات الرسمية لروسيا، وكذلك المشاكل السياسية وأشهرها تحوّل أليكسي نافالني التدريجي إلى بطل، وذلك رفع المخاطر التي يواجهها بوتين وأتباعه كثيرا منذ العام الماضي.

حرب مفتوحة وشاملة

وعلى هذه الخلفية، وفي المرحلة التي تسبق انتخابات البرلمان الروسي المقبلة في سبتمبر/أيلول 2021، تزداد أيضا المكاسب السياسية المحلية النسبية لمغامرة أخرى في السياسة الخارجية. ومن ثم، من المرجح أن تستمر التوترات الحالية بين روسيا والغرب وأوكرانيا أو تتصاعد، على الأقل، حتى الانتخابات البرلمانية. وفي أسوأ السيناريوهات، حسب توقعات الكاتب، يمكن أن يتحول الصراع المحتدم حاليا بين روسيا وأوكرانيا إلى حرب مفتوحة وشاملة بين الدول.

وأشار أوملاند إلى أن جيش أوكرانيا لم يعد كما كان في أثناء حرب 2014-2015، فقد أصبح أكثر عددا وأفضل خبرة في القتال مقارنة بالجيوش الأخرى في أوروبا، ومع ذلك، فإن روسيا إذا كانت ستشن الآن حربا تقليدية وليست مجرد حرب بالوكالة على أوكرانيا، فقد يقرر الكرملين استخدام سلاح الجو الروسي وربما حتى أنظمة الصواريخ الأرضية ضد أوكرانيا. ومن المؤكد أن موسكو لن تستخدم على الأرجح أسلحة الدمار الشامل في أوكرانيا. ومع ذلك، حتى النشر الروسي للقاذفات والمدفعية الثقيلة والصواريخ قصيرة المدى برؤوس حربية تقليدية في أوكرانيا يمكن أن يكون له عواقب وخيمة، بل وكارثية.

أميركا وبريطانيا

وتوقع الكاتب أن يستمر الاتحاد الأوروبي في خطبه السلمية ويظل سلبيا في ممارسات السياسة الاقتصادية الخارجية ما دام لم يكن هناك قتل جماعي روسي إضافي لمواطني الاتحاد الأوروبي.

ويختم الكاتب مقاله بأن سلوك بوتين في الأشهر القليلة المقبلة والمدى الذي سيذهب في تصعيده تجاه أوكرانيا، سيعتمد إلى حد كبير على سياسة أميركا وبريطانيا إزاء روسيا.

المصدر : ناشونال إنترست