الإعلان عن مساعدات لسوريا وبوادر صدام روسي أميركي بشأن آلية إدخالها

تهدف النسخة الخامسة من "مؤتمر بروكسل من أجل سوريا" إلى مساعدة دول الجوار التي استقبلت ملايين اللاجئين السوريين، وهي لبنان والأردن وتركيا على وجه الخصوص

Supporting the future of Syria and the region conference in Brussels
مؤتمر المانحين ببروكسل يهدف لجمع 10 مليارات دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية بسوريا (الأناضول)

اكتسبت الأزمة السورية زخما دوليا جديدا اليوم الثلاثاء حيث تعهدت بعض الأطراف بتقديم مساعدات مالية للسوريين خلال مؤتمر المانحين المنعقد في بروكسل، في حين شهد مجلس الأمن سجالا حول آلية إدخال هذه المساعدات.

وقد شدد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على أن مواجهة التداعيات الإنسانية للأزمة السورية لن تتحقق إلا عبر الحل السياسي.

وأبدى الوزير القطري استعداد بلاده "لدعم اللجنة الدستورية بالتعاون مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا". وقال إن "النظام السوري ارتكب فظاعات ترقى لجرائم الحرب ويواصل عرقلة المسار السياسي".

وفيما يتعلق بالجانب الإنساني، أعلن وزير الخارجية القطري تعهد بلاده بتقديم مساعدات بقيمة 100 مليون دولار للمساعدة في تخفيف وطأة الكارثة الإنسانية في سوريا. وقال إن قطر قدمت مساعدات ومنحا يفوق مجموعها ملياري دولار انطلاقا من "قناعتها الراسخة بضرورة توفير شروط العيش الكريم للشعب السوري".

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن بلاده ستقدم مساعدات إنسانية جديدة بأكثر من 596 مليون دولار لمواجهة الأزمة السورية.

وأضاف بلينكن في بيان أن المساعدات تهدف إلى تقديم العون للكثير من السوريين في الداخل، والذين يقدر عددهم بنحو 13.4 مليون نسمة، وكذلك مساعدة 5.6 ملايين لاجئ سوري في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.

وكان بلينكن طالب أمس الاثنين بإعادة فتح نقاط العبور أمام المساعدات الإنسانية، والتي أغلقت في العام الماضي بضغط من روسيا، وقال الوزير الأميركي إن القوى العالمية "يجب أن تخجل من عدم تحركها بهذا الشأن".

مساعدة دول الجوار

أما ألمانيا، فتعهدت بتقديم أكثر من 1.7 مليار يورو لمساعدة سوريا، خلال المؤتمر الدولي للمانحين الذي ينعقد في بروكسل برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وأعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن مبلغ 1.738 مليار يورو.

وتهدف النسخة الخامسة من "مؤتمر بروكسل من أجل سوريا" إلى مساعدة دول الجوار التي استقبلت ملايين اللاجئين السوريين، وهي لبنان والأردن وتركيا على وجه الخصوص.

وكانت الأمم المتحدة دعت إلى تقديم تبرعات لا تقل عن 10 مليارات دولار (8.5 مليارات يورو) لهذا الغرض.

وقد أكدت الولايات المتحدة وأغلب الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي أهمية استمرار العمل بآلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا.

 لكن روسيا والصين قالتا في الجلسة الدورية لمجلس الأمن بشأن الأوضاع الإنسانية في سوريا إن الآلية الأممية تنتهك سيادة دمشق.

بوادر صدام

وقال مراسل الجزيرة في نيويورك مراد هاشم إن بوادر صدام تلوح داخل مجلس الأمن بشأن التجديد لآلية إدخال المساعدات التي تنتهي صلاحيتها في يونيو/حزيران المقبل إذا أصرت روسيا والصين على أن آلية إدخال المساعدات الإنسانية تنتهك سيادة النظام السوري، وطالبتا بإدخال المعونات إلى مناطق الشمال السوري عبر نظام بشار الأسد.

وانتقد سيرغي فيرشينين نائب وزير الخارجية الروسي العقوبات الأميركية والأوروبية على دمشق، وأشار إلى أن هناك تسييسا صارخا للقضايا الإنسانية، وتمييزا ضد المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، خاصة في ما يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية.

وفي يوليو/تموز الماضي استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لتقليص عدد نقاط إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا -التي لا تتطلب موافقة دمشق- من 4 معابر إلى معبر واحد، وهو معبر باب الهوى بين سوريا وتركيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات