الانسحاب من أفغانستان.. الناتو لم يتخذ قرارا بعد ووزير بريطاني يربطه بالتوصل إلى اتفاق سلام

كان من المتوقع صدور قرار بشأن اجتماع وزراء دفاع الناتو في 7 فبراير/شباط لكنه أرجئ بانتظار نتيجة المفاوضات بشأن اتفاق سلام أفغانستان.

A soldier of the German armed forces Bundeswehr leaves a CH-53 helicopter in Kunduz
الناتو قلص وجوده بأفغانستان من 130 ألف جندي إلى 9600 (رويترز)

قال وزير الدولة للقوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي إن القوات الأميركية والبريطانية لن تنسحب من أفغانستان في الأول من مايو/أيار المقبل، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام، في حين لم يتخذ حلف شمال الأطلسي (الناتو) قرارا بعد بشأن الانسحاب.

فقد كشف الوزير البريطاني للجزيرة أن هذا الموعد ما يزال قائما، لكنه مشروط بتوفر ما وصفها بالظروف المناسبة.

وفي ذات السياق، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) يَـنس ستولتنبرغ إن الحلف لا يريد اتخاذ قرار متسرع بشأن الانسحاب من أفغانستان، ويجب تنسيق مواقف أعضاء الحلف.

وأضاف ستولتنبرغ أنه لم يتخذ قرارا بعد بخصوص وجود القوات الدولية في أفغانستان "وننتظر التطورات على الأرض".

وكان الأمين العام للناتو أشار إلى أن محادثات السلام في أفغانستان قد تكون هشة، ولكنها السبيل الوحيد لتسوية دائمة في البلاد.

ودعا، في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى إشراك جميع اللاعبين السياسيين في المنطقة بعملية التفاوض.

من جهته، سعى بلينكن إلى طمأنة الشركاء بشأن مستقبل الناتو في أول اجتماع يحضره اليوم بمقر الحلف في بروكسل، لكنه ترك الغموض مسيطرا على الحلفاء بشأن الانسحاب من أفغانستان.

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحفي "مصممون على تعزيز تحالفاتنا لتعزيز شراكاتنا بدءا بحلف شمال الأطلسي".

لكنه ترك مسألة الانسحاب من أفغانستان غامضة قائلا "لدينا مراجعة جارية في الولايات المتحدة، أنا هنا اليوم لمشاركة بعض أفكارنا الأولية مع شركائنا بالحلف".

ولم يخف الأوروبيون خيبة أملهم، وحذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بقوله "لا نريد مغادرة هذا البلد كما وجدناه قبل 20 عاما، ونأمل أن نتمكن من التحدث بشكل ملموس اليوم مع الولايات المتحدة حول تطورات الأسابيع المقبلة".

وقال وزير أوروبي آخر لوكالة الصحافة الفرنسية شرط عدم كشف هويته متسائلا "هل سنبقى بعد الأول من مايو/أيار أو سنغادر؟" مجيبا "لا نعرف ما الذي سنفعله. وهذه مشكلة".

وكان من المتوقع صدور قرار بشأن اجتماع وزراء دفاع حلف الأطلسي في 17 فبراير/شباط، لكنه أرجئ في انتظار نتيجة المفاوضات بشأن اتفاق سلام أفغانستان.

ويتصدر مستقبل مهمة التحالف الدولي بأفغانستان جدول أعمال قمة تستمر يومين بدءا من الثلاثاء. ويعقد هذا الاجتماع بحضور وزراء خارجية الدول الأعضاء شخصيا للمرة الأولى منذ بداية وباء فيروس كورونا.

وأصبح من الضرورة اتخاذ قرار بشأن مهمة الأطلسي بأفغانستان "الدعم الحازم" إذ إن الاتفاق الذي أبرم بين حركة طالبان وإدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ينص على انسحاب جميع القوات الأجنبية في الأول من مايو/أيار.

وأقر الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي بأنه سيكون "من الصعب" على بلاده الالتزام بهذا التاريخ مما أثار غضب طالبان التي حذرت من أن الولايات المتحدة ستكون "مسؤولة عن العواقب".

وحلف الاطلسي موجود بأفغانستان منذ نحو 20 عاما، لكنه قلص وجوده من 130 ألف جندي من 36 بلدا تشارك في عمليات قتالية إلى 9600 جندي اليوم.

وفي جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي (ربع سنوية) بشأن أوضاع أفغانستان، قالت المبعوثة الأممية الخاصة بأفغانستان ديبورا لايونز إن عددا من الدول الأعضاء لعبت دورا حيويا مؤخرا في اقتراح مبادرات جديدة لتنشيط عملية السلام.

وقالت لايونز إن على هذه المبادرات أن تكون مركزة ومتماسكة، وأن تعزز لا أن تقوض مفاوضات السلام الأفغانية الجارية بالدوحة.

في المقابل، دعت مندوبة أفغانستان لدى الأمم المتحدة عادلة راز حركة طالبان إلى ضرورة إظهار التزام قوي بالسلام وترجمته إلى أفعال.

وقد أشار متدخلون من دول عديدة، بينها فرنسا وكينيا والهند وروسيا، إلى ارتفاع منسوب العنف بأفغانستان، ودعوا لوقفه بشكل فوري واحترام القانون الدولي الإنساني، والوصول إلى مصالحة وطنية في أقرب الآجال.

المصدر : الجزيرة + وكالات