نيويورك تايمز: جورج نادر مستشار ولي عهد أبو ظبي سعى لنيل عفو ترامب وفشل

Lebanese-American businessman, 'Middle East Insight' magazine editor, and convicted sex offender George Nader speaks during an event sponsored by his magazine, Washington DC, March 18, 1999. (Photo by Ron Sachs/CNP/Getty Images)
جورج نادر سجن بالولايات المتحدة بتهم منها الاعتداء الجنسي على الأطفال (غيتي)

قالت صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times) إن جورج نادر -رجل الأعمال اللبناني المستشار السابق لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد- الذي أدين من قبل محكمة أميركية العام الماضي وحكم عليه بالسجن بتهم من بينها التحرش الجنسي بالأطفال، حاول طلب العفو من الرئيس السابق دونالد ترامب من خلال أحد المحامين المقربين منه يدعى ألان ديرشوفيتز.

وأكدت الصحيفة -في تقرير استقصائي للصحفيين كينيث فوجل ونيكولاس كونفيسوري- أن نادر الذي تآكلت تحالفاته القوية في الدائرة المقربة من ترامب خاصة بعد تعاونه مع تحقيق المحامي الخاص روبرت مولر بشأن التدخل الروسي في انتخابات 2016، لجأ إلى ديرشوفيتز الذي يتمتع برصيد كبير من التقدير لدى ترامب ويميل للدفاع عن قضايا لا تحظى بالشعبية ومثيرة للجدل.

وقد برز ديرشوفيتز كأحد المفضلين لدى ترامب -تضيف الصحيفة- منذ الأيام الأولى لرئاسته حيث كان شديد الانتقاد لتحقيقات مولر، كما تمت دعوته لكونه أحد أشد المؤيدين لإسرائيل للمشاركة في محادثات خاصة بالبيت الأبيض عام 2017 جمعت ترامب وصهره جاريد كوشنر ومسؤولين آخرين بشأن خطة للسلام في الشرق الأوسط.

وقد أخبر ديرشوفيتز الذي مثّل ترامب خلال محاكمته الأولى برلمانيا، من وصفتهم الصحيفة بـ"حلفاء جورج نادر" بأنه تواصل مع مسؤول في إدارة ترامب وآخر في الحكومة الإسرائيلية لمحاولة تقييم ما إذا كانوا سيدعمون خطة لإطلاق سراحه من أجل لعب دور ما وراء الكواليس بمحادثات السلام في الشرق الأوسط وما إذا كان ترامب قد يفكر في تخفيف عقوبته.

وساعد ديرشوفيتز في صياغة مقترح -يعتقد حلفاء نادر أنه كان مطروحا بالبيت الأبيض في الأيام الأخيرة من رئاسة ترامب- "لترحيل" نادر فور إطلاق سراحه من سجن في فرجينيا.

وبموجب الخطة المقترحة -تضيف الصحيفة- كان جورج نادر سيصعد بعد إطلاق سراحه مباشرة على متن طائرة خاصة وفرتها الإمارات للعودة إلى أبو ظبي، كونه يحمل الجنسية الإماراتية وعمل في الإمارة مستشارا مقربا لولي العهد محمد بن زايد.

مبتغى بعيد

وتؤكد نيويورك تايمز أنه نظرا لطبيعة الجرائم التي اقترفها جورج نادر -ومنها الاعتداء الجنسي على الأطفال- وتعاونه مع تحقيقات مولر، فإن محاولته للحصول على عفو ترامب كانت مبتغى بعيد المنال لم ينجح، لكن استعداد ديرشوفيتز للدفاع عنه وبذل مساع لإطلاق سراحه تظهر موقع هذا الأخير كوسيط "مطلوب بشدة" و"مؤثر" في قضايا نيل العفو الرئاسي في عهد الرئيس السابق.

يشار إلى أن جورج نادر كان واحدا من الشهود الرئيسيين في التحقيقات التي أشرف عليها روبرت مولر حول ما عرف بتدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، والتي فاز بها ترامب.

وكان نادر حلقة وصل بين فريق ترامب ومسؤولين روس قبيل تلك الانتخابات، وقالت تقارير إنه نظم لقاء في جزر سيشيل بين شريك لترامب ومسؤول روسي له علاقات قوية بالرئاسة الروسية.

كما كان يقدم نفسه -وفق مصادر إعلامية أميركية- كواحد من المقربين لمحمد بن زايد، الذي اعتبرته الصحيفة الحاكم الفعلي لدولة الإمارات، واعتقل مطلع يونيو/حزيران الماضي في مطار جون كينيدي الدولي في نيويورك، ومثل لاحقا أمام القضاء في الولاية نفسها قبل تحويله إلى محكمة فدرالية بولاية فرجينيا، حيث وجهت له أولى التهم.

المصدر : نيويورك تايمز