بعد 7 سنوات.. لماذا قرر بايدن وقف الدعم الأميركي لحرب اليمن؟

قرار بايدن مثل فرصة لإظهار حدوث تغيير ضخم من سياسة سلفه دونالد ترامب الخارجية كما أنه يبعث رسالة إلى السعودية مفادها أنه ينبغي عليها أن تحرص على عدم فقدان الدعم الأميركي للقضايا الأخرى ذات الأهمية

بايدن أعلن تعيين الدبلوماسي تيم ليندركينغ مبعوثا خاصا لحل الأزمة اليمنية (الأوروبية)

من واشنطن وقبل 7 سنوات أعلن السفير السعودي لدى الولايات المتحدة حينها عادل الجبير بدء الحرب في اليمن، وأمس الخميس وفي مقر وزارة الخارجية بواشنطن دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إنهائها ووقف الدعم وبيع الأسلحة للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية، كما أعلن بايدن تعيين الدبلوماسي تيم ليندركينغ مبعوثا خاصا لحل الأزمة اليمنية.

وكانت واشنطن قد أوقفت قبل سنوات تزويد الطائرات السعودية بالوقود في الجو، وأكد عدد من المراقبين أن السعوديين قد رأوا هذه الخطوة قادمة، فقد كانت وعدا لبايدن في حملته الانتخابية، وعليه ربما اتخذوا خطوات لتخفيف أي ضرر يلحق بعملياتهم العسكرية.

واعتبر ديفيد دي روش الخبير العسكري والمحاور في كلية الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون أنه من المرجح أن يكون السعوديون قد خزنوا قطع الغيار والذخائر (مثل الذخائر الموجهة بدقة) حتى يتمكنوا من مواصلة عملياتهم عندما تعلق إدارة بايدن عمليات نقل الأسلحة.

ورحب الكثير من أعضاء الكونغرس من الحزبين بقرار بايدن، حيث قال السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي في تغريده له إن "الإجراءات التي اتخذها الرئيس بايدن اليوم هي خطوة أولى حاسمة لوضع حد لهذا الكابوس".

دوافع محلية

ومثل قرار بايدن فرصة لإظهار حدوث تغيير ضخم من سياسة سلفه دونالد ترامب الخارجية، والتي لا تحظى بشعبية كبيرة داخل المؤسسات الأميركية، كما أنه يبعث رسالة إلى الحكومة السعودية مفادها أنه ينبغي عليها أن تحرص على عدم فقدان الدعم الأميركي للقضايا الأخرى ذات الأهمية الكبرى لها، وفقا لمراقبين.

وفي حديث مع الجزيرة نت، اعتبر الباحث في الشؤون الدولية بجامعة أكسفورد صامويل راماني أن قرار بايدن بتعليق الدعم للسعودية والتدخل العسكري الإماراتي في اليمن ليس مفاجئا، فمنذ مقتل جمال خاشقجي في عام 2018 تحول إجماع الحزبين في الكونغرس على حرب اليمن، وكان دونالد ترامب خط الدفاع الأخير عن السعودية.

وأضاف أن بايدن تعهد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الدعم الأميركي للتدخل العسكري السعودي في اليمن، وقد أصبح هذا القرار حتميا.

بدوره، رأى ديفيد ماك السفير الأميركي السابق لدى الإمارات العربية المتحدة والخبير حاليا بالمجلس الأطلسي في واشنطن أن قرار بايدن يعد استجابة لعدة تطورات قوية في الرأي العام الأميركي ومواقف الكونغرس، ولا سيما أن الصراع في اليمن معقد للغاية ويصعب على المواطن الأميركي ومعظم أعضاء الكونغرس فهمه.

وأضاف ما يعرفونه هو أن هذه الحرب مستمرة منذ سنوات طويلة، وأنها تنطوي على معاناة إنسانية كبيرة للشعب اليمني، ويعرفون أيضا أن السعودية هي الطرف الخارجي الرئيسي في الصراع، والحكومة السعودية الحالية لديها صورة سيئة للغاية فيما يتعلق بالعديد من القضايا الإنسانية، وعلى رأسها حرب اليمن.

وأكد ماك أنه لولا استخدام الرئيس ترامب حق النقض (الفيتو) لكان الدعم الأميركي قد انتهى قبل عام بسبب التصويت في مجلسي الكونغرس لصالح وقف دعم واشنطن للتحالف السعودي الإماراتي.

شبح إيران

وربط بعض المعلقين بين قرار بايدن وبين رغبه إدارته في العودة للتفاوض مع طهران بشأن قضايا الاتفاق النووي.

وفي حديثه مع الجزيرة نت، عبر صامويل راماني عن اعتقاده بأن قرار بايدن بإنهاء الدعم للتدخل العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن كان مستقلا إلى حد كبير عن تواصله مع إيران.

لكنه أشار إلى أنه سيتم النظر إلى هذه الخطوة على أنها إظهار لحسن النية تجاه إيران، ولكن إظهار حسن النية الأكبر سيكون عند إلغاء تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية.

من جهته، اعتبر ديفيد ماك أن واشنطن وطهران لديهما الكثير من القضايا الأكثر أهمية من اليمن.

وأضاف أن قرار بايدن لن يكسبه أي محاباة باتجاه إيران، ولكن من المحتمل أن المحافظين في طهران كان يروق لهم أن تتخبط كل من المملكة السعودية والولايات المتحدة في اليمن.

بدوره، رفض دي روش أي ربط بين قرار بايدن بشأن اليمن والانفتاح المتوقع تجاه إيران، وقال للجزيرة نت "لا أعتقد أن هناك رابطا بين رغبة بايدن في استرضاء إيران وقرار وقف دعم السعودية".

وأضاف أنه على الرغم من أن بايدن حريص على الانضمام مجددا إلى الاتفاق النووي فإنه لا يريد تقديم تنازلات مبكرة في هذه المفاوضات.

المصدر : الجزيرة