بعد إغلاق المنصات الرقمية الشهيرة.. أين يذهب أنصار ترامب المتطرفون؟

في أعقاب اقتحام مبنى الكابيتول قامت شركات أمازون وغوغل وآبل بحظر وإلغاء حسابات الآلاف من المتطرفين اليمينيين

The U.S. Capitol Building is stormed by a pro-Trump mob on January 6, 2021
أنصار ترامب خلال اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من الشهر الماضي (رويترز)

منذ انتهاء الانتخابات الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، انتشرت كثير من المواد المروّجة لنظريات المؤامرات والأكاذيب المتعلقة بنتائجها على مواقع وتطبيقات ذات شعبية كبيرة وسط المتطرفين اليمينيين وأنصار "سمو العرق الأبيض" من أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب.

وفي أعقاب اقتحام مبنى الكابيتول، قامت شركات أمازون وغوغل وآبل بحظر وإلغاء حسابات الآلاف من المتطرفين اليمينيين، وتبع ذلك حظر تطبيقات ذات شعبية بينهم، من أهمها تطبيق بارلر (parlor)، بسبب الشبهات حول لعبه دورا أساسيا في تنظيم خطط التجمع وأعمال الشغب التي وقعت في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي.

وتتنافس عده تطبيقات، منها غاب (GAP) وميوي (MeWe) وتليغرام (Telegram) ورامبل (Rumble) لملء الفراغ الذي مثله غياب تطبيق بارلر.

ودفعت أحداث اقتحام مبنى الكابيتول في محاولة لعرقلة تصديق الكونغرس على نتائج الانتخابات الرئاسية بحركة غير مسبوقة من أنصار ترامب؛ إلى بعض هذه المواقع.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "غاب" أنرو توربا إن نسبة المشتركين والمشاركة في الموقع ارتفعت بنسبة 40% في اليوم الذي اندلعت فيه أعمال شغب في مبنى الكابيتول.

ومثّل غاب -من خلال موقعه الإلكتروني- بديلا مناسبا للمشتركين السابقين في تطبيق بارلر، وجذب الفئات الأكثر راديكالية بين أنصار ترامب، إلا أن كثيرا من الشركات الكبرى حظرته خوفا من استخدامه في نشر دعوات القيام بأعمال عنف.

وبخلاف غاب، ظهرت العديد من تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى في يوم الاقتحام نفسه، وبعد ساعات من حظر موقع بارلر.

ومن أهم هذه التطبيقات:

ميوي

يعد تطبيق ميوي بديلا لفيسبوك، ويماثله من حيث تشكيل الصفحات وملفات كل مشترك، و"التايم لاين" (تسلسل زمني)، ويمكن النشر عليه ومشاركة الأخبار أو الفيديوهات وتلقي الرسائل.

ويشجع التطبيق بشدة على الانضمام والتفاعل في مجموعات، ويسهل تشكيلها، وهو ما ييسر بدوره التواصل بين أعضاء المجموعات المختلفة.

ويسهل التطبيق الاشتراك فيه، فلا توجد حاجة إلا لبريد إلكتروني فقط يمكن التحقق منه. وعلى عكس تطبيق بارلر اليميني الواضح، فإن مواضيع المجموعات في ميوي أكثر تنوعا، بدءا من الموسيقى إلى الغذاء إلى السياسة.

ويحافظ التطبيق على خصوصية وهوية المشتركين، وهو ما يفتح المجال أمام حوارات مثيرة دون اكتراث بأي قواعد.

وفي أعقاب الهجوم على مبنى الكابيتول، أصدر ميوي بيانًا يشير فيه إلى شروط خدمته، التي تحظر "التحريض على العنف"، ونشر المؤسس مارك واينشتاين أن التطبيق ليس موقعا يمكن لأي شخص الحديث فيه عن أي شيء، وحتى الآن لا يبدو أن ميوي هو بارلر الجديد، لكن تدفق المستخدمين الجدد يمكن أن يغير ذلك.

ووصل عدد المشتركين في تطبيق ميوي إلى 12 مليون مستخدم في نهاية عام 2020. وبعد مرور 3 أسابيع فقط على عام 2021، وبعد اقتحام مبنى الكابيتول؛ تقول الشركة إنها تجاوزت الآن 16 مليون مشترك.

ويعتبر رئيس الشركة أن هذه الشعبية شهادة على سبب إطلاقه ميوي عام 2016 كبديل لفيسبوك. ولا تسخر الشركة بيانات المستخدمين لبيع الإعلانات أو تحديد المحتوى الذي سيتم عرضه، وبدل ذلك يحقق ميوي أرباحا من خلال بيع الاشتراكات التي تعطي الأعضاء ميزات إضافية.

رامبل

تُعد منصة رامبل للفيديو بديلا لتطبيق يوتيوب، وهي أكثر خبثا وجرأة في نهجها، ولا يتطلب التسجيل إلا بريدا إلكترونيا، ويتم توجيه المشترك إلى "قنوات موصى بها" يمكن من خلالها متابعة شبكة فوكس (FOX) أو محطتي نيوز ماكس (NEWS MAX) و (ON NEWS) اليمينيتين.

كما تتبنى رامبل نهج بناء محتوى بهدف توليد إيرادات مالية للشركة، ولمستخدمي التطبيق كذلك، ويقوم المستخدمون بتحميل مقاطع الفيديو التي يتم ترخيصها بمقابل مادي مع مواقع شركات كبيرة مثل "ياهو" (Yahoo) أو "إن إس إن" (MSN)، ويتم إيداع الأموال مباشرة في حسابك معهم.

تليغرام

لجأ المتطرفون اليمينيون إلى تطبيق تليغرام باعتباره منبرا أخيرا لهم، مما يشير إلى تحول عن الأساليب التقليدية لهذه الجماعات في التنظيم في ظل اتباع نمط غير مركزي يفتقر لقيادة مركزية.

ويصل عدد مستخدمي تطبيق تليغرام إلى أكثر من نصف مليار مشترك، وهو تطبيق مراسلة في الأساس مثل واتساب. ومع ذلك يمكن للمستخدمين إنشاء غرف فرعية لإرسال وتلقي اتصالات مباشرة بين المشتركين. ويوجد لمنظمة "براود بويز" (PROUD BOYS) اليمينية أكثر من 32 ألف مشترك على تليغرام. وبسبب التزام التطبيق بأمان الرسائل المشفرة، فقد نجح في جذب كثيرين من أنصار ترامب اليمينيين ممن يرغبون في وجود غرف "دردشات سرية".

ويمكين (Wimkin)

وهناك عدة تطبيقات أقل شهرة مثل ويمكين، الذي يمزج بين فيسبوك وتويتر في الوقت ذاته. ويوفر التطبيق محتويات مختلفة، ويمكن الانفراد بغرف مغلقة بين بعض الأعضاء.

وليس مفاجأة أن يسعى المتطرفون من أنصار الرئيس السابق للبحث عن منصات بديلة، لكن هذه التطبيقات تفتقر حتى الآن إلى الإمكانات الواسعة التي تمتلكها فيسبوك أو تويتر، خاصة في ما يتعلق بالخوارزميات الثقيلة التي تحركها الإعلانات. لكن ربما تكون هذه البداية فقط، ومن الأسهل لها تلبية احتياجات جمهور صغير ومتجانس.

المصدر : الجزيرة