أحفاد الأمير عبد القادر الجزائري يرفضون إقامة تمثال له في فرنسا

تمثال للأمير عبد القادر في الجزائر العاصمة (الأوروبية)

أعرب أفراد من عائلة الأمير عبد القادر الجزائري عن رفضهم إقامة تمثال له في فرنسا وفقا لتوصية تقرير صدر الشهر الماضي للمؤرخ بنيامين ستورا بشأن الحقبة الاستعمارية في الجزائر.

وقال محمد بوطالب أحد أحفاد الأمير عبد القادر ورئيس مؤسسة تحمل اسمه (غير حكومية ومقرها الجزائر)، في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية للأنباء "نرفض تشييد تمثال للأمير بفرنسا التي سجن واحتجز فيها رهينة".

وتابع "أعددنا عريضة إلكترونية لجمع توقيعات لرفض المقترح الوارد في التقرير الفرنسي.. لأنه يصب في صالح فرنسا وليس الجزائر".

وأضاف أن "اسم الأمير الجزائري معروف عالميا ومكانته السياسية والنضالية لا تحتاج إلى تمثال في فرنسا التي احتلت بلاده 132 عاما".

والأمير عبد القادر أحد أعلام الجزائر، وهو مقاوم وسياسي وفيلسوف وشاعر، بايعه الجزائريون عام 1832 أميرا لمقاومة المستعمر الفرنسي.

وفي 20 يناير/كانون الثاني الماضي، سلم المؤرخ الفرنسي بنيامين ستورا تقرير "مصالحة الذاكرة" إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن ماضي بلاده الاستعماري في الجزائر، وتضمنت توصياته تشييد تمثال للأمير عبد القادر في فرنسا.

ولقي التقرير انتقادات واسعة لإحجامه عن اتخاذ موقف يقضي بتقديم اعتذار فرنسي عن الماضي الاستعماري. وعقب صدوره، جددت الرئاسة الفرنسية استبعادها "خيار التوبة والاعتذار" للجزائر.

من جهته، قال محمد بوطالب حفيد الأمير عبد القادر إن فرنسا تزعم أن الأمير جاء إليها من أجل السياحة، "لكن الحقيقة أنه تعرض في هذا البلد للسجن والاحتجاز رهينة ومحاولات اغتيال مع سجناء آخرين".

ودعا سلطات بلاده إلى التدخل من أجل وقف ما سماها "المناورة الفرنسية" لتزييف تاريخ أحد أبرز رموز المقاومة الجزائرية.

عريضة إلكترونية

وقبل أسبوع، أطلقت عتيقة بوطالب حفيدة الأمير عبد القادر عريضة إلكترونية لرفض إقامة تمثال للأمير بفرنسا تحت عنوان "لا لتدنيس الاسم ومكانة الأمير عبد القادر من قبل الدولة الفرنسية التي حنثت بالعهود".

وجاء في العريضة أن "الأمير ليس تراثا لا وريث له. إنه ملك للجزائر والشعب الجزائري ولكل الشعوب التي قاومت المشاريع الاستعمارية"، وأن المقترح الفرنسي يعد "محاولة اختطاف جديدة".

ووقع على العريضة حتى صباح اليوم الجمعة أكثر من 1600 من المؤرخين والباحثين والصحفيين والسياسيين.

يذكر أن الأمير عبد القادر سجن في فرنسا عام 1847 وظل أسيرا حتى عام 1852، ثم انتقل إلى إسطنبول، ومنها إلى دمشق التي أقام بها حتى وفاته عام 1883 عن عمر 76 عاما. وفي 1965 نقل جثمانه إلى الجزائر ودفن في مقبرة بالعاصمة.

المصدر : وكالة الأناضول