واشنطن ترحب بحوار دبلوماسي وكييف تحذر.. روسيا تواصل حشدها العسكري قرب أوكرانيا وبوتين يعلن "حدثا عظيما"

A satellite image shows Russian forces in Soloti, Russia, December 5, 2021. Picture taken December 5, 2021. Satellite Image ©2021 Maxar Technologies/Handout via REUTERS THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. NO RESALES. NO ARCHIVES. MANDATORY CREDIT. DO NOT OBSCURE LOGO
صورة بالأقمار الصناعية تظهر استمرار الحشد العسكري الروسي على الحدود مع أوكرانيا (رويترز)

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إجراء تجربة ناجحة لصاروخ تتجاوز سرعته سرعة الصوت بـ9 مرات، بالتزامن مع حديث موسكو عن مقترح من حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) بشأن حوار ثنائي لخفض التصعيد، في حين رحبت واشنطن وكييف ببدء حوار دبلوماسي مع روسيا.

ووصف بوتين عملية إطلاق صاروخ "تسيركون" بأنها كانت ناجحة ومن دون أي خطأ، مشيرا إلى أن الصاروخ هو أحدث ما لدى روسيا الآن، فهو قادر على إصابة الأهداف البحرية والأرضية معا.

وأضاف بوتين أن "عملية الإطلاق حدث عظيم" لروسيا، وخطوة مهمة لتعزيز أمن البلاد وزيادة قدراتها الدفاعية، على حد تعبيره.

في الأثناء، تحدثت موسكو عن مقترح من حلف الناتو بشأن حوار ثنائي يتعلق بالضمانات الأمنية، على الرغم من عدم تسلمها ردا على مقترحاتها بهذا الشأن.

واتهمت الخارجية الروسية السلطات الأوكرانية بعدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، واللجوء إلى القوة لحل النزاع في إقليم دونباس.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا إن تصريحات كييف بشأن سعيها إلى خفض التصعيد "كاذبة"، مؤكدة وجود 4 آلاف مشرف عسكري أميركي قرب خط التماس في إقليم دونباس.

كما أكدت زاخاروفا تلقي موسكو مقترحا من حلف شمال الأطلسي بشأن عقد قمة الشهر المقبل على مستوى مجلس روسيا-الناتو.

وشددت على استعداد موسكو لحوار مباشر مع الحلف بشأن مقترحاتها المتعلقة بالضمانات الأمنية.

حوار دبلوماسي

في المقابل، قالت الولايات المتحدة إنها مستعدة لبدء حوار دبلوماسي مع روسيا، اعتبارا من بداية الشهر المقبل عبر قنوات، بحسب ما أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض.

وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أنه لم يتم الاتفاق مع الروس بشأن زمان أو مكان اللقاء الجديد، مشيرة إلى أن بلادها ما زالت تبحث ذلك.

كما اعتبرت ساكي تصريحات الرئيس بوتين بشأن انتهاج السبل الدبلوماسية مشجعة، لكنها قالت إن العدوان الوحيد في المنطقة هو الوجود العسكري الروسي قرب أوكرانيا، مقابل الطابع الدفاعي لحلف الناتو.

ميدانيا، أفادت وكالة "بلومبيرغ" بأن روسيا تواصل حشد قواتها ومعداتها العسكرية بالقرب من حدود أوكرانيا، واستندت الوكالة لصور ملتقطة بالأقمار الصناعية نشرتها شركات غربية تعنى بهذا الشأن.

كما نشرت وكالة "أسوشيتد برس" صورا مماثلة تظهر ما قالت إنه حشد من دبابات وأنظمة مدفعية وبطاريات صواريخ باليستية قصيرة المدى، متمركزة بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.

الموقف الأوكراني

وكان المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية وصف تصريحات بوتين -بشـأن استعداد كييف لشن عملية عسكرية شرق البلاد- "بالخاطئة"، وأكد أن بلاده تسعى إلى السلام فقط، وأن موسكو لم تقدم أي ضمانات بعدم الغزو.

وشدد المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية على أنّ كييف متمسكة بوضوح، وملتزمة بالأدوات السياسية والدبلوماسية تجاه تسوية النزاع المسلح، وآخرها المقترحات التي قدمتها ضمن مجموعة الاتصال الثلاثية.

كما جددت كييف نفيها الاستعدادات للتحرك العسكري ضد الموالين لروسيا، مشيرة -في المقابل- إلى خرق الانفصاليين المتكرر لوقف إطلاق النار.

بدوره، قال وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا إن الردع هو الطريقة الصحيحة لجعل روسيا تهدئ تصعيدها.

وأضاف الوزير الأوكراني -في تغريدة عبر تويتر- أن السلام والأمن والاستقرار في أوروبا ليسوا طريقة مثلى للدفاع عن النفس، وإنما العمل الجماعي والاستباقي، على حد تعبيره.

صراع واسع

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن السعي لضم أوكرانيا إلى الناتو وظهور صواريخ بالقرب من الحدود الروسية يثيران مخاطر عسكرية كبيرة قد تصل إلى صراع واسع النطاق في أوروبا.

وأضاف -في تصريحات صحفية- أن نهج واشنطن غير الودي تجاه بلاده يخلق أجواء سامة، تحول دون التواصل الهادئ، واصفا التفاعل القائم بين روسيا والولايات المتحدة بغير الصحي، من حيث فرض العقوبات وتوجيه الاتهامات، وفق تعبيره.

كما قالت الخارجية الروسية إن كييف تستعد لحل أزمة دونباس بالقوة ولا سلام من دون تنفيذ اتفاق مينسك، مؤكدة أن الوضع على خط التماس في إقليم دونباس يتجه نحو مزيد من التدهور.

المصدر : الجزيرة + وكالات