بعد دعوتها كبار المستهلكين لاستخدام احتياطياتها الإستراتيجية.. واشنطن تبحث مع أوبك زيادة إمدادات النفط لخفض الأسعار

أكدت واشنطن أنها ناقشت مع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" (OPEC) زيادة إمداداتها من النفط لخفض الأسعار، بعد أن طلبت من كبار المستهلكين في العالم تحركا منسقا للسحب من الاحتياطيات الإستراتيجية، وتأتي التحركات الأميركية فيما تحاول إدارة بايدن احتواء الارتفاع الكبير بأسعار البنزين في الولايات المتحدة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي -خلال مؤتمر صحفي الخميس- إن واشنطن بحثت مع دول أوبك -بما فيها السعودية- ضرورة تزويد السوق بالنفط.

وأضافت ساكي أن الولايات المتحدة ناقشت كذلك مع الصين ودول أخرى احتمال القيام بسحب مشترك من الاحتياطيات النفطية، وأن أعضاء في فريق الرئيس جو بايدن للأمن القومي ناقشوا الحاجة إلى تلبية الطلب على الوقود.

وفي وقت سابق من العام الجاري، سعت إدارة بايدن إلى الضغط على منظمة أوبك من أجل زيادة المعروض النفطي في الأسواق العالمية للحد من ارتفاع الأسعار، لكن المنظمة لم تستجب لذلك، ويقول بعض كبار المصدرين إن زيادة الإنتاج ستؤثر سلبا على الاستثمار.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن طلب من كبار الدول المستهلكة للنفط -وفي مقدمتها الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند- استخدام جزء من احتياطياتها الإستراتيجية لتهدئة السوق.

ووفقا لوكالة رويترز، فإنها المرة الأولى التي تطلب فيها الولايات المتحدة من الصين القيام بتحرك منسق للسحب من المخزونات الإستراتيجية لمواجهة ارتفاع الأسعار.

وبينما التزم تحالف "أوبك بلس" (+OPEC) -الذي يضم بالإضافة إلى دول أوبك روسيا ومنتجين آخرين- الصمت امتنعت اليابان عن اتخاذ أي خطوة، في حين قالت كوريا الجنوبية إنها تدرس الأمر.

واليوم الجمعة قال مصدران مطلعان إن التزام تحالف "أوبك بلس" بتخفيضات إنتاج النفط بلغ 116% في أكتوبر/تشرين الأول الماضي ارتفاعا من 115% في سبتمبر/أيلول.

وتقول رويترز إن هذا يشير إلى أن المجموعة تواصل الإنتاج في إطار الأهداف المتفق عليها.

وفي الصين، قال مكتب الاحتياطي الحكومي إنه يعكف على استخدام بعض احتياطياته من النفط الخام، دون أن يعلق على الطلب الأميركي.

تحقيق مع الشركات

وتسعى إدارة بايدن إلى تهدئة المستهلكين الغاضبين داخل الولايات المتحدة، إذ قررت فتح تحقيق مع شركات للنفط والبنزين يشتبه في تلاعبها لإبقاء أسعار الوقود مرتفعة.

ويشكو المستهلك الأميركي من ارتفاع حاد ومفاجئ بأسعار البنزين في جميع الولايات الأميركية.

وتجاوز سعر الغالون الواحد في ولاية كاليفورنيا 4 دولارات، وهي سابقة لم تشهدها الولايات المتحدة منذ 7 سنوات على الأقل.

وانعكس هذا الوضع على سياسات الرئيس جو بايدن الذي تراجعت شعبيته في استطلاعات الرأي، فيما يرى بعض الأميركيين أن منظمة أوبك مسؤولة أيضا عن هذا الوضع.

وبالإضافة إلى العامل الرئيسي المتمثل في ارتفاع أسعار النفط عالميا هناك عوامل أخرى أدت إلى زيادة أسعار البنزين بصورة كبيرة في الولايات المتحدة، من بينها تداعيات الإعصار "آيدا" (Ida) الذي فرض على عدد من الشركات الأميركية جنوبي البلاد إغلاق مصافي تكرير النفط وتوزيعه.

وارتفعت أصوات من داخل الكونغرس تطالب الرئيس بايدن باستغلال جزئي للمخزون الإستراتيجي من النفط لتخفيف العبء عن المواطنين، معتبرين أن هذه الخطوة ستعيد التوازن بين العرض والطلب ولو مؤقتا.

أسعار النفط

في الأثناء، استقرت أسعار النفط اليوم الجمعة مع توقف المستثمرين بعد يوم شهد تقلبات شديدة أثارتها إمكانية القيام بتحرك منسق من قبل اقتصادات العالم الكبرى للسحب من مخزوناتها الإستراتيجية من النفط.

فخلال تداولات اليوم في الأسواق الآسيوية ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتا (0.3%) إلى 81.52 دولارا للبرميل بعد تراجعها إلى أدنى مستوياتها في 6 أسابيع أمس الخميس، قبل أن تحول المسار وتغلق مرتفعة 1.2%.

وكانت الأسعار انخفضت خلال تداولات أمس إلى 79.28 دولارا، وهو أدنى مستوى لها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ووصلت الأسعار إلى أعلى مستوياتها في 7 سنوات الشهر الماضي مع تركيز السوق على الارتفاع السريع في الطلب الذي تزامن مع رفع الإغلاق الذي كان قائما بسبب وباء كورونا وتعافي الاقتصادات في مواجهة زيادة بطيئة في الإمدادات من منظمة أوبك وحلفائها ضمن تجمع "أوبك بلس".

المصدر : الجزيرة + وكالات