أزمة شرق المتوسط.. الأوروبيون يبحثون التصعيد وأثينا تصدق على الاتفاق مع مصر وتركيا تحذر اليونان

يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا لمدة يومين في العاصمة الألمانية برلين، وسط أزمة متصاعدة بين تركيا واليونان حول مناطق متنازع عليها في شرق البحر الأبيض المتوسط، ومخاوف من اندلاع مواجهات عسكرية بين الطرفين.

ويناقش الاجتماع الوضع في بيلاروسيا والتوتر في شرق المتوسط، وسط مخاوف من تحول النزاع بين العضوين في حلف الأطلسي -تركيا واليونان- إلى مواجهة عسكرية.

واستبقت ألمانيا الاجتماع الأوروبي بالدعوة إلى وقف المناورات البحرية في شرق المتوسط، لفسح المجال أمام بدء محادثات بين البلدين.

البرلمان اليوناني يصدق على ترسيم الحدود

وصدّق البرلمان اليوناني -مساء الخميس- على اتفاق ثنائي بشأن ترسيم حدود المناطق البحرية بين اليونان ومصر في شرق البحر المتوسط، وهو اتفاق أغضب تركيا وسط تصاعد التوترات بين أنقرة وأثينا.

وتم التصديق على الاتفاقية بتأييد أغلبية النواب في البرلمان اليوناني. وقد تم التوصل للاتفاق بين البلدين هذا الشهر، وصدق عليه بالفعل البرلمان المصري.

وأثار الاتفاق بين أثينا والقاهرة غضب تركيا التي تقول إنه يتعدى على جرفها القاري. كما أنه يتداخل أيضا مع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وحكومة الوفاق المعترف بها دوليا في ليبيا العام الماضي، والذي وصفته اليونان بأنه غير قانوني.

تمديد مهمة سفينة "عروج ريس"

وأعلنت تركيا الخميس تمديد مهمة سفينة "عروج ريس" التركية للأبحاث شرقي البحر المتوسط 5 أيام إضافية، تنتهي الثلاثاء القادم.

وأعلنت البحرية التركية -في إشعار بحري (نافتيكس)- أن "أنشطة المسح الزلزالي ستجري من 27 أغسطس/آب الجاري حتى الأول من سبتمبر/أيلول القادم".

ونافتيكس هو اختصار لمصطلح الرسائل النصية البحرية، وهو جهاز يرسل إشعارات دولية للبحارة، من أجل التنبيه والتواصل مع السفن المبحرة في عرض البحر.

ويقوم الجهاز بالتنبيه في حالة وجود خطر، كما يبعث رسائل حول الحوادث وتوقعات الأرصاد الجوية وأنشطة البحث والإنقاذ.

وعند نشر رسائل من جانب إدارة الملاحة البحرية الهيدروغرافية وإدارة علوم المحيطات، تستقبل السفن هذه الرسائل عبر أجهزة نافتيكس.

وكانت أنقرة أرسلت سفينة المسح الزلزالي "عروج ريس" -التي ترافقها سفن حربية- إلى مياه تطالب بها اليونان في 10 أغسطس/آب الجاري، ومددت فترة المهمة الأحد الماضي، قبل أن يعاد اليوم تمديدها مرة أخرى.

أكار لليونان: ردّنا معروف إذا انتهكتم حدودنا

وهدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار -اليوم الخميس، في حديث مع وكالة الأناضول- اليونان بقوله "إذا انتهكتم حدودنا فردّنا معروف"، مؤكدا أن بلاده تدعم الحوار دائما ولا ترغب في حدوث ذلك.

وذكر أكار أن تركيا منفتحة على الحوار لحل المشاكل العالقة في بحر إيجه، وأنها تريد السلام والرخاء، ولكنها في الوقت نفسه لا تفرّط في حقوقها.

وأوضح أن حلّ المشاكل العالقة بين تركيا واليونان يكون عبر اللقاء والحوار، وليس باللجوء إلى فرنسا والاتحاد الأوروبي.

وأضاف أنه إذا اتخذ المسؤولون اليونانيون قرارا إيجابيا خلال الأيام القادمة، فسنكون سعداء باستضافتهم، كما أكد أن بلاده لن تسمح باغتصاب قطرة واحدة من مياهها الإقليمية.

وحذّر من اختبار قوة تركيا، مشددا على أن بلاده مصممة على صون حقوقها وحماية مصالحها.

وكشف عن إجراء مناورات بحرية شرقي البحر الأبيض المتوسط، تتضمن التدريب على إطلاق النار بالذخيرة الحية في الأول والثاني من سبتمبر/أيلول المقبل، وأوضح أن منطقة المناورات تقع جنوب مدينة إسكندرون في محافظة هاتاي (جنوبي تركيا).

وأكد أكار أنه لا يمكن القبول بمنطق اليونان القائل إن لها الحق في كل شيء وإقصاء حقوق تركيا، وأبدى استغرابه من منح جزيرة ميس مناطق صلاحية بحرية بمساحة 40 ألف كيلومتر مربع، وهي تبعد عن تركيا كيلومترين فقط، وعن اليونان نحو 600 كيلومتر.

من جانب آخر، أشار أكار إلى أن سفينة "عروج ريس" تقوم بأعمال البحث والتنقيب بشكل سلمي، وداخل المياه التركية، في إطار حقوق بلاده المشروعة.

ولفت إلى أن عرقلة أعمال القوات التركية عبر إجراء مناورات شرقي البحر الأبيض المتوسط حلم بعيد المنال.

وتساءل: ما معنى إجراء مناورات عسكرية والإتيان بالطائرات والسفن لمواجهة ذلك؟ مؤكدا أن التصعيد لا يخدم أحدا، وأن تركيا لا تطمع في أرض أو مياه أو حقوق لأي دولة.

جهود ألمانية للتهدئة

من جهته، طالب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس تركيا واليونان بوقف مناوراتهما العسكرية في شرق البحر المتوسط.

وفي مستهل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، قال السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي -في برلين اليوم الخميس- إن هذا هو الشرط لإجراء محادثات مباشرة حول ادعاءات ملكية مناطق في شرق المتوسط بين الدولتين المنتميتين إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وقال ماس "بالتأكيد لن يجلس الجانبان إلى الطاولة عندما تتواجه السفن الحربية في شرق البحر المتوسط".

بدوره، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي كلا من اليونان وتركيا إلى الحوار وخفض التصعيد.

وكان النزاع بين البلدين تأجج بسبب أعمال التنقيب عن الغاز الطبيعي من جانب تركيا قبالة جزر يونانية في شرق المتوسط، إذ تقوم سفينة الأبحاث التركية "عروج ريس" بالتنقيب عن الغاز هناك وترافقها سفن حربية تابعة للبحرية التركية.

وتتهم أثينا تركيا بالتنقيب بشكل غير مشروع عن الغاز الطبيعي قبالة جزرها، وتردّ تركيا بأن هذه المياه تنتمي إلى الجرف القاري التركي، ومن ثم فإن لها الحق في التنقيب عن الغاز فيها.

المصدر : الجزيرة + وكالات