إدارة ترامب تبحث خيارات مواجهتها.. من هي كتائب حزب الله العراقي؟

العراقيون يشيعون سليماني والمهندس والبرلمان يناقش إنهاء الوجود الأميركي بالعراق
أنصار حزب الله العراقي أثناء تشييع المهندس وسليماني في بغداد (الجزيرة)

عاد حزب الله العراقي إلى واجهة الأحداث بعدما كشف مسؤول أميركي في تصريحات نقلتها صحيفة واشنطن بوست عن مؤشرات تفيد بأن هذه الكتائب تسعى لمهاجمة القوات الأميركية، وأنها أصبحت أكثر جرأة، في وقت تبحث فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب خيارات المواجهة.

ومؤسس الكتائب هو أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الذي قتل مع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في غارة جوية قرب مطار بغداد في 3 يناير/كانون الثاني الماضي، وتتحدث تقارير عن أنه كان قائدها الفعلي منذ تأسيسها في أبريل/نيسان 2007 وحتى مقتله.

ونهاية فبراير/شباط الماضي أدرجت واشنطن الأمين العام للكتائب أحمد الحميداوي في لائحة الإرهاب، بعد أكثر من عشر سنوات على تسمية هذه الكتائب بوصفها "تنظيما إرهابيا" عام 2009.

وتتميز كتائب حزب الله العراقي بقدرات عسكرية كبيرة، وتعد من الفصائل الرئيسية التي تشن الهجمات على قوات التحالف الدولي والمصالح الأميركية.

وتصف كتائب حزب الله نفسها بأنها "تشكيل جهادي إسلامي مقاوم"، ووفقا لموقعها الرسمي، فإن هدفها "تحقيق حاكمية الإسلام التي تمثل ولاية الفقيه الطريق الأمثل لتحقيقها"، في إشارة إلى مبدأ ولاية الولي الفقيه المعتمد رسميا في نظام الحكم بإيران.

وتنضوي الكتائب تحت هيئة الحشد الشعبي الذي تأسس بعد اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية أجزاء واسعة من شمال وشمال غرب العراق 2014، ويضم 72 تشكيلا مسلحا ترتبط بمكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية، وهو نفسه رئيس الوزراء.

‪‬ قوات التحالف بقيادة أميركا انسحبت من ثلاث قواعد هذا الشهر(الأناضول)
‪‬ قوات التحالف بقيادة أميركا انسحبت من ثلاث قواعد هذا الشهر(الأناضول)

قدرات عالية
وتتميز كتائب "حزب الله" عن غيرها من تشكيلات الحشد الشعبي بامتلاكها قدرات قتالية عالية اكتسبتها من عملها المسلح ضد القوات الأميركية منذ تأسيسها عام 2007 وحتى نهاية 2011 تاريخ الانسحاب الأميركي من العراق، كما أنها تمتلك قدرات عالية على تطوير وتصنيع واستخدام الصواريخ الباليستية، بالتنسيق مع وحدات استخباراتية تابعة لها.

وتفيد تقارير (غير رسمية) بأن ما لا يقل عن سبعة آلاف مقاتل يتسلمون رواتبهم من هيئة الحشد الشعبي تتشكل منهم كتائب "حزب الله"، ويتوزعون على عدة كتائب مسلحة تنتشر غربي العراق على الحدود السورية ومناطق عراقية أخرى، إضافة إلى سوريا، حيث تمتلك أكثر من 1500 مقاتل.

وتؤكد تقارير غربية أنها تعمل باستقلالية كاملة عن الوحدات الأخرى المرتبطة بهيئة الحشد الشعبي.

وتضطلع كتائب "حزب الله" بالجهد الأكبر في الصراع غير المباشر بين واشنطن وطهران اللتين اتخذتا العراق ساحة لتصفية حساباتهما عبر مواجهة "شبه مفتوحة" بين الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي من جهة، وإيران عبر الفصائل الموالية لها من جهة أخرى.

ومن المتوقع أن تشهد ساحة الصراع الأميركي الإيراني في العراق تصعيدا في حدة الهجمات التي تشنها الفصائل الشيعية في الفترة المقبلة، مع احتمال لجوء الولايات المتحدة إلى سياسات جديدة تتخطى رد الفعل إلى سياسة أكثر ردعا تهدف في النهاية إلى حماية الوجود الأميركي في العراق عبر تقويض القدرات الهجومية لهذه الفصائل -خاصة كتائب "حزب الله"- من خلال ضربات استباقية.

ولا تمتلك الولايات المتحدة ما يكفي من القدرات الأساسية اللازمة لحماية جنودها ومصالحها في العراق ومنع هجمات القوات الحليفة لإيران والتي قتلت وأصابت عددا من الجنود، وتحاول واشنطن لمنع ذلك مستقبلا إعادة نشر قواتها، وتقليص أماكن وجودهم في أقل عدد من القواعد "المشتركة" مع القوات الأمنية العراقية، وبالفعل انسحبت القوات الأميركية من ثلاث قواعد عسكرية هذا الشهر، آخرها قاعدتها الجوية في كركوك.

وأفادت تقارير في 11 مارس/آذار الجاري نقال عن مسؤولين أميركيين بأن واشنطن تعتزم إدخال منظومات دفاع جوي مضادة للطائرات المسيرة، ومنظومات أخرى مضادة للصواريخ الباليستية، لحماية القوات والمصالح الأميركية في العراق من أي هجمات.

المصدر : وكالة الأناضول