رجل الظل يخرج إلى النور.. من هو "أبو فدك" خليفة المهندس بالعراق؟

Members of Iraqi Popular Mobilization Forces (PMF) stand guard at Popular Mobilization Forces Media Center in Baghdad, Iraq July 2, 2019. REUTERS/Khalid Al-Mousily
الحشد الشعبي مؤسسة عسكرية منضوية تحت الجيش العراقي (رويترز)

منذ مقتل جمال جعفر الملقب (أبو مهدي المهندس) نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق بضربة جوية أميركية مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، مع قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، على طريق مطار بغداد الدولي، سادت حالة من الترقب لمعرفة الشخصية التي ستخلف المهندس في هيئة الحشد. 

وعلى طريقة صعود القادة العسكريين المرتبطين بإيران، فلا شك أن الشخص المرتقب سيكون من طبقة رجال الظل نادري الظهور الإعلامي قليلي الصور الذين تحوطهم السرية ويحملون ألقابا حركية، ومن الذين يمتلكون تاريخا عسكريا لا يخلو من عمليات ضد القوات الأميركية، فضلا عن المشاركة بمعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية وعمليات إستراتيجية أخرى، فكان "الخال" هو الخليفة الرسمي للمهندس.

مواقع التواصل تناقلت هذه الصورة لأبو فدك
مواقع التواصل تناقلت هذه الصورة لأبو فدك

أبو فدك
أعلنت قيادة الحشد الشعبي الخميس الماضي تعيين "أبو فدك" رئيسا لهيئة أركان الهيئة خلفا للمهندس.

وقال أبو علي البصري نائب معاون رئيس الهيئة في تصريح صحفي "هيئة الحشد الشعبي عقدت اجتماعا واتفقت من خلاله على تعيين القيادي عبد العزيز (أبو فدك) بمنصب رئيس الأركان خلفا للمهندس".

وأضاف "القائد العام للقوات المسلحة سيوقع الأمر الديواني بتعيينه خلال اليومين المقبلين، وفق تبليغ رسمي ورد إلى هيئة الحشد الشعبي".

وتشير معلومات من مصادر مطلعة إلى أن الاتفاق على تعيين أبو فدك جرى من خلال لجنة ضمت ست شخصيات من الحشد إلى جانب أبو فدك، وبإشراف من الحرس الثوري الإيراني.

وبحسب المصادر التي تحدثت للجزيرة نت فإن "اللجنة ضمت كلا من أبو فدك، أبو علي البصري، أبو منتظر الحسيني، أبو إيمان الباهلي، أبو آلاء الولائي، ليث الخزعلي، وأحمد الأسدي، وانتهت باختيار أبو فدك". 

أبو فدك (يسار) يتلقى تحية خاصة من سليماني (مواقع التواصل)
أبو فدك (يسار) يتلقى تحية خاصة من سليماني (مواقع التواصل)

"الخال"
حرص "أبو فدك" على عدم الظهور الإعلامي، مع اختيار عدة أسماء حركية لضمان أكبر قدر من السرية والغموض لتحركاته وارتباطاته، بينها لقب "الخال" الذي ظهر على جدران السفارة الأميركية بعد اقتحام محيطها في ديسمبر/كانون الأول الماضي، على يد جمهور الحشد والفصائل المسلحة.

واتهم متظاهرون أبو فدك بالمسؤولية عن مهاجمة محتجين على جسر السنك في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بالسلاح والمولوتوف، بعد ظهور لقب "الخال" أيضا على كراج السنك الذي اتخذه المعتصمون مقرا لهم.

ويقول عنصر بالحشد الشعبي إن اسمه الحقيقي عبد العزيز المحمداوي، وهو أحد أبرز قيادات كتائب حزب الله في العراق، وقائد عمليات الكتائب في جرف الصخر ضد تنظيم الدولة عام 2014.

وأضاف المصدر -الذي لم يذكر اسمه للجزيرة نت- أن المحمداوي انتقل بعد جرف الصخر إلى محافظة صلاح الدين (شمال بغداد) وقاد عمليات كتائب حزب الله ضد تنظيم الدولة من قضاء بيجي، مبينا أن أبو فدك مقرب جدا من فصائل عراقية قاتلت بسوريا بينها "عصائب أهل الحق، حركة النجباء، كتائب الإمام علي".

المهندس اغتالته واشنطن مطلع الشهر الماضي قرب مطار بغداد برفقة سليماني (رويترز)
المهندس اغتالته واشنطن مطلع الشهر الماضي قرب مطار بغداد برفقة سليماني (رويترز)

وتابع قوله إن أبو فدك لا يحظى بتأييد الفصائل التي تشكلت بعد فتوى الجهاد الكفائي ضد تنظيم الدولة، أبرزها فصائل العتبتين الحسينية والعباسية (لواء علي الأكبر-فرقة العباس القتالية).

وبحسب مصادر مطلعة بالحشد الشعبي، عبرت مجموعة فصائل مسلحة عن اعتراضها على تعيين المحمداوي خليفة للمهندس.

وتقول إن أربعة ألوية بالحشد (فرقتي العباس والإمام علي القتاليتين ولواء علي الأكبر وأنصار المرجعية) ترى أن "تعيين نائب لرئيس هيئة الحشد يحتاج سياقات غير متوفرة حاليا" الأمر الذي قد يؤخر تسلم أبو فدك مهامه.

منظمة بدر
يقول الخبير الأمني هشام الهاشمي للجزيرة نت إن (الخال) المحمداوي لديه صحبة طويلة مع سليماني، وتنظيميا عمل مع منظمة بدر عام 1983، وكلف بمهام الاستخبارات لمنظمة بدر مساعدا لهادي العامري.

وأضاف الهاشمي أن الخال رفض عام 2004 التخلي عن السلاح، وشكل مجاميع خاصة لمقاومة الأميركان مرتبطة ماليا بمنظمة بدر. وعام 2006 عاد للعمل مع المهندس وارتبطت مجاميعه مع مكتب سليماني وشكل تنظيم كتائب حزب الله بمباركة سليماني والمهندس والقيادي بحزب الله اللبناني عماد مغنية (اغتيل عام 2008 بدمشق) كمجموعات خاصة عالية التدريب والتجهيز لقتال الأميركيين.

المصدر : الجزيرة